هل يجوز الحج بدون احرام

هل يجوز الحج بدون احرام؟ إنّ الدين الإسلامي شرع الحج والعمرة لبيت الله الحرام، فقد خص الحجّ والعمرة بأحكام وضوابط شرعية تنظمهما، وتجعلهما عبادتين بأعمال مخصوصة وأقوال معينة لا تصحان إلا باكتمال أركانهما وواجباتهما، حيث يزداد الأجر للمحرم بالإتيان بسنن الإحرام للحج والعمرة، وومن هذا المنطلق ومن خلال سطورنا التالية عبر موقع المرجع سنقوم بالإجابة على سؤال هل يجوز الحجّ بدون إحرام، كما سيتم بيان صفة لباس الإحرام، ومعرفة بعض من الأحكام الشرعية ذات العلاقة.

هل يجوز الحج بدون احرام

جائز، حيث إنّ الإحرام هو النية بالقلب، وتتمثل بقصد الدّخول في الحجّ أو العُمرة، ولا يُشترط ارتداء ثياب الإحرام، ولكن تترتّب عليه فدية، فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: إذا كان الواقع كما ذكر فحجك صحيح ولا إثم عليك في لبسك ملابس غير ملابس الإحرام، دفعا للحرج عن نفسك، ولكن تلزمك فدية لذلك وهي إطعام ستة مساكين من مساكين الحرم، أو ذبح ذبيحة تصلح أضحية تطعمها مساكين مكة أو سائر الحرم، ولا تأكل منها، أو تصوم ثلاثة أيام، أي ذلك فعلت أجزأك”.[1]

هل يجوز لبس الإحرام بدون عمرة

ليس هناك حرج على المسلم بأن يلبس الإحرام بدون عمرة، ولكن إن كان الشخص قد نوى الإحرام بالعمرة فيجب عليه إتمامها، لقوله تعالى: “وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ“[2]، حيث إنّ العديد من المسلمين يربطون بين لبس الإحرام والدخول في النسك، وهذا غير صحيح بالمطلق، حيث إنّ الإحرام ينعقد بالنية، ولا ينعقد بلبس ثوب الإحرام، ومجرد لبسه له لا يعدّ محرمًا ولا شيء عليه ولو لم يأت بعمرة، ولا يلزمه شيء إن نزع إحرامه، ثم سافر فذلك جائز والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: ما حكم الحج بدون لبس الاحرام

حكم تجاوز الميقات في الحج والعمرة

لا يجوز، فإن أسرف عن الميقات بدون إحرام ينبغي عليه الرجوع إليه والإحرام منه، حيث يعتبر الإحرام من الميقات الشرعي واجبًا، فقد ورد عن ابن عثيمين -رحمه الله-: “من تجاوز الميقات بدون إحرام فلا يخلو من حالين : إما أن يكون مريدا للحج أو العمرة ، فحينئذ يلزمه أن يرجع إليه ليحرم منه بما أراد من النسك ، الحج أو العمرة ، فإن لم يفعل فقد ترك واجبا من واجبات النسك ، وعليه عند أهل العلم فدية ؛ دم يذبحه في مكة ، ويوزعه على الفقراء هناك “، أما إن كان حين مروره بالميقات لم يرد حجًا أو عمرة فمثل هذا لا شيء عليه.[4]

حكم من ترك الوقوف بعرفة

إنّ الوقوف بعرفة هو ركن من أركان الحج، فمن تركه فاته الحج بإجماع العلماء، فقد قال النووي رحمه الله في المجموع: “فإذا أحرم بالحج ، فلم يقف بعرفة حتى طلع الفجر من يوم النحر فقد فاته الحج بالإجماع”، حيث يلزمه قضاء الحج العام القادم، وذبح هدي، والتوبة إن كان قد تأخر بغير عذرٍ، ولا فرق بين المعذور وغيره فيما يلزمه إن فاته الحج، ولكن يفترقان في الإثم، فصاحب العذر لا يأثم، ويحقق الحاجّ ركن الوقوف بعرفة إذا حضر في داخل حدود المكان المسمى بعرفات، وأقام فيه لوقت يسير، ولو لحظة فأكثر، وأن يكون حضوره بنيّة الوقوف.[5]

صفة لباس الإحرام

فقد ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- بأنه قال: “أنَّ رجلاً سألَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم ما يلبَسُ المحرمُ منَ الثِّيابِ ؟ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم: لاَ تلبَسوا القُمُصَ ولاَ العمائمَ ولاَ السَّراويلاتِ ولاَ البرانِسَ ولاَ الخفافَ إلاَّ أحدًا لاَ يجدُ نعلينِ فليَلبسْ خُفَّينِ وليقطعْهُما أسفلَ منَ الْكعبينِ ولاَ تلبَسوا شيئًا مسَّهُ الزَّعفرانُ ولاَ الورْسُ”[6]، حيث يلبس الرجل الرداء وهو عبارة عن القطعة التي تلبس على الجزء العلوي من الجسم، ويكون بوضعه على الكتفين وطرفاه على الصدر، كما أن الإزار يلفه المسلم أسفل جسمه، أما المرأة تستر جسدها بالكامل من خلال اختيار ثوبًا لا يصف ولا يشف ولا يظهر منها إلاّ وجهها وكفيها.[7]