طريقة صلاة الاستسقاء في البيت

طريقة صلاة الاستسقاء في البيت هو ما سيتمّ عرضه في مقالنا هذا، فالله -سبحانه وتعالى- يبتلي عباده بنقص النّعم والحرمان منها، وذلك بما كسبوا من الذنوب والآثام والمعاصي، والابتلاء سببٌ للجوء المسلم لله تعالى والاستعانة به على رفع البلاء وقضاء الحاجات وتحقيق الأماني، والقحط والجفاف من أنواع البلاء الذي يبتلي به الله تعالى البلدان، فيلجأون لله تعالى بصلاة الاستسقاء، لذا فإنّ موقع المرجع يهتمّ ببيان الطريقة والصّفة الصحيحة لصلاة الاستسقاء في البيت.

حكم صلاة الاستسقاء

اتّفق أهل العلم، وأجمعوا على أنّ صلاة الاستسقاء هي سنّةٌ مستحبّةٌ للمسلمين، حيث سنّها النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- للمسلمين ليلجأوا بها إلى الله تبارك وتعالى، ويطلبوا منه السّقيا والرّحمة والمغفرة، وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدلّ على استحباب هذه النافلة، ومنها قول عبد الله بن زيدٍ رضي الله عنه: “رَأَيْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَومَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي، قالَ: فَحَوَّلَ إلى النَّاسِ ظَهْرَهُ، واسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ يَدْعُو، ثُمَّ حَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِما بالقِرَاءَةِ”. [1] والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: متى تقام صلاة الاستسقاء أي ساعة

طريقة صلاة الاستسقاء

ذكرت الأحاديث النبوية المباركة الصفة الصحيحة لصلاة الاستسقاء الواردة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وذكرت بأنّها كصلاة العيد ركعتان من بعدهما خطبة، يجتمع المسلمون للصلاة، ثمّ يكبّرون مع الإمام سبعة تكبيراتٍ من ضمنها تكبيرات الإحرام، ومن ثمّ يقرأون الفاتحة، ومن بعدها ما تيسّر لهم من القرآن الكريم، ومن ثمّ الركوع والسّجود، وفي الركعة الثانية يكبّر الناس خمس أو ستة تكبيراتٍ، ويقرأون الفاتحة وما تيسّر من السّور، ويتمّ الركعة حتى التشهد الأخير والتسليم، ومن ثمّ يقوم الإمام بالدّعاء مع الناس والإطالة بالدّعاء، ويخطب بالنّاس ويعظهم وينذرهم ويوعيّهم بأن هذا ما هو إلّا عذابٌ وعقابٌ من الله تعالى لعباده العاصين المذنبين، والله أعلم.[3]

طريقة صلاة الاستسقاء في البيت

قد أجمع أهل العلم والفقهاء المعاصرون والمستقدمون على جواز أداء صلاة الاستسقاء منفردًا في البيت أو مع الأهل والعائلة دون الذهاب إلى المسجد أو الاجتماع مع المسلمين، ويصلّي المسلم صلاة الاستسقاء في بيته كصلاتها في المسجد، على الصفة التي وردت في الأحاديث النّبوية المباركة، أي أنّه يؤدّي ركعتين كركعتيّ صلاة العيد، يكبّر في الأولى منهما سبعة تكبيراتٍ ويتمّ الركعة، وفي الثّانية يكبّر خمس أو ستة تكبيراتٍ، ويتمّ الركعة لآخرها مع التشهد والتسليم، ومن بعد الانتهاء من الصلاة يقوم المسلم، فيدعو الله تعالى بدعاء الاستسقاء الوارد في السنة أو ما تيسّر له من الدّعاء، ومن المستحبّ له الإطالة في الدّعاء، ولكنّه لا يخطب بنفسه أو أهله، لأنّ الخطبة لا تكون إلا في المسجد أو مع جماعة المسلمين، وقال أهل العلم أنّ الخروج للمسجد أو الخروج مع جماعة المسلمين إلى العراء للصلاة أفضل وأثوب وأقرب للسنة المباركة، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ماهي صلاة الاستسقاء وكيف تصلى

كيفية صلاة الاستسقاء للنساء

لا تختلف صفة صلاة الاستسقاء للنساء عن طريقة الاستسقاء للرجال، بل إنّ من السنة أن تخرج النساء من بيوتهنّ ليشاركن الرّجال في صلاة الاستسقاء، فالصفة والطريقة واحدةٌ ولا اختلاف فيها، سواءً صلّت المرأة الاستسقاء في بيتها، أو صلّتها مع جماعة المسلمين في المسجد أو العراء، والله أعلم.

وقت صلاة الاستسقاء

قيل في وقت صلاة الاستسقاء قولان بعد أن اختلف أهل العلم في تحديده، فأمّا عن القول الأوّل فهو أنّها تُصلى في جميع الأوقات من اليوم والليلة، لكن لا يجوز صلاتها في أوقات النّهي التي ذكرها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والقول الثاني نصّ على أنّ صلاة الاستسقاء تكون ما بين شروق الشمس وارتفاعها في السماء قيد رمحٍ إلى الزوال، أي في وقت صلاة العيدين، لكنّ القول الأول هو الراجح عند أهل العلم والله أعلم.

بهذا نصل للختام في مقال طريقة الاستسقاء في البيت، حيث تعرّفنا على صفة صلاة الاستسقاء في المسجد والبيت، وطريقة صلاتها للنساء، كما بيّنا في هذا المقال وقت صلاة الاستسقاء وحكمها.