هل تجوز أذية الجار غير المسلم

هل تجوز أذية الجار غير المسلم فالدين الإسلامي جاء يوصي بالجار ويوصي بالإحسان إليه، وينهى عن أذيته والإساءة إليه بالقول والعمل، فهل ينطبق هذا الأمر على الجيران غير المسلمين، وتحديدًا أن الدين الإسلامي دين عدلٍ ورحمة، وهو دين المعاملة، فالإحسان مكتوب على المسلم في كل أمر وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الدين المعاملة، ولذلك فإن موقع المرجع وعبر هذا المقال سيبين هل تجوز اذية الجار ان كان غير مسلم ولماذا.

هل تجوز أذية الجار غير المسلم

لا يجوز للمسلم أن يؤذي جاره  غير المسلم مطلقًا، فالشريعة الإسلامية جاءت موصية بالجار سواءً كان مسلمًا أو غير مسلم، بل من واجب المسلم أن يدعو جاره للإسلام بإحسانه إليه، وأن يبين له حقيقة الإسلام الرائعة بتعامله معه، فبإحسانه لجاره الغير مسلم يهديه لمواطن الإسلام، ولا يجوز له أن يظلمه في نفسٍ ولا في مال ولا في عرض، إن كان ذميًا أو مستأمنًا أو معاهدًا، بل يجب عليه أن يؤدي إليه الحق، فلا يظلمه في ماله فيسرقه أو يخونه أو يغشه، ولا يظلمه في بدنه فيضربه، ويتصدق عليه لو كان فقيرًا، فحق الجوار له وإن كان غير مسلم، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}. [1] لكن لا يشاركه في أعياده ومناسباته ولا يشجعه على دينه وباطله والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: ما هي وصية جبريل عن الجار وما هي حقوقه

حكم أذية الجار

إن أذية الجار من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، فحقوق الجار على جاره من أكبر الحقوق وأكدها، وما أشد جهل الكثير من الناس بها في زمن ضعفت فيه الروابط والصلات، وضاعت فيه الحقوق والواجبات وطغت الماديات والفردية على كثير من الناس، إن أذى الجار لجاره في وعيد شديد وإيمان العبد لا يكتمل إلا بتجنب أذية الجار كما أخبر المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم، فمن يؤذي جاره ينفى عنه الإيمان: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ، واللَّهِ لا يُؤْمِنُ. قيلَ: ومَن يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: الذي لا يَأْمَنُ جارُهُ بوائقه”.[3] والبوائق تعني الشرور والأذى.[4]

شاهد أيضًا: كان الجار فقيرًا لا يستطيع تقديم الهدايا في المناسبات لجاره

التعامل مع الجار في الإسلام

جاء الدين الإسلامي آمرًا بالإحسان للجار وناهيًا عن ظلم وأذية الجار غير المسلم والمسلم، ومما أمر به الإسلام ما يأتي:

  • النهي عن إيذاء الجار وأن يأمن جاره شره: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيسْكُتْ. وفي روايةٍ: فَلْيُحْسِنْ إلى جارِهِ”.[5]
  • إكرام الجار والإحسان إليه: فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ ، ومن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليُكرِمْ جارَه”.[6]
  • الاهتمام بالجيران: فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما زالَ جبريلُ يوصيني بالجارَ ، حتى ظننتُ أنه سَيُوَرِّثُهُ”.[7]
  • كذلك أوصى الإسلام: بالهدية للجيران من الطعام ونحوه، وصيانة عرض الجار وماله، وإكرام الجار الأقرب فالأقرب، وعدم احتقار هدية الجار، وأن يحب له ما يحب لنفسه.

إلى هنا نختتم مقال هل تجوز أذية الجار غير المسلم، والذي تم من خلاله بيان حكم أذية الجيران غير المسلمين، وحكم أذية الجار بشكلٍ عام، والتعامل مع الجيران في الشريعة الإسلامية.

المراجع

  1. سورة الممتحنة , الآية 8
  2. binbaz.org.sa , معاملة المسلم لغير المسلم , 13/06/2022
  3. صحيح البخاري , البخاري/ أبو شريح العدوي خويلد بن عمرو، 6016/ صحيح
  4. islamweb.net , أذية الجار , 13/06/2022
  5. صحيح مسلم , مسلم/ أبو هريرة/ 47/صحيح
  6. التمهيد , ابن عبد البر/ أبو شريح العدوي/ 35/21/صحيح
  7. صحيح الجامع , الألباني/ عبد الله بن عمر وعائشة/ 5628/صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *