كم عدد الملائكة الذين يحملون العرش

كم عدد الملائكة الذين يحملون العرش، عالم الملائكة عالمٌ غامضٌ إلى حد ما، وقد حُجب خبرُه عن البشر، والملائكة من نور، وصنفٌ من الخلق الذي لا يعرف الشر، الصنف من الخلقِ الذي لا يعرفُ إلا الخير، المفطور على ذكر الله وتسبيحه وتقديسه، الصّنف من الخلق الذي لا يأكل ولا يشرب ولا يقومُ بأيّ فعل سوى عبادةِ الله، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على حملةِ عرش الرحمن وصفاتِهم.

الإيمان بالملائكة

إنّ للإيمان ستةُ أركان، وأحدُ هذه الأركان هو الإيمانُ بالملائكّة، فلا يكتملُ إيمان العبد دون الإيمان بِهم، ويقصد بالإيمان بالملائكة هو التصديق بوجودِهم، وبأنّه عبادٌ مكرمون عندّ الله -سبحانه وتعالى-، وهمُ مخلقون من نور، وليسوا أولادًا لله سبحانُه وتعالى، فقد خلقوا للذكرِ والتسبيح، وليسَ للملائكة عددٌ مُحدد، وهُم السفرةُ بين الله سبحانه ورُسله عليهمِ السلام، وينبغي على المسلم الحرص على البُعد عن الذّنوب والمعاصي، وعن كل ما تكرهه الملائكة، وتنفر منه، وممّا يجب في حقّ الملائكة إظهار المحبّة لهم، وعدم الانتقاص من أي منهم، أو سبّهم، أو شتمهم.

كم عدد الملائكة الذين يحملون العرش

يحملُ عرش الرحمنَ ثمانيّة من الملائكةِ دائمو التسبيح والتهليل لله سبحانهُ وتعالى، ويقولُ الله -عزوجل- في مُحكمِ تنزيلّه: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)[1]، ويقول سبحانه في هذا الشأنِ أيضًا: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ)[2]، فتلكَ الآيّات كما ذكرَ ابنُ تيميّة أنّ للعرش ملائكة يحملونّه اليوم ويومَ القيامّة، وأنّهم ملائكةٌ من خلقهِ اصطفاهِم الله جل جلالّه ليقوموا بوظيفة حملِ العرش، وعددهمُ ثمانيّةٌ يوم القيامة، وقيلَ ثمانيةُ من صفوفِهم واللهُ أعلى وأعلم.

صفات الملائكة الذين يحملون العرش

الملائكةُ خلقٌ من أشرفِ خلقَ الله، لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتزاوجون، ولا يعصون أمرّه سبحانه، ويفعلونُ ما يؤمرون، والإيمان بالملائكةِ هو الرُكن الثانّي من أركانِ الدينِ الإسلاميّ الحنيف، وفي وصف الملائكة حملةُ عرش الرحمن ما يأتّي:

صفات الملائكة الذين يحملون العرش الخَلقية

في ذكرِ صفاتِ الملائكة الذين يحملون العرش الخَلقيّة فقدْ جاء حديثُ نبي الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم-: (أُذِنَ لي أن أُحَدِّثَ عن ملكٍ من حملةِ العرشِ ما بين شحمةِ أذنِه إلى عاتقِه مسيرةَ سبعمائةِ عامٍ )[3]، وفي حديثٍ آخر: (أُذِن لي أن أُحدِّثَ عن مَلَكٍ قد مرَقَت رِجلاه الأرضَ السَّابعةَ والعرشُ على مَنْكِبِه وهو يقولُ سُبحانَك أين كُنْتُ وأين تكونُ)[4]، فالملائكةُ مخلوقات عظيّمة قويّة، وعظمِ مخلوقات الله سبحانهُ وتعالى يدلُّ على عظم خالقِها وقدرتهُ سبحانه.

شاهد أيضًا: اسماء الملائكة واعمالهم

صفات الملائكة الذين يحملون العرش الخُلقية

هنالك صفات لحملة عرش الرحمن الخُلقية ومنها الآتي:

  • التسبيّح: فالملائكةُ يسبحون بحمدِ ربّهم ويستغفرونّه سبحانه، وفي ذلكَ يقولُ الله -عز وجل- في كتّابِه: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ).[5]
  • الاستغفار: فالملائكةُ حملةُ عرش الرحمن يستغفرون ربّهم، ويخصّون المؤمنين التائبين بالاستغفار، كما ويدعوّن الله -جلّ علاهُ- بأنّ يصرف عنّهمُ العذاب ويدخلّهم جنته سبحانه، وفي ذلك يقول الله -عز وجل- في كتابِه: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم، ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم، وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم).[6]

شاهد أيضًا: ما حكم عبادة الملائكة

صفات عامة للملائكة

هنالك صفات عامة لملائكة الرحمن منها:

  • خُلقت الملائكة من نور، ولا يتصفون بأيّ من صفات البشّر، فلا ينامونَ ولا يتكاثرون، وهُم مطهرون من الشهوات، ومعصومونَ عن الأخطاء.
  • فضلُ الملائكة عند الله -جلَ جلالهُ- عظيم، همُ عبادٌ مُكرمون، وهم مربوبون مسخرون، وهُم كرام بررة.
  • الملائكة لا يأكلون ولا يشربون، فقدْ خلقهم الله -سبحانه وتعالى- للعبادةِ والتسبيّح والتهليل لذكرهِ سبّحانه، فهم مجبولون على طاعةِ الله.
  • مقاماتهم عند ربهم، فأعظمهم ومن ساداتهم جبريل، وإسرافيل، وميكائيل، وملك الموت عليهم السلام.
  • قوتهم، فقوة الملائكة عظيمة جدًا، ومثال على ذلك قوة جبريل عليه السلام حينما اقتلع جبال قوم لوط دفعة واحدة.
  • قدرتهم على التصور في صور البشر، كما حصل مع نبي الله لوط عليه السلام حينما أتته الملائكة في صورة شباب حسان الوجوه، وكما حصلَ مع السيدة مريّم -عليّها السلام- حينما أتاها المخاص.
  • للملائكةِ أجنحةٌ على اختلافِ عددها، وقد تبثَ ذلك في نصوص شرعيّة من الكتاب والسُنّة.

قدرات الملائكة وأعمالهم

ذكرَ الله -تعالى- الملائكةَ في القرآن الكريم بسياقات متعدّدة، وقدْ خصّهم سبحانهُ بقدرات عظيّمة، فقد قالّ الله تعالى في كتابهِ الحنيف: (الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير)، وهُمْ متفاوتون فيّما بينهم، وأعظمهم جبريّل -عليه السلام-، وللملائكةِ القدرةُ على التشكل في هيئةِ بشّر، والسرعة على الانتقالِ والحرّكة، وقد أوكل الله -سبحانه- عددًا من المَهامّ إلى الملائكة ومنّها:

  • جبريل -عليه السلام- : أوكلَ الله -سبحانه وتعالى- جبريل عليّه السلام بالوحيّ المُنزل إلى رُسله، حيثُ قال الله تعالى:(نزل به الروح الأمين)، وقد ذكر جبريل عليّه السلام بعدّة أسماء منّها روحُ القدس، والناموس الأكبر.
  • ميكائيل -عليّه السلام-: أوكلَ الله -سبحانه وتعالى- ميكائيل عليّه السلام بالمطر وتصاريّفه، إلى جانب توفيق النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إلى الخير، والمشاركة معه في القتال، فقد صح الخبر أن جبريل وميكائيل شاركا مع المسلمين في غزوة أحد.
  • -إسرافيل عليّه السلام-: أوكلَ الله -سبحانه وتعالى- إسرافيل عليّه السلام بالنفخِ في الصور مرتين، وهِي النفخةُ الأولى التي يموتُ بها كُل من على الأرض، والنفخة الثانية للبعثِ مرّة أخرى للحياةِ بعد الموت.
  • ملك الموت: وهوَ آخر المخلوقات موتًا، حيثُ كلفه الله -سبحانه وتعالى- بقبض أرواح الناس.
  • ملكا القبر: وُهما منكر، ونكير، ومهمّتهما سؤال الميّت في قَبره.
  • خزنة الجنّة: ثبت أنّ من مهام الملائكة الترحيب بأهل الجنّة والسلام عليهم، واستقبالهم بطيّب الكلام.
  • خزنة النار: مهمّتهم تلّقي أهل النار ودفعهم إلى دخولها دفعًا وتأنيبهم على ما اقترفوه في الحياة الدنيا.
  • السيّاحون: وهم الملائكة الذين ينتشرون في الأرض، ويحيطون بالناس في حلقات الذِّكر.

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا كم عدد الملائكة الذين يحملون العرش، حيثُ سلطنا الضوءَ على وصفِ الملائكة، وقدراتهم، والأعمال الموكلين بها، إلى جانبِ أهميّة الإيمان بهم، حيثُ أنّه الركن الثاني من أركان الإيمان.

المراجع

  1. سورة غافر , الآية 7
  2. سورة الحاقة , الآية 17
  3. فتح الباري لابن حجر , ابن حجر العسقلاني، جابر بن عبدالله، 8/533، إسناده على شرط الصحيح
  4. فتح الباري لابن حجر , ابن حجر العسقلاني، جابر بن عبدالله، 8/533، إسناده على شرط الصحيح
  5. سورة غافر , الآية 7
  6. سورة غافر , الآية 7

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *