هل تكون ليلة القدر في الليالي الزوجية
جدول المحتويات
هل تكون ليلة القدر في الليالي الزوجية، فهناك تساؤلات تدور دائماً عن متى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان المبارك، مثل سؤال هل يمكن ان تكون ليلة القدر زوجية، وخاصة أن مشيئة الله قضت أن يتم إخفاء الموعد الحقيقي لهذه الليلة المباركة لحكمة يعلمها الله وهو العالم بكل شيء، وفي مقالنا اليوم عبر موقع المرجع سوف نقف على استبيان هل ممكن ان تكون ليلة القدر زوجية وما هو موعدها الحقيقي وكل ما يخص هذا الاستبيان.
هل تكون ليلة القدر في الليالي الزوجية
لا تكون ليلة القدر في الليالي الزوجية استناداً لما ذكر في السنة النبوية الشريفة من أحاديث تؤكد ذلك عن موعدها غي الليالي الفردية، والمقصود بذلك أنها لا يمكن أن تكون نحو 24 أو 26 أو 28، وإنما تأتي في الليالي الفردية نحو 25 أو 27 أو 29، وهناك عدة أحاديث عن حضرة المصطفى والمعلم النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- في فرديتها، ومن ذلك ما ذكر في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت، {أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ}[1]، وهذا نص واضح وصريح عن حضرة النبي وموثوق من خير صحابة النبي أن نلتمسها في الوتر من العشر الأواخر، والوتر هو العدد الفردي في الصلاة.
شاهد أيضًا: إذا وافقت ليلة الجمعة ليلة وتر هل تكون هي ليلة القدر
هل تكون ليلة القدر في الليالي الفردية
إن ليلة القدر تكون في الليالي الفردية وفق ما أجمع عليه علماء المسلمين بالاطلاع على النصوص والأحاديث التي ورد ذكرها من الصحابة -رضوان الله عليهم جميعاً- مما أخذوه عن حضرة النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- من علم عن هذه الليلة التي لا يعلمها إلا الله ومن أراد الله بهم علم ذلك، وقد أمر النبي بالتماسها في ليالي فردية محددة وهي خمس وسبع وتسع من العشر الأواخر من رمضان، وفي دليل ذلك ما جاء صحيح الجامع عن أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنه قال، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: {التَمِسُوها في العَشْرِ الأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ : والتَمِسُوها في التَّاسِعَةِ ، والسابعةِ ، والخامسة}[2].
شاهد أيضًا: كم باقي على ليلة القدر العد التنازلي
أحاديث نبوية عن موعد ليلة القدر
لقد أنعم الله علينا بأن أذن للنبي -عليه الصلاة والسلام- بأن يعلمنا بما خفي عنا من واسع علمه عز وجل، وفيما يلي نقدم أحاديث شريفة صحيحة وردت عن سيد الخلق في موعد هذه الليلة المباركة:
- عن أبو بكرة نفيع بن الحارث -رضي الله عنه- قال، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: {التمِسوها في سبعٍ يبقين أو خمسٍ يبقين ، أو ثلاثٍ يبقين ، أو آخرِ ليلةٍ}[3].
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- قال: {أرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أيْقَظَنِي بَعْضُ أهْلِي، فَنُسِّيتُها، فالْتَمِسُوها في العَشْرِ الغَوابِرِ}.[وفي رواية]: فَنَسِيتُها}[4].
- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: {التمسوها في العشرِ الأواخرِ، فإنْ ضعُفَ أحدُكُم أو عجزَ فلا يُغْلَّبنَّ على السَّبعِ البَواقِي}[5].
شاهد أيضًا: ما السر في اختيار الليل لنزول ليله القدر
ما الحكمة من إخفاء ليلة القدر
لقد كان المؤمنين على موعد مع معرفة موعد هذه الليلة الفضيلة، إلا أن مشيئة الله حالت دون ذلك لحكمة عظيمة، وذلك بسبب ما اختلف عليه رجلان ممن كانوا بانتظار خروج النبي -عليه الصلاة والسلام- ليخبرهم بموعدها، فَرفع علمها الله تعالى إلى السماء، وأما الحكمة، فَانطوت على جعل المسلمين يجتهدون في طلبها فَيبقوا بذلك تواقين لها فلا تذهب هممهم، ويكونوا بذلك مستحقين لثواب هذه الليلة العظيمة، وفي دليل ذلك، ما حدث به عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- لما جرى في تلك الليلة التي رفع الله فيها علم ليلة القدر إلى السماء، إذ قال: {خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ}[6].
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل تكون ليلة القدر في الليالي الزوجية، والذي تعرفنا من خلاله على استبيان موعد ليلة القدر في أي ليلة كانت زوجية أو فردية والحكمة من إخفاء موعدها، كما ذكرنا بعض الأحاديث الشريفة التي دلت على موعدها.
المراجع
- صحيح البخاري , عائشة أم المؤمنين، البخاري، 2017، صحيح
- صحيح الجامع , أبو سعيد الخدري، الألباني، 1245، صحيح
- الأحكام الصغرى , أبو بكرة نفيع بن الحارث، عبد الحق الإشبيلي، 408، أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد
- صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 1166، صحيح
- صحيح الجامع , عبدالله بن عمر، الألباني، 1242، صحيح
- صحيح البخاري , عبادة بن الصامت، البخاري، 2023، صحيح
التعليقات