من مظاهر عناية الاسلام بالاسرة

من مظاهر عناية الاسلام بالاسرة، التي هي نواة المجتمع الإسلامي وبدونها لم يكن هنالك أي بناء في المجتمعات، وقد اهتم الإسلام بالحفاظ على الأسرة وجعل لها مميزات وواجبات وحقوق، وهذا من شأنه أن يعلي شأن المجتمعات الإسلامية، فالأسرة يجب أن تقوم على كل حب وإخاء ورعاية وتوافق وبدون ذلك فقد يحصل التفكك الأسري الذي بات في مجتمعاتنا في الوقت الحالي، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على قيمة الأسرة قبل الإسلام، ومن مظاهر عناية الإسلام بالأسرة، وما هي الحكمة من عناية الإسلام للأسرة وكل ذلك في هذا المقال.

قيمة الأسرة قبل الإسلام

إن الأسرة في بدايتها كانت تنال جميع أشكال الظلم والعنف والتعسف، فكانت الأسرة قائمة على كلمة الرجل أو الذكر، والكلمة منه لا تراجع فيها، وفي المقابل جعلوا المرأة بلا رأي أو مكانة أو قيمة لها في بناء الأسرة، فقد لاقت أشكال عديدة من الظلم؛ فقد كانت تزوج وتمنع من الزواج على حسب رأي الرجل، وكان الأطفال والنساء لا يرثون إنما الرجل هو الوريث الوحيد، وتعدى ذلك الأمر إلى وأد البنات والنظر إليهم بكل عار وخزي، حيث قال تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ*يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}،[1] فكانت الأسر والقبائل قبل الإسلام مليئة بأشكال التعصب والتناصر ولو في مسائل الظلم، إلى أن جاء الإسلام ورفع من شأن الأسرة واهتم ببنائها على الدين الإسلامي السليم.[2]

شاهد أيضًا: من مصادر دخل الاسرة

من مظاهر عناية الإسلام بالأسرة

اعتنى الإسلام بالأسرة وجعل لها المكانة والأهمية الكبرى، وحث على بنائها بالشكل السليم الذي يعود على المجتمع بشتى أشكال التقدم والتقدم في الطريق الصحي، ومن مظاهر عناية الإسلام بالأسرة ما يأتي:

  • جعل الزواج الشرعي هو أساس بناء الأسر الذي يقوم على المودة والرحمة؛ حيث قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}.[3]
  • لغى كافة أشكال الظلم ضد المرأة والأطفال، وأنهى جميع أشكال التمييز بين الأبناء في الأسرة الواحدة.
  • جعل طاعة الله سبحانه وتعالى من طاعة الوالدين، وأمر على برهم في حياتهم وبعد مماتهم.
  • حث على تربية الأبناء تربية إيمانية سليمة، تقوم على تعلم القرآن الكريم والسنة النبوية، وتعليمهم والحفاظ عليهم جسديًا وعقليًا.
  • اعتنى بجميع أفراد الأسرة وجعل لكل فرد فيها حقوق وواجبات، كحق المعاشرة والرضاعة والحضانة والتعليم وما إلى ذلك.

مقومات الحياة الأسرية السعيدة

إنّ الأسرة التي هي نواة المجتمع وبناءها بشكل صحيح يعود على المجتمع بازدهار وسعادة وسلام، ويكون بذلك مجتمع سليم ولا بُد لهذه الأسر أن تنال حظ من السعادة وهذا مما حث عليه الدين الإسلامي؛ الذي اعتنى بالأسر وأمر بالحفاظ عليها، ولهذا فإن من مقومات السعادة الأسرية ما يأتي:[4]

  • القيام على بناء الأسرة بشكل سليم؛ حيث إن ذلك من ضرورات قيام الدين الإسلامي.
  •  الاعتناء في اختيار الزوجة الصالحة التي لها الدور الأكبر في الحفاظ على الأسرة وسعادتها.
  • أن يكون هنالك سعادة الزوجية؛ والتي تأتي من التخفيف من الأعباء في المهور، والقيام على التشاور والتناصح فيما بينهم، المحبة ودوام الألفة، التعامل اللين مع أهل الطرفين حتى يدوم الزواج مع تربية سليمة إيمانية للأبناء.

ومن هنا نصل إلى ختام مقال من مظاهر عناية الإسلام بالأسرة، وتعرفنا على بعض من هذه المظاهر، وتطرقنا للتعرف على قيمة الأسرة قبل الإسلام، وكيف جاء الإسلام وأعلى من مكانتها، ثم تحدثنا عن مقومات الحياة الأسرية السعيدة.

المراجع

  1. سورة النحل , الآيات 58-59
  2. islamqa.info , ما هي مكانة الاسرة قبل الاسلام , 02/11/2021
  3. سورة الروم , الآية 21
  4. alukah.net , مقومات الحياة الاسرية السعيدة , 02/11/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *