كم عدد الانبياء العرب واسمائهم

كم عدد الانبياء العرب واسمائهم، فالله عز ووجل بعث في كل أمة رسول منهم لكي يدعوهم بلغتهم، ويخاطبهم بالطريقة التي تناسب عقولهم، فالله عز وجل رحيمًا بعباده فكان يرسل إليهم الرسل، ليرشدوهم لطريق الهدى وما كان يعذب أمة إلا بعد أن يرسل لهم الرسل ليقيم عليهم الحجة، وسيختص هذا المقال الذي يعرض من خلال موقع المرجع بعرض التفاصيل الخاصة بالأنبياء العرب وعددهم، بالإضافة إلى تناول الأنبياء والرسل بشكل عام.

كم عدد الأنبياء والرسل

كان الله يبعث في كل قوم نبي خاص بهم يدعوهم لعبادة الله سبحانه وتعالى وكان من الممكن أن يتواجد في نفس الزمن أكثر من نبي، ولكن كان لابد لكل أمة من رسول واحد، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ}[1]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[2]، ولا يوجد نص شرعي صحيح مائة بالمائة يذكر فيه عدد الأنبياء والرسل، ماعدا حديث واحد ضعيف ذكر فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم أن عدد الأنبياء والرسل الذين بعثهم الله تعالي منذ خلق آدم وحتى سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين هم مئةً وأربعة وعشرين ألفاً والحديث عن أبي أمامه الباهلي يقول (قلتُ: يا نبيَّ اللهِ فأيُّ الأنبياءِ كان أولَ ؟ قال: آدمُ عليه السَّلامُ، قال: قلتُ: يا نبيَّ اللهِ أونبيٌّ كان آدمُ ؟ قال: نعم، نبيٌّ مُكلَّمٌ، خلقه اللهُ بيدِه، ثم نفخ فيه من رُوحهِ، ثم قال له: يا آدمُ قُبْلًا، قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ كم وفَّى عددُ الأنبياءِ ؟ قال: مائةُ ألفٍ وأربعةُ وعشرون ألفًا، الرسلُ من ذلك ثلاثمائةٍ وخمسةَ عشرَ جمًّا غفيرًا)[3]، وهذا العدد الكبير من الأنبياء والرسل نؤمن بهم إجمالً، ولكننا لا نعلم أسماء وأخبار إلا القليل منهم.

شاهد أيضًا: هل المنتحر يخلد في النار

كم عدد الانبياء العرب واسمائهم

بلغ عدد أنبياء العرب الذين وصل إلينا أخبارهم أربعة أنبياء فقط هم محمد، هود، شعيب، وصالح، وكل نبي أرسل إلى قومه، وجميعهم تم ذكرهم في القرآن الكريم في مواضع مختلفة، وكانوا يدعون أقوامهم إلى عبادة الله الواحد والبعد عن المعاصي وعبادة الأصنام وما يعبدون من دون الله، وجاءت لنا أخبارهم تفصيلًا في القرآن الكريم والسنة النبوية، وسوف نوضح تفاصيل عن كل نبي منهم في السطور التالية.

نبي الله صالح عليه السلام

أرسل نبي الله صالح عليه السلام إلى قوم ثمود، {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[4]،وكانت ثمود حينها في غاية التقدم وكان لديهم من المأكل والملبس ما جعلهم يعيشون حياة الرفاهية، وكان قوم ثمود يعيشون في منطقة تسمى الحجر بالقرب من مدينة تبوك، وتميزوا بالنحت في الجبال والصخور فكانوا ينحتون القصور العملاقة داخل الجبال، وكان سيدنا صالح ذو مكانة في قومه، وبالرغم من جميع النعم الني رزق الله بها قوم ثمود إلا أنهم تجبروا وظنا أن كل هذا التقدم من صنع أيديهم وليس لله دخل فيه، فأرسل الله لهم نبي الله صالح ليحذرهم من الشرك بالله فقال لهم {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[5]، وحذرهم من عذاب الله ولكنهم لم يستجيبوا، بالإضافة إلى إنكار نبوته وطلبوا منه معجزة لكي يصدقوه، طلبوا ناقة عشراءَ تخرج لهم من صخرة صلبة كبيرة يَعرفونها، وأن تدر لهم لبنًا يكفي البلدة بأكملها، فاستجاب الله سبحانه وتعالى ولكن وضع لهم شروط في التعامل مع الناقة وهي أن لا يمسها أحد بسوء وأن يقسموا الماء بينهم تشرب هي يوم وهم يوم آخر، ولكنهم لم يطيعوا أمر الله وعقروا الناقة فأرسل الله تعالى لهم الصيحة قتلتهم جميعًا.

نبي الله هود عليه السلام

أرسل الله تعالى نبي الله هود إلى قوم عاد الذين رزقهم الله بالمال والقوة والتقدم ولكنهم طغوا وأفسدوا في الأرض، وكان قوم عاد يعيشون في الأحقاف باليمن، وبدلًا من أن يحمدوا الله ويعبدوه لما رزقهم من حضارة ورقي وصحة وتقدم إلا أن هذه الأمة العربية قابلت نعم الله بالكفران، وآلاءه بالجحود والنكران، فعبدوا الأصنام، واعتقدوا فيها النفع والضر، فأرسل الله لهم نبي الله هود لكي يدعوهم لعبادة الله الواحد ويحذرهم من عاقبة شركهم، وطغيانهم فقال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ}[6]، ولكنهم أعلنوا الكفر والعناد والتحدي والتكذيب لرسولهم الكريم، فنزل عليهم الغضب من الله تعالى وأهلكهم جميعًا إلا هود ومن آمن معه، {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ}[7].

نبي الله شعيب عليه السلام

أرسل الله نبيه شعيب لأهل مدين وهم قوم من العرب كانوا يسكنون مدينتهم (مَدْيَن) من أرض معان من أطراف الشام، وكانوا مشركين فيعبدون الأيكة من دون الله والأيكة هي الشجرة، وكان قوم مدين أيضًا يغشون في الميزان، {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ * وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}[8]، ولكنهم لم يستجيبوا له وكانوا يستهزؤون به ويتمادون في الكفر والعصيان، وكانوا يتهمونه أنه يفعل ذلك من أجل الحصول على مكاسب مالية من دعوته، فأرسل الله لهم العذاب {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا}[9].

نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام

خاتم الأنبياء والمرسلين وبعث للناس كافة، وكانت معجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم وكان حال قريش عندما بعث الله لهم رسولًا منهم يدعوهم لله الواحد ويعلمهم الدين الإسلامي ويحذرهم من الشرك وعبادة الأصنام كحال غيره من الأنبياء فقابلوه بالتكذيب والتعذيب ولكن الله تعالى نصر نبيه وأعز الإسلام وآمن الكثير معه وفتح العديد من البلاد وتوفي سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بعدما أتم رسالته.

شاهد أيضًا: كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع اولاده

كم نبي ذكر في القرآن

ضمن العدد الكبير الذي بعثهم الله من الأنبياء والرسل لم نعلم منهم إلا الذين ورد ذكرهم في القرآن والسنة، وبلغ عدد الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم خمسة وعشرون نبيًّا ورسولًا، وكان ذكرهم كالآتي:

  • ثمانية عشر في سورة الأنعام، قال تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ}[10]، أما باقي الأنبياء ذكروا في آيات متفرقة.
  • فذكر آدم عليه السلام في العديد من الآيات ومنها {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}[11].
  • وهود { وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ}[6].
  • وصالح {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}[4].
  • وشعيب {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا}[8].
  • وإسماعيل وإدريس وذا الكفل { وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ}[12].
  • ومحمد {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}[13].

شاهد أيضًا: كيف اعرف ان الله راضي عني

خصائص الأنبياء والرسل

نظرًا لأن الرسل خلفاء لله تعالى في الأرض ومبلغين لرسالاته، فاختارهم الله بعناية وبصفات محددة منها ما يلي:

  • من جِنْسِ البشر: ليستأنس الناس بهم، ويكون ذلك سببًا لاتباعهم، ولكنه اصطفاهم من البشر ممن يحملون صفات شريفة وخلق حسن ومقام رفيع، فكان يتمتعون بأسمى الفضائل الإنسانية.
  • الصدق: والصدق هو الإخبار بالحقائق دون تجميل أو تزييف، فالبشر لا يأمنون للكذاب فكيف لرب العالمين أن يأتمنه على رسالته.
  • الأمانة: فكانوا يحفظون ظواهرهم وبواطنهم عن المعاصي والآثام، ليكونوا قدوة للبشر في القول والعمل، فالواجب اتباعهم فلو فعلوا المعاصي لظل البشر يفعلها مثلهم.
  • الفطانة: وهي اليقظة والذكاء ليستطيعوا تبليغ رسالة ربهم تبارك وتعالى بالطريقة المناسبة لها ولحال القوم المبعوثون لهم، فلو غابت عنهم الفطنة لن يستطيعوا إقامة الحجة على الخصم.

الفرق بين النبي والرسول

كل رسول نبي وليس كل نبي رسول، فالأنبياء أمرهم الله تعالى بدعوة قومهم لعبادة الله وتحذيرهم من الشرك ولكنهم لم يبعثوا بمنهج واضح ومحدد، فالرسول هو من أُوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه، والنبي من أوحي إليه ولم يؤمر بالبلاغ، ولا يصح القول بأنه لا فرق بين النبي والرسول فالدليل على ذلك ما ورد في كتاب الله تعالى من عطف النبي على الرسول فقال تعالى {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ أُمْنِيّتِهِ}[14]، وقيل أيضًا أن الراجح أن الأنبياء مأمورين أيضًا بالتبليغ فالله لا يلقي رسالته على أحد ليكتمها، ولكن الأنبياء بعثوا ليقروا شرع ما جاء قبلهم من الرسل والرسل هم من جاءوا بشرع جديد.

وفي ختام مقالنا عن كم عدد الانبياء العرب واسمائهم، نكون قد وضحنا العدد المذكور في النصوص الشرعية وهو أربعة من العرب، كما وضحنا عدد الأنبياء الرسل أجمع، ووضحنا الفرق بين النبي والرسول أيضًا.

المراجع

  1. سورة فاطر , الآية 24
  2. سورة النحل , الآية 36
  3. السلسلة الصحيحة، الألباني , أبو أمامة الباهلي ، 6/359، إسناده ضعيف
  4. سورة هود , الآية: 61
  5. سورة هود , الآية: 61
  6. سورة الأعراف , الآية: 65
  7. سورة الحاقة , الآية: 7
  8. سورة هود , الآية:84
  9. سورة هود , الآية: 94
  10. سورة الأنعام , الآية:8
  11. سورة آل عمران , الآية:33
  12. سورة الأنبياء , الآية: 85
  13. سورة آل عمران , الآية: 144
  14. سورة الحج , الآية: 52

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *