كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات

كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات مسألةٌ شرعيّة هامّة لكلّ مسلم ومسلمة، ومن الضّروري لكلّ المسلمين أن يقوموا بالاطلاع عليها وذلك أنّها من أفضل العبادات وأعظمها، فصلاة الوتر من الصّلوات التي يتم تأديتها كلّ يوم، ومعرفة عدد ركعاتها ووقتها ضرورة من الضّروريات، فالله -سبحانه وتعالى- فرض الصّلاة على عباده وهي أول ما يُفرض، ومن بعد الفرض ما كان من النّوافل التي يجبر فيها المسلم النّقص الحاصل لديه في الفرض، وفي هذا المقال يعلّمنا موقع المرجع كيفية أداء واحدة من الصّلاة النّافلة وهي صلاة الوتر ثلاث ركعات.

ما هي صلاة الوتر

قبل معرفة كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات سيتمّ التعرف على صلاة الوتر، فالوتر لغةً تُعرف بفتح الواو أو كسرها أنّها الواحد المفرد، أي كلّ ما كان فرديًّا، ويُقال صلى وترًا أي صلاة بعدد ركعاتٍ فردي، وصلاة الوتر اصطلاحًا هي كلّ صلاة يؤدّيها المسلم من بعد صلاة العشاء، وبعد أن يؤدي سنّة العشاء البعدية، وصلاة الوتر صلاةٌ فردية لا يجوز أن يؤدّيها المسلم إلا بعدد ركعاتٍ فردي، فيصلّي فيها ركعة أو ثلاث ركعات أو خمس ركعاتٍ وهكذا، فصلاة الوتر سنّة مؤكّدة تبدأ بعد العشاء وتنتي بطلوع الفجر، وأقلّها ركعة وأكثرها لا حدّ له. [1]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان

كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات

إنّ كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات متّصلة تكون بتشهّدٍ واحدٍ فقط في آخر الرّكعات الثّلاث، حيث أنّ الإيتار بثلاث ركع يكون متّصلًا بتشهّدٍ واحد وهذا قول جمهور أهل العلم في صلاة الوتر ثلاث ركعات، وقول ابن تيمية وابن باز وابن عثيمين، وذلك أنّ الوتر بثلاثة ركعات مشروعة لكن الجلوس في الركعة الأخيرة للتّشهد هو الأفضل لكي لا تكون صلاة الوتر شبيهةٌ بالمغرب، فقد ورد في السّنة النبوية الشريفة التي تنهى عن تشبيه صلاة الوتر بصلاة المغرب وورد ما يجيز الإيتار بثلاث، فقد ورد عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “من شاء أوترَ بسبعٍ ومن شاء أوترَ بخمسٍ، ومن شاء أوترَ بثلاثٍ، ومن شاء أوترَ بواحدةٍ، ومن شاء أومأَ إيماءً”. [2] وبهذا الحديث يظهر جواز ومشروعية الوتر بثلاث، ولكن ورد أيضًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه أوتر بثلاث لكنّه لم يفصل بينها، ولا يجزئ المأمومين أن يوتروا م الإمام على هذه الصفة إذا لم ينووا الوتر من أوّل الصلاة، وغير ذلك فإنّهم عليهم أن يقعدوا في الثانية فيتمّوا الصّلاة بأنفسهم، ثم يعودوا ويتابعوا الإمام بنيّة الوتر في الرّكعة الثالثة والله أعلم. [3]

شاهد أيضًا: ما صحة حديث الله اكبر كبيرا عدد الشفع والوتر

كيفية صلاة الوتر في المذاهب الأربعة

بعد الاطّلاع على كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات، سيتمّ بيان كيفيّتها في المذاهب الفقهية الأربعة، حيث أنّها واحدة من الصّلوات لكّنها تختلف بكونها فرديّة، وقد اختلفت آراء وأقوال أهل العلم في كيفيّتها، وأقوالهم كما يأتي:

• في المذهب الحنفي: يرى الأحناف أن صلاة الوتر تكون هيئتها كصلاة المغرب بثلاث ركعات ولكن بتسليمةٍ واحدة.
• في المذهب المالكي: إنّ صلاة الوتر ركعة واحدة فقط ولها شفعٌ يسبقها وأقلّه ركعتان، فالرّكعة الواحدة عندهم هي الوتر وما يسبقها يكون شفعًا.
• في المذهب الحنبلي والشافعي: إنّ أقلّ عدد ركعات صلاة الوتر ركعةٌ واحدة، ولكن كرّه الشافعية أداءها منفردة، وأباحها المالكية، وقالوا إن أدنى كمال الوتر ثلاث ركعات، وأكثر الكمال ثلاث عشرة ركعة.

ويرى جمهور أهل العلم أنّ صلاة الوتر تكون مثنى مثنى، يسلّم المصلّي بعد كلّ ركعتين منها، ثمّ يأتي بركعة منفردة ويسلّم بعدها، ويقول الشّافعية وأصحاب المالكي وأحمد أنّ صلاة الوتر إحدى عشرة ركعة يفصل بين كلّ ركعتين بتشهّد وسلام ويؤدّي بعدها ركعة واحدة ويسلّم، وأجاز المالكيّة والحنابلة أن يصلّي المسلم كلّ ركعتين بسلامٍ حتّى الثّامنة ثمّ يصلّي خمس ركعات بتسليمة واحدة. [4]

ما هي صلاة الشفع

كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات أمرٌ ضروريّ معرفته ليقوم المسلم بعبادته على أكمل وجه، ولكن مع صلاة الوتر يقترن اسم صلاة الشفع، فالشّفع لغةً بسكون الفاء هو مصدر الفعل شفع، ويجمع أشفاع وهو كلّ شيءٍ زوجيّ، ويُقا صلّى شفعًا أي صلىّ بعدد ركعاتٍ زوجي، والشفع اصطلاحًا هما الرّكعتان اللتان  يقوم بهما المسلم قبل الوتر، ولا بدّ من التّنويه أنّهما ليستا السّنة البعدية للعشاء، إنما هما من صلاة الوتر لكن يُطلق عليهما الشفع لأنهما زوجيتان والله أعلم. [5]

شاهد أيضًا: هل يجوز قراءة أي سورة في الشفع والوتر

عدد ركعات صلاة الوتر

إنّ أقلّ عدد ركعات صلاة الوتر واحدة بعد صلاة العشاء، ولا حدّ لأكثريّته، فللسلم أن يوتر بثلاثة أو خمسة أو أحد عشر أو إحدى وعشرين وغير ذلك، لكّن كما ورد عن أهل العم أنّ أفضل الإيتار هو أن يوتر المسلم كما أوتر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد ثبت عنه أن أكثر إيتاره كان إحدى عشرة وثلاث عشرة ركعة، ومن أوتر بأكثر من ذلك فلا حرج عليه، فالشّرع لم يُحدد عددًا معيّنًا لعدد ركعات الوتر، فللمسلم الخيار والتّيسير بما يسّر عليه الله سبحانه وتعالى. [6]

وقت صلاة الشفع والوتر

أمّا ما يتساءل المسلمون حوله من وقت صلاة الشفع والوتر، فإنّ وقتها يكون من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وهو ما اتّفق عليه أهل العلم، فإن طلع الفجر خرج وقتها ولا تُصلّى، فالنّبي صلى الله عليه وسلّم أوصى المسلمين بالإيتار قبل الإصباح، فقد ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “إذا طلَعَ الفجَرُ فقد ذَهَبَ كلُّ صلاةِ الليلِ، والوترُ، فأَوْتِروا قبلَ طلوعِ الفجرِ”. [7] فيدلّ ذلك أن وقت الوتر ينتهي بطلوع الفجر، وقد دلّ على ذلك الكثير من الأحاديث في السنّة النبوية الشريفة. [8]

شاهد أيضًا: دعاء اخر الليل قصير مكتوب

القنوت في صلاة الوتر

بمعرفة المسلم لكيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات فإنّه من الضّروري أن يعلم عن القنوت في صلاة الوتر، فالقنوت هو الدعاء في اللغة، ويعني القيام والخضوع والطّاعة والخشوع وغيرها من المعاني، واصطلاحًا هو الدعاء في الصلاة في محلٍ مخصوص من القيام، والقنوت من الأمور المشروعة في الوتر، وقد ورد في السّنة عن النّبي -صلى الله عليه وسلّم- الكثير من الأدعية الثّابتة التي كان يدعو ويقنت في صلاة الوتر، منها: [11]

• عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا قامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ، قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، أنْتَ نُورُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ قَيِّمُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، ولِقاؤُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خاصَمْتُ، وإلَيْكَ حاكَمْتُ، فاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ”. [9]
• روى الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “اللهمَّ اهْدِني فيمن هديتَ، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن توليتَ، وبارِكْ لي فيما أعطيتَ، وقِنِي شرَّ ما قضيتَ، فإنك تقضي ولا يُقْضَى عليك، وإنَّهُ لا يَذِلُّ من واليتَ، ولا يَعِزُّ من عاديتَ، تباركتَ ربنا وتعاليتَ، لا مَنْجَا منك إلا إليكَ”. [10]

قضاء صلاة الوتر

قبل ختام مقال كيفية الوتر ثلاث ركعات، فإنّ قضاء الوتر من الأمور التي شرّعها الإسلام، فمن المستحبّ قضاء السنن والأوراد التي اعتاد العبد على المحافظة عليها، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما روته السّيدة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “أنّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ مِنَ اللَّيْلِ مِن وَجَعٍ، أَوْ غيرِهِ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً”. [12] وهذا دليلٌ على استحباب المحافظة على الأوراد وأنها إذا فاتت تُقضى، ويقول أهل العلم أن الوتر لا يُقضى على صفته، وإنّما يُقضى مشفوعًا بركعة، فمن اعتاد أن يوتر بثلاث فإنّه يقضيه في النّهار أربعًا، ومن اعتاد أن يوتر بخمس فيقضيه بستّ ركعات، وقال بعضهم أنّه يُقضى على هيئته والله ورسوله أعلم. [13]

شاهد أيضًا: دعاء القنوت الصحيح كامل مكتوب

في الختام قد تعرّفنا في هذا المقال على كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات، بعد أن عرفنا ما هي صلاة الوتر، وتعرّفنا على كيفيّة صلاة الوتر في المذاهب الأربعة، وعدد ركعاتها ووقتها، كما تعلّمنا القنوت في صلاة الوتر، وحكم قضاء الوتر وكيفيّته ووقته.