هل يجوز صيام ثاني ايام عيد الاضحى

هل يجوز صيام ثاني ايام عيد الاضحى فليس كل الأيام سواء بالنسبة للصيام، فمنها ما يفرض الصيام فيه، ومنها ما هو مستحب الصيام فيه، ومنها ما هو مكروه الصيام فيه، ومنها ما هو محرم الصيام فيه، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن هل يجوز صيام ثاني أيام عيد الأضحى، وعن العلة من تحريم صوم أيام التشريق، وعن قضاء الصوم الواجب في أيام التشريق، وعن الأيام التي يحرم صومها.

هل يجوز صيام ثاني ايام عيد الاضحى

لا يجوز صيام ثاني ايام عيد الاضحى، وهو من الأيام التي يحرم الصيام فيها كباقي أيام التشريق، لقوله صلى الله عليه وسلم: “أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ”،[1] وعن أبو مرة مولى أم هانئ: “أنَّهُ دخلَ معَ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمرٍو، علَى أبيهِ عَمرِو بنِ العاصِ، فقرَّبَ إليهِما طعامًا، فقالَ: كُل، فقالَ: إنِّي صائمٌ، فقالَ عمرٌو: كُل، فَهَذِهِ الأيَّامُ الَّتي كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يأمرُنا بإفطارِها، ويَنهانا عن صِيامِها، قالَ مالِكٌ: وَهيَ أيَّامُ التَّشريقِ”،[2] لكن يجوز صوم أيام التشريق للحاج الذي لم يجد الهدي فعن عائشة أم المؤمنين وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهم- قالا: “لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ”،[3] وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “يجوز للقارن والمتمتع إذا لم يجدا الهدي أن يصوما هذه الأيام الثلاثة حتى لا يفوت موسم الحج قبل صيامهما، وما سوى ذلك فإنه لا يجوز صومها”.[4]

شاهد أيضًا: متى تبدأ تكبيرات عيد الاضحى

العلة من تحريم صوم أيام التشريق

يحرم صيام أيام التشريق الثلاثة، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صيامها، والمسلم مطالب بطاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- وعدم مخالفة أمره على كل حال، سواء علم الحكمة من النهي أو لم يعلم، قال الله تعالى: “فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”،[5] والعلة في وجوب فطرها وتحريم صيامها على ما ذكره العلماء فلأجل النسك المتقرب بذبحه ليؤكل منه ولو شرع صومه لم يكن لمشروعية الذبح فيه معنى.[6]

شاهد أيضًا: كم عدد ايام التشريق وسبب تسميتها بهذا الاسم

قضاء الصوم الواجب في أيام التشريق

أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التي تلي عيد الأضحى، وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، وهذه الأيام يحرم صومها ، ولم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم في صوم هذه الأيام إلا للمتمتع أو القارن الذي لم يجد الهدي،  لهذا فإن جمهور العلماء يمنعون صيام هذه الأيام تطوعًا أو قضاءً أو نذرًا ، ويرون بطلان الصوم لو وقع في هذه الأيام، والراجح ما عليه الجمهور، ولا يستثنى إلا صوم الحاج الذي لم يجد الهدي، قال الشيخ ابن باز رحمه الله: “وكذلك يوم عيد النحر وأيام التشريق كلها لا تصام؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك إلا أن أيام التشريق قد جاء ما يدل على جواز صومها عن هدي التمتع والقران خاصة لمن لم يستطع الهدي، أما كونها تصام تطوعًا أو لأسباب أخرى فلا يجوز كيوم العيد”، وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “حتى ولو كان على الإنسان صيام شهرين متتابعين فإنه يفطر يوم العيد والأيام الثلاثة التي بعده ثم يواصل صومه”.[7]

شاهد أيضًا: ماذا حدث في العشر الأوائل من ذي الحجة

الأيام التي يحرم صومها

الصيام ركن من أركان الإسلام، وهو فريضة من الله عز وجل، لكن هناك أيام يحرم صومها، ويكون الفطر فيها واجبًا، وهذه الأيام هي:[8]

