هل الذنب مضاعف في مكة إسلام ويب

هل الذنب مضاعف في مكة إسلام ويب هو الموضوع الذي سيقدمه المقال، فقد يظنُّ البعض أن الذنب في مكة المكرمة مثل ارتكابه في غيره من الأماكن، وهذا ما سوف نتعرف عليه في موقع المرجع، وسنتعرف على كم يضاعف الله الحسنات فيجازي بالحسنة الواحدة بأكثر من ضعف، كما سوف نتعرف على هل يضاعف الذنب في المدينة المنورة أم لا.

هل الذنب مضاعف في مكة إسلام ويب

إنَّ الذنب في مكة المكرمة أعظم وأكبر عند الله تعالى ولكن غير مضاعف، حيثُ أن ارتكاب الفعل الحرام واجتراح السيئات في حرم الله تعالى ليس مثل ارتكابها في أي مكان آخر على وجه الأرض، لأنه في مكة المكرمة بمجرد أن يهمَّ الإنسان بفعل سيئة أو مكر او ظلم فإنَّه ينال غضب الله تعالى، لأنَّ الله  توعد من همَّ بذلك بتشديد العقوبة عليه وإن لم يفعلها، حيثُ يقول تعالى في كتابه العزيز: ” إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ “،[1] وأشار ابن القيم إلى أنه من خصائص الحرم أن الله يعاقب من يهم بفعل السيئة فيه، ولذلك تضاعف مقدار السيئة ولا تضاعف كمياتها، أي السيئة تبقى سيئة ولكنها أعظم وأشد وآكد من ارتكابها في أي مكان آخر.[2]

اقرأ أيضًا: دعاء دخول الحرم ورؤية الكعبة مكتوب

هل يضاعف الله السيئات عند الجزاء

يضاعف الله الحسنات فيجازي بالحسنة الواحدة بعشر أمثالها ويزيد لمن يشاء، ومن رحمة الله تعالى وفضله أنه يضاعف الحسنات عند الحساب ولكنه لا يضاعف السيئات، حيث يقول تعالى في كتابه العزيز: ” مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ “،[3] وهذا من فضل الله تعالى، إذ أنَّ الحسنة يمكن أن تتضاعف في في الكم والكيف، أي في العدد والحجم أو الأجر، أمَّا السيئات فإنها لا تتضاعف عددًا، بل كيفًا، أي تكون سيئة أعظم من سيئة ولكنها تبقى سيئة واحدة ولا تتضاعف.

هل الذنب مضاعف في المدينة

إنَّ السيئات كما سبق لا تُضاعف من حيث العدد، وإنّما تعظم من حيث الكيف والشدة، فتكون أعظم وآكد في المواضع الشريفة مثل مكة والمدينة والمساجد الثلاثة المقدسة في الإسلام، بالإضافة إلى جميع المساجد كما هب بعض العلماء، فإن المعاصي في داخل بيوت الله أعظم إثمًا منها في الخارج سواء في البيوت أو الأسواق، وذلك لأنها تدل على عدم احترام هذه الأماكن المشرفة والمقدسة التي خصصت للصلاة والأذكار والأدعية والاعتكاف ومختلف العبادات.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز الاحرام من عرفة لاهل مكة

هل تضاعف السيئات في الأشهر الحرم

رأى بعض العلماء أنَّ مضاعفة السيئات والعقاب في الأشهر الحرم كما في مكة المكرمة وفي المدينة المنورة يكون مضاعفًا في الشدة والكيف وليس في العدد، فقد ذهب بعضهم إلى مضاعفة الإثم في الزمان والمكان، مثل الأشهر الحرم وفي ومكة المكرمة والمدينة المنورة، ومنهم ابن كثير والقرطبي والبهوتي، وقد نُقل هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنهما، لأن الأشهر الحرم لها مكانة عظيمة عند الله تعالى، وهي الأشهر الأربعة: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب، قال الله تعالى: ” إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ “.[5]

اقرأ أيضًا: كم استمرت الدعوة في مكة قبل الهجرة

هل الصدقة في مكة مضاعفة

ذهب بعض العلماء والفقهاء إلى أن جميع القربات والطاعات يضاعف ثوابها وأجرها في مكة المكرمة بمائة ألف ضعف، وليس هذا خاصًّا بالصلاة فقط، حيث قال ابن حجر الهيثمي الشافعي في كتاب الفتاوى الفقهية الكبرى عن مضاعفة الحسنات في مكة المكرمة: ” بَلْ سَائِرِ الْعِبَادَاتِ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، أَوْ الْحَسَنِ أَنَّ: حَسَنَةَ الْحَرَمِ بِمِائَةِ أَلْفِ حَسَنَةٍ، أَيْ غَيْرِ الصَّلَاةِ لِمَا مَرَّ فِيهَا “، والحديث هو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من حج مكةَ ماشيًا حتى يرجعَ إلى مكةَ كتب اللهُ له بكلِّ خُطوةٍ سَبْعَمِائَةِ حسنةٍ كلُّ حسنةٍ مِثْلُ حسناتِ الحَرَمِ، قيل : وما حسناتُ الحَرَمِ ؟ قال : لكلِّ حسنةٍ مِائَةُ ألفِ حسنةٍ “،[6] ورأى آخرون أن التضعيف يكون في الصلاة فقط دون غيرها والله تعالى أعلم.[7]

في نهاية مقال هل الذنب مضاعف في مكة إسلام ويب تعرفنا على حكم ارتكاب الذنب في مكة وعلى كيف يضاعف الله السيئات في مكة وفي المدينة وفي الأشهر الحرم من حيث الكيف وليس من حيث الكم والعدد، وعرفنا كيف يضاعف الله الصدقة في مكة .