تولى الإمام عبدالرحمن بن فيصل الحكم بعد الإمام

تولى الإمام عبدالرحمن بن فيصل الحكم بعد الإمام هو حديث عن تاريخ السعودية الحديث، وتحديدًا تاريخ الدولة السعودية الثانية التي كان الإمام عبد الرحمن بن فيصل واحدًا من حكامها المؤسسين والمؤثرين في تاريخها وفي قيامها وزوالها أيضًا، ولهذا يهتمُّ موقع المرجع في الحديث عن الإمام عبد الرحمن بن فيصل آل سعود من يحث نشأته وحياته وعن فترة حكمه الأولى والثانية وعن وفاته أيضًا.

من هو عبد الرحمن بن فيصل

هو الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي والمردة من حنيفة من بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، المولود في عام 1852م، وهو أصغر أبناء الإمام فيصل بن تركي كما أنَّه الحاكم الأخير من حُكَّام الدولة السعودية الثانية، أمُّه اسمها سارة بنت مشاري بن عبد الرحمن بن حسن بن مشاري بن سعود، وفيما يأتي سنتحدَّث عن نشأته وحياته المبكرة بالتفصيل:

نشأة الإمام عبد الرحمن بن فيصل

عندما بلغ عبد الرحمن بن فيصل أربع عشرة سنة من عمره، توفِّي والده الإمام فيصل بن تركي، وكان والده قد وضعه عند مجموعة من العلماء ليتعلَّم على يديهم علوم الشريعة الإسلامية وأصول الدين والفقه الإسلامي، وكان من أبرز الشيوخ الذين تعلَّم الإمام عبد الرحمن بن فيصل على يديه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن، فكانت تنشئته تنشئة إسلامية خالصة.[1]

حياة الإمام عبد الرحمن بن فيصل المبكرة

عاش الإمام عبد الرحمن بن فيصل يتيم الأب منذ صغره، وبعد وفاة والده الإمام فيصل بن تركي، تمَّت مبايعة أخيه الإمام عبد الله بن فيصل حاكمًا، ليقوم أخوه الآخر سعود بن فيصل بتمرد على أخيه عبد الله بن فيصل ويجمع حوله ثُلَّة من المناصرين له، ويضم الإحساء ويخلع أخاه عبد الله بن فيصل في عام 1288هـ، فكان عبد الرحمن منذ صغره شاهدًا على الصراع العائلي الذي قام بين أخيه عبد الله وأخيه سعود، وقد قام عبد الله بالاستنجاد بالعثمانيين ضد أخيه، فاستغل العثمانيون الفرصة واستولوا على منطقة الإحساء، كما تمكن ابن رشيد من السيطرة على نجد بسبب هذا الخلاف الحاصل بين الأخوة، فخِبَر الإمام عبد الرحمن خطر الفتنة صغيرًا، ونشأ وهو يرى بأم عينيه مغارم الحكم ومخاطر الفتن.[2]

شاهد أيضًا: سيرة الملك سعود بن عبدالعزيز باختصار

تولى الإمام عبدالرحمن بن فيصل الحكم بعد الإمام

تولى الإمام عبدالرحمن بن فيصل الحكم بعد الإمام سعود بن فيصل، وسعود بن فيصل هو أخو الإمام عبد الرحمن بن فيصل، وهو الحاكم الذي قام بخلع أخيه عبد الله بن فيصل من الحكم، مما أثار الكثير من النزاعات والخلافات التي كان الإمام عبد الرحمن بن فيصل شاهدًا عليها والتي أدَّت إلى خسارة أجزاء كبيرة من الدولة السعودية لصالح آل رشيد ولصالح العثمانيين في ذلك الوقت.

تولي الإمام عبد الرحمن بن فيصل الحكم

لقد تولَّى الإمام عبد الرحمن بن فيصل الحكم في الدولة السعودية الثانية مرتين، وفيما يأتي نسلط الضوء على توليه الحكم في الفترتين الأولى والثانية:

الحكم في الفترة الأولى

تولَّى الإمام عبد الرحمن بن فيصل آل سعود حكم الدولة السعودية الثانية بعد وفاة أخيه سعود بن فيصل الحاكم السابق، وبعد توليه الحكم نشب خلاف بينه وبين أبناء أخيه سعود، وذلك لأنَّ أبناء سعود قاموا بقتل فهد بن صنيتان آل سعود الذي كان صديقًا للإمام عبد الرحمن، وفي نفس الفترة توجَّه الحاكم الذي سبق سعود في الحكم عبد الله بن فيصل إلى الرياض وانتزع الحكم فيها، فتنازل الإمام عبد الرحمن بن فيصل عن الحكم لأخيه الأكبر منه سنًا الإمام عبد الله بن فيصل، وأنهى الصراع على الحكم، وبهذا انتهت فترة حكمه الأولى.

الحكم في الفترة الثانية

بعد أن توفِّي الإمام عبد الله بن فيصل، قام محمد بن رشيد بإعادة سالم بن سبهان إلى الرياض ليكون رئيسًا عليها، فكانت هذه الحركة إنذارًا واضحًا للإمام عبد الرحمن بن فيصل وإشارة واضحة للرغبة بالتخلص منه، فقام عبد الرحمن بن فيصل بالقبض على سالم بن سبهان بدعم من حسن بن مهنا أمير بريدة، فقام محمد بن رشيد بتجهيز جيش وسار به من مدينة حائل إلى الرياض في عام 1308هـ، وبعد مناوشات دارت بينه وبين أهل الرياض، خرج إليه وفد برئاسة محمد بن فيصل وعبد العزيز بن عبد الرحمن والشيخ عبد الله بن عبد اللطيف والشيخ حمد بن فارس، وبعد المفاوضات تمَّ الاتفاق على تسليم عبد الرحمن بن فيصل العارض والخرج ليكون إمامًا على هذه المناطق، وأن يتمَّ إطلاق سراح سالم بن سبهان المحتجز عند عبد الرحمن بن فيصل، وأن يُطلق سراح آل سعود المحتجزين عند ابن رشيد.

شاهد أيضًا: من هو مؤسس الدولة السعودية الثانية

تنازل عبد الرحمن بن فيصل عن الحكم

بعد عشر سنوات قضاها عبد الرحمن بن فيصل مع عائلته في الكويت بعيدًا عن الرياض، تمكن ابنه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود من السيطرة على الرياض، فبعث برسالة إلى والده في الكويت يطلب منه العودة إلى الرياض، ولمَّا عاد إليها قال له ابن عبد العزيز: “الإمارة لكم، وأنا جندي في خدمتكم”، فرفض الإمام عبد الرحمن بن فيصل أن يكون أميرًا على البلاد، وتنازل عن الحكم لابنه عبد العزيز الذي رأى فيه صفات الحاكم الناجح وهمة الملك العظيم، ليقود عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل البلاد نحو التوحيد وليكون مؤسس المملكة العربية السعودية الحالية وأول ملوكها.

حياة عبدالرحمن بن فيصل بعد تنازله عن الحكم

بعد أن تنازل الإمام عبد الرحمن بن فيصل عن الحكم لصالح ابنه عبد العزيز بن عبد الرحمن، كان الإمام عبد الرحمن يؤيد ابنه ويسانده في كل الأعمال التي قام بها وفي كل الحروب التي خاضها في سبيل توحيد الجزيرة العربية وبناء السلطة المركزية التي تحكم كل أنحاء البلاد، كما أنَّه كان مسؤولًا عن الأمور الدينية في البلاد ومسؤولًا عن العاصمة الرياض في غياب الحاكم عبد العزيز بن عبد الرحمن، وكان من أبرز أعماله بعد تنازله عن الحكم لابنه هو أن يكون رئيسًا لمؤتمر الرياض الذين أقيم بين السعوديين والأشراف في سنة 1342هـ.

شاهد أيضًا: ما هي عاصمة الدولة السعودية الأولى

وفاة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

توفِّي الإمام عبد الرحمن بن فيصل آل سعود في يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة من عام 1346هـ، وكانت وفاته في العاصمة الرياض، في غياب ابنه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الذي كان يتفقد أحوال الحج في مدينة مكة المكرمة، فنعاه بكلمات حفظها الناس أجمعين، وكان عمر الإمام عبد الرحمن بن فيصل آنذاك 78 عامًا.

بهذه المعلومات نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه عن تولى الإمام عبدالرحمن بن فيصل الحكم بعد الإمام وتحدَّثنا عن فترتي حكم الإمام عبد الرحمن بن فيصل وعن تنازله عن الخلافة لابنه عبد العزيز وعن وفاته أيضًا.