هل اذا كنت على جنابه يقبل صيامي

هل اذا كنت على جنابه يقبل صيامي؟، يرغب الكثير من الأشخاص في معرفة إجابة هذا السؤال؛ نظرًا لأن الكثير من الناس يقيمون علاقة زوجية أثناء الليل قبيل النوم بعد الإفطار، ثم يغلبهم النعاس، ولا يستيقظون إلا بعد بدء فترة الصيام؛ مما يجعلهم في شك من صحة صيامهم، لذلك سيقوم موقع المرجع في هذا المقال بتوضيح صحة صيام الشخص من عدمه في حالة كونه جنبًا.

التعريف بالجنابة

ينبغي علينا قبل أن نبدأ في تفصيل أحكام الجنابة أن نعرف الجنابة أولًا بصورة جلية، وتعريف الجنابة هو:

  • الجنابة لغة: الجنابة لغة يقصد بها المباعدة؛ لأنه مأخوذ من فعل المجانبة أو الابتعاد، ومن الكلمة نفسها أخذت لفظة تجنب أي تعمد الابتعاد، وسمي الشخص جنبًا؛ لأنه يتجنب الصلاة والكثير من العبادات حتى يطهر.
  • الجنابة اصطلاحًا: هي اسم يطلق على كل من الرجل والمرأة إذا أنزلا بشهوة، سواء التقى الختانين، أو لم يلتقيا، ويطلق أيضًا على الرجل والمرأة إذا التقى ختانيهما حتى ولو لم ينزلا، وعلى ذلك فلا تدخل الملامسة والتقبيل والاحتضان، والأفعال كلهم التي ليس فيها إنزال ولا التقاء ختانين ضمن الأسباب التي تؤدي إلى الجنابة.

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام على غير طهارة

هل اذا كنت على جنابه يقبل صيامي؟

إن سؤالاً هل إذا كنت على جنابة يقبل صيامي يفرق في إجابته بين حالتين أولهما أن تكون الجنابة قد حدثت قبل طلوع الفجر وثانيهما أن تكون الجنابة قد حدثت بعد طلوع الفجر، وسنوضح كل منهما فيما يلي:

  • حدوث حالة الجنابة بعد طلوع الفجر: إذا حدثت حالة الجنابة بعد طلوع الفجر، فإن الصيام فاسد بإجماع علماء المسلمين؛ لأن المجامعة خلال صيام رمضان تعتبر من مفسدات الصيام الرئيسية التي لا جدال فيها، ويلزم الرجل والمرأة في هذه الحالة القضاء والكفارة.
  • حدوث حالة الجنابة قبل طلوع الفجر: إذا حدثت حالة الجنابة قبل طلوع الفجر، ففي هذه الحالة لا يفسد الصيام؛ لأن الطهارة لا تعتبر شرطًا من شروط الصحة للصيام، وإنما هي شرط من شروط صحة الصلاة، ويدلل على هذا ما روي عن رسول الله ﷺ أنه “كانَ يُدْرِكُهُ الفَجْرُ وهو جُنُبٌ مِن أهْلِهِ، ثُمَّ يَغْتَسِلُ، ويَصُومُ”[1].

ويمكن معرفة معلومات أكثر عن هذا الموضوع والاستماع لرأي شيخ من شيوخ الإسلام، وهو يشرحه بصورة أكثر تبسيطًا “من هنا“.

شاهد أيضًا: هل يجوز الصوم على جنابة

هل يجوز تأخير غسل الجنابة في رمضان إلى ما بعد صلاة الظهر؟

من المعروف أن الجنابة في رمضان الحادثة قبل الفجر لا تؤثر في شيء على صحة الصيام، لكن مع ذلك، فيأثم الشخص إن أجل غسل الجنابة في نهار رمضان إلى ما بعد صلاة الظهر؛ نظرًا لأنه يكون قد ضيع صلاة الجماعة في صلاتين متتاليتين وهما صلاة الفجر ثم صلاة الظهر من بعدها وهو ما ينافي طبيعة رمضان الذي من المنطقي أن يكثر فيه الشخص من العبادة لا أن يقصر فيها.

هل يجوز تأخير غسل الجنابة في رمضان إلى ما بعد صلاة الظهر؟

شاهد أيضًا: هل يجوز الإفطار إذا كنت مصدع

هل يزيل التيمم آثار الجنابة كما الاغتسال في رمضان؟

لا يجوز للرجل أن يتيمم للصلاة بدون الاغتسال من الجنابة في رمضان إلا في حالتين، وهما:

  • انقطاع الماء: لما روي في الأثر أن “رجلًا أتى عمرَ بنَ الخطَّابِ فقال: إنِّي أجنَبْتُ فلم أجِدِ الماءَ فقال عمرُ: لا تُصَلِّ، فقال عمَّارٌ: أمَا تذكُرُ يا أميرَ المؤمنينَ إذ أنا وأنت في سَريَّةٍ فأجنَبْنا فلم نجِدِ الماءَ فأمَّا أنتَ فلم تُصَلِّ وأمَّا أنا فتمعَّكْتُ في التُّرابِ فصلَّيْتُ فلمَّا أتَيْنا رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ذكَرْتُ ذلك له فقال: (إنَّما كان يكفيك) وضرَب النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بيدِه إلى الأرضِ ثمَّ نفَخ فيهما ومسَح بهما وجهَه وكفَّيهِ” [2].
  • أن يكون الجو باردًا للغاية يخشى معه الرجل الموت أو شدة المرض إن اغتسل: ويدلل على هذا الحادث الذي حدث على عهد رسول الله وقال فيه رأيه، وقد روي هذا الحادث برأي الرسول عن جابر بن عبد الله كما يلي “خَرَجْنا في سَفَرٍ، فأصابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ فشَجَّه في رَأْسِه، ثم احتَلَمَ، فسألَ أصحابَه، فقال: هل تَجِدونَ لي رُخصةً في التَّيمُّمِ؟ فقالوا: ما نَجِدُ لكَ رُخصةً وأنتَ تَقدِرُ على الماءِ، فاغتَسَلَ، فماتَ، فلَمَّا قَدِمْنا على النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أُخبِرَ بذلك، فقال: قَتَلوه قَتَلَهمُ اللهُ، ألَا سألوا إذْ لم يَعلَموا؛ فإنَّما شِفاءُ العِيِّ السُّؤالُ، إنَّما كان يَكفيه أنْ يَتيَمَّمَ ويَعصِرَ أو يَعصِبَ -شَكَّ موسى- على جُرحِه خِرقةً، ثم يَمسَحَ عليها ويَغسِلَ سائِرَ جَسَدِه”[3].

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

لقد قمنا في هذا المقال بتوضيح إجابة سؤال هل اذا كنت على جنابه يقبل صيامي؟ حتى يستطيع من أجنب قبل طلوع فجر الصيام أن يتأكد من صحة صومه وعدم فساده، ويعرف من أجنب بعد طلوع فجر رمضان أنه قد ارتكب ذنبًا يستوجب منه القضاء والكفارة.

المراجع

  1. صحيح ابن حبان , ابن حبان، أم المؤمنين عائشة، 3487، صحيح
  2. صحيح ابن حبان , ابن حبان،عبدالرحمن بن ابزي ، 1306، صحيح
  3. سنن أبي داوود , أبي داوود ،جابر بن عبد الله ، 336 ، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *