كيف أكتب مقدمة بحث علمي

كيف أكتب مقدمة بحث علمي بطريقة تجذب القارئ هو موضوع هذا المقال، فمقدّمة البحث العلمي هي الافتتاحية التي يبدأ الباحث منها موضوعه، ولها عدد من الأُسس التي يجب أخذها بعين الاعتبار لتستوفي شروط ومعايير المقدّمات العلمية، وعبر موقع المرجع خلال السطور التالية سنتطرق إلى كيفية كتابة مقدمة البحث العلمي بالإضافة إلى نموذج عن مقدمة بحث علمي جاهزة.

مقدمة البحث العلمي

تعرّف مقدّمة البحث العلمي على أنّها المفتاح الرئيسي للبحث، أو الفقرة التي تأتي في مقدّمة البحث، والتي تعد إحدى أهم الفقرات التي يجب الاعتناء بها لتقوم بعملها، وهو أن تجذب القارئ نحو إكمال قراءة البحث، بالإضافة إلى العمل على إيصال فكرة مبدئية عن البحث العلمي المكتوب.

حيث يعد البحث العلمي أحد الأصناف العلمية التي تختلط بالأدب، فيجب الالتزام بعدد من المعايير كي يكون البحث العلمي مستوفياً للشروط ويحمل الراحة والفائدة للقارئ، فمن المهم على الباحث أن يقوم بتقسيم فقرات البحث إلى مقدمة وحاشية وخاتمة.

اقرأ أيضًا: مقدمة بحث جاهزة للنسخ والطباعة

كيف أكتب مقدمة بحث علمي

يمكن كتابة مقدمة البحث العلمي بالانتباه إلى عدد من النقاط التي من خلالها يستطيع الباحث أن يصل إلى مقدمة متناسقة ومستوفية لمعايير البحث، وقد تتنوّع الطرق المستخدمة، وفيما يلي نسرد لكم خطوات كيف أكتب مقدمة بحث علمي، وفق الآتي:[1]

  • المقدمة التمهيدية: يجب أن يراعي الباحث ضرورة أن يبدأ بمقدمة تمهيدية لموضوع البحث العلمي الذي يقوم عليه على أن تكون مختصرة قدر الإمكان، حتى لا يمل القارئ منها مع الحفاظ على عنصر التشويق (لتحافظ على انجذاب القارئ).
  • الوضوح: على الباحث أن يوضّح السبب العلمي الذي اختار من أجله هذا الموضوع، واختار أن يسير في حل مشكلة الموضوع المحدَّد في بحثه بشكل أقرب إلى التفصيل مع الاحتفاظ بالأسلوب الشيّق أيضًا.
  • تبيان الهدف: يجب على الباحث أن يقوم بكتابة الهدف الذي من أجله قام بعمل ذلك البحث، مع الالتزام بالأسلوب المختصر، كي لا يملَّ القارئ من الاطلاع على المقدّمة الخاصة بالبحث العلمي.
  • الفهرسة المبدئية: يجب على الكاتب أن يقوم بكتابة الأقسام المتاحة في البحث العلمي، وعليه أن يقوم بذكر أهم العناوين الرئيسية والفرعية للفصول المتاحة في البحث المحدد بالعنوان.
  • التنويه بالصعوبات: من المهم على الباحث العلمي أن يقوم بكتابة الصعوبات المهمة التي واجهته أثناء عمل البحث العلمي، مع التنويه على استطاعته أن يتخطاها، ولكن بأسلوب مختصر وجميل.
  • توضيح بالمراجع: تعمل المراجع على زيادة الثقة بين القارئ والكاتب، فمن المهم على الكاتب أن يُسلّط الضوء على أهم المراجع التي استطاع أن يلجأ إليها، وساعدته في صياغة محتوى البحث العلمي، للوصول إلى النتائج التي وصل إليها في النهاية.
  • الحذر إملائيا: من المهم جدا على الكاتب أن يُراعي القواعد الإملائية والنحوية، في كتابة المقدمة بشكل صحيح من ناحية الكتابة اللغوية، فاحرص على ألا تكون المقدمة بها أخطاء إملائية أو لغوية.

عناصر مقدمة البحث العلمي

من المهم على مقدمة البحث العلمي أن تشمل على عدد من النقاط كي تقوم بدورها الفاعل بالمهيد للبحث وجذب القارئ لاستكمال القراءة، وهي:

  • البداية القوية: من المهم على المقدمة أن تبدأ بجملة استهلالية قوية، فالجمل من هذا النوع تتميز بالفخامة والقوة، وبالتالي ستكون دافعاً لأن يستمر القارئ في التعرّف على باقي محتوى البحث العلمي المنشور.
  • التنويه على أهمية الفكرة: انطلاقًا من أهمية الفكرة وشرحها بشكل موجز، تقوم بشد القارئ لمتابعة البحث والوصول حتى النتائج، فالمقدمة يجب أن تنوّه على الأهمية التي جعلت الباحث العلمي يقوم بعمل البحث العلمي.
  • وجود نصوص يقينية: من الممكن على الباحث أن يقوم باستخدام نصوص يقينية من القرآن الكريم أو السنة النبوية، وعبارات قوية دينية لزيادة الألفة مع القارئ.
  • التنويه على أسلوب البحث العلمي: من خلال التنويه على الأسلوب الذي اتبعه الباحث في بحثه المنشور، يزيد من ثقة القارئ به، ويشدّه لمتابعة البحث، بعد التأكد من مصداقية الكاتب.

وبهذا النقاط يكون الزائر قد تعرّف على كيفية وخطوات كتابة مقدمة بحث علمي، للوصول بالمقدمة إلى غاياتها المنشودة في جذب القارئ لمتابعة القراءة.

نموذج عن مقدمة بحث علمي

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، أمّا بعد:

لقد وفقنا الله -عز وجل- بعد أن اجتهدنا لتقديم هذا البحث، حيث كانت الغاية أن ينتفع به كل من يهتم بهذا الأمر، وتحدّثنا عبر سطور البحث عن (عنوان البحث)، وندعو الله -عز وجل- أن نكون وفّقنا لتقديم البحث بما يليق بمقام العلم والعلماء، حيث كان هدف هذا البحث (نبذة عن الهدف).

وننوّه ونحن في طريقنا لتقديم البحث، أنّنا نتمنى أن نكون قد قمنا بخدمة البحث العلمي، وأن نكون قد نجحنا في توصيل معلومات بسيطة ومهمة لكل المهتمين بموضوعنا الذي قمنا بطرحه، وخاصة هذا الفرع من فروع العلم والمعرفة، ونحن نتمنى أن يتسع صدركم لقراءة هذا البحث، وأن تقوموا بتقديم أي ملاحظة، ولو بسيطة بشأن هذا البحث، وخاصة الملاحظات العلمية والهادفة، والتي تخدم البحث العلمي، حتّى نحقق أكبر استفادة من خبراتكم، لنقوم بتطوير أنفسنا، وتفادي كل العيوب في هذا البحث والبحوث الأخرى بإذن الله تعالى،

وليشهد الله أنّنا قمنا بانتهاج الأمانة في تحرّي المعلومات وتوثيقها من مصادرها الأم في سبيل الوصول إلى نتائج مرضية قد وفّقنا الله بالوصول إليها، نسأل الله لنا ولكم كل توفيق، ولا تنسونا من صالح دعائكم.

الفرق بين مقدمة البحث العلمي ومشكلة البحث

هنالك عدّة فروق نقوم بتوضيحها بين مقدمة البحث ومشكلة البحث والتمهيد، وسنتطرق إلى هذه الفروقات خلال السطور التالية:

مقدمّة البحث العلمي

تعرّف على أنها المفتاح الرئيسي للبحث، حيث تفيد في تشجيع القارئ على إكمال قراءة البحث، وتحتوي المقدمة على العديد من العناصر، ومن أهمها ما يأتي:

  • موضوع البحث: هي الجزء الذي يقوم الباحث فيه بعرض شامل لطبيعة الموضوع، والمشكلة التي يتناولها البحث العلمي.
  • مشكلة البحث: هي المشكلة التي يقوم الباحث على دراستها بهدف إيجاد الحلول لها.
  • الدوافع ومبرّرات البحث: في هذا الجزء يتحدّث الباحث عن الأسباب التي دفعته لاختيار هذا البحث دون غيره، كما يقوم على توضيح الفائدة المرجوة من البحث، والتي يقدمها للعلم.
  • حدود البحث: على الباحث تحديد الحدود الزمانية والمكانية لبحثه، بالإضافة إلى الحدود الموضوعية له.
  • الإشارة إلى الدراسات السابقة: في المقدمة يحرص الباحث على الالتزام بالإشارة إلى الدراسات السابقة، والتي تحدثت عن الموضوع الذي يدرسه، كما يجدر به إظهار المعلومات الجديدة التي ابتكرها في بحثه، ولم توجد في البحوث الأخرى.
  • منهج البحث: يقوم الباحث في هذا القسم بالإشارة إلى المنهج الذي اتبعه الباحث في بحثه، والأدوات التي استخدمها أثناء قيامه في ذلك البحث.
  • خطة البحث: وتشتمل على أبواب البحث وفصوله مع لمحة بسيطة عن كل فصل وباب.

مشكلة البحث

تعرّف مشكلة البحث على أنّها جملة يتم سردها في صيغة سؤال يحمل معاني الاستفسار عن العلاقة القائمة بين متحوّلين أو أكثر، حيث يكون جواب هذا السؤال هو الغرض من عملية البحث العلمي، وبمعنى آخر يمكن القول أنّ الخطوة الأولى في الدراسة العلمية هي تحديد مشكلة البحث التي ينشد الباحث دراستها، وذلك عبرَ التعرّف على أبعادها بصورة دقيقة وإظهار الصورة الكاملة التي تتجلّى فيها تلك المشكلة.

الفرق بين المقدمة والتمهيد في البحث

يعرّف التمهيد على أنّه الجزء الذي يلي المقدّمة، وهنالك عدد من الاختلافات والفروقات بين المقدمة والتمهيد، سوف نقوم بسردها في السطور الآتية:

  • المقدمة هي الجزء الأقصر من التمهيد، حيث يتراوح حجم المقدمة من (5 إلى 8) صفحات، بينما قد يصل التمهيد في بعض الدراسات إلى أكثر من 20 صفحة.
  • المقدمة تشمل على عدد من العناصر المهمة، مثل: التعريف بالموضوع وأهميته وحدوده والنهج المتبع في البحث، بينما يحتوي التمهيد على موضوعات أكثر تعمقاً وأهمية وهي أحد العوامل الجوهرية في الفرق بين المقدمة والتمهيد.
  • لا تحتوي المقدمة على أية هوامش أو تفاصيل كثيرة، حيث يتم الشرح بإيجاز للنقاط المختلفة، بينما يحتوي التمهيد على الهوامش وسرد تفاصيل أكثر.

10 نصائح لكتابة مقدمة بحث علمي

بعد أن تعرّفنا بأهمية المقدمة في البحث العلمي، وتعرّفنا بكيفية كتابة مقدمة بحث علمي، ننتقل بكم إلى عدد من النصائح المهمة للوصول إلى نتائج جيدة، وهي:[2]

  • النصيحة الأولى: حافظ على الحيادية والموضوعية في كتابة المقدمة والبحث العلمي كاملًا، فمن المهم أن تعلم بأن الحيادية لدى الباحث هي أولى وأهم أسباب النجاح في كتابة مقدمة البحث العلمي والبحث العلمي بشكل عام.
  • النصيحة الثانية: من الضروري جدًا على الباحث أن يحافظ على الكتابة اللغوية الصحيحة، بقدر أهمية المعلومات التي يعطيها البحث العلمي، من المهم أن تترافق المعلومات مع كتابة لغوية صحيحة وأكاديمية دون أخطاء إملائية وقواعدية، والتي قد تغير من المعنى الحقيقي للكلمة أو المصطلح أو الجملة التي قد دونها الباحث.
  • النصيحة الثالثة: من المهم عليك أن تكون على قدر من التواضع وألّا تدعي العلم والكمال في كتابتك للبحث العلمي المطروح، فعلى الكاتب إنكار ذاته تماماً والعمل على كتابة المقدمة بطريقة علمية فقط، دون تعظيم آرائه بأي فكرة أو أي شيء آخر ضمن المقدمة الخاصة ببحثه العلمي.
  • النصيحة الرابعة: من المهم جدًا أن يكون طول المقدمة الخاصة بالبحث العلمي متناسقاً مع طول البحث العلمي نفسه، وتشمل على ملخص لجميع أفكار البحث بطريقة جيدة، حيث نجد أنّه من غير الطبيعي كتابة مقدمة من 10 صفحات لبحث من خمس صفحات!
  • النصيحة الخامسة: يجب عليك كباحث أن تقوم بتوضيح الهدف من عملية البحث، وأن تقوم على ذكر الدوافع العلمية التي أدت به إلى القيام بعملية البحث العلمي، مع التنويه على أهمية الفكرة وضرورة الاطلاع عليها.
  • النصيحة السادسة: من الجميل أن يقوم الباحث بكتابة أهم الاقتباسات العلمية التي اعتمد عليها في بحثه، كون تلك الاقتباسات ترفع من مستوى البحث العلمي، وتبين للقارئ أهمية ما توصل إليه الباحث من نتائج بحثية وعلمية.
  • النصيحة السابعة: يتوجب عليك كباحث أن تقوم بذكر إذا ما توصلت للغاية المنشودة من بحثك العلمي، أو إذا توصلت إليها بشكل جزئي، وخصوصاً إذا كان البحث العلمي حول مشكلة علمية ما، مع ذكر إذا ما أجاب البحث عن الأسئلة المطروحة أو لم يجب.
  • النصيحة الثامنة: من المهم عليك كباحث أن تقوم باتباع تسلسل الخطوات والأفكار عبر المقدمة بنفس التسلسل الموجود ضمن نص البحث العلمي الأساسي، حيث يجب أن تعمل المقدمة كموجز للبحث العلمي عامة، ويفضل الانتقال بشكل سلس من الأفكار العامة إلى الأفكار الخاصة.
  • النصيحة التاسعة: يجب عليك الاعتماد على الوضوح في كتابة المقدمة لأي بحث علمي، فالوضوح يجب أن يكون في فرعين رئيسيين، الأول هو وضوح الأفكار والمصطلحات والكلمات المستخدمة بحيث تكون محدَّدة، والثاني يتعلق بوضوح الأسئلة العلمية والأفكار التي يدور حولها البحث العلمي والمنهجية العلمية المتبعة في هذا البحث العلمي.
  • النصيحة العاشرة: من المهم عليك كباحث علمي عدم التعمّق في التفاصيل الخاصة بالبحث العلمي ضمن فقرات المقدّمة، فلا يجب ذكر جميع ما يدور حوله البحث بشكل تفصيلي في المقدمة، كما ويجب على الباحث عدم ذكر الكثير من الاقتباسات والمراجع العلمية حول فكرة واحدة، وإنما التشكيل والتنويع.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه كيف أكتب مقدمة بحث علمي لننتقل عبر فقرات المقال إلى التعريف بالمقدمة وكيفية كتابة مقدمة بحث علمي، وتطرقنا خلال المقال إلى الفروقات بين المقدمة والتمهيد وبين مقدمة البحث ومشكلة البحث، وأخيرًا إلى مجموعة من النصائح حول كيفية كتابة المقدمة.

المراجع

  1. microsoft.com , How to write an introduction for a research paper , 02/11/2022
  2. docs.hss.ed.ac.uk , Structure and Introduction , 02/11/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *