هل يجوز صلاة التراويح أربع ركعات فقط

هل يجوز صلاة التراويح أربع ركعات فقط سؤال سنجيب عنه فيه هذا المقال، حيث أنّ مع اقتراب شهر رمضان ولياليه المباركة، يسأل الكثير من المسلمين عن العبادات في هذا الشّهر الفضيل، ومن أهمّ هذه العبادات صلاة التراويح، فهي أعظم النوافل التي يتقرّب بها المسلم من ربّه تبارك وتعالى، وهي نافلةٌ مستحبّةٌ عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- والعبد يتقرّب لربّه سبحانه وتعالى بالنّوافل، وموقع المرجع يساعدنا على معرفة إذا ما كان يجوز للمسلم أن يؤدّي صلاة التراويح أربع ركعاتٍ فقط، أو أنّ عليه أن يصلّي أكثر من أربع حتى تجزئ، وذلك بعد أن تعرّفنا على هل يجوز صلاة التراويح ركعتين فقط.

صلاة التراويح

صلاة التراويح هي سنّةٌ مؤكّدةٌ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهي من السنن العظيمة التي سنّها النّبي في شهر رمضان المبارك، وهي كصلاة قيام الليل من حيث الصّفة والوقت، فهي قيام الليل في شهر رمضان الفضيل، وفيها الأجر العظيم والفضل من الله سبحانه وتعالى، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.[1] وقد سميت صلاة التراويح بهذا الاسم، لأن الناس كانوا يطيلون فيها ويستريحون بعد الركعة الرابعة.[2]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية ادائها

هل يجوز صلاة التراويح أربع ركعات فقط

اختلف أهل العلم في عدد ركعات التراويح لكن في القول الراجح أنّه يجوز للمسلم أن يصلي صلاة التراويح أربع ركعاتٍ فقط، وذلك أنّ النبي عليه الصلاة والسلام لما سُئل عن صلاة التراويح لم يحدّد عدد ركعاتها، وإنّما ذكر تفصيل كيفيتها فهي صلاةٌ مثنى مثنى، أما عن عدد ركعاتها فقد اختلف فيها أهل العلم وقالوا عددها تسع وثلاثون وقيل ثلاث وعشرون، وقيل تسع عشرة، وقيل إحدى عشرة، وقيل ثلاث عشرة، لكن الأرجح في الأقوال أنّ عددها 11 أو 13 ركعة، ذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها بهذا العدد، لكن يباح للمسلم أن يصليها بأيّ عددٍ كان ولا حرج عليه، فالاختلاف في عدد ركعاتها دليلٌ على أنّه لا يوجد تحديدٌ لها، وكلّ ما يكون اجتهادٌ بحسب فهم وشرح الدلائل الشرعية، ولقد قال كثيرٌ من أهل العلم أنّه يجوز للمسلم أن يصلي ما شاء من عدد الركعات والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح وكيف تصلى

حكم الاكتفاء بأربع ركعات في صلاة التراويح

بعد بيان هل يجوز صلاة التراويح أربع ركعات فقط، فقد بيّن أهل العلم أنّه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلّ على التوسعة في صلاة الليل، وعدم تحديد ركعات معينة، وأنّ السنة أن يصلي المؤمن والمؤمنة مثنى مثنى، ويسلم من كلّ اثنتين، فيجوز الاكتفاء بأربع ركعات في صلاة التراويح ويجوز أن يصلي ستّة ويجوز أكثر من ذلك فلم يُحدد في الشرع عدد ركعات معين، ولكن أفضل ما يمكن أن يصليه المسلم هو ما ورد في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يصلي إحدى عشرة ركعة، وقيل ثلاثة عشر، فالأمر واسع ولا تحديد فيه، وكلٌّ يُثاب بقدر ما يصلي والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح في المنزل وفضل صلاتها في جماعة

حكم صلاة التراويح

إنّ صلاة التراويح من السنن التي سنّها النبي صلى الله عليه وسلم، وتركها خشية أن تفرض على المسلمين، وبقي الناس يصلون متفرقين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وحتّى في خلافة أبي بكر، حتّى جاء عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذ يجمع المسلمين على إمامٍ واحد، وأحيا بذلك سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أجمع المسلمون في زمنه، ومن بعده أيضًا على استحباب صلاة التراويح، ولا يزال إلى اليوم يصليها المسلمون جماعةً في المساجد، وفيها اجتماعٌ للمسلمين وتوحيدٌ لكلمتهم، وقد سمع الصحابة لعمر عندما جمعهم على إمام واحد، ولم يخالفه أحد ولم يعارضه أحدٌ منهم وذلك بمعرفتهم أنّها مستحبة والله ورسوله أعلم.[5]

أقل عدد ركعات صلاة التراويح

إنّ المنقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكره أهل العلم خلال إجابتهم على مسألة هل يجوز صلاة التراويح أربع ركعات فقط، أنّه عليه الصلاة والسلام، كان ما يزيد في قيام الليل في رمضان وفي غير رمضان عن إحدى عشرة ركعة، وصلاة هذا العدد هو الأفضل لمتابعة السنة النبوية الشريفة، ومن زاد على هذا المقدار إلى ما شاء فلا حرج عليه، وأقل عدد ركعات يُجزئ عن التراويح والقيام هي ركعةٌ واحدة وهي ركعة الوتر، وكلّما زاد المسلم كانت الزيادة خيرًا له والله أعلم.[6]

وقت صلاة التراويح

يدخل وقت التراويح بعد الفراغ من صلاة العشاء فورًا، ويمتد حتى صلاة طلوع الفجر، فيجوز للمسلم أن يؤديها في أيّ وقتٍ من هذه الأوقات، وقد ذكر النووي في كتابه المجموع قال: “يَدْخُلُ وَقْتُ التَّرَاوِيحِ بِالْفَرَاغِ مِنْ صَلاةِ الْعِشَاءِ، ذَكَرَهُ الْبَغَوِيّ وَغَيْرُهُ، وَيَبْقَى إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ” فلو شاء الرجل صلاها بعد العشاء مباشرةً ولو شاء صلاها متأخرة، ولكن الأولى لو كانت ستُقام جماعة، أن تكون بعد العشاء مباشرةً ولا تؤخر إلى بعد منتصف الليل، وذلك أنّه من الممكن أن تكون شاقة على المسلمين، أو أن ينام بعض المسلمين فتفوتهم الصلاة والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: دعاء صلاة التراويح مكتوب مختصر

فضل صلاة التراويح

إنّ صلاة التراويح بلا شك قربة عظيمة وعبادة جليلة وسنّة مستحبة في شهر رمضان المبارك، ولها الكثير من الفضائل ومن فضائلها وفضلها ما يأتي:[9]

• سبب لمغفرة الذنوب: فمن قام شهر رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه كما بشّر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
• سبب للقرب من الله سبحانه: فصلاة القيام من أفضل الصلوات بعد الصلاة المكتوبة، وهي الصلاة في جوف الليل، وهي في ليل رمضان جهادٌ من جهادين، جهاد الصيام وجهاد القيام.
• سبب لتعظيم أجر وثواب القائمين: فقيام ليل رمضان من الأمور التي ترفع الدرجات إلى درجات الصديقين والشهداء.
• سبب في بلوغ ليلة القدر: فمن يقوم ليل رمضان كلّه فسوف ينال بإذن الله سبحانه وتعالى.

بهذا نصل لختام مقال هل يجوز صلاة التراويح أربع ركعات فقط، والذي تمّ فيه التعريف بصلاة التراويح، وحكم الاكتفاء بأربع ركعات لصلاة التراويح، وبيّن أقل عدد ركعات صلاة التراويح، وفضائل صلاة التراويح.