هل يجوز الجمع والقصر في السفر اكثر من ثلاث ايام

هل يجوز الجمع والقصر في السفر اكثر من ثلاث ايام أحد الأحكام الهامة التي تتعلق بالسفر، فمن أراد أن يسافر من بلد لأخر عليه أن يتعلم أحكام السفر، وفي هذا المقال سنوضح حكم الجمع والقصر، كما سنبين هل يجوز الجمع والقصر في السفر اكثر من ثلاث ايام، وسنذكر كيفية الجمع والقصر في السفر، وشروطهما، ويساعدنا موقع المرجع في معرفة الأحكام والمعلومات الشرعية العامة.

حكم الجمع والقصر

فيما يلي تفصيل حكم الجمع والقصر عند العلماء:[1]

  • حكم القصر في السفر: اتفق أهل العلم على مشروعية القصر ولكن اختلفوا في حكمه فذهب الجمهور على أن حكمه رخصه وليس بواجب، وأما الحنفية فقالوا بأن حكمه الوجوب.
  • حكم الجمع في السفر:  أجمع أهل العلم على استحباب موضعين للجمع في السفر وهما: جمع التقديم بين الظهر والعصر يوم عرفة، وجمع التأخير بين المغرب والعشاء في مزدلفة بعد نزول عرفة، وباستثناء هذه المواضع في الجمع للصلاة فقد كان هناك خلاف بين الفقهاء، على قولين وهما:
  • جواز الجمع في السفر: فقد ذهب جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة إلى جواز الجمع في السفر سواء أكان جمع تقديم أم تأخير بين الظهرين أو بين العشاءين، ولكنهم اختلفوا في شروطه.
  • منع الجمع في السفر: وهذا قول أبو حنيفة والصاحبان: أبو يوسف، ومحمد بن حسن، وسبب اختلافهم في الحكم الشرعي هو اختلافهم في تصحيح الآثار الواردة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم.

هل يجوز الجمع والقصر في السفر اكثر من ثلاث ايام

اختلف أهل العلم في مدة القصر والجمع على أقوال ولكن أبرزها قولان وهما كما يلي:[2]

  • مدة الجمع والقصر أربع أيام: وهذا ما ذهب إليه جمهور أهل العلم فإذا نوى المسافر أن يقيم أكثر من أربعة أيام فإنه يتم؛ لأن الأصل في حق المقيم أن يتم، والسفر عارض، و إذا كان عازمًا على الإقامة مدة لا يعرف نهايتها هل هي أربعة أيام أو أكثر فإنه يقصر حتى تنتهي حاجته، لأن إقامته غير محدودة، واستدل الجمهور على ذلك بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نزل مكة في حجة الوداع، فإنه نزل بمكة صبيحة رابعة في ذي الحجة ولم يزل يقصر حتى خرج إلى منى في ثامن ذي الحجة.
  • مدة القصر والجمع هي مدة السفر: فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن المسافر يقصر ما دام في السفر ولو طالت إقامته حتى يرجع إلى بلاده، وقد ثبت أنَّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أقام في تبوكَ عشرينَ يومًا يقصُرُ الصَّلاة، وفي مكَّةَ سبع عشْرةَ ليلةً يقصُر الصَّلاة.

كيفية الجمع للمسافر

إذا استوفي المسافر شروط الجمع وأراد أن يجمع الصلاة فله أن يجمع بين صلاتي الظهر والعصر معًا وصلاة المغرب والعشاء معًا، أما الفجر فلا تضم إلى شيء، وبل يجب أن تصلى وحدها بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس، فتصلى صلاة الظهر مع العصر وقت الظهر، ويسمى “جمع تقديم”، أو تؤخر صلاة الظهر مع العصر في وقت العصر، ويسمى “جمع تأخير”، فيخير المسلم بما يشاء، وكذلك إذا أراد الجمع بين صلاة المغرب والعشاء فله أن يصليهما معًا في وقت المغرب أو وقت العشاء.

شروط الجمع للمسافر

لمن أراد أن يجمع في سفره يجب عليه أن يراعي شروط الجمع، وهي كالاتي:[3]

  • أن يتم مسافة السفر: وهذه المسافة تقدر بثمانين كيلومترًا، وهذا ما ذهب إليه جمهور أهل العلم، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن مسافة السفر تعتمد على العرف بما يعتبر سفر عند الناس.
  • أن يكون السفر مباح: وعلى هذا جمهور أهل العلم، ولم يشترط أبو حنيفة -رحمه الله- هذا الشرط، ومعنى السفر المباح أن يكون المسلم قصد السفر لأحد الأمور المباحة مثل: العمل، أو زيارة الأقارب، فإن كان قد سافر لقطع الطريق أو ارتكاب الفاحشة أو ارتكاب بعض المعاصي الأخرى فلا يجوز له الجمع.
  • أن لا يبدأ القصر إلا إذا غادر مدينته: فلا يجوز للمسلم أن يبدأ القصر حتي يغادر المدينة التي يقيم فيها.
  •  أن يوالي بين الصلاتين: وهذا في في جمع تقديم بأن  لا يفصل بين الصلاتين بوقت طويل، وهذا رأي جمهور أهل العلم.
  • الترتيب بين الصلاة: بأن يصلي الظهر أولاً ثم يصلي العصر، ويصلي المغرب أولاً ثم يصلي العشاء، سواء كان جمعه جمع تقديم أو تأخير.

شروط القصر وكيفيته

إن القصر يكون في الصلاة الرباعية فقط وهي صلاة الظهر والعصر والعشاء، فيصليها المسلم ركعتين بدلًا من أربع، وأما صلاةُ الصُّبح والمغرب، فلا قصْرَ فيهما، ولمن أراد أن يقصر في الصلاة فيجب أن يستوفي الشروط التالية:[4]

  • أن يتم مسافة السفر: وهذه المسافة تقدر بثمانين كيلومترًا، وهذا ما ذهب إليه جمهور أهل العلم، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن مسافة السفر تعتمد على العرف بما يعتبر سفر عند الناس.
  • نية السفر: فإذا خرج المسافر من بيته دون أن يعلم إلى أين يذهب، فلا يمكنه أن يقصر حتى لو قطع مسافة القصر، لأنه لم يقصد قطع مسافة، وهذا بإجماع الفقهاء.
  • أن يكون السفر مباح: بأن يقصد السفر لأحد الأمور المباحة مثل: العمل، أو زيارة الأقارب، وعلى هذا جمهور أهل العلم، فإذا كان المسافر قد سافر لقطع الطريق أو ارتكاب الفاحشة أو ارتكاب بعض المعاصي الأخرى فلا يجوز له القصر.
  • عدم وجود نيّة للإقامة: فإذا نوى المسافر أن يقيم في البلد التي سافر إليها فإنّه يمتنع عن القصر.

وبهذا نكون قد بينا هل يجوز الجمع والقصر في السفر اكثر من ثلاث ايام، فقد اختلف أهل العلم في مدة القصر والجمع، والجمهور على أنه لا يجوز القصر أو الجمع أكثر من أربع أيام، كما وضحنا كيفية الجمع والقصر والشروط الصحيحة لهما.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *