اذا اقيمت الصلاة المفروضة فلا يجوز الابتداء بالنافلة

ما حكم اذا اقيمت الصلاة المفروضة فلا يجوز الابتداء بالنافلة، حيث تعد صلاة النفل من السنن غير المفروضة التي حثنا عليه الله تعالى ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها السنن المؤكدة وغير المؤكدة والمقيدة بسبب أو وقت مثل سنن الرواتب، أو الصلاة المطلقة التي لا ترتبط بسبب أو وقت معين، وهو ما سنستعرضه لكم أدناه عبر موقع المرجع، حيث سنتناول الحديث عن صلاة النافلة، وما حكمها اذا اقيمت الصلاة المفروضة، والعديد من المعلومات المهمة بصددها كما جاء في القرآن والسنة النبوية الشريفة.

معنى صلاة النافلة

صلاة النافلة، أو ما يُطلق عليها صلاة التطوع فهي كل الصلوات بغير الفروض، وهي من السنن المؤكدة، وتُصلَّى النوافل جميعها ركعتين ركعتين بتشهد وتسليم واحد، ما عدا صلاة الوَتر فإنها ركعة واحدة بتشهد وتسليم واحد. وتنقسم صلاة النفل إلى ما هو مقيد بوقت أو بسبب  أو ما هو مطلق، فالصلوات المقيد بوقت وهي التي يجب القيام بها في وقتها المحدد مثل: السنن الرواتب وصلاة الضحى وصلاة الوتر والضحى، وإما مقيد بسبب مثل: صلاة الاستسقاء وصلاة تحية المسجد وصلاة الاستخارة وغيرها الكثير، وإما مطلقة مثل صلوات التطوع التي لا يُقيد بوقت ولا سبب. والصلوات النوافل كثيرة، ومن أبرزها النوافل اليومية والتي تصل لـ 34 ركعة، وهي كما يلي:[1]

  • نافلة الفجر: وتشمل ركعتين قبل الفجر، وهي سنة مؤكدة.
  • نافلة الضحى: وهي ركعتان من الضحى وحتى صلاة الظهر.
  • نافلة الظهر:  وتشمل 4 ركعات قبل صلاة الظهر، وركعتين بعده.
  • نافلة العصر: 4 ركعات قبل العصر، وهي من السنن غير المؤكدة.
  • نافلة المغرب: ركعتين قبل المغرب، وهي أيضًا من السنن غير المؤكدة.
  • نافلة العشاء: وتشمل ركعتين بعد العشاء “سنة مؤكدة” وركعتين قبل العشاء “سنة غير مؤكدة”. وبعدها تختم بصلاة الوتر.
  • نافلة الليل: ليست محددة بعدد معين، ولكن في الأغلب تشمل ثمان ركعات، وركعتان الشفع، وركعة الوتر.

اقرأ أيضًا: شروط الصلاة واركانها وواجباتها

اذا اقيمت الصلاة المفروضة فلا يجوز الابتداء بالنافلة

إذا أُقيمتِ الصَّلاةُ فلا يجوز أن يُفتتح غيرها من النوافِلِ، وفقًا لما اتفق عليه الأئمة والفقهاء الأربعة “الحنفيَّة، والمالكيَّة، والشافعيَّة، والحنابلة”، وذلك بالاستناد على ورد في السنة النبوية الشريفة، عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {إذا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فلا صلاةَ إلَّا المكتوبةَ}[2] وذلك لأن أفضل ألا ينشغل بالنافلة عما يفوته مع الإمام، فقد ورد عن ابن قدامة رحمه الله: (وإذا أقيمت الصلاة، لم يشتغل عنها بنافلة، سواء خشي فوات الركعة الأولى أم لم يخش).[3] رواه أبو هريرة، وابن عمر، وعروة، وابن سيرين.

إذا أُقيمتِ الصَّلاةُ وهو في صلاة النافلة

جاء حكم إقامة الصلاة عند أداء صلاة النافلة، وفقًا لمذهب الشَّافعيَّةُ، والحنابلةُ، وبعضُ السَّلف،  إلى أنَّه في حال تم إقامة الصلاةُ وهو في صلاةِ النافلة، فإنَّه يتمُّ صلاتَه، ويجوز قطع صلاته إذا خاف أن تفوتَه صلاةُ الجماعةِ، وفقًا لقول الله تعالى: “وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ فنهانا الله عن إبطالِ العملِ”، حيث أن صلاة الفريضة عمل لا يجوز إبطالها. حيث أن الصلوات المكتوبة والفرائض، أهم من صلوات النوافل. لقول النبي “فلا صلاةَ إلا المكتوبةُ” عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.[4]

هل يجوز أن أقطع النافلة وألحق تكبيرة الإحرام مع الإمام أو أتم النافلة؟

نعم، يجوز قطع صلاة النافلة، في حال أقيمت الصلاة المفروضة التي أنت فيها لإدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام، ومن هذا المنطلق، رجح الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -، إنه في حال تم إقامة الصلاة والمرء في الركعة الأولى من النافلة فإنه يجوز قطعها، أما إذا أقيمت وهو في الركعة الثانية، فيجوز أن يتمها خفيفة ليلحق بصلاة الفرضة. بالاستناد على قول النبي الكريم – عليه الصلاة والسلام – (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة)، ويجوز للمرء المسلم عند قطع الصلاة أن يقطعها من دون تسليم، فلا يحتاج الأمر من التسليم والخروج من الصلاة، ولكن يجوز الانضمام إلى الإمام بدون تسليم، والله أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: عدد أركان الصلاة أربعة عشر ركنا

فضل صلاة النافلة

إن للنوافل أفضال ومنافع عظيمة، فإنها بمثابة إكمال النقص والقصور في النقص والقصور، كما تعد السنن الرواتب كإصلاح للنقص المتسبب في صلاة الفريضة، والمحافظة عليها تكل الخلل في الفروض من الصيام، والزكاة، وغير من الفرائض المفروضة على المسلمين، وذلك وفقا لما رواه ابن ماجة في سننه بسنده عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ، قَالَ: (قَالَ لِي أبو هُرَيْرَةَ: إذا أَتَيْتَ أَهْلَ مِصْرِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُول اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ أول مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الصَّلاَةُ الْمَكْتُوبَةُ، فإن أَتَمَّهَا، وَإِلاَّ قِيلَ: انْظُرُوا هَلْ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فإن كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتِ الْفَرِيضَةُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ يُفْعَلُ بِسَائِرِ الأَعْمَالِ الْمَفْرُوضَةِ مِثْلُ ذَلِكَ).[5] حيث تعد الحبل الموصول بين العبد وربه، وتعتبر بمثابة تشيد متين لعلاقة المرء المسلم برب العالمين، تعطي إحساس بالسكينة والراحة لما له وصال لا ينقطع مع الله سبحانه وتعالي لتحقيق السعادة والسكينة في الدنيا والآخرة.

في الختام، نكون قد أوضحنا لكم اذا اقيمت الصلاة المفروضة فلا يجوز الابتداء بالنافلة، وذكرنا إذا أُقيمتِ الصَّلاةُ وهو في صلاة النافلة، وأجابنا على هل يجوز أن أقطع النافلة وألحق تكبيرة الإحرام مع الإمام أو أتم النافلة، واختتمنا بالحديث عن فضل صلاة النافلة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *