كم عدد مذاهب المسلمين
جدول المحتويات
كم عدد مذاهب المسلمين، في الإسلامِ يُوجدُّ عدّة مذاهب، ويعبر المذهب عن الطريقة التي سار إمام المذهب عليها في فهمه للنصوص الشرعية، وفي طريقته لاستنباط الأحكام والتي اتبعه عليها من بعده من علماء وأفراد، واختلاف المذاهبِ وتَعددها فيّه رحمة وتيسيّر للمُسلميّن، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على كم عدد المذاهب في الإسلام، ومدى الاختلافَ بينها.
كم عدد مذاهب المسلمين
المذاهبُ الفقهيّة هِيّ مُصطلحٌ ظهرَ في القرنِ الرابع عشرْ على يدِ ثُلة من الأئمة المُجتهديّن الذينَ حفظَ الله بهم الديّن، وتلقت الأمة مذاهبهم بالقبول، ويُقصدُ بالمذاهبِ الفقهيّة عندَ الفقهاءِ وأهلِ العلمِ بأنّها الدليلُ الفقهيْ في فهمِ ومعرفةِ أحكام الشريعةِ الإسلاميّة، والطريقة التي ينهجها المجتهد أو عدد من المجتهدين في الاستنباط، وكيفية الاستدلال، والفروع التي تضاف في ضوء أصول المذهب، وللمُسلميّن أربعةُ مذاهب، وهيّ:
- المذهبُ الحنفيْ: أولُ المذاهبْ ظهورًا، ومؤسسهُ هوَ الإمامُ أبو حنيفة النعمان بن ثابت.
- المذهبُ المالكي: مُؤسسهُ هوَ الإمامُ مالكَ بنْ أنس الأصبحيْ
- المذهبُ الشافعي: مُؤسسهُ هوَ الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، أحدُ تلامذةِ الإمام مالك.
- المذهبُ الحنبلي: مُؤسسهُ هو الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، أحدُ تلامذةِ الإمام الشافعي.
شاهد أيضًا: ما هي المذاهب الاربعة ومن أصحابها
أسباب الاختلاف بين المذاهب الأربعة
من الأسباب التي أدّت إلى الاختلاف بين المذاهب:
- أسبابٌ مُتعلقة في الضوابطِ المُتعلقة بالاستباطِ، والقواعدِ الأصوليّة الموضوعة للاجتهادِ، فقد اختلف الفقهاء في القواعد الأصولية التي تُوضع لاستنباط الأحكام الشرعية الفرعية من الأدلة التفصيلية بسبب اختلافهم في حُجيّة تلك القواعد.
- أسباب متعلقةٌ برواية السنن، فقد تختلف أقوال الفقهاء وآراء المذاهب بسبب اختلافهم في رواية السنن، فقد لا يصل الحديث إلى المجتهد فيفتي في المسألة اعتمادًا على آيةٍ أو حديثٍ آخرٍ، وقد يلجأ للقياس.
- أسباب متعلقةٌ باللغة، ففي اللغة العربية ألفاظٌ تشترك في معانٍ عدّةٍ، ومن الأمثلة على تلك الألفاظ لفظ (قرء) الوارد في قوله -تعالى-: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ)[1]، فالقرء في الآية يشير إلى معنيين، الطهر والحيض، وبسبب ذلك اختلف العلماء في مدة عدّة المطلقة.
شاهد أيضًا: ما هو المذهب الإسلامي الصحيح
الحكمة من اختلاف المذاهب الأربعة
من الحِكم الإلهية لسنة الاختلاف بين المذاهب:
- إظهارِ التعبّد والقنوت والخضوع لله -سبحانهُ وتعالى- في المسائلِ التي يجوزٌ فيها الإجماعُ والاجتهاد منْ قبلِ أهلَ العلمِ.
- امتحان للفقهاءِ وأهلِ العلمْ الذين يجتهدون ويبحثون في المسائلِ الفقهيّة المُختلفة فيْ قبولِهم وانصياعهم للحقِ حينما يثبت لهم بالأدلة الواضحة إن كان مخالفًا لرأيهم أو رأي مشايخهم.
- كشف تأويلات المبطلين من الدّخلاء على العلم من غير أهله، وبيان زيغ آرائهم القائمة على الهوى والضلال.
أسباب بقاء المذاهب الأربعة
جاءت المذاهبُ الفقهيّة للتسهيلِ والتيسيرِ على المسلمينِ في فهمِ أمورِ دينّهم ودُنياهُم، وتلبيّة للأمورِ والحوادثِ الجديدة التي تمرّ على المسلميّن، فيحتاجونَ معرفةَ حُكم الله -سبحانهُ وتعالى- فيّها، وأن هؤلاء الأئمة الأعلام كانوا على الحق، متبعين لكتاب الله وسنة رسوله معظمين لهما، ومنْ أسبابِ بقاءِ المذاهب الفقهيّة الأربعة وانتشارها ما يأتّي:
- اتباع الدولة والأمة لمذهبِ مُعيّن، بحيثُ يساهم في بقاءِ المذهبِ الفقهيْ وانتشارهُ، منْ خلالِ تعييّن القضاة والمفتين من فقهاء المذاهب.
- وجود المدارس المذهبيّة التي يدرس فيها أصول المذهب وفروعه، كان له دور بارز في بقاء هذه المذاهب وانتشارها.
- تفرق المذاهب وانتشارِها في البُلدانِ والأمصار، أدّى إلى ضمانِ بقائِها وحفظها على مرّ الأزمنةِ والعصور.
- عناية بعض المسلمين في وقف الأموال والدور على المذاهب، كفِل لهذه المذاهب الاستمرار والدوام.
- التلاميذ النجباء الذينَ أحبوا الأئمة، وقاموا بتدوين المذهب ونشرهُ، وهذا مما ساهم في بقاء المذهب وانتشاره، كما أن منهم من قام بالتخريج على المذهب فالحوادث والنوازل لا تنتهي.
إلى هُنا نكونُ قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنِا كم عدد مذاهب المسلمين، حيثُ سلطنَا الضوء على ماهيّة المذاهب الأربعة، وأسبابِ اختلافِها، والحكمةُ من ذلكَ الاختلافِ، وأسبابُ بقائِها حتى يومنِا هذا.
التعليقات