صوم يومي العيدين

يحرم صوم يومي العيدين: الفطر والأضحى، عن أبي عبيد مولى ابن أزهر، قال: “شَهِدْتُ العيدَ مع عُمَرَ بن الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه فقال: هذان يومانِ نهى رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صيامِهما: يومُ فِطْرِكم من صيامِكم، واليومُ الآخَرُ تأكلونَ فيه من نُسُكِكم”،[9] وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: “نهى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صومِ يومِ الفِطرِ والنَّحرِ”.[10]

صوم أيام التشريق

أيام التشريق هي: الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، من شهر ذي الحجة، ويحرم صومها باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وهو قول الظاهرية، وقول أكثر أهل العلم، وحكي الإجماع على ذلك فعن أبى المليح عن نبيشة الهذلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ”،[1] وعن عائشة أم المؤمنين وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم قالا: “لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ”.[3]

صوم يوم الشك

يوم الشك: هو اليوم الثلاثون من شعبان، إذا لم تثبت فيه الرؤية ثبوتًا شرعيًا، ويحرم صوم يوم الشك خوفًا من أن يكون من رمضان، أو احتياطًا، وهذا مذهب: المالكية، والشافعية، ورواية عن أحمد، وهو قول طائفة من السلف، واختاره الجصاص، وابن حزم، وابن عبد البر، وابن عثيمين، قال تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}،[11] ومن صام يوم الشك يكون لم يشهد الشهر، وصامه؛ فهو متعد لحدود الله عز وجل، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تَقَدَّمُوا رمضانَ بِصَومِ يومٍ ولا يومينِ، إلَّا رجلٌ كان يصومُ صَومًا فلْيَصُمْه”،[12] وعن صلة بن زفر: “قال كنَّا عند عمار بن ياسر، فأُتِيَ بشاةٍ مَصْلِيَّةٍ فقال: كُلُوا، فتنحَّى بعضُ القَومِ، فقال: إنِّي صائِمٌ، فقال عمَّارُ: من صامَ اليومَ الذي يَشُكُّ به النَّاسُ، فقد عصى أبا القاسِمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”،[13] وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “الشَّهرُ تسِعٌ وعِشرونَ ليلة، فلا تصومُوا حتى تَرَوْه، فإنْ غُمَّ عليكم فأكمِلُوا العِدَّةَ ثلاثينَ”.[14]

شاهد أيضًا: بداية وقت الذبح في عيد الاضحى ونهايته وأفضل وقت لذبح الأضحية

صوم المرأة نفلًا بدون إذن زوجها

لا يجوز للمرأة أن تصوم نفلًا وزوجها حاضر، إلا بإذنه، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا يحِلُّ للمرأةِ أن تصومَ وزَوجُها شاهِدٌ إلَّا بإذنِه”،[15] فإذا صامت الزوجة تطوعًا بغير إذن زوجها؛ فله أن يفطرها إذا احتاج إلى ذلك، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة؛ وذلك لأن حقه واجب، وهو مقدم على صوم التطوع.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن هل يجوز صيام ثاني ايام عيد الاضحى، وعن العلة من تحريم صوم أيام التشريق، وعن قضاء الصوم الواجب في أيام التشريق، وعن الأيام التي يحرم صومها.

المراجع

  1. صحيح مسلم , مسلم، نبيشة الخير الهذلي، 1141، صحيح.
  2. صحيح أبي داود , الألباني، أبو مرة مولى أم هانئ، 2148، صحيح.
  3. صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عمر وعائشة، 1997، صحيح.
  4. islamqa.info , حكم صيام أيام التشريق , 08/06/2024
  5. سورة النور , الآية 63
  6. islamweb.net , العلة من تحريم صوم يومي الفطر والأضحى , 08/06/2024
  7. islamqa.info , قضاء الصوم الواجب في أيام التشريق لا يصح , 08/06/2024
  8. dorar.net , ما يَحْرُمُ صَومُــــــــه , 08/06/2024
  9. صحيح البخاري , البخاري، عمر بن الخطاب، 1990، صحيح.
  10. صحيح البخاري , البخاري، أبو سعيد الخدري، 1991، صحيح.
  11. سورة البقرة , الآية 185
  12. صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 1082، صحيح.
  13. صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عمر، 1907، صحيح.
  14. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 5195، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *