هل المريض النفسي يحاسب عند الله

هل المريض النفسي يحاسب عند الله من الأسئلة التي يتم طرحها عند الكثير من الناس، وبالأخص عند من يعانون من أمراضٍ نفسية أو يملكون أشخاصًا في عوائلهم يعانون من أمراضٍ نفسية، فمن حرص المسلم على نفسه وعلى إخوته وأحبته لا بدّ له أن يعرف ما للمسلم وما عليه من الواجبات والتكاليف الشرعية في حالات المرض والشفاء، ومن خلال موقع المرجع سيتم بيان المريض النفسي الذي مات ما حكمه عند الله.

هل المريض النفسي يحاسب عند الله

ذكر أهل العلم أنّ المريض النفسي لو كان مرضه النفسي شديدًا طوال حياته وأثّر على عقله وإدراكه، وذهبت به قوة عقله فلا يدرك الفرق بين الضر وبين النفع، فإنه لا يُحاسب عند الله لأنّه قد رُفع عنه قلم التكليف بذلك، لكن لو كان مرضه النفسي لا يؤثر على تفكيره وإدراكه وعقله، فهو معه يستطيع التمييز بين الأمور وبين النافع والضار، ويدرك الفرق والمضمون من الأحكام الشرعية والتكاليف الدينية فلا يُعذر بمرضه وسيحاسب على تقصيره، ولو كانت اضطّراباته تكون مختلفة، فتقوى تارةً يفقد بها إدراكه وتارةً يرجع عليه، فهذا في حالته يُعذر في وقت فقد الإدراك ولا يُعذر في وعيه والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: ما هو أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة

كيف يمكن نفع المريض النفسي بعد موته

إن المريض النفسي الذي يموت فإنّه ينتفع بكل عملٍ مشروع حددته الشريعة الإسلامية لنفع أموات المسلمين بعد موتهم، ومن ذلك ما يأتي: [2]

  • الدعاء والاستغفار للميت فالدعاء والاستغفار من أعظم الأمور التي تنفع الميت في قبره وفي آخرته، بذلك وردت الكثير من الأدلة الشرعية في الكتاب والسنة، والنبي صلى الله عليه وسلم حث على الدعاء للأموات ودعاء لهم.
  • الصدقة عن الميت، وقد أجمع أهل العلم أنّها تنفعه ويصله ثوابها سواءً كانت من ابنه أو أي أحدٍ آخر.
  • الصوم عن الميت، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قضاء الصيام عن الميت وأجاب بضرورة ذلك.
  • الحج والعمرة عن الميت كذلك لعموم الأدلة الواردة في السنة عن ذلك.
  • قراءة القرآن عن الميت هو رأي جمهور أهل السنة، ولكن الشافعي قال قراءة القرآن لا تصل الميت، لكن الإمام أحمد قال أنّ الميت يصله كل شيء من الخير والله أعلم.

شاهد أيضًا: ما حكم من عصى الله في ليلة القدر

هل يؤاخذ المريض النفسي بتصرفاته

إن المرض النفسي والحساسية الزائدة لا ترفع المؤاخذة عن المريض النفسي ولا ترفع التكليف عنه، والمريض النفسي يؤاخذ بتصرفاته ما لم يصل به هذا المرض إلى حد فقدان العقل والجنون، فلو كان المريض يذهب عقله ويصيبه صرع ونحوه فالتكاليف الشرعية تسقط عنه، ويُرفع عنه القلم ، لأن العقل هو مناط وأساس التكليف، وكل تكليف يشترط به العقل، أما لو لم يفقد عقله ولكن تصعب عليه وفي حياته مشقة كبيرة، فالأمور التي يستطيع عليها يؤاخذ بها، أما ما لا يستطيع عليها فلا يؤاخذ عليها فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها والله أعلم.[3]

حكم المريض النفسي الذي مات منتحرا

لا شكّ أن الانتحار من كبائر الذنوب وللمنتحر عذابٌ عظيم يوم القيامة، ولكن قد يصاب الإنسان بمرض نفسي أو عضوي يؤثر على عقله فيغيّبه، حتى لا يدري ما يصنع ولا ما يقول، فلو وصل الإنسان لهذه المرحلة في مرضٍ نفسي وقتل نفسه وانتحر بغير وعي، فإنّه والله أعلم لا يكون من المذنبين، بل هو معذورٌ في ذلك، ولا تكليف عليه بغياب عقله، ويكون له حكم المجنون الذي لا عقل له فلا يأثم بقتل نفسه لو فعل ذلك، ولكن لو كان المرض النفسي لا يغيّب العقل وبوجوده يكون المريض بوعيه ويميز بين الصواب وبين الخطأ وقتل نفسه فهو من المنتحرين وسوف يحاسب على فعلته ويُسأل عنها والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: معنى لا تزول قدما عبد يوم القيامة

في ختام مقال هل المريض النفسي يحاسب عند الله سبحانه وتعالى، نكون قد تعرفنا على حكم  المريض النفسي في الحساب، وكيفية نفع المريض النفسي بعد موته ، وكذلك حكم المريض النفس لو مات منتحرًا.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *