كم عدد أسماء الله الحسنى وما هي أهمية العلم بها وفضلها

كم عدد أسماء الله الحسنى هو السؤال الذي سيجيب عنه هذا المقال، فالله سبحانه وتعالى علّم آدم الأسماء كلّها، وعلّمه بذلك أسماء الله -سبحانه وتعالى- فالله سمّى نفسه بأسمائه وصفاته وعلّمّها لعباده، فمن واجب العباد أن يحصوها ويحفظوها، ويهتمّ موقع المرجع بعلوم أسماء الله الحسنى، ويخبرنا كم عدد أسماء الله الحسنى وفضلها وأهمّيّة حفظها.

أسماء الله الحسنى

أسماء الله تعالى كلّها حسنى، ومعنى حسنى أي أنّها بالغةٌ غاية الحسن، فهي تتضمّن صفاتٍ كاملةٍ لا نقص فيها، ويكون الحسن في أسماء الله لكلّ اسم منفرداً أو يمكن جمعه لاسم آخر معه، وتعتبر أسماء الله الحسنى أعلامٌ وأوصاف، فهي أعلام لأنّها تدلّ على الذّات وعلى مسمّىً واحد، وهي أوصاف لأنّها تدلّ على معاني فهي متباينة في ذلك لأنّ لكلّ اسم من أسماء الله معناه الخاص، وقد تدلّ على وصفٍ متعدٍّ فإن دلّت فإنها تتضمن ثلاثة أمور:[1]

  • ثبوت ذلك الاسم لله عزّ وجلّ.
  • ثبوت الصّفة التي تضمنها لله عزّ وجل.
  • ثبوت حكمها ومقتضاها.

وقد ذكر أهل العلم أنّ أسماء الله الحسنى توقيفيّة، وبذلك لا يمكن إشغال العقل بها، حيث أنّه يجب الوقوف على ما جاء به الكتاب والسّنّة، فلا تزاد ولا تنقص وذلك لأنّ العقل لا يمكنه استيعاب ما يستحقّ الله سبحانه وتعالى من أسماء، وعلى المسلم أن يسلك سلوك الأدب عند ذكر اسم الله أو تسميته، وقد يتساءل البعض كم عدد أسماء الله الحسنى التي نزلت في الكتاب والسّنة وسيجيب هذا المقال عن هذا التساؤل المطروح.

كم عدد أسماء الله الحسنى

إن عدد أسماء الله الحسنى أكثر من تسعةً وتسعين اسم، فأسماء الله الحسنى هي أسماء مدحٍ وحمدٍ وتعظيم لله تعالى، وهي أصلٌ من أصول التّوحيد والعقيدة، وقد أطلقها الله على نفسه، فتجلّت فيها عظمته وقوّته وجبروته، وجعلها خاصّةً به دون أحدٍ من خلقه فلا تطلق هذه الأسماء إلّا عليه سبحانه، وقد وردت أسماء الله في القرآن والسّنّة وما أحصاه أهل العلم منها تسعةٌ وتسعون اسماً لله، وقد اختلف أهل العلم في عددها فكان لهم قولان:[2]

  • أصحاب القول الأول استدلّوا بحديث النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “للَّهِ تسعةٌ وتسعونَ اسمًا مَن أحصاها دخلَ الجنَّةَ”،[3] وبذلك قالوا أنّ عددها تسعٌ وتسعون اسماً فقط.
  • أما أصحاب القول الثّاني فقد ورد عنهم قولهم أنّ عدد أسماء الله أكثر من تسعٍ وتسعين اسماً، وقد استدلوا أيضاً بحديثٍ ورد عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- والذي رواه ابن مسعود -رضي الله عنه- حينما قال: “أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو علمتَه أحدًا من خلقِك”،[4] وبذلك قالوا أنّ لله أسماءً لا يعلمها إلّا هو ولم ترد في الكتاب أو السّنّة والله ورسوله أعلم.

الأسماء التسعة والتسعين وما زاد عليها

قد ثبت في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المباركة وذكر فيهما تسعاً وتعين السماً لله –جلّ وعلا- وقد جمعوا في حديث رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- حين قال: “إنَّ للهِ عَزَّ وجَلَّ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسمًا ، مَن أَحْصَاها دخل الجنةَ ، هو اللهُ الذي لا إله إلا هو الرحمنُ ، الرحيمُ ( المَلِكُ ، القُدُّوسُ ، السلامُ ، المؤمنُ ، المهيمنُ ، العزيزُ ، الجبارُ ، المتكبرُ ) ، ( الخالقُ ، البارئُ ، المصورُ ) ، الغفارُ ، القهارُ ، الوهابُ ، الرزاقُ ، الفَتَّاحُ ، العليمُ ، القابضُ ، الباسطُ ، الخافضُ ، الرافعُ ، المُعِزُّ المُذِلُّ ، ( السميعُ ، البصيرُ ) ، الحَكَمُ ، العَدْلُ ، ( اللطيفُ ، الخبيرُ ) ، الحليمُ ، العظيمُ ، الغَفُورُ ، الشَّكُورُ ، العَلِيُّ ، الكبيرُ ، الحفيظُ ، المُقِيتُ ، الحَسِيبُ ، الجليلُ ، الكريمُ ، الرقيبُ ، المُجِيبُ ، الواسعُ ، الحكيمُ ، الوَدُودُ ، المَجِيدُ ، الباعِثُ ، الشهيدُ ، الحقُّ ، الوكيلُ ، القويُّ ، المَتِينُ ، الوَلِيُّ ، الحميدُ المُحْصِي ، المُبْدِي ، المُعِيدُ ، المُحْيِ ، المُمِيتُ ، ( الحَيُّ ، القَيُّومُ ) ، الواجدُ ، الماجدُ ، الواحدُ ، الصمدُ ، القادرُ ، المُقْتَدِرُ ، المُقَدِّمُ ، المُؤَخِّرُ ، الأولُ ، الآخِرُ ، الظاهرُ ، الباطنُ ، الوالِي ، المُتَعَالِي ، البَرُّ ، التوابُ ، المُنْتَقِمُ ، العَفُوُّ ، الرؤوفُ ، مالِكُ المُلْكِ ، ( ذو الجلالِ ، والإكرامِ ) ، المُقْسِطُ ، الجامِعُ ، الغنيُّ ، المُغْنِي ، المانعُ ، الضارُّ ، النافعُ ، النورُ ، الهادِي ، البديعُ ، الباقي ، الوارِثُ ، الرشيدُ ، الصَّبُورُ”،[5] وقد ذكرت أسماءٌ وصفاتٌ أخرى في آيات القرآن الكريم والسّنّة الشّريفة فزاد عدد أسماء الله الحسنى ومنها: خير الماكرين، أرحم الرّاحمين، وأحسن الخالقين، والسّبّوح والشّافي والمدبّر، والأعلى  والغالب والكثر من الصّفات الّتي لا تليق إلّا به -سبحانه وتعالى- والله أعلم.

أهمية العلم بأسماء الله الحسنى

لأسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة فوائد جمّةٌ لا تحصى، وفيها منافع عظيمةٌ للعبد في الدّنيا والآخرة وقد ثبت ذلك في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المباركة، وإنّ أهمية العلم بأسماء الله الحسنى تكمن في:[6]

  • أنّ أعظم سببٍ لدخول الجنّة هو العلم بأسماء الله الحسنى وفهم صفاته وتعظيمها.
  • أنّ العلم والفهم بأسماء الله الحسنى يوصل إلى معرفة الله سبحانه وتعالى وتوحيد والإقرار بوجوده وعبادته حقّ عبادته والإخلاص له.
  • أنّ فهم صفات الله –سبحانه وتعالى- وفهم أسمائه ومعرفتهاهي أصل العبادات وصميمها.
  • أنّ معرفة أسماء الله الحسنى وفهمها يورث العبد استجابة الدّعاء.
  • أنّ العلم بأسماء الله الحسنى يوصل إلى محبّة الله –عزّ وجلّ- والفوز بمحبذته ورضاه.
  • أنّ الفهم والتّدبّر والتّعمقّ في أسماء الله الحسنى يعطي المسلم علماً كبيراً في كلّ شيءٍ فهي أصل كلّ العلوم.
  • معرفة أسماء الله الحسنى تجعل المسلم يتّصف بها ويسعى جاهداً إلى ذلك.
  • وهناك العديد من الفوائد من أدركها فقد فاز بالسّعادة الدّنيويّة وسعادة الآخرة أيضاً بإذن الله جلّ وعلا.

فضل حفظ أسماء الله الحسنى

إنّ فضل حفظ أسماء الله الحسنى عظيمٌ وكبيرٌ عند الله تعالى في الدّنيا والآخرة، حيث ذكر فضلها في السّنّة الشّريفة في غير حديثٍ صحيحٍ، فحفظ أسماء الله الحسنى فيه نجاةٌ من عذاب جهنّم وفوزٌ بنعيم الجنّة وخيراتها، كذلك في حفظها تكفيرٌ للذّنوب والخطايا ونجاةٌ من المصائب والشّدائد، وتفريجٌ للكربات والهموم، وإن من فضل حفظها أيضاً استجابة الدّعاء إن دعا المسلم بها ربّه –تبارك وتعالى- فيعطيه ما سأله، كما أنّ في حفظ أسماء الله الحسنى ترسيخٌ للإيمان في القلب والله أعلم.[7]

كم عدد أسماء الله الحسنى مقالٌ فيه تمّ بيان أنّ أسماء الله الحسنى هي الأسماء العظيمة والصّفات العلا لله -جلّ وعلا- وقد ذكر هذا المقال فضلها وفوائد العلم بها كما أجاب المقال عن السؤال الذي طرحه عنوان المقال، كذلك أحصى المقال أسماء الله الحسنى التّسعة والتّسعين كاملةً كما وردت في الحديث الشّريف وبيّن أهميّة معرفتها وفهمها.

المراجع

  1. dorar.net , أسماء الله تعالى كلها حسنى , 18/02/2021
  2. alukah.net , عدد أسماء الله الحسنى , 18/02/2021
  3. البحر الزخار المعروف بمسند البزار , البزار/أبو هريرة /14/197/  لا نعلم رواه عن ابن عيينة إلا عمر بن حبيب ولم يكن بالحافظ
  4. شرح بلوغ المرام لابن عثيمين , ابن عثيمين/عبدالله بن مسعود/1/371/صحيح
  5. الجامع الصغير , السيوطي/أبو هريرة/2351/صحيح
  6. alukah.net , أهمية معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا , 18/02/2021
  7. binbaz.org.sa , ثواب من حفظ أسماء الله الحسنى , 18/02/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *