هل النسوية حرام في الاسلام

هل النسوية حرام في الاسلام، تهدفُ الحركة النسوية في أساسها إلى المساواة بين الرجل والمرأة في شتى مجالات الحياة ثم تطورت مفاهيم هذه الحركة وتسللت إلى العالم العربي حتى أصبح هدفها نشر الثقافة الغربية الفاسدة في بلاد العرب تحت مفهوم المساواة، ومن خلال موقع المرجع سنتعرفُ على حكم النسوية في الإسلام، وهل النسوية تدعم المثلية.

معنى النسوية

النسويّة هي حركة نشأت في العالم الغربيّ منذُ أكثر من قرن مضىْ، تهدفُ إلى تمكين المساواة بين المرأة والرجل في كافةِ الحقوق والمطالبِ والمُعطيّات، وترتكزُ الحركة النسويّة في مفهومها إلى مجموعة من النظريات الاجتماعية والفلسفات العقائديّة والأسس السياسّة إلى دوافع تتعلق بقضايا المرأة خصيصًا، للوصولِ إلى الحرية الكاملة المُطلقة التي لا تحكمها أيّ قيود وأيّ حدود في جميع مناحيّ الحياة، وقد تسللت هذه الحركة إلى المجتمعات العربية إبان الاستعمار، وحققت مكاسب خطيرة من نشر الثقافة الغربية، وضعف الولاء للإسلام، ونزع الحجاب، وانتشار الانحلال، والتشكيك في الثوابت الدينية، والهجوم على القدوات الحسنة في المجتمع الإسلامي تحت شعار العمل الحقوقي والنشاط الاجتماعي.

شاهد أيضًا: هل صوت المرأة عورة مع الدليل

هل النسوية حرام

النسويّة مُحرمة ومُخالفة لتعاليم وقواعد الديّن الإسلامي في حفظ حقوق المرأة، حيثُ أنها قائمة على الفكرِ الليبرالي، وهو ما يعني بمنح المرأة الحرية المطلقة في أي حق أو فرصة مع الرجل، وهذه الفكرةُ في ذاتها مخالفة لمبدأ العبودية لله وحده لا إله إلا هو، والاستسلام لشرعه، والانصياعَ لأوامره، حيثُ قال -سبحانه وتعالى-: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[1]، والمرأة التي تسعى لتطبيقَ مفهوم الحرية التي لا ضابط ولا رادع لها فهي متمردة على شرعه سبحانه.

ويختلفُ أمر النسوية تأكيدًا عن مطالبة المرأة بحقوقها في الشرع الإسلامي، ورفع الظلم عنها، وحمايتها من العنف، بل إنه حق مشروع لها، وقد كانت النساء يترافعن للنبي -صلى الله عليه وسلم- لينصفهن ممن ظلمهن ويرد لهن حقهن المسلوب، أما الحرمانية فتقع في مخالفة الطبيعة السوية التي جعلها الله -سُبحانه- للرجل والمرأة في هذه الحياة.

شاهد أيضًا: هل يجوز حج المرأة بلا محرم مع عصبة من النساء

النسوية الاسلامية

لا يُوجد ما يُسمى بالنسوية الاسلاميّة، إنما هو فكرٌ دخيل على الدين الإسلامي الذي شرّع للمرأة حقوقًا تلائم كينونتها وطبيعةُ تحملها، كما شرع للرجل حقوقًا تلائم كينونته وطبيعة تحملّه،  وقد منح الشارع الرجل صلاحيات لتحقيق المصلحة وحفظ الحقوق كما في قوله -سبحانه وتعالى- : (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)[2]، فلا يوجدُ في الاسلام نسوية ولا إسقاط ولاية ولا تطوير وتغيير للأحكام الشرعية ولا لبرالية إسلامية،فكل هذه الأفكار دخيلة على ديننا الخنيف، فالذي جاء في الشرع الإسلامي هو احترام لحقوق المرأة، وحمايتها، والدفاع عنها، ودفع الظلم عنها، وقد وردت نصوص كثيرة في هذا الحق الموروث، وقد أوصانا نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- باحترام المرأة، وحفظ كرامتها فعن أبي هريرة قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (استوصوا بالنساء خيرًا).[3]

شاهد أيضًا: نقاط ضعف المرأة اللعوب وكيفية السيطرة عليها

هل النسوية ضد الدين الاسلامي

بالتأكيد الحركة النسوية ضد الدين الإسلامي الحنيف الذي شرع أمورًا للمرأة مخالفة ومغايرة عن أمور الرجل وحقوقه وحتى مطالبه، لكنّه في أساس شرعه وعقيدته يحفظ حق المرأة، ويضمن حمايتها، ويشجعها للمطالبة بأي حق مغصوب، لكن النسوية جاءت كفكر دخيل ومسرطن على عقول النساء خاصة، حيثُ دعت إلى التمرد والمطالبة بالمساواة في أي أمر وفي أي حق، فتعدت من مجرد التعليم والعمل في فترة ما قبل الثورة الصناعية إلى المساواة في الحقوق السياسية والفكرية والاقتصادية وغيرها، فالمرأة النسوية متمردة على شرع الله سبحانه، حيثُ تقول إحدى النسويات: “الحرية الجنسية أساس من أسس الحركة الحقوقية النسوية ولا نخجل من ذلك ولا نخفيه بل نعلنه بقوة لن يقيدنا أحد بالكلمات ولا بالقوانين وبالتهديات والقتل نحن هنا حرائر فكريًا وجنسيًا”، وتقول أخرى: “مناهج التعليم تهين المرأة ويعود الفضل في ذلك طبعا للقرآن والأحاديث”، وهذا في أساسه مخالف لأمور الدين والشريعة الإسلامية.

هل النسوية تدعم المثلية

نعم، فإن النسوية تعتبرُ داعم أكبر للمثلية، حيثُ أنها تروجُ لكل ما فيه فسادٌ وفسّق بدء من مساواة الحقوق، والتمرّد على قوانين الدين الإسلاميّ وأساس شريعته، إلى دعم الانحراف والنظر الدنيء إلى الجنسِ الآخر، فالمثلية النسوية في ذاتها تقوم على مبدأ حب النساء لبعضها البعض، والتجريد من مبادئ الطبيعة السويّة، والانتقاص من حق الرجل، كما ترى النسوية المثلية بأن المثلية الجنسية بين النساء هي: “نتيجة منطقية سببها الإقصاء وعدم الرضا بهذه البنى”.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا هل النسوية حرام في الاسلام، حيثُ سلطنا الضوء على مفهوم الحركة النسويّة الذي يهدف بأساسه إلى المساواة بين الرجل والمرأة في أمور مخالفة لطبيعة الكينونة البشرية، وما نص عليه الشرع الإسلامي من حقوق لكلا الطرفين.

المراجع

  1. سورة الأنعام , الآية 162
  2. سورة النساء , الآية 34
  3. صحيح الجامع , الألباني، سمرة بن جندب، 1944، صحيح

مقالات ذات صلة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *