طريقة الاغتسال من الجنابة عند النساء

طريقة الاغتسال من الجنابة عند النساء من الأمور التي يجدر على المرأة المسلمة معرفتها، لأنها شرط من شروط الطهارة التي يتبعها صحة الصلاة وأداء العبادات أي كانت على طهارة كاملة، ولهذا سيتطرق موقع المرجع إلى الحديث عن مفهوم الاغتسال، طريقة الاغتسال من الجنابة عند النساء، وحكم الاغتسال وما هي موجباته وما المستحب منه تفصيلًا في هذا المقال.

مفهوم الاغتسال

إنَّ الغسل يختلف عن الوضوء في حكمه وموجباته، وفي صفته وكيفيته، وعليه فالمراد بالغُسل لغة: سيلان الماء على الشيء مطلقًا وهو بضم أو فتح الغين، أما بكسر الغين كالغِسل: فهو ما يغسل به الشيء من أشنان وصابون ونحوه، وأما شرعًا فيقصد به: إفاضة الماء الطهور على جميع البدن على وجه مخصوص بنية مخصوصة، وعليه فإن الغسل ينقسم إلى نوعان: كامل مجزئ، والأصل في مشروعيته: قوله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}[1] وهو أمر بتطهير جميع البدن، إلا أن ما يتعذر إيصال الماء إليه كداخل العينين خارج عن الإرادة، لما في غسلهما من الضرر والأذى، حيث يكون القصد منه التنظيف، وتجديد الحيوية وإثارة النشاط؛ لأن عملية الجنابة تؤثر في جميع أجزاء الجسد، فتزال آثارها بالاغتسال.[2]

طريقة الاغتسال من الجنابة عند النساء

إنَّ صفة الغسل تكون بنوعيه؛ إما الواجب الذي يبدأ أولًا بالنية؛ وهي أن يغتسل بنية رفع الحدث، ثانيًا: تعميم الجسد بالماء، وهذا يجزأه ويكون بذلك رفع الحدث عنه، أما صفة الغُسل الكامل وهو: ما جمع بين الواجب والمستحب، ووصفه عند النساء كالآتي:[3]

  • تغسل كفيها قبل إدخالهما في الإناء.
  • تفرغ بيمينها على شمالها فتغسل فرجها.
  • تتوضأ وضوءها للصلاة كاملًا أو تؤخر غسل الرجلين إلى آخر الغسل.
  • تفرق شعر رأسها فتفيض ثلاث حثيات من ماء حتى يروى كله، مع بيان أنه لا يجب عليها أن تنقض ضفيرتها إن وصل الماء إلى أصل شعرها.
  • تفيض الماء على شقها الأيمن، ثم تفيض الماء على شقها الأيسر.

هذا هو الغسل الأكمل والأفضل، وذلك بدليل حديث ابن عباس عن خالته ميمونة -رضي الله عنهما- حيث قالت: “أَدْنَيْتُ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غُسْلَهُ مِنَ الجَنَابَةِ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ مَرَّتَيْنِ، أوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أدْخَلَ يَدَهُ في الإنَاءِ، ثُمَّ أفْرَغَ به علَى فَرْجِهِ، وغَسَلَهُ بشِمَالِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ بشِمَالِهِ الأرْضَ، فَدَلَكَهَا دَلْكًا شَدِيدًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ أفْرَغَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ مِلْءَ كَفِّهِ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى عن مَقَامِهِ ذلكَ، فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أتَيْتُهُ بالمِنْدِيلِ فَرَدَّهُ”،[4] وعليه فإن من اقتصرت على الصفة الأولى؛ من النية وتعميم الجسد بالماء أجزأها ذلك ولو لم تتوضأ، لدخول الوضوء في الغسل، ومن الجدير بالذكر أن هذا الغسل من الجنابة للرجل والمرأة على حد سواء مع اختلاف نقض المرأة لضفيرتها لا يجب.

