كيف اعرف ان الله راضي عني

كيف اعرف ان الله راضي عني؟ سؤالٌ يبحث عنه الكثير من المسلمين، حيث يحرص المسلمون الصادقون في أفعالهم وأقوالهم وحركاتهم لنيل رضا الله سبحانه، فيكونون دائمي الذّكر والخشوع والتضرع إلى الله، ودائمو السعي لتصحيح الأعمال والنية، ورضاه سبحانه غايةٌ لا تُترك، وقد حثّ الإسلام في القرآن والسنة على ضرورة نيل رضا الله، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ تعليمنا كيف أعرف أن الله راضٍ عني وسيتم الاطلاع على علامات تدل على رضا الله عنك.

كيف اعرف ان الله راضي عني

يعرف العبد أنّ الله راضٍ عنه من خلال رضا العبد عن ربّه ووجود علامات رضا الله عن العبد من الرضا والخضوع والاستغناء والإخلاص وغيرها، فقد ورد عن ابن القيّم رحمه الله أنّه قال: “فمن رضي عن ربه رضي الله عنه، بل رضا العبد عن الله من نتائج رضا الله عنه، فهو محفوف بنوعين من رضاه عن عبده: رضا قبله أوجب له أن يرضى عنه، ورضا بعده هو ثمرة رضاه عنه” وقد اختصر ابن القيم طريقة معرفة رضا الله عن العبد، وهو ما يكون باتّباع أوامر الله واجتناب نواهيه، فلو وفّق الله عبده للطّاعة وقبلها منه، فقد رضي الله عنه، ومن الممكن أن يعرف العبد رضا الله عنه من خلال اتّباعه لسنّة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فقد قال تعالى في محكم تنزيله: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.[1] فرضا الله من المنازل العالية والغايات العظيمة، والتي على كلّ مسلمٍ صادقٍ أن يحققها ويصل إليها، ويترتب عليها الأجر الكبير والثواب الجزيل، ولمحبّة الله ورضاه علاماتٌ عدّة سيتمّ ذكرها تباعًا فيما يأتي:[2]

شاهد أيضًا: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال 

علامات رضا الله عن العبد

ببيان كيف اعرف ان الله راضي عني فإنّ لرضا الله عن العبد الكثير من العلامات، والتي بظهورها والتزام العبد بها ينال محبّة الله ورضوانه، ومنها:[2]

• من علامات رضا الله عن عباده هو التزامهم واتّباعهم لأوامره واتباعهم لسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم وهديه الشريف.
• وحبّ الله قد يظهر من خلال الابتلاءات المكفرة للذنوب، فلو قابلها العبد بالصّبر فهي كالدواء، ففي الحديث الذي رواه أنس بن مالك قال: “إذا أرادَ اللهُ بعبدِهِ الخَيرَ عجَّلَ لَهُ العقوبةَ في الدُّنْيا، وإذا أرادَ بعبدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عليهِ بذنبِهِ حتَّى يُوَافِيَهُ بِهِ يومَ القيامةِ. عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّهُ قالَ: إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مَعَ عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ إذا أحبَّ قومًا ابتلاهُمْ، فمَنْ رَضِيَ فلَهُ الرِّضا، ومَنْ سَخِطَ فلَهُ السُّخْطُ”. [3]
• ثمّ إنّ الله يتولّى من يحبّ ظاهره وباطنه ويستعمل جوارحه فيما يحبّ ويرضى، ويحبب إليه الطاعات ويكرّه إليه المعاصي.
• إنّ العبد الذي يحبّه الله يبغض الدنيا في قلبه، ويأنس بمناجاة الله في الخلوات.
• من يحبّه الله يحبّه الناس ويقبلونه.
• الاطمئنان بذكر الله ومحبة الصالحين وعدم الانشغال بالرزق والحرص على طلب العلم الشرعي.

شاهد أيضًا: الاعتماد على الله في حصول مطلوب أودفع مكروه

نتائج وآثار رضا الله عن العبد

إذا ما اطلع العبد المسلم على كيف اعرف ان الله راضي عني، فإنّه سيهمتم بالتعرف على آثار رضا الله عن العبد، وهي قريبةٌ من علامات الرضا، ومنها:[2]

• يرضى العبد بقضاء الله وقدره ويستقبل ابتلاءه بطمأنينة وسكينة، ويرضى بما يختاره الله له ويقسمه.
• يستغني العبد الذي يرضى الله عنه بالله وحده ولا يسأل الناس، فالله يسّخر له ما يحتاج من الخلق.
• يتمكن العبد الذي يرضى الله عنه أن يتخلص من الشهوات ورغبات النفس، وبذلك يتخلص من الذنوب والمعاصي وينال قلبًا سليمًا.
• يصبح الرّزق آخر همّه ومشغله، فهو يسعى ولكن دون شقاء وكدر فيوقن أن الرزق مقسومٌ مكتوبٌ له.
• ينشرح صدر العبد بالإيمان والطاعة والإحسان، ويكون مندفعًا على الدوام لتجديد التوبة.

شاهد أيضًا: حكم محبة غير الله كمحبة الله

ضرورة حرص العبد على رضا الله

إنّ رضا الله هو الباب الأعظم وجنّة الدّنيا وهو راحة العارفين وحياة المحبين، وبه يكون نعيم العابدين، وقرّة أعين المشتاقين، فالعبد المسلم يحرص طوال حياته على السّعي لنيل رضا الله، فهو أعلى المقاصد وأغلاها، وروي عن النّبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “منِ التمسَ رضا اللَّهِ بسَخطِ النَّاسِ كفاهُ اللَّهُ مؤنةَ النَّاسِ ، ومنِ التمسَ رضا النَّاسِ بسخطِ اللَّهِ وَكلَهُ اللَّهُ إلى النَّاسِ”.[4] ويكون كسب رضا الله من خلال عبادته وطاعته، والتضرع له والتذلل إليه، وأن يقوم العبد بكلّ الأعمال الصالحة ابتغاء وجهه وطلبًا لمرضاته، والإيمان بالله وحده وتوحيده التام الكامل، كلّ هذه الأمور وغيرها ينال بها العبد الرضا من ربّه، ومع هذا كلّه يطلّع على كيف اعرف ان الله راضي عني.[5]

أسباب غضب الله وسخطه على العبد

إذا قام المسلم باحثًا كيف أعرف أن الله راضي عني فإنّه سيهتمّ بالتعرف على علامات سخط الله وأسباب غضبه على العبد، والتي منها اتصاف العبد بالكفر والظلم والقتل العمد والطغيان، وترك الواجبات الشرعية، وقد قيل إنّ أعظم الأسباب التي تجرّ إلى غضب الله والتي على المسلم أن يحذر منها، هي الكفر بالله والشرك به، هو أظلم الظلم، وأن يصرف العبد العبادة لغير الله وهو من يستحقّ العبادة وحده، ومن مظاهر غضب الله وسخطه على العباد هو أن يرزقهم النّعم ويمنعهم شكرها، وقد روى الصحابي الجليل عقبة بن عامر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا رأيْتَ اللهَ يُعْطي العبدَ مِنَ الدُّنيا على مَعاصيه ما يُحِبُّ، فإنَّما هو استِدراجٌ. ثمَّ تلَا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام: 44]”. [6] فمن رزقه الله النعم وحرمه شكرها عليه أن يحذر وأن يبادر للعودة إلى الله.[7]

إلى هنا نصل لنهاية مقال كيف اعرف ان الله راضي عني، والذي سلّط الضوء على علامات رضا الله عن العبد، وبيّن نتائجها وآثارها وضرورتها وأهميتها، وختم ببيان أسباب غضب الله ومظاهر سخطه على العباد.