هل يجوز للحائض الجلوس في ساحات الحرم

هل يجوز للحائض الجلوس في ساحات الحرم من الأسئلة الفقهيّة الّتي تبحث عن إجابتها العديد من النّساء المسلمات، وذلك بسبب الحيض فمن المعروف أنّ فترة الحيض عند النساء تفرض عليهنّ بعض الأحكام الّتي تسقط عنهنّ في الأيّام العاديّة، وموقع المرجع يهتمّ بالإجابة عن السّؤال المطروح، وإيضاح الحكم الشّرعيّ لمكوث المرأة الحائض في ساحات بيت الله الحرام، فهل يجوز لهنّ ذلك؟ هذا ما سنتعرّف عليه في هذا المقال.

هل يجوز للحائض الجلوس في ساحات الحرم

لا يجوز للحائض أن تمكث في المسجد الحرام أو السّاحات التّابعة له لأنّها من ضمن المسجد والمصلّى، وقد اتّفق أهل العلم والمذاهب الفقهيّة الأربعة على أنّ دخول الحائض للمسجد والمكوث فيه محرّمٌ، قال الله تبارك وتعالى في الذّكر الحكيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا}.[1] فالجنب لا يجوز لهم الجلوس في المسجد، والحيض يعدّ من الجنابة، لكنّ الله تبارك وتعالى استثنى عابري السّبيل، فالذّي يمرّ مرورًا دون الجلوس فلا جناح عليه ولا حرج بإذن الله تعالى، شرط أن تأمن المسلمة عند مرورها عدم تلويث المسجد بالدّماء وغيره من أنواع النّجاسة، والمسجد حرام حكمه كحكم أيّ مسجدٍ آخر، والله أعلم.[2]

 شاهد أيضًا: هل الحائض تسجد سجود التلاوة

هل يجوز للمرأة أن تجلس في المسجد النبوي وهي حائض

قد نهى النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- النساء الحيّض من دخول المسجد النّبويّ حتّى يطهرن، لأنّ المكوث في المسجد للحائض أمرٌ محرّم، والدّليل ما روته أمّ عطيّة رضي الله عنها فقالت: “أُمِرْنَا أنْ نُخْرِجَ الحُيَّضَ يَومَ العِيدَيْنِ، وذَوَاتِ الخُدُورِ فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ، ودَعْوَتَهُمْ ويَعْتَزِلُ الحُيَّضُ عن مُصَلَّاهُنَّ، قالتِ امْرَأَةٌ: يا رَسولَ اللَّهِ إحْدَانَا ليسَ لَهَا جِلْبَابٌ؟ قالَ: لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِن جِلْبَابِهَا“.[3] وهذا الحديث المبارك يدلّ على تحريم مكوث الحائض في المسجد النّبويّ سواءً لتشهد صلاة العيد وخطبتها أو غيرها، لذا فإنّه لا يجوز للمسلمة إن كانت في فترة الحيض أن تدخل المسجد النّبوي إلّا كانت من عابري السّبيل فقط.[2]

شاهد أيضًا: كيف تقوم الحائض ليلة القدر

هل يجوز للحائض الطواف بالكعبة

لا يجوز للحائض الطّواف بالكعبة المشرّفة، لأنّ الطّواف هو كالصّلاة حيث يُشترط له الطّهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، فالمرأة الحائض لا تطوف بالبيت الحرام في حجٍّ أو عمرة إلّا عندما تطهر من الحيض وتغتسل، فلقد نهى النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- السّيدة عائشة عن الطواف وهي حائض فقال: “افْعَلِي كما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي“.[4ٍ] فإن طافت المرأة وهي حائض عن دراية وعمد فقد ارتكبت ظلمًا عظيمًا، وإن فعلت ذلك عن جهلٍ فلا حرج عليها، على أن تتوب وتستغفر الله تعالى، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز للحائض قراءة القران في رمضان

هل يجوز للحائض السعي في الصفا والمروة

قد أفاد أهل العلم بأنّه يجوز للمرأة السّعي بين الصّفا والمروة وكذلك يجوز لها الإحرام، لأنّ الطّهارة من الحدثين الأكبر والأصغر ليس شرطًا من شروط صحّتهما، والحيض لا يمنع صحّة الحجّ أو العمرة، لكنّه يمنع المرأة من الطّواف بالبيت الحرام، لذا فإنّ الحائض تفعل كلّ مناسك الحجّ أو العمرة عدا الطّواف لأنّ الطهارة شرطٌ من شروط صحّته.[5]

حكم دخول الحائض الحرم والصلاة فيه ابن باز

يقول الشّيخ ابن باز رحمه الله تعالى أنّه من المحرّم على المرأة الحائض الدّخول إلى البيت الحرام أو الطّواف فيه أو الصّلاة فيه، وذلك لأّن الصلاة تسقط عن المرأة الحائض، ولا يجوز لها أن تمثّل الصلاة، لأنّ ذلك محرّم، والله سبحانه وتعالى قد نهى الحائض والجنب من دخول المساجد والمكوث فيها، سواءً كان المسجد الحرام أو غيره من المساجد الأخرى، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: كفارة عدم قضاء الصيام للحائض

هنا نصل لختام مقالنا هل يجوز للحائض الجلوس في ساحات الحرم، حيث بيّنا الحكم الشّرعيّ والإجابة للسّؤال المطروح، بالإضافة إلى معرفة حكم السعي والطواف أثناء فترة الحيض. 

المراجع

  1. سورة النساء , الآية 43
  2. dorar.net , المُكث في المسجد، والمرورُ منه , 26/04/2022
  3. صحيح البخاري , البخاري/أم عطية نسيبة بنت كعب/351/صحيح
  4. صحيح البخاري , البخاري/عائشة أم المؤمنين/1650/صحيح
  5. islamqa.info , أحرمت وطافت وسعت وهي حائض ... , 26/04/2022
  6. binbaz.org.sa , حكم دخول الحائض الحرم والصلاة فيه , 26/04/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *