معلومات عن المدرسة التكعيبية

معلومات عن المدرسة التكعيبية أكثر ما يبحث عنه الفنانين التشكيليين، حيث كان أسلوب هذه المدرسة من أكثر الأساليب المستخدمة من قبل دعاة الفن التشكيلي في القرن العشرين، وقد أنشأت هذه المدرسة من قبل فنانين تشكيليين ذاع صيتهما في العالم أجمع، ومن خلال موقع المرجع سنسلط لكم الضوء على كل ما يخص هذه المدرسة تعريفها وخصائصها وروادها ومراحل تطورها ونموها. 

تعريف المدرسة التكعيبية

المدرسة التكعيبية هي حركة فنية أنشأها الفنانين بابلو بيكاسو وجورج براك، تستخدم هذه المدرسة الأشكال الهندسية في تصوير الأشكال البشرية وغيرها، بمرور الوقت تطورت اللمسات الهندسية كثيراً لدرجة أنها تجاوزت الأشكال الممثلة في بعض الأحيان، مما أدى إلى مستوى أكثر نقاءً من التجريد البصري، مع أن العصر الأكثر فاعلية للمدرسة التكعيبية كان في أوائل القرن العشرين إلا أن أفكارها وتقنياتها أثرت كثيراً على العديد من التخصصات الإبداعية واستمرت في إثراء العمل التجريبي.[1]

شاهد أيضاً: معلومات عن تخصص الفنون البصرية

معلومات عن المدرسة التكعيبية

تم ابتكار المدرسة الفنية التكعيبية لتكون طريقة ثورية جديدة تجسد من خلالها الواقع على يد الفنانين بابلو بيكاسو وجورج براك في بدايات القرن العشرين في عام 1907، قام الفنانان بتجميع وجهات نظر مختلفة للموضوعات (عادةً أشياء أو أشكال) معًا في نفس الصورة، مما أدى إلى ظهور لوحات مجزأة ومجردة، فكانت المدرسة التكعيبية من أكثر الأساليب تأثيراً في القرن العشرين،بدأ دعاة هذا الفن في عام 1907 مع لوحة ديموازيل دافينيون الشهيرة لبيكاسو والتي تضمنت عناصر من النمط التكعيبي.

أن اسم “المدرسة التكعيبية” مشتق من تعليق أدلى به الناقد لويس فوكسيلس وصف فيها لوحات الفنان جورج براك عند حضوره معرض لهذا الفنان في باريس عام 1908 ومشاهدته بعض اللوحات المعروضة، لأنها اختزلت “مخططات هندسية ومكعبات”، افتتحت المدرسة التكعيبية آفاقاً جديدة لانهائية لعلاج للواقع المرئي في الفن وكان نقطة الانطلاق للعديد من بعد مجردة الأساليب بما في ذلك البنائية و الجدد plasticism.

يهدف الفنانون إلى إظهار وجهات نظر مختلفة من خلال تقسيم الأشياء والأشكال إلى مناطق أو مستويات  مميزة داخل نفس المساحة بشكل ثلاثي الأبعاد، فمن خلال عملهم أكدوا على التسطيح ثنائي الأبعاد للقماش بدلاً من خلق وهم العمق، كان هذا الفن بمثابة قطيعة ثورية مع التقاليد الأوروبية لخلق وهم الفضاء الحقيقي من وجهة نظر ثابتة باستخدام أجهزة مثل المنظور الخطي الذي سيطر على التمثيل منذ عصر النهضة وصاعداً.[1]

ما هو النمط التكعيبي الملهم

تأثرت التكعيبية جزئياً بعمل الفنان بول سيزان حيث بدأ بنشر رؤيته في رسم الأشياء من وجهات نظر مختلفة قليلاً، فقام  الفنان بابلو بيكاسو باستيحاء الأقنعة القبلية الأفريقية المصممة بشكل كبير أو غير الطبيعية مع بقائه على  تقدم فنه بصورة بشرية حية، فقد قال بيكاسو إن “الرأس هي مسألة عيون وأنف وفم يمكن توزيعها بأي طريقة تريدها”.[2]

أنواع التكعيب

يوجد نوعين رئيسيين من أنواع التكعيب وجدا من مراحل نمو هذه المدرسة، وهما التكعيب التحليلي والتكعيب الاصطناعي، ويتميز كل نوع من التكعيب بأعماله الفنية التي سارت على النحو التالي:[2]

• التكعيب التحليلي: امتدت هذه المرحلة منذ عام 1212 إلى عام  1908 تتميز أعماله الفنية بصعوبتها وجزالتها، حيث تتكون من طبقات وخطوط متشابكة بألوان صامتة من الأسود والرمادي والأصفر.
• التكعيب الاصطناعي: هي المرحلة الأخيرة من التكعيبية حيث امتدت هذه المرحلة منذ عام 1912 إلى عام 1914، تتميز أعماله الفنية بأشكال أبسط وألوان أكثر إشراقًا، وتتضمن لوحاته الفنية أعمال التكعيب التركيبي وعناصر حقيقية مجمعة مثل الصحف، وكان إدراج الأشياء الحقيقية مباشرة في هذا الفن واحدة من أهم الأفكار في الفن الحديث.

مراحل المدرسة التكعيبية

تم تطور المدرسة التكعيبية على مرحلتين رئيسيتين الأولى هي التكعيب التحليلي الأكثر صرامة والمرحلة الثانية هي التكعيبية تعرف باسم التكعيبية الاصطناعية، إليكم أبرز المعلومات عن تاريخ  مراحل المدرسة التكعيبية:[3]

مرحلة التكعيب التحليلي 

تطورت هذه الحركة الفنية التي عرفت باسم التكعيب التحليلي من عام 1910 إلى عام 1912، أصبح عمل بيكاسو وبراك متشابهًا للغاية خلال هذه الفترة بحيث لا يمكن تمييز لوحاتهما تقريبًا، تُظهر اللوحات التحليلية التكعيبية لكل من بيكاسو وبراك انهيار الشكل أو تحليله، حيث عمل كلا الفنانان على بناء الزاوية اليمنى والخط المستقيم ضمن الرسم.

حيث كانت لوحات الفنانين تظهر بعض المناطق المنحوتة، كما هو الحال في لوحة بيكاسو فتاة مع مندولين في عام (1910)، قام الفنانان بتبسيط مخططات الألوان الخاصة بهم إلى مقياس أحادي اللون تقريبًا (كانت درجات اللون البني أو الرمادي أو الكريمي أو الأخضر أو ​​الأزرق مفضلة بالنسبة لهم) حتى لا يصرف انتباه المشاهد عن الاهتمام الأساسي للفنان بنية الشكل نفسه.

كان نظام الألوان أحادي اللون مناسبًا لعرض طرق عرض معقد ومتعدد للكائن، حيث تم تقليلها إلى مستويات متداخلة غير شفافة وشفافة، كان يبين الرسم في هذا العمل الفني كأنه يتحرك وراء سطح القماش بدلاً من أن ينحسر في العمق، وتكون الأشكال في هذه اللوحات بشكل عام مضغوطة وكثيفة في وسط اللوحة.

تقل كلما اقتربت نحو حواف اللوحة القماشية كما في لوحة بيكاسو صورة لأمبرواز فولارد في (10/ 1909)، كما قام كلا الفنانين بيكاسو وبراك في كثير من الأحيان بدمج الزخارف التمثيلية بالحروف؛ وكانت الزخارف المفضلة لديهم هي الآلات الموسيقية والزجاجات والأباريق والنظارات والصحف والوجه البشري والشكل حيث تعد من أبرز المعلومات عن المدرسة التكعيبية.

مرحلة التكعيبية الاصطناعية

بقي نمط الفن التكعيبي التحليلي سائداً حتى عام 1912، حيث اجتاح نمط التكعيب الحديث ساحة الفن التشكيلي حيث عرفت المرحلة الجديدة باسم التكعيبية الاصطناعية، تؤكد أعمال هذه المرحلة على الجمع أو التوليف بين الأشكال الموجودة في الصورة، حيث يلعب اللون دورًا قويًا في هذه الأعمال والأشكال،ظل النمط الحديث محافظاً على  الصورة مجزأة ومسطحة لكن تكون أكبر وأكثر زخرفية.

وغالباً ما تتناقض الأسطح الملساء والخشنة مع بعضها البعض للصورة، كما استعملوا كثيراً المواد الأجنبية مثل الصحف أو أغلفة التبغ ولصقوها على القماش مع المساحات المطلية، تؤكد هذه التقنية المعروفة باسم الكولاج على الاختلافات في الملمس، والهدف من استخدامهم لهذه الأشياء لجعل المشاهد يعرف ما هو الواقع وما هو الوهم في اللوحة.

رواد المدرسة التكعيبية

كثيرون رواد المدرسة التكعيبية الذين اعتمدوا على نمط من أنماط التكعيب أو النمطين معاً في إنشاء لوحات تحاكي الواقع وتجسده، ومن رواد هذه المدرسة مشاهير الفن التشكيلي هؤلاء:[4]

• جورج براك: كان له ولصديقه بابلو بيكاسو الفضل في تأسيس المدرسة التكعيبية، ثم واصل في استكشاف كل جديد عن التكعيبية خلال مسيرته الفنية.
• روبرت ديلوناي: كان Delaunay فنانًا فرنسيًا ابتكر أسلوبه الخاص في التكعيبية المسمى Orphism، ركز أسلوب Orphism على الألوان الزاهية والعلاقة بين الرسم والموسيقى. 
• خوان جريس: كان جريس فنانًا إسبانيًا شارك في التكعيبية في وقت مبكر، كما كان رائدًا في تطوير التكعيبية الاصطناعية.
• فرناند ليجر: كان لدى ليجر أسلوبه الفريد في استخدام نمط المدرسة التكعيبية، بدأ فنه في التركيز على الموضوعات الشعبية وكان مصدر إلهام لإنشاء فن البوب.
• جان ميتزينغر: كان ميتزينغر فنانًا وكاتبًا، استكشف التكعيبية من وجهة نظر علمية وفنية، كان له الفضل في كتابة أول مقال عن المدرسة التكعيبية، ورسم العديد من اللوحات  من لوحاته الشهيرة تشمل The Rider: Woman with a Horse و Woman with a Fan.
• بابلو بيكاسو: المؤسس الأساسي للتكعيبية اكتشف هو وصديقه براك عددًا من أنماط الفن المختلفة طوال حياته المهنية، فقد أنتج ما يكفي من الفن المبتكر والفريد لخمسة أو ستة فنانين مشهورين مختلفين.

شاهد أيضاً: معنى التكوين الفني وعناصره وأنواعه وعلاقاته

خصائص فن المدرسة التكعيبية

المدرسة التكعيبية هي أحد المدارس الفنية التي حصدت شهرة واسعة جداً ولا زال أثرها الفني قائم ليومنا هذا، ولهذه المدرسة العديد من الخصائص الحقائق والمعلومات المثيرة للاهتمام عن المدرسة التكعيبية، إليك أبرز خصائص المدرسة التكعيبية:[5]

• مصدر إلهام التكعيبية: إن العمل الفني لبول سيزان كان أحد مصادر الإلهام الرئيسية للتكعيبية.
• تمهيد لظهور الفن التجريدي: لم يعتقد بيكاسو وبراك أن التكعيبية يجب أن تكون مجردة، لكن فنانين آخرين هما روبرت وديلوناي ابتكرا أعمالًا أكثر تجريدية، وبهذه الطريقة ساعدت التكعيبية في النهاية في ظهور حركة الفن التجريدي.
• اكتشاف النحت التكعيبي: عمل بيكاسو أيضًا على النحت التكعيبي بما في ذلك تمثاله ” رأس امرأة”، شملت الموضوعات الشائعة في التكعيبية الآلات الموسيقية والأشخاص والزجاجات والنظارات وأوراق اللعب، كان هناك عدد قليل جدًا من المناظر الطبيعية التكعيبية.
• تطوير شكل الفن: عمل بابلو بيكاسو وجورج براك معًا بشكل وثيق في تطوير هذا الشكل الفني الجديد.
• رفض وجهة النظر الفردية: رفض الفن التكعيبي وجهة النظر الفردية لصالح إظهار الموضوع المجزأ من عدة وجهات نظر مختلفة إلى جانب تبسيط النماذج.
• تمثيل الأشياء كما هي مرئية: ذهب الفنانون التكعيبيون إلى أبعد من سيزان، حيث يمثلون الأشياء كما لو كانت مرئية من جميع الجوانب في نفس الوقت.
• غياب اللون والتركيز أحادي اللون على الخط والشكل: وهي خصائص التكعيب التحليلي، حيث كان الفنان يقسم الأشكال تحليليًا إلى أشكال هندسية مبسطة عبر الصورة تشبه الرسومات مع غياب غياب اللون والتركيز أحادي اللون على الخط والشكل.
• استخدام الوسائط المختلطة والكولاج و إنشاء مساحة مسطحة أكثر: وهي خصائص التكعيبية الاصطناعية ففي لوحات كثيرة كانوا يستخدمون الصحف أو أغلفة التبغ في تجسيد الرسم.
•  زيادة استخدام اللون والاهتمام الأكبر بالتأثيرات الزخرفية: من خصائص التكعيبية الاصطناعية أيضاً والهدف من استخدامهم لهذه الأشياء لجعل المشاهد يعرف ما هو الواقع وما هو الوهم في اللوحة.

وبهذا القدر من المعلومات أنهينا مقالنا الذي حمل عنوان معلومات عن المدرسة التكعيبية وسلطنا لكم الضوء على كل ما يخص هذه المدرسة تعريفها وخصائصها وروادها ومراحل تطورها ونموها.