كم عدد السمفونيات التي الفها بيتهوفن

كم عدد السمفونيات التي الفها بيتهوفن والتي أدهشت العالم بأسره في تلك الحقبة الزمنية التي تواجد فيها هذا الموسيقي الفذ، فقد عرف البشر الموسيقى منذ آلاف السنين وعلموها من جيل إلى جيل مثل ما تناقلوا الثقافة والعلم والحضارة، ولم تكن هذه الموسيقى مجرد مقطوعات تُعزف على بضع آلات موسيقية يطرب لها الناس وإنما كانت على مر تاريخها غذاء للروح وأداة تعبيرية لوجدانيات البشر وأحاسيسهم في فرحهم وحزنهم ومعاناتهم وكل ما شعروا به وكان بيتهوفن من أهم الفنانين البارعين الذين دخلوا إلى عمق الإنسان بموسيقاه الرائعة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نتعرف على هذا الفنان المبدع وأشهر سيمفونياته وعددها. 

من هو بيتهوفن

هو لودفيج فان بيتهوفن الذي ولد في الرابع من ديسمبر 1770م في مدينة بون الألمانية وفي بداياته بقي بيتهوفن في مسقط رأسه بون ونشأ مع موسيقى البلاط الملكي وسرعان ما تحول إلى الطفل المعجزة في سن الثمان سنوات بعد أن قدم أول عرض له في ذلك العمر وفي عام 1787م تم تعيينه موسيقياً رسمياً في البلاط وفي هذه الفترة تتلمذ على يد جوزيف هايدن وموزارت وهم عظماء الموسيقى الكلاسيكية في ذلك العصر، وفي عام 1792م انتقل إلى العاصمة النمساوية فيينا التي قدم فيها أهم إبداعاته من عام 1800م وحتى وفاته فيها 26 مارس 1827م.[1]

شاهد أيضًا: ما هو فن الكولاج

كم عدد السمفونيات التي الفها بيتهوفن

بلغ عدد السمفونيات التي ألفها بيتهوفن تسعة سمفونيات كلاسيكية رائعة الجمال والتي لم يؤلف أي ملحن من بعده مثلها، فقد اعتبر هذا الملحن الألماني العبقري الشخصية الموسيقية الرائدة في تلك الفترة الانتقالية بين العصرين الكلاسيكي والرومانسي وقد عرف خلال تلك الفترة بوالد الموسيقى الكلاسيكية ولكنه لم يكن راضياً عن أعماله السابقة بشكل كامل وفي عام 1800 أحدث ثورةً موسيقية عندما انتقل من النمط الكلاسيكي إلى النمط الرومنسي عندما شرع بتأليف أولى سيمفونياته التسعة في مسقط رأسه الفني فيننا.[1]

أسماء سيمفونيات بيتهوفن

بعد أن انتقل بيتهوفن إلى فيينا حطم قواعد الفن الكلاسيكي واستنبط نمط الموسيقى العاطفية الجديد وفي بداياته في فيينا مهد له الطريق والد صديقه شتاين وأصبح مرغوباً بشدة من قبل الطبقة الأرستقراطية كما أنه لقي الدعم من البارون جوتفريد والبارون فان سويتن، وبدأ مسيرته الفعلية بعد أن أنهى تعليمه السري على يد أستاذه جورج ألبريشت سبرجر عازف الأرغن بكاتدرائية القديس ستيفن، وفي عام 1800م كانت مرحلة الإبداع والقوة في أعماله بعد أن ألف أولى سيمفونياته التسعة التي سنذكرها في سياق هذا المقال.[2]

السيمفونية الأولى في سلم دو الكبير

والتي ألفها بيتهوفن تكريسًا لدور الراعي والداعم الأول لبيتهوفن البارون جوتفريد فان سويتين وقد تم تأليفها بين عامي 1795 و1800م ومع ذلك لم تقدم للعامة حتى الثاني من أبريل عام 1801م في المسرح الوطني في فيينا، وتأثرت هذه السيمفوني بأعمال المعلم الأول لبيتهوفن جوزيف هايدن ومدتها تتراوح بين 22 إلى 29 دقيقة.

للاستماع إلى السيمفونية الأولى “من هنا“.

السيمفونية الثانية في سلم ري الكبير

وتتكون من أربع حركات والتي كتبها بين عامي 1801 و1802م وكانت إهداء لكارل لويس والأمير ليتش نوفسكي ويذكر أن هذه السيمفونية تم تأليفها في الوقت الذي اكتشف فيه بيتهوفن أنه أصيب بالصمم وكان وقتها فاقداً للأمل بالعلاج، ومع ذلك تم أداء السيمفونية لأول مرة في 5 أبريل 1803م على خشبة مسرح آن دير فيينا وتستغرق مدتها بين 33 إلى 36 دقيقة.

للاستماع إلى السيمفونية الثانية “من هنا“.

السيمفونية الثالثة في سلم مي منخفض الكبير

والتي تعرف باسم السمفونية البطولية أو إيروكا Eroica باللغة الإيطالية وألفها بين عامي 1803 و1804م وعرضت لأول مرة في فيينا في السابع من أبريل عام 1805م ويستغرق أداؤها من 41 إلى 56 دقيقة، وبالرغم من أنها كانت مهداة لنابليون إلا أن بيتهوفن عاد وكرسها للراعي الأمير جوزيف فرانز ماكسيميليان لوبكوفيتز.

للاستماع إلى السيمفونية الثالثة “من هنا“.

السيمفونية الرابعة في سلم سي منخفض الكبير

والتي تم تأليفها عام 1806م وتم عزفها لأول مرة في منزل الأمير جوزيف فرانز ماكسيميليان لوبكوفيتز في عام 1807م والتي استغرق أداؤها 33 دقيقة، وبالرغم من أدائها في منزل الأمير جوزيف إلا أن بيتهوفن أهداها للكونت فرانز فون الذي سمع السيمفونية الثانية التي أداها بيتهوفن في عام 1805م وأعجب بها كثيراً لدرجة أنه عرض عليه المال ليؤلف له سيمفونية خاصة.

للاستماع إلى السيمفونية الرابعة “من هنا”

السيمفونية الخامسة في سلم دو الصغير

والتي تمت كتابتها بين عامي 1804 و1808م وهي من أكثر السيمفونيات التي عزفها مرارًا وهذا ما يجعلها معروفة أكثر من باقي السيمفونيات لبيتهوفن، ويذكر أن في هذه الفترة زاد فقدان بيتهوفن لحاسة السمع وهذا ما أثر على حياته الشخصية، ومع ذلك قاد بيتهوفن الأوركسترا عندما تم أدائها لأول مرة في 18 ديسمبر 1808م والتي أهداها لاثنين من رعاته وداعميه وهما الكونت رازوموفسكي وفرانز جوزيف فون لوكوفيتش.

للاستماع إلى السيمفونية الخامسة “من هنا”

السيمفونية السادسة في سلم فا الكبير

والتي يطلق عليها اسم السيمفونية الرعوية وتحتوي على خمس حركات وأنهاها بيتهوفن في عام 1808م مع السمفونية الخامسة وتم أدائها معها أيضاً لأول مرة في 22 ديسمبر من نفس العام على خشبة مسرح آن دير فيينا، ويذكر أنها كانت تعبير عن الشعور أكثر من الرسم وفي عام 1940م تم استخدامها في فيلم الرسوم المتحركة Fantasia.

للاستماع إلى السيمفونية السادسة من هنا

السيمفونية السابعة في سلم لا الكبير

وألفها بين عامي 1811 و1812م وتتكون من أربع حركات ويذكر أن خلال كتابتها كان بيتهوفن يتماثل للشفاء من الصمم في مدينة تبليتسه، وقد أهداها للكونت موريتز فون فرايز وأداها بنفسه لأول مرة في الثامن من ديسمبر من عام 1813م بالرغم من مرضه ومدتها حوالي 44 دقيقة.

للاستماع إلى السيمفونية السابعة “من هنا”

السيمفونية الثامنة في سلم فا الكبير

والتي كتبها في غضون أربعة شهور فقط عام 1812م وهو في بداية الأربعين من عمره وقد وصفها النقاد بأنها فاترة القلب لما تحمله من بهجة وخاصة في مقطعها الأخير والذي كان عبارة عن مقطع طويل للغاية من التناغم المنشط الصاخب حيث أن الأمير تشايكوفسكي وصفه بأنه أحد أعظم روائع بيتهوفن في السيمفونية، ويذكر أن مدتها كانت 26 دقيقة فقط وعرضت لأول مرة في السابع والعشرين من فبراير عام 1814م.

للاستماع إلى السيمفونية الثامنة “من هنا”

السيموفونية التاسعة الكورالية

وهي آخر سيمفونية كاملة لبيتهوفن وقد كتبها بين عامي 1822 و1824م وقد تم أداؤها لأول مرة في السابع من 

مايو 1824م، وأكثر ما ميزها أنها وجود أصوات داخلها أُخذت من قصيدة الفرح التي كتبها الكاتب فريدريش شيلر وتعتبر آخر سيمفونية للموسيقى والملحن الفذ بيتهون الأكثر أداءً حول العالم.

للاستماع إلى السيمفونية التاسعة “من هنا”

أشهر سيمفونيات بيتهوفن

بالرغم من أن بعض النقاد الفنيين يعتبرون أن السيمفونية الخامسة هي أشهر السمفونيات التي قدمها بيتهوفن إلى أن الواقع يشير إلى أن السيمفونية التاسعة والأخيرة كانت الأشهر ولعدة أسباب وهي:[2]

• لجمالها وروعتها تبناها المجلس الأوروبي وجعلها نشيد لأوروبا عام 1972م.
•  في عام 2001 تم إضافة مخطوطة النوتة الموسيقية إلى قائمة التراث لبرنامج ذاكرة العالم التابع للأمم المتحدة وهذا ما جعلها أول ورقة موسيقية تحصل على هذا التكريم وتم تم حفظها في مكتبة ولاية برلين.
• صنفت هذه السيمفونية الأكثر أداءً في العالم في عام 2010م.
• تم عزفها بدلاً من النشيد الوطني خلال الألعاب الأولمبية لألمانيا الموحدة خلال الحرب الباردة عندما تم تقسيم ألمانيا.

شاهد أيضًا: الفن التشكيلي المعاصر واستخدام الخامات المتعددة

أهم أعمال بيتهوفن

بالرغم أن السيمفونيات التسعة كانت من أعظم الثروة الفنية التي امتلكها بيتهوفن إلى أنه قدم الكثير من المعزوفات والأعمال الفنية الأخرى، ومن هذه الأعمال الفذة كونشرتو الكمان الوحيد الذي قدمه في أعماله وبيانو سوناتا القمر المعروفة باسم باستيك والتي تتألف من ثلاث حركات إضافة إلى المؤلفات الرباعية الوترية الستة عشر ناهيك عن الأغاني والأعمال الأوبرالية التي لحنها.[2]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان كم عدد السمفونيات التي الفها بيتهوفن والذي تعرفنا من خلاله على هذا الملحن الفذ وأهم أعماله وكم عدد سيمفونياته التي كتبها وما أسمائها وأشهرها حول العالم.