كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان

كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان، تعتبر صلاة التهجد من صلوات النوافل التي تقام في آخر الليل، ويفضّل لمن رغب بصلاة التهجّد القيام بها في بيته مع أفراد أسرته، أمّا صلاة التهجّد في شهر رمضان فيسنّ أن تتوجّه جموع المصلين إلى المساجد لصلاتها بشكل جماعي لما فيها من عظيم الأجر والثواب، ومُختلف على كم عدد ركعات صلاة التهجد، ومن خلالِ موقع المرجع سنتعرفُ على صلاة التهجد في رمضان كم ركعة  وكم عدد ركعات صلاة التراويح في العشر الأواخر.

صلاة التهجد

التهجدُّ في اللغةِ تُطلقُ على معاني كثيّرة، فالنوم والسهرَ في الليلِ يُسمى تهجدًا، والصلاة في الليل تُسمى تهجدًا كذلك، والتهجدُّ في الاصطلاحِ بمعنّى الاستيقاظُ في الليلِ لأداءِ الصَلاة، حيثُ قال الله -سبحانهُ وتعالى-: (ومن الليلِ فتهجدَ بهِ نافلة لكَ)، أمَا صلاةُ التهجد، فهيّ صلاة التطوع نافلة أثناءَ الليلِ، والتهجدُّ مسنون في الشرعِ، وقد واظب عليه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان يَعدُّه فريضة أخرى غير الفرائض الخمس، فقال -عليه الصلاة السلام-: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ)[1]، أي التهجد.

شاهد أيضًا: جدول صلاة التراويح والتهجد في المسجد الحرام خلال رمضان

كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان

جاء عن أمُّ المؤمنين السَّيدة عائشة -رضي الله عنها- بيانًا لصلاة التَّهجُّد في فعل النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-، سواءً كان في رمضان أو غيره، فقالت: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا)[2]، وجاء عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه كان يُصلِّي ثلاث عشرة ركعةً مع ركعتي الفجر، فقال العلماء إنّ الأفضل في صلاة التَّهجُّد في رمضان الاقتصار على إحدى عشر ركعةً، اتباعًا للنبيِ -عليه الصلاة والسلام-، ويجوزُ للإنسان أن يُنقِص منها لفعل النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام- وقوله في الحديث: (الوترُ حقٌّ فمَن شاءَ فليوتر بخمسٍ، ومن شاءَ فليوتِرْ بثلاثٍ، ومن شاءَ فليوتِر بواحدةٍ)[3].

فضل صلاة التهجد

إنّ لِصلاة التَّهجُّد الكثير من الفضائل، ومنها ما يأتي:

  • المحافظون على صلاة التهجّد هم المحسنون، المستحقون لجنّات الله، ونعيمه، كما ورد في العديد من الآيات القرآنية.
  • زيادة التقوى والورع عند المسلم، وتحقيقَ الأجر والفضل العظيم في التهجدِ، وصلاة الليلِ، وقيامهُ خاصَّةً في رمضان من أسباب مغفرة الذُّنوب، ويتأكَّد قيامه في العشر الأواخر منه، لإدراك ليلة القدر، لِقول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[4]
  • إنّ قراءة القرآن في الليل، وأداء الصلاة، هي أعظم حضورًا في القلب من صلاة النهار، وأعظم تأثيرًا في النفس، والقلب، حيث يكون المؤمن أكثر خشوعًا وتدبرًا.
  • تفضيل الله -تعالى- القائمين باللَّيل على سائر النَّاس، بقوله -تعالى-: (لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّـهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ).[5]
  • ثناء الله -تعالى- على المُتهجِّدين، ووعْدهم بالثَّواب الجزيل، ومن ذلك قوله -تعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[6]

شاهد أيضًا: جدول صلاة التراويح والتهجد في المسجد

طريقة صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان

إنّ لِصلاة التَّهجُّد العديد من الكيفيّات الواردة عن النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وبيانُها فيما يأتي:

  • تُصلى صلاة التهجد ركعتيّن ركعتين من دونِ صلاة الوترِ، ثم تُؤدى صلاة الوتر، لِفعل النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام- الوارد في حديث: (يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بوَاحِدَةٍ).
  • تصلى أربعُ ركعات بسلام واحد، ثم أربع ركعات بسلام واحد، ثم ثلاثُ ركعات،  لِفعل النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام- الوارد في حديث: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا).

شاهد أيضًا: هل صلاة التراويح تغني عن قيام الليل

دعاء صلاة التهجد

تُعدُّ صلاة التهجدُّ أفضل صلاة عند الله -سُبحانهُ وتعالى- بعد صلاةِ الفرض، وللمسلم أنْ يدعو بما يريدُ ويشاءُ فيّها إلا ما يدعو بإثم أو شر، وقد كانَ رسول الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم- يُتبعُ صلاة التهجدِ بدعاءَ (للهمَّ لك الحمدُ، أنت قَيِّمُ السماواتِ والأرضِ ومَن فيهِنَّ، ولك الحمدُ، لك مُلكُ السمواتِ والأرضِ ومَن فيهِنَّ، ولك الحمدُ _ أنت مَلِكُ السمواتِ والأرضِ، ولك الحمدُ، أنت الحقُّ، ووعدُك الحقُّ، ولِقاؤك حقٌّ، وقولُك حقٌّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حقٌّ، والنبيُّونَ حقٌّ، ومحمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حقٌّ، والساعةُ حقٌّ، اللهمَّ لك أسلَمتُ، وبك آمَنتُ، وعليك توكَّلتُ، وإليك أنَبتُ، وبك خاصَمتُ، وإليك حاكَمتُ، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ، أنت المُقَدِّمُ، وأنت المُؤَخِّرُ، لا إلهَ إلا أنت، أو : لا إلهَ غيرُك).

حكم صلاة التهجد

سنّ الله -سبحانهُ وتعالى- لأمتّهِ صلاة التهجدِ، حيثُ قال سبحانهُ: (ومن الليلِ فتهجد به نافلة لك)، كما حثَّ رسولُ الله على صلاةِ التهجد، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (عليكم بقيامِ الليلِ، فإنه دأْبُ الصالحينَ قبلكُم، وقُرْبَةٌُ لكم إلى ربكم، ومكفرةٌ للسيئاتِ، ومَنْهاةُ عن الإثمِ)، وصلاة التهجدِ هي أفضل صلاة بعد الصلاة المكتوبة، ويندبُ أن تكونَ في آخر الليل عند وسطه أو أوله، وقد وصفَ اللهُ أهل اللّيل بالإيمانِ التامّ، وأعلى شأنهم، ووصفهم بالعلمِ، وفضّلهم على غيرهم، كما أمر نبيّه بقيام الليل، ثمّ حثّ رسول الله عليه.

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر

الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل والتراويح

تجتمع كل من صلاة التهجد والتراويح وقيام الليل على أنّها من النوافل، وأنّها تؤدى في الليل، والاختلاف فيما بينها يكون كالتالي:

  • صلاة الليل: هِيّ صلاة تُؤدى في فترةِ الليل في أيّ وقت من أوقاتِه، ويُمكنُ قضاء الليل أو جزء منه ولو ساعةً يسيرةً في العبادات المختلفة من قراءة القرآن، والتسبيح وذكر الله تعالى، أو الصلاة على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، أي الانشغال في الليل بطاعة، ويفضّل الصلاة كما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قيام الليل، حيث كان يصليها ركعتين ركعتين، ويطيل في كلّ ركعة من ركوع وسجود وتعظيم لله.
  • صلاة التهجد: هِيّ من النوافلِ المُحببّة إلى الله -سبحانه وتعالى-، وتؤدى في فترة الليل، ولكنْ تؤدى بعد نوم، وقد عرفها العُلماء بأنّها الصلاة في الثُّلث الأخير من الليل، أو التطوُّع بصلاة نافلة غير صلاة الفرض، وتكون في الثُّلُث الأخير من الليل.
  • صلاة التراويح: هي صلاة نافلة مخصوصة في شهرِ رمضان المبارك، تؤدى في أول الليل بعد صلاة العشاء، وهي تسن في رمضان فقط، ويستحبّ فيها التخفيف وعدم الإطالة، ويجوز تسميتها صلاة التهجّد، أو أن تسمّى قيام الليل، ولا مُشاحَةَ “أي اختلاف” في ذلك”.

إلى هُنا نكون قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان، حيثُ سلطنا الضوءَ على صلاة التهجد أفضلَ الصلاة بعد الصلوات المكتوبة عند الله سُبحانهُ.

المراجع

  1. الإلزامات والتتبع , الوادعي، أبو هريرة، 151، لا يضره إرسال شعبة لأن أبا عوانة ثقة فزيادته مقبولة
  2. الألباني , صحيح النسائي ، عائشة أم المؤمنين ، 1696، صحيح
  3. صحيح النسائي , الألباني ، أبو أيوب الأنصاري ، 1709 ، صحيح
  4. صحيح البخاري , البخاري ، أبو هريرة ، 1901 ، صحيح
  5. سورة آل عمران , الآية 113
  6. سورة الذارات , الآية 15 - الآية 20

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *