كم عدد الاحاديث التي رواها ابو هريرة

كم عدد الاحاديث التي رواها ابو هريرة -رضي الله عنه- واحدٌ من أهمّ الأسئلة الإسلاميّة الشّرعية، التي ينبغي لمن يبحث عن جوابها أن يبحث بعمق في حياة الصحابي الجليل أبو هريرة، وهو واحدٌ من أعظم صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والذي امتاز بكثرة روايته للأحاديث النبوية الشريفة، ولذلك يهتمّ موقع المرجع في هذا المقال بإخبارنا عن أهمّ النّقاط في حياة أبو هريرة -رضي الله عنه- منذ ولادته وإسلامه، وصحبته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعداد الأحاديث النبوية التي رواها عن رسول الله إلى وفاته.

من هو أبو هريرة؟

قبل الانتقال لمعرفة كم عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة سيتمّ التّعرف بأبي هريرة، وهو الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي، محدّثٌ فقيهٌ حافظ، وهو واحدٌ من الصّحابة الكرام الذين رافقوا النّبي -صلى الله عليه وسلم- وهو واحدٌ من أعظم من روى الحديث النبوي، واختلَف أهل العلم بنسبه فقيل إنه أبو هريرة عدنان بن عبد الله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن نصر بن الأزد، وقيل غير ذلك الكثير، وقيل إن اسم أمّه ميمونة وقيل إنّها أميمة، وإنّ أبو هريرة لشدّة حفظه للحديث تحلّق حوله طلبة العلم لينهلوا من علمه، ويعدّ من أعظم قرّاء الحجاز وهو الذي نهل القرآن من النّبي -صلى الله عليه وسلم- وفي عهد الخلفاء الراشدين عيّنه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- واليًا على البحرين، ثمّ تولّى المدينة المنوّرة حتّى وفاته.[1]

متى ولد أبو هريرة؟

ولد أبو هريرة -رضي الله عنه في قبيلة دوس اليمنية، وقد وردت عدّة روايات في مولده فقيل إنه ولد قبل الهجرة بإحدى وعشرين سنة وقيل إنه ولد قبل الهجرة بتسع عشرة سنة، وهو القول الغالب لأنّه هاجر وهو بعمر تسعة عشر في أغلب القول والله أعلم، وقد نشأ أبو هريرة في قبيلة دوس اليمانية بأرض اليمن يتيم الأب، وفيما يأتي سيتمّ الاطّلاع على كم عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة بعد إسلامه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

شاهد أيضًا: متى اسلم ابو هريرة رضي الله عنه

كم عدد الاحاديث التي رواها ابو هريرة

إنّ عدد الأحاديث التي رواها ابو هريرة -رضي الله عنه- 5374 حديثاً وهو ما ذكره الذهبي في ترجمته لأبي هريرة في كتابه سير أعلام النبلاء، وقد اتّفق الشيخان بخاري ومسلم على 326 منها، انفرد البخاريّ منها ب93 حديثاً، وانفرد مسلم منها ب 98 حديثاً عن أبي هريرة، أمّا المحقق شعيب الأرناؤوط أحصى له 3870 حديثاً في تحقيقه لمسند أحمد، وهذه الأرقام الكبيرة من الأحاديث التي رواه الصحابي الجليل تدلّ على علمه الزّاخر، والذي ساعده في حفظها سعة حفظه وقوّة إدراكه، وقد جلس حوله أكثر من 800 طالب علم يطلبون الحديث منه بين الرّجال والنّساء، حيث شهد لأبي هريرة معاصروه من الصّحابة بقوّة حفظه، لكن أبو هريرة بنفسه شهد للصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص أنّه أحفظ منه، والذي كان يدوّن الحديث أمّا أبو هريرة اكتفى بحفظه ولم يدوّن والله ورسوله أعلم.[1]

هل كل الأحاديث المروية عن أبي هريرة هي أحاديث صحيحة؟

لم تكن كلّ الأحاديث التي رواها الصّحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- صحيحة، بل تنوّعت بين الصّحيح والحسن والضّعيف والموضوع، وإنّه كما ورد عن أهل العلم إنّ الأحاديث التي تفرّد أبو هريرة -رضي الله عنه- في روايتها وكانت صحيحة هي بنحو 110 أحاديث فقط والله أعلم، وقد روى أبو هريرة 1475 حديثًا بعد حذف المكرر الإسناد، وما كان منها صحيحًا كان 935 حديثًا فقط من إجمالي ما رواه بين ما تفرّد به وغيره والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: من صفات عبدالله بن عمر رضي الله عنهما

كيف روى أبو هريرة هذا العدد من الأحاديث؟

بعد معرفة كم عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة فإنّ بعض المشككين وضعاف النفوس قد يستائلون كيف روى أبو هريرة هذا العدد من الأحاديث، وقد يكون تساؤلًا عاديًّا، لكنّ أهل العلم أجابوا عن هذه المسألة بتفصيلٍ وتوضيح كبيرين، وكان الشّرح يتمحور حول عدّة نقاط، وهي:[3]

• لازم أبو هريرة النّبي -صلى الله عليه وسلّم- حوالي ثلاث سنوات وأكثر، أي ما يزيد عن ألف يوم، فلو نقل كلّ يوم عن رسول الله خمسة أحاديث فقط، وهو رقمٌ جدًّا طبيعي لأكمل عدد أحاديثه.
• كانت ملازمة أبو هريرة -رضي الله عنه- للنبي ملازمةً تامّة أي كان يقضي معه معظم وقته بطول نهاره.
• ثمّ إنّ الأحاديث التي وردت منسوبة لأبي هريرة في كتب السنة منها الصحيح ومنها الضعيف ومنها الموضوع.
• وإنّ الأحاديث التي وردت عن الصحابي الجليل أبو هريرة تشمل المكرر الذي جاء بمتن ونص واحد بعدّة أسانيد وطرق، وكلّ سند يعدّ حديثًا منفصلًا عند أهل العلم.
• ثمّ إنّ أبو هريرة -رضي الله عنه- لم يأخذ كلّ أحاديثه عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- فقط، بل روى عن الصّحابة الكرام.
• وإنّ أبو هريرة في القول الصّحيح والغالب أنّه لازم النّبي -صلى الله عليه وسلم- أربع سنوات وليس ثلاثة فقط.
• ثمّ إنّ أبو هريرة -رضي الله عنه- كان يلازم النّبي -صلى الله عليه وسلم- ويتقصّد حفظ أقواله وأفعاله وضبط أحواله لأجل أن يستفيد منها هو والنّاس، وكان جريء السّؤال عكس باقي الصّحابة الكرام.
• وما امتاز به من قوّة الحفظ والذّاكرة القوية التي شهد له فيها الكثير من النّاس، ساعدته في حفظه ونقله للحديث، وكذلك بشارة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له بعدم النسيان، ودعاؤه له بذلك.

قصة إسلام أبي هريرة

رغم أنّه بإدراك كم عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- سيظنّ أنّ أبو هريرة لازم النبي سنواتٍ طويلة، لكنّ أبو هريرة -رضي الله عنه- أسلم وهو ابن ثمانٍ وعشرين سنة وهاجر إلى المدينة، وذلك مع نفرٍ من قومه دوس، وحضروا المدينة وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد خرج لخيبر، فلحق به أبو هريرة وقدم عليه في خيبر، وذلك في أوّل السّنة السّابعة للهجرة وأعلن إسلامه وشهد معه خيبر، وقد كان إسلامه على يد الصحابي الطفيل بن عمرو الدوسي الذي أسلم ودعا قومه وقدموا معه للمدينة وفيهم أبو هريرة.[4]

