كيف أحافظ على صلاتي ولا أتركها

كيف أحافظ على صلاتي ولا أتركها من الأمور التي يحتاج العبد المسلم الحفاظ عليها وعد التهاون بها؛ هي الصلاة لذلك لا بُد من أن يتساءل العبد المسلم على كيفية المحافظة على الصلاة، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على مفهوم الصلاة وعلى كيفية المحافظة على الصلاة وعدم تركها، وأسهل طريقة لذلك، وما أسباب عدم الالتزام بالصلاة في هذا المقال.

أهمية الصلاة

إنَّ الصلاة أول الإسلام وآخره؛ فهي أول فروض الإسلام بعد الشهادتين، وهي أول ما يسأل عنه العبد المسلم يوم القيامة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه ، فإن صلحَتْ فقد أفلح و أنجح ، و إن فسدَتْ فقد خاب و خسر ، و إن انتقَص من فريضتِه قال اللهُ تعالى : انظروا هل لعبدي من تطوُّعٍ يكمل به ما انتقص من الفريضةِ ؟ ثم يكون سائرُ عملِه على ذلك”،[1] ولهذا يجب على الإنسان أن يحافظ عليها ولا يتركها، فهي الصلة الأولى بين العبد وربه؛ وبدونها يفقد هذه الصلة التي ما إن يلجأ إليها إلا ويشعر براحة وسكينة، قال تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}،[2] فهي نورٌ وضياء في الوجه وبها يصل العبد إلى التوفيق والمعونة في الدنيا، الدرجات العلى في الآخرة.[3]

شاهد أيضًا: شروط الصلاة واركانها وواجباتها

حكم تارك الصلاة

إنَّ الصلاة فرض على كل مسلم ومسلمة، إن أدى هذه الصلاة على الوجه المطلوب نال رضى الله وفاز بجنانه، ولك هنالك من يترك الصلاة ولا يجعلها ميقاتًا ليومه؛ وعليه فإن حكم تارك الصلاة جاء على حالتين:[4]

  • الحالة الأولى: أن يترك الصلاة مع الجحد بالوجوب؛ أي أنه يرى أنها غير واجبة عليه وهو مكلف، وهذا يكون كافرًا كفرًا أكبر بإجماع أهل العلم، فمن جحد وجوبها كفر بإجماع المسلمين.
  • الحالة الثانية: من تركها تهاونًا وكسلاً وهو يعلم أنها واجبة، وهذا فيه خلاف بين أهل العلم، فمنهم من كفرّه كفرًا أكبر؛ وقال: إنه يخرج من ملة الإسلام ويكون مرتدًا، كمن جحد وجوبها؛ ففي هذه الحالة فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه إذا مات، ولا يدفن مع المسلمين ولا يرثه المسلمون من أقاربه؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ”،[5] وقال بعض أهل العلم: إنه لا يكفر بذلك كفرًا أكبر، بل يكون كفر أصغر؛ وهذا لأنه موحد يشهد “أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله”، ويؤمن بأنها فريضة عليه.

شاهد أيضًا: حديث يدل على خطورة ترك الصلاة

كيف أحافظ على صلاتي ولا أتركها

إنَّ عدم المواظبة والمداومة على الصلاة من الأمور السيئة والتي تعود بالوبال والحسرة والندامة على المسلم في الدنيا والآخرة، وهذا لأنها من أعظم حقوق الله -عزّ وجلّ- فهي العبادة الوحيدة التي يكفر الإنسان بتركها حتى ولو تكاسلًا عنها؛ وهذا على قول الكثير من أهل العلم، فهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، ولها أجر وشأن عظيم في ديينا الحنيف؛ وتحتاج إلى مواظبة ومدوامة حتى ينال العبد الأجر الثواب في الدنيا والآخرة؛ ولهذا لا بُد من أن يبحث الإنسان على ما يعينه للمحافظة على الصلاة والقيام لها بكل خشوع ومحبة؛ وسنذكر بعضًا فيما يأتي:[6]

  • الابتعاد عن كل ما يشغل الإنسان عن الصلاة.
  • اللجوء إلى الدعاء لله رب العالمين بصدق؛ بأن يوفق الإنسان على المحافظة على الصلاة في أوقاتها.
  •  البحث عن تقويم يعرف الإنسان بأوقات الصلاة بدقة وأوقات الأذان.
  • يجب أن يترك الإنسان عند سماع الأذان كل الأشغال والأعمال ويتفرغ للصلاة.
  • مصاحبة الصحبة الصالحة التي تعين على ذلك، والمعاهدة على طاعة الله.
  • حضور دروس العلم الشرعي؛ أو قراءة سير السلف الصالح والعلماء العاملين؛ حتى يأخذ الإنسان الدروس والعبر.
  • الإكثار من قراءة القرآن وذكر الله، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- والاستغفار والدعاء باستمرار.

أسباب المحافظة على صلاة الفجر

إنَّ صلاة الفجر لها شأن عظيم وأجر كبير؛ فهي الصلاة التي حث الرسول عليه الصلاة السلام على أهميتها وذلك بفضل ركعتي سنة الفجر فهم خير من الدنيا ما فيها؛ إلا أن الإنسان قد يشعر أحيانًا في صعوبة الدوام عليها؛ ولذل سنتعرف على أسباب الدوام عليها فيما يأتي:[7]

  • السبب الأول: تشخيص أمراض القلوب وعلاجها؛ فيجب على الإنسان أن يفتش عما في قلبه ويصلحه؛ فإذا استقام القلب استقامت جوارحه وحياته.
  • السبب الثاني: التذكير الدائم بالآيات والأحاديث المرغبة في صلاة الفجر؛ فعليه أن يقرأ الآيات والأحاديث التي تعمل على إحياء قلبه على الدوام عليها.
  • السبب الثالث: تذكر فضيلة المحافظة على صلاة الفجر في جماعة؛ بدليل قول رسول الله:”مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ”.[8]
  • السبب الرابع: الأخذ بالأسباب المعينة على المحافظة على صلاة الفجر؛ كالاستعانة بشخص يوقظه؛ لأن النوم عذر قهري يحتاج لأخذ الأسباب.
  • السبب الخامس: الذكر والوضوء والصلاة عند الاستيقاظ؛ كقول: “الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور”.
  • السبب السادس: استعمال الأمور المنبهة لصلاة الفجر؛ كتعين الساعات المنبه أو الهواتف الحديثة وما إلى ذلك.
  • السبب السابع: المسارعة إلى النوم أول الليل، والمحافظة على أذكار النوم وقراءة سورة الملك.

شاهد أيضًا: ما صحة حديث من ترك صلاة الفجر فليس في وجهه نور

تربية الأطفال على الصلاة

في ختام ما ورد من حديث عن كيف أحافظ على صلاتي ولا أتركها جدير بالذكر إنَّ تربية الأبناء على الدين الإسلامي واجب شرعي؛ ولطالما أصبح الأب مسؤول عن ذلك وجب عليه أن يحرص على تعليم الأبناء التعاليم الإسلامية منذ الصغر؛ حتى ينشأ جيل مسلم، ومن يعين على ذلك ما يأتي:[9]

  • القدوة الصالحة: لأن القدوة والطريقة العملية بالتزام الأباء والأمهات مع رؤية الطفل لهم وثقته بأن ما كل ما يفعلوه صحيح؛ أعظم وسيلة للتأثير فيه.
  • الدعاء بصلاح الأطفال: إن الدعاء للأبناء مما يعين على صلاح حالهم وتقربهم إلى الله بدليل دعاء سيدنا إبراهيم في قوله تعالى: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}.[10]
  • تعليم الأب ولده الوضوء نظريًا وعمليًا: حيث إن على الأب أن يعلم ولده الوضوء والطهارة بالشرح النظري، خاصة في سن السابعة، رغم أن الصلاة في السابعة غير واجبة على الأبناء.
  • تعليم الأب أولاده الصلاة عمليًا: حيث إن على الأب أن يعلم أولاده الصلاة منذ صغر سنهم دون توجيه مباشر؛ بل يتعمد أن يصلي أمام أطفاله النوافل في المنزل حتى يتعلموا ذلك، وأما الفرائض فيصليها في المسجد.
  • الزامهم بالصلاة بعد بلوغهم سن السابعة: بدليل قول رسول الله: “مُروا أَولادَكُم بِالصَّلاةِ وهُم أَبناءُ سبعِ سِنينَ“.[11]
  • وجوب الزامهم بالصلاة بعد بلوغهم سن العاشرة: فإن قصر الابن بعد هذا السن، وجب على الأب أن يستخدم أسلوب الترهيب حتى يرسخ أهمية الصلاة في قلب أبناءه؛ بدليل قول رسول الله: “واضْرِبوهنَّ عَليها وهُم أَبناءُ عَشرٍ”.[11]
  • تعليق قلوب الأبناء بالمساجد: فينبغي على الأب أن يعود ابنه الصغير على صلاة الجماعة منذ الصغر؛ كي يتعلق قلبه بالمساجد؛ لأنه إذا تعلق قلبه بالمسجد فهذا خير عظيم جدًا له ولأبناءه.

وهنا نصل إلى ختام مقال كيف أحافظ على صلاتي ولا أتركها، ونكون قد تعرفنا على أهمية الصلاة، وأجبنا عن كيفية الحفاظ عليها وعلى صلاة الفجر، ومن ثم تطرقنا إلى أهمية تربية الأبناء على الصلاة منذ الصغر.

المراجع

  1. صحيح الترغيب , الألباني، أبو هريرة، 540، صحيح
  2. سورة البقرة , الآية 238.
  3. al-maktaba.org , الصلاة , 23/08/2021
  4. binbaz.org.sa , حكم تارك الصلاة , 23/08/2021
  5. صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبدالله، 82، صحيح
  6. islamweb.net , نصيحة في المحافظة على الصلاة . , 23/08/2021
  7. al-maktaba.org , أسباب الحفاظ على صلاة الفجر , 23/08/2021
  8. صحيح مسلم , مسلم، أبو موسى الأشعري، 635، صحيح
  9. al-maktaba.org , ضرورة الاهتمام بتربية الطفل منذ الصغر , 23/08/2021
  10. سورة إبراهيم , الآية 40
  11. المجموع , النووي، جد عمرو بن شعيب، 3/10، حسن

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *