كم عدد المذاهب في الإسلام

كم عدد المذاهب في الإسلام هو الموضوع الّذي سيتم ّالحديث عنه في هذا المقال، حيث ظهرت هذه المذاهب بعد العهد النّبويّ والعهد الراشديّ، وبدأت الاختلافات في الآراء بين كبار أهل العلم وأهل التّفسير والحديث، لذا وعبر موقع المرجع سنتعرّف على عدد هذه المذاهب والحكمة من ظهورها وأسباب اختلافها وأشهرها في العالم الإسلاميّ.

كم عدد المذاهب في الإسلام

إنّ عدد المذاهب في الإسلام هو أربع مذاهب، وهي المذهب الشّافعيّ والمذهب الحنفيّ والمذهب الحنبلي والمذهب المالكي، وإنّ المذاهب ما هي إلّا مناهجٌ وآراءٌ وتوجّهات، قد تمّ نسبها لكبار الأئمة والعلماء المسلمين، الّذين كانوا يجتهدون ويسعون في تفسير القرآن الكريم ودراسة الحديث النّبويّ الشّريف، واستنباط الأحكام الصّغيرة والكبيرة منهما، فهما أعظم مصادر التشريع وهما الأساس فيه، حيث مرّ الفقه الإسلاميّ ودراسة أحكامه بالكثير من المراحل على مرّ العصور والسّنوات، وقد ظهرت المذاهب ونشأت في بداية القرن الثّاني للهجرة المباركة، حيث أسس كلّ عملاقٍ من عمالقة الأئمة ونوابغ الإسلام مذهبًا حسب دراسته وبحثه في علوم الدّين، وقد يسود الاعتقاد بأنّ الهدف من المذاهب هو تقسيم الدين وتجزئة المسلمين، ولكنّها على العكس فهي تسهّل على المسلمين فهم الشّريعة الإسلاميّة وفهم أحكامها المختلفة، من خلال مصادر التشريع على اختلافها، وليس من واجب المسلم أن يلتزم بمذهبٍ معيّن، وإنّما عليه اتّباع ما نزل في القرآن الكريم والسّنّة وما أجمع عليه أهل العلم والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم النقاب ابن باز وحكم النقاب على المذاهب الأربعة

المذاهب الفقهية في الإسلام

إنّ أشهر المذاهب الفقهيّة في الإسلام وأوّلها ظهورًا هي المه الحنفي والشافعي والحنبلي والمالكي، وسمّي كلّ مذهبٍ من هذه المذاهب على اسم العالم المؤسّس، وفي الآتي سنتعرّف على المذاهب واسم العالم المؤسّس لها وتاريخا وأشهر علمائها وكتبها.

المذهب الشافعي

أسّسه الإمام محمّد بن إدريس بن العباس الهاشميّ القرشيّ، ويلتقي مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم عند جدّه عبد مناف، وقد كان فقيهًا بالدّين عالمًا بأحكامه وعلومه، وكان حافظًا لكتاب الله تعالى والحديث الشّريف، وقد ظهر هذا المذهب في حياته، ووضع فيه الأحكام الّتي استنبطها من القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المباركة، فهما المعتمدان في المقام الأوّل دائمًا دون غيرهما، ومن بعدهما اعتمد على الإجماع وأقوال الصّحابة أحيانًا، ولكنّه تمسّك بالأحاديث الصّحيحة، ولم يهتمّ كثيرًا بالقياس أو الاستحسان و المصالح، ومن أشهر علماء المذهب الشافعي الإمام النّووي رحمه الله  والإمام الرافعي، كذلك اشتهرت العديد من المؤلفات والكتب لتلامذة الإمام الشافعي وعلماء المذهب منها تحفة المحتاج على المنهاج، وحاشية الشرواني على تحفة المحتاج، والرسالة ومختصر المزني والأمالي الكبرى.[2]

المذهب الحنفي

إنّ المذهب الحنفي هو أوّل المذاهب ظهورًا في الإسلام وتاريخه العظيم، وقد تأسس على يد الإمام أبي حنيفة النّعمان بن ثابت التيميّ الكوفيّ، وقد ولد في عهد صغار الصّحابة رضوان الله عليهم، وقابل أنس بن مالكٍ رضي الله عنه في الكوفة، وتعلّم على يد عطاء بن أبي رباح، وهو أصل المذاهب الفقهيّة الأربعة كلّها، وكان الاعتماد فيه على القرآن الكريم والسّنّة المباركة في المقام الأول، واعتمد على الرأي والقياس في العديد من المسائل لاستنباط الأحكام الصّحيحة، والرأي عنده يكون مبنيًا على الدّلائل والحجج الصّحيحة ومتابعة الأصول في الشّريعة الإسلاميّة الصّحيحة، وقد يجد المسلم بعض الاختلافات بين أقوال الإمام الحنفي وأقوال تلاميذه، وذلك لأنّ الاجتهاد عند التلاميذ قد ينتج رأيًا مختلفًا عن رأي الإمام الحنفي، وذلك ليس من الأمور الخاطئة، ومن أشهر علماء هذا المذهب  محمّد بن الحسن وأبو يوسف وزفر بن الهذيل وأبو بكرٍ الرازي والطّحاويّ.[3]

شاهد أيضًا: ما هي المذاهب الاربعة ومن أصحابها

المذهب الحنبلي

قد تأسس هذا المذهب على يد إمام أهل السّنّة أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله تعالى، ويعدّ من أعظم المذاهب حيث اعتمد الإمام أحمد بن حنبل وتلامذته على استنباط الأحكام من القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المباركة، واتّباع منهج الصّحابة الكرام والسّلف الصّالح في المسائل الاعتقاديّة، وقد عُرف عن أهل هذا المذهب التزامهم الشّديد وثباتهم على الحقّ مهما كان الثّمن، ولم يُعرف عنهم التأويل أو التحريف أو الكذب في الدّين وأحكام الشّريعة، ويُقال بأنّ أتباع هذا المذهب من المتشدّدين لدين الله تعالى كثيرًا والمتزمّتين، لكنّ هذا القول خاطئٌ وغير صحيح، لأنّهم يتّبعون المنهاج الصّحيح الّذي اتّبعه صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومن أتى من بعدهم من الأولياء والصّالحين، ولقد اُشتهرت بعض الكتب المنسوبة لعلماء هذا المذهب منها المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل، والتنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع، ودقائق أولي النهي، وغيرها الكثير من الكتب والمؤلفات والله أعلم.[4]

المذهب المالكي

ظهر المذهب المالكي على يد الإمام والعالم مالك بن أنس رحمه الله تعالى، وهو كغيره من المذاهب الّتي تعتمد في استنباط الأحكام على القرآن الكريم والسّنة المباركة في المقام الأول، كذلك اعتمد على الإجماع ومن بعده القياس وأقوال الصّحابة الكرام وسدّ الذّرائع وعمل أهل المدينة المنوّرة، وقد ظهر هذا المذهب للمرّة الأولى في المدينة المنوّرة ثمّ انتشر بشكلٍ واسعٍ في العالم الإسلاميّ، حيث اشتهر فيه من العلماء عبد الله بن وهب، وعثمان بن الحكم وعبد الملك بن حبيب وغيرهم، وإنّ من أشهر الكتب والمؤلّفات المعتمدة في هذا المذهب التاج والإكليل لمختصر خليل، وتسهيل منح الجليل، وحاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: ما هو المذهب الإسلامي الصحيح

أسباب الاختلاف بين المذاهب

إنّ بين المذاهب الفقهيّة الأربعة الكثير من الاختلافات الّتي نتجت عن أسبابٍ عديدة، نذكر منها الآتي، وهذا بعد أن تحدّثنا عن كم عدد المذاهب في الإسلام:[6]

  • نزول القرآن الكريم باللّغة العربيّة الغنيّة بالمعاني والتّفاسير، حيث يعتمد كلّ واحدٍ من العلماء تفسيرًا معيّنًا مختلفًا عن تفسير الآخر، حيث يحتمل الأمر أو المسألة نفسها أكثر من تفسيرٍ واحد.
  • يمكن أن يرى العالم أو الفقيه أنّ الأدلّة الشّرعيّة متعارضة، فيجتهد في دراستها ويستنبط منها الحكم الأقرب إلى الصّواب حسب رأيه وما توصّل إليه في دراسته، والآراء لا تكون ذاتها في الكثير من الأحيان.
  • سعة العلم المتفاوتة بين الأئمة والعلماء، وذلك لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يحيط بكلّ شيءٍ علمًا، فقد يعرف الإمام ما لا يعرفه غيره، وقد يجهل الإمام أو العالم ما يعرفه غيره.
  • قد تختلف المذاهب بسبب اعتماد الأحاديث وتصحيحها، فيمكن لعالم أن يضعّف حديثًا ما، بينما غيره يمكن أن يعتمده ويصحّحه.
  • قد يختلف الأئمة والعلماء في نقل الأدلّة الإجماليّة، فمثلًا قد عدّ الإمام مالك رحمه الله أفعال التابعين وغيرهم من أهل المدينة المنوّرة حجّةً لأنّهم يتّبعون منهج رسول الله وسنتّه ومنهج الصّحابة من بعده.

الحكمة من الاختلاف بين المذاهب في الإسلام

إنّ الحكم كثيرةٌ وعديدةٌ من الاختلاف بين المذاهب في الإسلام منها أنّها تكشف من يتّبع الهوى والشّهوات ومن يخلط الحرام بالحلال ليضلّ النّاس عن الطّريق الحقّ وسوا السّبيل، كذلك هي ابتلاءٌ من الله تعالى للمسلمين وأهل الشّرع والعلماء منهم، حيث يتبيّن مقام ومكانة القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة عندهم، ومدى اتّباعهم لهما في جميع الأمور والمسائل، وإنّ الاختلاف يورث الاجتهاد الأكبر والدّراسة العميقة وبذل الجهود الحثيثة الّتي تعدّ من العبادات العظيمة في الإسلام، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: ما هو مذهب السعودية

المذاهب المندثرة وغير المشتهرة

قد ظهرت العديد من المذاهب الفقهيّة وانتشرت في العديد من البلاد، لكنّها لم تنتشر بشكلٍ واسعٍ وقد اندثرت مع الأيّام ومن هذه المذاهب نذكر:

  • المذهب الظّاهري.
  • مذهب سفيان بن عيينة.
  • مذهب الأوزاعيّ.
  • مذهب الليث بن سعد.
  • مذهب إسحاق بن راهويه.
  • مذهب أبي ثور.
  • مذهب ابن جرير الطبري.

شاهد أيضًا: حكم المولد النبوي في المذاهب الاربعة

هنا نصل إلى ختام مقالنا كم عدد المذاهب في الإسلام، حيث ذكرنا إجابة السّؤال المطروح، وتحدّثنا عن المذاهب الفقهية الأربعة وعن تاريخها وأشهر علمائها، بالإضافة إلى الحديث عن أسباب الاختلاف بينها والحكمة من ذلك.

مقالات ذات صلة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *