هل المنطق علم أم فلسفة

هل المنطق علم أم فلسفة؟ يعتبر من الأسئلة التّي تراود أذهان الكثير من الباحثين والعلماء. حيث يعتبر المنطق واحدًا من أقدم العلوم التّي تطرّق إليها الإنسان عبر التّاريخ. وسبب هذه الحيرة هو وقوع المنطق بين العلم والفلسفة بمسافة متساوية، فهو يهدف بشكل أساسيّ إلى تحليل الظّواهر والأحداث التّي نصادفها في البيئة والحياة الطّبيعيّة. فما هو المنطق؟ وهل المنطق علم أم فلسفة؟ هذا ما سنناقشه عبر موقع المرجع في مقالنا التّالي.

ما هو المنطق

ظهر المنطق أول مرة لدى الحضارة اليونانيّة القديمة، وذلك قبل تبلوره كعلم مستقل على يد أرسطو. حيث تمّ تعريفه على أنّه الدّراسة المنهجيّة التّي يستدل من خلاله عن حقيقة الأشياء، وذلك بالاستعانة ببعض القوانين المعرفيّة الثّابتة.

هل المنطق علم أم فلسفة

يعتبر المنطق علمًا وفلسفةً في آنٍ واحدٍ. حيث أطلق على المنطق لقب علم لأول مرّة من قبل أرسطو، وكان يدعوه علم التّحليلات وصنّفه من ضمن المعارف والعلوم والرّياضيّات الأساسيّة. واستمر على هذا النحو حتّى أوائل القرن التّاسع عشر عندما اعتبره بعض العلماء مثل فرويد بأنّه علمًا وفلسفةً في نفس الوقت.

اقرأ أيضًا: الحجة المنطقية تشتمل على عدة مقدمات ونتيجة واحدة

تطوّر علم المنطق

ظهر علم المنطق في بلاد اليونان حوالي القرن الخامس قبل الميلاد، فكانت فئة من المعلمين الجوالين يعلمون الناس البيان والمحاججة بالأدلة العقلية. وعرفوا آنذاك بالسوفسطائيين الذين اعتمدوا على إيجاد الحجج لكل مسألة بغض النظر عن مصداقيتها، وذلك لأن المهم عندهم هو إقناع الآخرين. وهو ما كان يطلبه الشباب الطموحين سياسيًا.

ولدحض فئة السوفسطائيين كان لابدّ من معرفة البراهين التّي يعتمدون عليها ومن ثمّ معرفة مواطن الخطأ فيها. وكانت هذه مهمة سقراط الأولى، إذ عمل على تحليل لغتهم فوجد أنّها تفتقر للدّقة والوضوح، فكان مطلبه هو الوصول إلى التّحديد أو التّعريف للكلمات او المفاهيم ثم الانتقال خطوة بعد أخرى وصولا للبرهان الصحيح. ثم تطور الأمر بعد ذلك حتى وصل إلى أرسطو بين عامي (384 – 322) ق.م الذي وضع قواعد هذا العلم وأصوله في كتاب مستقل أسماه ( الآلة ).[1]

أنواع المنطق المختلفة

قُسّم المنطق وفقًا لفكر الفيلسوف والمفكر اليوناني أرسطو إلى عدّة أنواع، هي:

  • المنطق الرسمي: يسمى أيضًا بالمنطق التقليدي أو المنطق الفلسفي، يهتم بدراسة الاستدلالات بمحتوى رسمي وصريح بحت. كما أنّه يحلّل البيانات الرسمية (المنطقية أو الرياضية) التي لا يوجد لها معنىً جوهريًا لكن رموزها لها معنى بسبب التطبيق المفيد الذي تقدم له.
  • المنطق غير الرسمي: يعتبر المنطق غير الرسمي هو نظام أكثر حداثة من المنطق الرسمي، وهو عبارة عن دراسة وتقييم وتحليل الحجج المعروضة في اللغة الطبيعيّة أو اليومية. كما يستخدم هذا النوع للتعبير عن التفكير الناقد، ولوصف المغالطات في الحياة اليومية.
  • المنطق الرمزي: يحلل المنطق الرمزي العلاقات بين الرموز. في بعض الأحيان يستخدم لغة رياضية معقدة، لأنه مسؤول عن دراسة المشاكل التي يجدها المنطق الرسمي التقليدي معقدة أو يصعب معالجتها.
  • المنطق الرّياضي: يعتبر المنطق الرياضي نوعًا من المنطق الرّسمي. ويرى بعض الباحثين أنّ المنطق الرّياضي يشمل كلا من تطبيق المنطق الرسمي على الرياضيات، وتطبيق المنطق الرياضي على المنطق الرسمي.

شاهد أيضًا : لماذا الدهشة عند ارسطو ينبوع الفلسفة

أهمية علم المنطق

تكمن أهمية علم المنطق في أنّه يمنح الإنسان القدرة على التّفكير السّليم من خلال البحث والنّقد في مختلف مجالات الحياة، وتندرج أهميته فيما يلي:

  • يعتبر علم المنطق الأساس الأوّل لجميع المعارف البشرية.
  • تعتبر جميع العلوم هي نتاج التفكير الإنساني، وبما أن هذا التفكير معرّض للخطأ والصواب. فيجب أن نهتدي إلى التفكير السليم ذي النتائج الصحيحة من خلال مجموعة من القواعد العامة في علم المنطق.
  • يمنح الإنسان القدرة على نقد بعض الأفكار والنّظريات العلمية، ومعرفة أنواع الخطأ وأسبابه.
  • كما أنّه يمنح القدرة على التّمييز بين المناهج العلمية السّليمة من أجل التّوصل إلى نتائج صحيحة.[2]

وبذلك نكون قد أنهينا مقالنا الذّي أجبنا فيه على تساؤل هل المنطق علم أم فلسفة؟ كما تطرقنا لشرح معنى المنطق وتطوره عبر التّاريخ، بالإضافة إلى أنواعه وأهميته في المجتمع.

المراجع

  1. hilosophy.hku.hk , What is logic? , 15/11/2021
  2. learnreligions , The Importance of Logic and Philosophy , 15/11/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *