هل يجوز الاحتفال بالإسراء والمعراج

هل يجوز الاحتفال بالإسراء والمعراج هو موضوع مقالنا هذا حيث إن الكثير من المسلمين يتساءلون عن هذا الحكم الشّرعيّ، وذلك بسبب اقتراب موعد ليلو الإسراء والمعراج حسب الاعتقادات، فلم يثبت في السّنّة أو القرآن الكريم ما يدلّ على التّاريخ الحقيقيّ التي وقعت فيها هذه الليلة، وذلك ليقيم النّاس فيها الاحتفالات غيرها، لذا فإنّ موقع المرجع سيعرّفنا على رأي علماء الإسلام في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، بالإضافة إلى التّعرّف على أحداثها وموعدها كم قرّرته مختلف الدّول الإسلاميّة.

رحلة الإسراء والمعراج

رحلة الإسراء والمعراج هي إحدى المعجزات العظيمة الّتي حدثت في العهد المكّي قبل الهجرة النّبويّة المباركة، حيث اختلف أهل العلم بتحديد وقتها الصّحيح، وقد سبقت هذه الرّحلة العظيمة أيّامٌ عصيبة ومحنٌ جسيمةٌ أدّت إلى أن يمتلئ قلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالحزن واليأس، حيث توفّيت زوجته الحبيبة والدّاعمة الأولى عاطفيًا وماديًا خديجة رضي الله عنها، كذلك توفّي عمّه أبو طالب، ولاقى الأذى من مشركي الطّائف بعد أن دعاهم إلى الإسلام فرفضوا وكذّبوا دعواه، فقضى الله تعالى بأن تكون هذه الرّحلة بمثابة المواساة لرسول الله ليجلو الحزن بها عن قلبه، وليحثّه على الصّبر والمتابعة بالدّعوة دون استكانةٍ ولا يأس، فأسرى به ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، حيث لقي الأنبياء وصلّى بهم ركعتين اثنتين في المسجد، ثمّ عرّج به إلى السّماوات السّبع رآها بكل ّمن فيها وكلّ ما فيها، ووصل إلى سدرة المنتهى فكلّمه الله تعالى وأوحى له وفرض عليه الصّلوات الخمس، وجعله يرى جنّة المأوى ونهر الكوثر ثمّ عاد إلى بيته في مكّة المكرّمة في الليلة ذاتها، وتلك آيةٌ من آيات الله تعالى العظام.[1]

هل يجوز الاحتفال بالإسراء والمعراج

لا يجوز للمسلم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج وقد اتّفق أهل العلم على ذلك، حيث أنّ الاحتفال بالإسراء والمعراج من البدع الضّالة الّتي أطلقها العبيديون في مصر، حيث كانوا يعبدون الله تعالى كما تشتهي أنفسهم وأهواؤهم، فلم يتّبعوا ما أنزله في كتابه العزيز وما أجراه على لسان عبده ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، فلا يجوز للمؤمن أن يعمل بما استحدثوه في الدّين، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إيَّاكم ومُحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”.[2] فمن غير الجائز والمباح للمسلم أن يتّبع الضلال والبدع، بل عليه أن يلتفت إلى الأوامر الشّرعيّة الثّابتة والواجبة عليه، وممّا يدلّ على الاحتفال بهذه الليلة هو من البدع والمحرّمات أنّ أحدًا لم يعرف تاريخ هذه الليلة الحقيقيّ ومتى حدثت، في أيّ يومٍ أو أيّ شهرٍ أو أيّ عام، فذلك من الأمور الّتي لا يعلمها إلّا الله سبحانه وتعالى، كذلك أن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته الكرام لم يحتفلوا بهذه الليلة أو غيرها، فو كان فيها خيرًا وفضًلا لسبقونا إليها، ولاجتهدوا في بيان فضلها وخيرها لباقي المسلمين، فهم لم يعتادوا كتمان الخير عن أحد، كما أنّ الاحتفال فيها محرم لما يقع فيها من الكفر والغلط وتمجيد المخلوقات وغيرها، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: موعد ليلة الاسراء و المعراج 2022 و فضل احياءها

حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ابن باز

قال الشيخ ابن بازٍ رحمه الله تعالى في حكم الاحتفال بالإسراء والمعراج وإقامة الموالد والقيام ببعض العبادات المخصوصة أنّه أمرٌ محرّمٌ ومبتدعٌ ولا يجوز للمسلم القيام به إطلاقًا، وذلك لأنّه من البدع الّتي من شأنها أن تضلّ المسلمين عن الشّريعة الصّحيحة، ولو كان أمر الاحتفال خيرًا لسنة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فهو أعلم النّاس بمصلحة النّاس والخير الّذي يفيدهم وعلمه من عند الله تبارك وتعالى، ولم يكن ليكتم عنهم أمرًا خيّرًا أبدًا، فتلك مهمّته العظيمة أن يدّي الرسالة بكلّ ما فيها، كما إنه لم يثبت في السّنّة المباركة أيّ دليلٍ على قولٍ أو فعلٍ يشير إلى الاحتفال بهذه الليلة، والتي لا يعرف ميقاتها إلّا الله تعالى وله الحكمة من ذلك، والله أعلم.[4]

هل يجوز الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج إسلام ويب

أكّد العلماء عدم تحريم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، حيث أنّه لم يكن من هدي النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ولا من هدي صحابته ومن جاء بعدهم من الصّالحين إحياء مثل هذه الليالي، عدا ليلة القدر، فليس فيها من الخير الشيء المخصوص، بل هي كغيرها من الليالي، ولا يجوز للمسلم أن يخصّها بعبادة أو عملٍ صالحٍ ما، لئلّا يُعدّ من المبتدعين والمحدثين بالدّين فيكون مصيره نار جهنّم يوم القيامة والعياذ بالله من ذلك والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: قصة الاسراء والمعراج مختصره

حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ابن عثيمين

قد أفاد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى أن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج من البدع الّتي لم يجد أهل العلم أصلًا لها في كتاب الله العزيز أو سنّة النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- المباركة، كذلك لم تكن في عهد الخلفاء الراشدين من بعده رضي الله عنهم، والله تعالى قد أنكر على من يزعمون في دينه شيئًا لم ينزله في القرآن الكريم أو يعلّمه لنبيّه، ومن استحدث في الدّين فبدعه مردودةٌ عليه ولا يجب على المسلم اتّباعها إطلاقًا.[6]

متى ليلة الإسراء والمعراج

لم يرد في تاريخ الإسراء والمعراج شيءٌ ثابتٌ وصحيح، حيث أنّ العلماء قد اختلفوا في آرائهم بشأن التّاريخ الصّحيح الّتي وقعت فيه حادثة الإسراء والمعراج، حيث أنّ منهم من يقول إنها كانت في العام الّذي سبق عام الهجرة، ومنهم من يقول بأنّها وقعت في السّنة العاشرة للبعثة، ومن يقول بأنّها وقعت في السّنوات الأولى من البعثة المباركة، فالمتّفق عليه أنّها وقعت في العهد المكّي قبل الهجرة، ولكن في أي يومٍ وأيّ شهر وأيّ عامٍ ذلك الأمر علمه عند الله تعالى، لكنّ النّاس في عصرنا قد ثبتوا اعتقادهم على أنّها في الليلة السابعة والعشرين من شهر رجب، لكّن هذا التاريخ لا يجوز الاحتجاج به إطلاقًا لأنّه لم يثبت عند أهل العلم والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: ما هي ليلة الإسراء والمعراج

هنا نختم مقالنا هل يجوز الاحتفال بالإسراء والمعراج حيث تعرّفنا على الحكم الشّرعيّ في هذه المسألة عند مختلف أهل العلم وكبار العلماء كابن باز وابن عثيمين، وتعرّفنا على تاريخ ليلة الإسراء والمعراج وعلى أحداثها.