شاهد أيضًا: قصة الصحابي الذي وأد ابنته

علاقة أبي هريرة بالنبي صلى الله عليه وسلم

إنّ للنّبي -صلى الله عليه وسلّم- الأثر الكبير في شخصية أبو هريرة -رضي الله عنه- وتنشئته وتربيته، فمنذ أن أسلم أبو هريرة ولم يُفراق رسول الله حتّى وفاته، وقد كان من أحفظ صحابة رسول الله ويكون معه حيث كان ويده مع يده، وفي سنواتٍ قليلة أدرك من العلم ما لم يُدركه أحدٌ غيره، وقد كان النبي يُرشده ويوجّهه وينصحه دومًا، فعن أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “يا أبا هريرةَ كن ورعًا تكن أعبدَ الناسِ وكن قنعًا تكن أشكرَ الناسِ وأحبَّ للناسِ ما تحبُّ لنفسِك تكن مؤمنًا وأحسِنْ جوارَ من جاورَك تكن مسلمًا وأقِلَّ الضحكَ فإنَّ كثرةَ الضحكِ تميتُ القلبَ”.[5] وأنّه صلى الله عليه وسلّم دعا لأمّ أبي هريرة عندما شكا أبو هريرة أنّها لا تستجيب لدعوته إيّاها للإسلام، فأسلمت بعد دعوة النّبي -صلى الله عليه وسلم- لها، وقد دعا له النّبي -صلى الله عليه وسلّم- بسعة العلم والحفظ وأن يكسب محبّة الله ومحبّة المؤمنين من عباد الله.[6]

لماذا سمي أبو هريرة بهذا الاسم؟

بالتساؤل كم عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة فإنّه قد يخطر على بال البعض لماذا سمّي أبو هريرة بهذا الاسم، وهو باسمه الحقيقي يُدعى عبد الرحمن أو غير ذلك ممّا ورد في اسمه، أمّا أبو هريرة فهي كنيته وهي ما سمّاها بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث أنّه كان له هرّةٌ يلاعبها، وقيل أنّه يضعها في كمّه، فاشتهر باسم أبو هريرة لأنه كان يحمل هرّته ويعتني بها على الدّوام.[6]

شاهد أيضًا: من هي المرأة التي كانت ابنة نبي وزوجة نبي

صفات ومناقب أبو هريرة

كان الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- من أعظم صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان له الكثير من الصّفات والسمات المميّزة له عن غيره، ومن أبرز صفاته ومناقبه ما يأتي:[6]

• كان أبو هريرة -رضي الله عنه- صاحب استيعابٍ كبير وصاحب سعة حفظ وهو من أكثر الصحابة حفظًا.
• كان أبو هريرة من أكثر الصّحابة عبادةً وتعبّدًا لله، فكان كثير الصلاة والصيام والذّكر وقيام الليل، فكان يقسم الليل لثلاثة أقسام ثلثٌ ينام فيه وثلثٌ يقوم فيه وثلثٌ يتذكّر فيه أحاديث النّبي -صلى الله عليه وسلم- وكان دائم الصوم في الاثنين والخميس، ويسبّح الله في اليوم اثني عشر ألف تسبيحة.
• كان أبو هريرة -رضي الله عنه- من أكثر النّاس تواضعًا، وهو شديد التواضع.
• كان من أشدّ النّاس ورعًا ومخافةً من الله، فروي عنه أنّه في ذات يوم رفع سوطه على أمة كانت له، ثمّ أعتقها لله خوفًا من القصاص وهو لم يضربها إنّما رفع عليها السّوط.
• كان صاحب تأثير على من حوله في علمه وتعليمه، فكان يؤثّر على من حوله بما حمله من كنوز العلم وما نقله من الكمّ العظيم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفاة أبو هريرة

قبل ختام مقال كم عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة، فإنّ أهل العلم قد اختلفوا في وفاته، وقد تعدّدت الروايات في سنة وفاته، فقد ذُكر أن أبو هريرة -رضي الله عنه- توفّي في السنة السابعة والخمسين للهجرة وقيل في الثامنة والخمسين، وقيل بعدها بسنة وقيل غير ذلك، والغالب في القول أنّه توفي وعمره ثماني وسبعون سنة، وقد توفّي في وادي العقيق وحُمل للمدينة وُدفن في البقيع رحمه الله تعالى ورضي عنه.[1]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي اعطي مزمار من مزامير داود

وفي نهاية مقال كم عدد الاحاديث التي رواها ابو هريرة نكون قد عرفنا من هو أبو هريرة، ومتى ولد أبو هريرة، كما أطلعنا المقال إن كانت كلّ الأحاديث التي رواها أبو هريرة صحيحة أم لا، وكيف روى أبو هريرة هذا العدد الكبير من الأحاديث، وانتقل المقال لقصّة إسلام أبو هريرة وعدّد صفاته ومناقبه، وذكر علاقته برسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يختتم بالحديث عن وفاة أبي هريرة.