من اول من سل سيف في سبيل الله

من اول من سل سيف في سبيل الله من الصحابة والذي كان من السابقين إلى الإسلام، وقد رافق النبي طيلة فترة حياته وكان له دور بارز في عهد الخلفاء الراشدين، من هذا المنطلق سوف نسلط لكم الضوء من خلال سطورنا التالية في موقع المرجع من هو أول من سل سيف في سبيل الله، ونرفق لكم من هو الزبير بن العوام، ونذكر تفاصيل إسلامه وأعماله في عهد النبي، وفي عهد الخلفاء الراشدين، ورواية مقتله، وروايته للحديث الشريف.

من اول من سل سيف في سبيل الله

إن أول من سلَّ سيفٌ في سبيلِ الله هو الزبير بن العوام ابن صفية عمّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو صحابي من صحابة الرسول، وابن أخ زوجة النبي خديجة بنت خويلد، الزبير هو ابن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي وكان يطلق عليه لقب حواريّ رسول الله، وهذا لما قاله عنه النبي المصطفى: “إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ”، كما أنه أحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان أحد أصحاب الشورى الستة الموكلين من قبل الخليفة عمر بن الخطاب لاختيار خليفة بعد عمر، وقد بويع ولده عبد الله بن الزبير كخليفة ولم يمكث طويلاً، وابنه زوج أسماء بنت أبي بكر المُلقّبة بذات النطاقين، وقد هاجر الهجرتين مع النبي إلى الحبشة، وإلى المدينة. 

شاهد أيضًا: من هو زوج اسماء بنت ابي بكر

إسلام الزبير بن العوام

يُقال إن الزبير بن العوام أسلمَ وهو ابن ستة عشر عام، وقيل ابن اثنتي عشرة سنة، وقيل ابن ثماني سنوات، وقد أسلم بعد أبو بكر الصديق، وقيل عنه أنه رابع أو خامس من أسلم بالنبي، وقد هاجر إلى الحبشة لكنه سرعان ما عاد ولم يطل الإقامة بها، بعدها تزوج من ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر وهاجرا معاً إلى يثرب، والتي سميت بالمدينة المنورة، وأنجبت له عبد الله بن الزبير وكان أول مولود للمسلمين في المدينة، وقد شارك الزبير في جميع الغزوات التي قام بها النبي، وكان قائد الميمنة في غزوة بدر، وفي فتح مكة كان يحمل إحدى رايات المهاجرين الثلاث، وكان أحد الذين بعثهم عمر بن الخطاب في فتح مصر مدد لعمرو عمرو بن العاص، وهو من خرج إلى البصرة مطالباً بالقصاص لقتلة عثمان بن عفان، وقد قتله عمرو بن جرموز في موقعة الجمل.

الزبير بن العوام في عهد النبي

شارك الزبير بن العوام في جميع الغزوات والمشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ضمن الفرسان وقد أصيب في جسمه عدة مرات طعن بالسيف ورمي بالرمح، وكان به أكثر من ثلاثين طعنة، وقد قيل بأن النبي محمد كان يرمي له أربع سهام سهم له واثنين لفرسه وسهم من سهام ذوي القربى، ففي غزوة بدر جعله النبي قائد على ميمنة الجيش، وكان الزبير يرتدي عمامة صفراء يوم بدر فنزلت الملائكة تقاتل معهم وهي ترتدي عمامة صفراء، وقد شهد الزبير غزوة أحد حيث كان من الذين انتدبهم النبي حتى يتتبعوا جيش قريش بعد الانتهاء من المعركة، وقد شهد غزوة الخندق قتل فيها نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي، وقد شارك الزبير في غزوة خيبر وقتل ياسر بن أبي زينب اليهودي أخا مرحب فيها، وفي فتح مكة أرسله النبي ليمسكوا المرأة التي كانت تحمل رسالة حاطب بن أبي بلتعة، فذهبا وأمسكا بها في “روضة خاخ” التي تبعد اثني عشر ميل عن المدينة، وهددوها بالتفتيش فسلمتهم الكتاب، وقل حمل أحد رايات المهاجرين الثلاث في فتح مكة، وكان الزبير على المجنبة اليسرى.

الزبير بن العوام في عهد الخلفاء الراشدين

كان الزبير من جملة حراس الذين كانوا يحرسون المدينة، بعد وفاة النبي، بسبب ارتداد عدة قبائل من العرب بعد موت النبي، وطمع الكثير من القبائل العربية في اجتياح المدينة، فقام الخليفة أبو بكر الصديق بتكليف أنقاب المدينة ليبيتوا ويحرسوا المدينة، وكان من بينهم علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وقد قاتل الزبير في حروب الردة مع أبي بكر الصديق، وبعدها خرج للقتال بالشام.

مقتل الزبير بن العوام

كان الزبير أحد أنصار عثمان بن عفان، فعندما قتل ندم هو وأصحابه على عدم مساعدتهم له، فقرروا الثأر له، وبويع بعدها علياً بن أبي طالب بالخلافة، طلبوا منه تعجيل القصاص بحق من قتل الخليفة عثمان بن عفان، واقترح مع طلحة الخروج إلى البصرة والكوفة، لكن الإمام علي أمرهما بالتريث، وبعد مرور أربعة أشهر على مقتل الخليفة عثمان، كان الزبير وطلحة معتمرين في مكة ودعوا الناس إلى الثأر لعثمان، ثم قررا الخروج للبصرة ثم إلى الكوفة، ليستعين بهم ضد قتلة الخليفة، وبعد أن وصلوا مشارف البصرة، أرسل إليهم عثمان بن حنيف الأنصاري والي البصرة لمعرفة سبب قدومهم، فمنعهما من دخول البصرة إلى أن يأتي علي بن أبي طالب، فخطب طلحة والزبير بالناس فأيدهم أصحاب الجمل، ورفضهما أصحاب عثمان بن حنيف، وخطبت عائشة بالمعسكرين فثبت معها أصحاب الجمل، وفرقة من أصحاب عثمان بن حنيف، وجاء حكيم بن جبلة العبدي ونشب بينهم قتال، فقتل منهم عدد كبير، واستطاعوا السيطرة على البصرة، بعد أن قتلوا سبعين رجل من الذين شاركوا في قتل عثمان، وتوجه إلى بيت المال وأخلى سبيل عثمان بن حنيف، وبعد أن قتل طلحة بن عبيد الله بعد أن أصابه سهم، وانصرف الزبير عن القتال، بعد أن أقنعه الإمام علي، وعندما عاد الزبير إلى المدينة لحق به ابن جرموز بوادي السباع فقتله عندما كان يصلي، وعندما أُتي به مقتولاً إلى الإمام عليه بكى عليه.

شاهد أيضًا: من هو ثاني رجل أسلم بعد أبو بكر الصديق

الزبير بن العوام ورواية الحديث

كان الزبير مقلٌ في رواية الأحاديث النبوية، لأنه كان يخاف من أن يخطئ في الرواية؛ فيكون بذلك كذب بكلامه عن النبي، وقد سأله ابنه عبد الله بن الزبير عن سبب عدم روايته الأحاديث عن النبي فأجابه بأنه لم يفارق النبي يوماً، وقد قال النبي إن من يكذب بكلام عن الرسول متعمداً سوف يتبوأ مقعده في النار، وقد روى عدة أحاديث عن الرسول، وحدث عنه بنوه: عبد الله، ومصعب، وعروة، وجعفر، ومالك بن أوس بن الحدثان، والأحنف بن قيس، وعبد الله بن عامر بن كريز، ومسلم بن جندب، وأبو حكيم مولاه، وأم عطاء وآخرون، وقد اتفق البخاري ومسلم على حديثين له، والبخاري انفرد له بأربعة أحاديث، ومسلم انفرد له بحديث.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا لهذا اليوم الذي كان يحمل عنوان من اول من سل سيف في سبيل الله، وأرفقنا لكم من هو الزبير بن العوام، وذكرنا تفاصيل إسلامه وأعماله في عهد النبي، وفي عهد الخلفاء الراشدين، ورواية مقتله، وروايته للحديث الشريف.

المراجع

  1. marefa.org , الزبير بن العوام , 14/01/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *