في اي سنه شرع شهر رمضان المبارك

في اي سنه شرع شهر رمضان المبارك؟ من الأسئلة المهمّ لكلّ مسلم التعرف على جوابها، حيث إنّ شهر رمضان المبارك هو شهر البركة وشهر الخير، وهو شهر القرآن والعتق من النيران، وهو شهر فريضة الصيام الركن الثالث من أركان الإسلام، وفيه الليلة الأعظم على الإطلاق، ويهتمّ موقع المرجع من خلال هذا المقال ببيان متى شرع شهر رمضان المبارك.

في اي سنه شرع شهر رمضان المبارك

شرع شهر رمضان المبارك وصومه في السنة الثانية من الهجرة في شهر شعبان، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.[1] فالله سبحانه وتعالى من خلال هذه الآية الكريمة وغيرها من الآيات في القرآن الكريم، كتب الصيام على المسلمين كما كتبه على الأمم السابقة، وبذلك كان الصيام فريضةً على المسلمين، وقال علماء التفسير في شرح الآية الكريمة أنّ الصيام مكتوبٌ على أمم الأنبياء جميعهم منذ عهد آدم عليه السلام إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ”.[2] فكان صوم رمضان حتميًّا وركنًا من أركان الإسلام، وقد صام النبي صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات قبل وفاته.[3]

شاهد أيضًا: في اي سنة فرض الصيام

مراحل فرض الصيام

بمعرفة في اي سنه شرع شهر رمضان المبارك، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ شهر رمضان لم يشرّع بدرجة واحدة، بل كانت فرضيّته على ثلاث مراحل، وهو ما رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه، وشرحه ابن القيم الجوزية في كتاب زاد المعاد، وإن مراحل تشريع الصيام على الشكل الآتي:[4]

المرحلة الأولى

في بداية تشريع الصوم وفي المرحلة الأولى من ذلك، كان الصيام يكون تخييرًا بين صيام شهر رمضان أو دفع فدية مكان كلّ يوم لا يصومه المسلم، وذلك ورد في قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.[5]

المرحلة الثانية

وجب الصيام في المرحلة الثانية على كلّ مسلمٍ بالغٍ عاقل صحيح مقيم، وذلك من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وفي هذه المرحلة كان للصائم أن يأكل أو يشرب بغروب الشمس ما لم ينم، فلو نام حرّم عليه الطعام والشراب ونحوه إلى غروب شمس اليوم الثاني، وهي مرحلةٌ شديدة على المسلمين، وكان يشقّ عليهم الصيام جدًّا.

المرحلة الثالثة

في المرحلة الثالثة فإنّ الصيام فرض كهيئته التي يصومها المسلمون اليوم، وقد قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ}. [6] وبقي التخيير فقط للشيخ والمرأة الكبيران اللذان لا يستطيعان الصيام، والحكمة من التدرّج هو تعويد المسلمين، وجعلهم يألفون هذه العبادة.

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بدون نية

الحكمة من تشريع صيام شهر رمضان

إنّ الخوض في اي سنه شرع شهر رمضان المبارك، يدفع لاستسقاء الحكمة من تشريعه، وإنّ الله سبحانه وتعالى له في كلّ أمرٍ حكمة بالغة، وشرّع الصوم لما يأتي:[7]

• الصوم وسيلة الوصول للتقوى بفعل ما أمر الله والانتهاء عمّا نهى الله عنه.
• إنّ الصيام من وسائل شكر الله على نعمه، فهو الامتناع عن أكبر وأعظم النعم والشهوات، وبه يُعرف قدرها، ويؤدّى حقها بالشكر.
• الصيام من الوسائل التي تعين على ترك المحرمات.
• به يتغلّب الإنسان المسلم على شهواته.
• يوجب الصوم التراحم والتعاطف بين المسلمين وخاصّةً على الفقراء والمساكين.
• الصيام تدريبٌ للفرد على مراقبة الله سبحانه وتعالى.
• الصوم يقود المسلم للزهد في الدنيا والرغبة لما عند الله.
• يعتاد المسلم بالصوم على الطاعة والعبادة.

شاهد أيضًا: من هو أول من صام من الأنبياء

سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم

تعددت أسباب تسمية شهر رمضان المبارك بهذا الاسم، وقد ذكر علماء اللغة في ذلك ما يأتي:[8]

• سمّي شهر رمضان بهذا الاسم، لأنّه وقع في زمن الرمضاء، وهو الزمان الذي ترتفع فيه الحرارة وتشتدّ في جزيرة العرب، فسمي بذلك من الرمض.
• يمكن أن ترجع تسمية شهر رمضان المبارك بهذا الاسم لأنّ الأشهر سميت نسبةً للأزمنة التي كانت فيها، ورمضان كان في وقت الحر.
• يقال أنّ تسميته بذلك لارتماض الصائمين فيه من الجوع وقسوة العطش ونحوه.
• وقيل إنّه تسميته رمضان لأنّه يحرق الذنوب ويرمضها، فهو المصدر لفعل حرق.
• وقيل يرمض الذنوب أي يغسلها بالعمل الصالح، والرميض هو السحاب الماطر في آخر الحر، فهو رميض لدفعه الحرارة والسخونة القادمة من الشمس.
• وقيل إنّ تسميته بذلك كون أنّ العرب كانوا فيه قديمًا يرمضون أسلحتهم ويجهزونها للحرب بعده.

فضائل شهر رمضان

قبل ختام في أي سنه شرع شهر رمضان المبارك، من الضروري المرور على فضائل الشهر العظيم، وهي كما يأتي:[9]

• شهر رمضان هو شهر نزول القرآن فقد قال تعالى في سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ}. [10]
• في شهر رمضان تفتح أبواب الجنّة وتغلق أبواب النار وفيه تصفّد الشياطين، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: {إذا جاء رمضانُ فُتِحتْ أبوابُ الجنَّةِ ، و غُلِّقَتْ أبوابُ النَّارِ ، و صُفِّدَتِ الشياطينُ}. [11]
• فضله الله سبحانه على باقي الشهور بفرض الصيام فيه، وهو من أعظم العبادات.
• خصّه الله بوجود ليلة القدر فيه، وهي ليلة خيرٌ من ألف شهر.
• من فضله أنّ الدعاء فيه مستجاب، وفيه يعتق الله سبحانه وتعالى عباده من النار.
• إنّ العمرة في رمضان تعدل أجر حجّة.

بهذا نختتم مقال في اي سنه شرع شهر رمضان المبارك، ومن خلاله تمّ التعرف على مراحل فرض الصيام والحكمة من مشروعيته، وذكر أسباب تسمية شهر رمضان وبيّن فضله.