هل ليلة القدر خاصة بهذه الأمة

هل ليلة القدر خاصة بهذه الأمة سؤالٌ سنجيب عنه من خلال هذا المقال، فليلة القدر من الليالي العظيمة والكريمة الّتي خصّها الله -سبحانه وتعالى- بالفضل والخير والأجر العظيم، وهي ليلةٌ جعلها الله تعالى خيرًا من ألف شهر، وفيها من الفضائل الكثير، ولقد حثّ النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على قيامها وإحيائها بالعبادات والصّالحات، وموقع المرجع يهتمّ بإيضاح إجابة السّؤال المطروح وذكر فضائل ليلة القدر وخصوصيّتها وعلاماتها.

ليلة القدر

قد ميّز الله -سبحانه وتعالى- بعض الأيّام الليالي عن سائر أيّام السّنة لياليها، وخصّها بالكثير من الفضائل، وكتب فيها الأجور العظيمة للعباد، ومن أعظم ليالي الدّهر ليلة القدر، الليلة الّتي نزلت بها سورةٌ كاملةٌ تصف عِظم هذه الليلة العظيمة، قال الله تعالى في الذّكر العظيم: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.[1] هي ليلةٌ حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- على إحيائها بالصّلاة والدّعاء والذكر والاستغفار، ففيها استجابةٌ للدّعاء، وفيها العبادة خيرٌ من عبادة ألف شهر، وفيها تتنزل رحمات الله تعالى ومغفرته على عباده، لذا من واجب المسلم أن يغتنم هذه الفرصة لينال من خير هذه الليلة، وأن يجتنب اللهو فيها فتضيع ويضيع الأجر والفضل، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: الدقيقة في ليلة القدر كم تساوي

هل ليلة القدر خاصة بهذه الأمة

اختلف أهل العلم فيما إذا كانت ليلة القدر خاصّةً بالمسلمين أم لا، فمن أهل العلم من يقول بأنّ ليلة القدر ليلةٌ اختصّ الله تعالى بها المسلمين الأمّة الإسلاميّة وذلك لقصر أعمار المسلمين، فخصهم الله تعالى بهذه الليلة الّتي تكن العبادة فيها خيرٌ من ألف شهر، ومن العلماء من يقول بأنّ ليلة القدر جعلها الله تعالى لجميع الأنبياء وجميع الأمم السّابقة، ولكنّ الصّحيح أنّ ليلة القدر ومكانتها العالية والرّفيعة موجودةٌ منذ الأزل، وفضلها وخيرها قد علمها الأنبياء من قبل، لكنّ الأجر المضاعف والعبادة الّتي هي بألف شهر، قد خصّ به الله تعالى أمّة رسول الله محمّد صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وإنّ هذه الليلة باقيةٌ إلى يوم القيامة، وأجرها وفضلها باقيان إلى يوم القيامة بإذن الله تعالى، والجدير بالمسلم أن يكون على درايةٍ بهذا الفضل والخير، وأن يجتهد لينال نصيبًا منهن والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل تنتهي ليلة القدر عند اذان الفجر

ليلة القدر أهي خاصة بالأمة المحمدية أم كانت في الأمم السابقة

يقول أهل العلم أنّ ليلة القدر ليلةٌ أعزّ الله تعالى شأنها، وجعل فيها الخير والفضل والرّفعة منذ الأزل، لكن لم يعرفها جميع الأنبياء والرسل -عليهم الصّلاة والسّلام- جميعًا، لكنّ الله -سبحانه وتعالى- اختصّ الأمّة المحمّدية بفضلها، وأجرها الّذي يعادل أجر ألف سنةٍ ويزيد، ففضلها يفوق فضل كلّ الدّهر وسائر الليالي والأيّام، وعرّف الأمّة الإسلاميّة بها، ودلّهم على خيرها وأجرها العظيم، فهذه الخصوصيّة تكريمٌ للأمّة الإسلاميّة ورحمةٌ بهم من الله تعالى، والله أعلم.

شاهد أيضًا: ما حكم من عصى الله في ليلة القدر

هل ليلة القدر كانت موجودة قبل الإسلام

إنّ ليلة القدر موجودةٌ منذ الأزل، وليلة القدر تتكرّر في كلّ عامٍ منذ أن خلق الله تعالى هذا الكون، وستبقى حتّى يرث الله -سبحانه- الأرض ومن عليها، وليلة القدر لم يشر الله تعالى إلى فضلها إلّا في القرآن الكريم، ولم تعرفها الأمم السّابقة والأولون، لذا فتلك نعمةٌ وتكريمٌ كرّم الله تعالى به المسلمين، فقد خصّهم بالفضل والأجر والخير العظيم الّذي لا يفوقه خير.

شاهد أيضًا: كم يعادل اجر العمل في ليلة القدر

فضائل ليلة القدر

لليلة القدر فضائلٌ عدّة، تتميّز بها عن غيرها من سائر الليالي، فينال من فضلها كلّ ما أحياها إيمانًا واحتسابًا لله تعالى، ومن هذه الفضائل نذكر:[4]

• هي الليلة الّتي نزل فيها القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى السماء الدّنيا.
• هي الليلة الّتي تكون فيها العبادة خيرٌ من عبادة ألف شهر.
• هي الليلة الّتي يغفر الله تعالى لعبده القائم المتعبّد.
• هي الليلة الّتي تُستجاب فيها الدّعوات.
• هي الليلة الّتي أنزل الله تعالى عنها سورةً كاملةً في القرآن الكريم.
• هي الليلة التي تتنزل فيها الملائكة بأمر الله تعالى.
• هي الليلة الّتي يحلّ فيها السّلام والرحمة والطّمأنينة.

شاهد أيضًا: الاعمال المستحبة في ليلة القدر ، أعمال ليلة القدر pdf

علامات ليلة القدر

لهذه الليلة العظيمة علاماتٌ وأماراتٌ تميّزها عن غيرها من الليالي، ففي صبيحة النّهار الّذي يأتي بعد ليلة القدر تشرق الشمس وتظهر كقرصٍ كاملٍ ليس له شعاعٌ قوي، كذلك من علاماتها أنّ القمر يكون منيرًا جدًا، وتكون الرّيح فيها ساكنةً، ويحل في هذه الليلة السّلام والسّكينة والطمأنينة، كما أنّ السنّة بينت أنّ من علاماتها أنّها ليلةٌ سمحةُ وطلقة لا حارةٌ ولا باردة، ولم يعرف أهل العلم غير هذه العلامات، والله أعلم.[5]

هنا نصل لختام مقالنا هل ليلة القدر خاصة بهذه الأمة، حيث تعرّفنا على إجابة هذا السؤال، وذكرنا علامات ليلة القدر وفضلها خيرها، وتمّ الحديث في هذا المقال أيضًا عن خصوصية ليلة القدر بالأمة الإسلاميّة دون غيرها من الأمم السابقة.