حكم الاغتسال من الجنابة

ذكرنا أن الغُسل القصد منه التنظيف، ورفع الحدث، وفي الغُسل ثواب وأجر؛ وهذا لامتثال أمر الشارع، حيث قال النبي -صلّى الله عليه وسلم-: “الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ“،[5] أي جزء منه وهذا يشمل الوضوء والغُسل، فجاء سبب الاغتسال من الجنابة؛  إرادة ما لا يحل مع الجنابة، أو وجوبه، وحكمه: حل ماكان ممتنعًا قبله، والثواب بفعله، تقربًا إلى الله -عزّ وجلّ- الذي أمر بالطهارة ورفع الحدث الصغير والكبير أدا العبادات بطهارة قلبية وجسدية، ومن الجدير بالذكر أنه يجوز أن ينكشف للغسل في خلوة، أو بحضرة من يجوز له نظره إلى عورته، والستر أفضل، لقوله -صلّى الله عليه وسلم-: “احفظْ عورتَكَ إلَّا عن زوجتِكَ أو ما ملكَتْ يمينُكَ قلتُ : فإذا كان القومُ بعضُهم في بعضٍ ؟ قال : إنِ استطعتَ أن لا يرينَّها أحدٌ فلا يرينَّها . قلتُ : فإذا كان أحدُنا خاليًا ؟ قال : فاللهُ أحقُّ أنْ يُستحْيا منه”.[6]

شاهد أيضًا: طريقة الاغتسال من الدورة الشهرية

دعاء الاغتسال

عنذما يقوم الإنسان بالاغتسال فأنه يجب أن يقول في أول الغسل‏:‏ ‏”‏بسم الله‏”‏، وفي نهايته يقول‏: “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التّوّابين واجعلني من المتطهّرين‏”، كما يقال ذلك بعد الوضوء أيضًا، وعليه فأنه؛ ما يُقال ويُفعل عند الاغتسال هو ما يُقال ويُفعل عند الوضوء، وذلك بأن يسمي، ثم ينوي، ثم يغسل كفيه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة؛ إلا غسل الرجلين؛ فإنه يؤخره إن شاء بعد الاغتسال، فيغتسل اغتسالًا كاملًا، ثم بعد ذلك يغسل رجليه‏، كما ذكرنا سابقًا، أما في أثناء الاغتسال؛ فلا يشرع أي دعاء، ولم يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أي دعاء في ذلك، والأذكار التي يقولها بعض الناس لا دليل عليها؛ فما هي إلا من البدع المحدثة‏.[7]

شاهد أيضًا: هل الاستحمام يغني عن الوضوء

موجبات الغُسل

لا بُد لكل عمل من مسوغ وسبب للقيام به، حتى في الطاعات والعبادات؛ ولذلك فإن الاغتسال يكون بموجبات ست على الصحيح من الأقوال وهي كالآتي:[8]

  • أولًا: خروج المني بلذة من غير نائم؛ فإن كان من نائم فلا يشترط وجود اللذة، وهو ما يسمى بالاحتلام.
  • ثانيًا: تغييب الحشفة في الفرج، وهو المعروف بالتقاء الختانين “الجماع”، بدليل الحديث الشريف: “إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ، ثُمَّ جَهَدَها فقَدْ وجَبَ الغَسْلُ“.[9]
  • ثالثًا: إسلام الكافر.
  • رابعًا: خروج دم الحيض، وهو دم أسود منتن يرخيه رحم المرأة، ويخرج من القبل حال الصحة، وانقطاعه شرط لصحة الغسل له.
  • خامسًا: خروج دم النفاس، وهو الدم الخارج من قبل المرأة بسبب الولادة، والغسل في كل ماسبق يغني عن الوضوء، لأن الحدث الأصغر يدخل في الحدث الأكبر، ولا عكس، فلا يجزئ الوضوء عن الغسل في أي منها.
  • سادسًا: الموت، غير شهيد المعركة والمقتول ظلمًا فلا يغسّل.

أركان الغُسل الشرعي

لكل عبادة شروط وواجبات وأركان وفرائض، لا بُد من الإتيان بها على أكمل وجه؛ حتى تكون العبادة صحيحة ومجزأة، ولهذا يجب ذكر أركان الغسل وهي كالآتي:[10]

  • النية.
  • تعميم الشعر والبشرة والجسم كامل بالماء.
  • المضمضة والاستنشاق؛ وهي واجبة في الغُسل عند الحنفية والحنابلة، وقد ذهب الشافعية والمالكية إلى عدم الوجوب.
  •  الموالاة.
  • دلك الأعضاء في الغسل.
  •  نقض الضفائر: فيجب نقض الضفائر إن لم يصل الماء إلى باطنها إلا بالنقض، والرجل والمرأة سواء في هذا الحكم.

أوقات الاغسال المستحبة

يتم الاغتسال في أوقات محددة منها مقيد ومنها مطلق، وهذا مما حثت عليه السنة النبوية الشريفة، حيث قام به النبي -صلى الله عليه وسلم- ومنا ما يأتي:[8]

  • غسل الجمعة، وقيل بوجوبه، والأحوط المحافظة عليه.
  • الغسل للإحرام بالعمرة أو الحج.
  • غسل العيدين.
  • غسل من غسل ميتًا.
  • غسل يوم عرفة.

حكم تأخير الاغتسال من الجنابة

يجوز للإنسان تأخير غسل الجنابة إلى قيامه للصلاة، ولو لغير ضرورة؛ وهذا لأن غسل الجنابة واجب وجوبًا متراخيًا، أي لا يقوم به على الفور، وإنما يجب عند القيام إلى الصلاة، بدليل ما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه-أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَقِيَهُ في بَعْضِ طَرِيقِ المَدِينَةِ وهو جُنُبٌ، فَانْخَنَسْتُ منه، فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ جَاءَ، فَقالَ: أيْنَ كُنْتَ يا أبَا هُرَيْرَةَ قالَكُنْتُ جُنُبًا، فَكَرِهْتُ أنْ أُجَالِسَكَ وأَنَا علَى غيرِ طَهَارَةٍ، فَقالَسُبْحَانَ اللَّهِ، إنَّ المُسْلِمَ لا يَنْجُسُ”،[11] قال ابن حجروفيه جواز تأخير الاغتسال عن أول وجوبه، وعليه فإنه يجوز للجنب أن ينام دون أن يغتسل، ولكن يستحب له أن يتوضأ قبل أن ينام، ففي صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- ذكرت:”أَكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَرْقُدُ وهو جُنُبٌ؟ قالَتْ: نَعَمْ ويَتَوَضَّأُ،[12]قال ابن عبد البرذهب الجمهور إلى الأمر بالوضوء للجنب الذي يريد النوم – للاستحباب.

وهنا نصل إلى ختام مقال طريقة الاغتسال من الجنابة عند النساء، وتعرفنا على مفهوم الاغتسال وكيفيته وما حكمه وما حكم تأخيره، وما هي موجبات الغُسل في الشرع الإسلامي، وتوصلنا إلى أهمية اتباع سنة نبينا الكريم في ذلك.

المراجع

  1. سورة المائدة , الآية 6.
  2. al-maktaba.org , مفهوم الاغتسال , 23/08/2021
  3. islamweb.net , كيفية الغسل من الجنابة , 23/08/2021
  4. صحيح مسلم , مسلم، ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين، 317، صحيح
  5. صحيح مسلم , مسلم، أبو مالك الأشعري، 223، صحيح
  6. حجاب المرأة , الألباني، 22، صحيح
  7. ar.islamway.net , ماذا يقول الإنسان عند الغسل من الجنابة؟ رابط المادة: http://iswy.co/e3huj , 23/08/2021
  8. islamweb.net , كيفية الغسل وموجباته وأنواعه , 23/08/2021
  9. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 291، صحيح
  10. islamweb.net , أركان وفرائض غسل الجنابة , 23/08/2021
  11. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 283، صحيح
  12. صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 286، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *