هل طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين ابن باز

هل طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين ابن باز هو واحد من أهم الأسئلة الشرعية التي من الواجب على كل امرأة مسلمة أن تكون على علم ومعرفة بالإجابة عنه وذلك لكي لا تقع في الخطأ الشرعي جهلًا منها بالأحكام الشرعية التي تتعلق بموضوع طاعة الزوج وطاعة الوالدين، وفي هذا المقال من موقع المرجع سوف نتحدَّث بالتفصيل عن حكم طاعة الزوجة لزوجها في الإسلام وعن موضوع تقديم طاعة الزوج على طاعة الوالدين وعن متى تسقط طاعة الزوج وشروط طاعة الزوجة لزوجها.

حكم طاعة الزوجة لزوجها

إنَّ طاعة الزوجة لزوجها في الإسلام واجبة، وقد وردت الكثير من النصوص الشرعية التي تبيّن وجوب طاعة الزوجة لزوجها، ففي سورة النساء قال الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}[1] والوارد في هذه الآية دليل على أنَّ الطاعة للزوج واجبة على الزوجة، فوصف الله تعالى الرجل بأنَّه قوَّام على المرأة يلزم المرأة الطاعة، قال الطبري في تفسير هذه الآية: “ذلك تفضيل الله تبارك وتعالى إياهم عليهن، ولذلك صاروا قُوَّامًا عليهن نافذي الأمر عليهن فيما جعل الله إليهم من أمورهن”.

وقد تحدَث الكثير من أهل العلم في مسألة وجوب طاعة الزوجة لزوجها في الشريعة الإسلامية مستدلين على الكثير من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية، ونذكر فيما يأتي بعض هذه الأقوال: [2]

  • جاء في فتاوى اللجنة الدائمة في المملكة العربية السعودية ما يأتي: “الأخلاق التي على الزوجة اتباعها حيال زوجها: أن تطيعه فيما أمرها به من المعروف مادام في حدود طاقتها، وأن تحفظه في عرضه وماله وأولاده، وترعاه في أهله، وأن لا تمتنع منه إذا دعاها إلى الفراش، وأن لا تخرج من بيته إلا بإذنه، وأن تقوم بما يلزم مثلها من أعمال البيت”.
  • قال الإمام الألباني:الزوج له من الطاعة على زوجته كالحاكم المسلم على شعبه، الحاكم المسلم الذي يحكم بما أنزل الله وبما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا نهى الشعب المسلم عن شيء مباح في الأصل يصبح هذا الشيء حراماً..”، والله تعالى أعلم.

هل طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين ابن باز

إنَّ طاعة الزوج في الإسلام مقدمة على طاعة الوالدين كما ذكر أهل العلم والفقه في غير موضع وغير كتاب من كتب الفقه والشرع، فالقرآن الكريم وهو المصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامي والسنة النبوية وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي أكَّدا على أنَّ للزوج حقًا على زوجته، وأنَّه واجب على الزوجة أن تطيع زوجها وأن تُحسن معاشرته وأن تقدم طاعته على طاعة أبويها وطاعة إخوانها وأخواتها أيضًا، فالزوج هو جنَّة المرأة وهو نارُها أيضًا، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن نَفَقَةٍ عن غيرِ أمْرِهِ فإنَّه يُؤَدَّى إلَيْهِ شَطْرُهُ”. [3]

وقد قال الشيخ الألباني في كتابه آداب الزفاف: “فإذا وجب على المرأة أن تطيع زوجها في قضاء شهوته منها، فبالأولى أن يجب عليها طاعته فيما هو أهم من ذلك مما فيه تربية أولادهما، وصلاح أسرتهما، ونحو ذلك من الحقوق والواجبات”، وجاء عن عبد الله بن أوفى أنَّه قال: “لمَّا قدِمَ معاذٌ منَ الشَّامِ سجدَ للنَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- قالَ: ما هذا يا مُعاذُ؟ قالَ: أتيتُ الشَّامَ، فوافقتُهُم يسجُدونَ لأساقفتِهِم وبطارقتِهِم فوَدِدْتُ في نَفسي أن نفعلَ ذلِكَ بِكَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: فلا تفعَلوا؛ فإنِّي لو كُنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لغيرِ اللَّهِ لأمَرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لا تؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتَّى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها ولو سألَها نفسَها وَهيَ علَى قتَبٍ لم تمنعْهُ”[4] والله تعالى أعلم. [5]

شاهد أيضًا: يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية هو

شروط طاعة الزوجة لزوجها

توجد في الإسلام مجموعة من الشروط التي يجب على الزوج أن يراعيها في طاعة زوجته له، ويمكن تحديد هذه الشروط في الأمور الآتية:

  • أن يحرص الزوج على ألَّا يضيّق على زوحته في طاعته، فلا يأمرها بأشياء تؤذيها ولا يحبسها ولا يهينها ولا يقلل من شأنها ولا يهين كرامتها، ولا يجبرها على فعل الأشياء التي لا تقدر على فعلها، وهذا أمر إلهي وارد في قول الله تعالى في سورة النساء: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}.[1]
  • أن تحرص المرأة على أن تطيع زوجها في الأمور التي أحلها الله تعالى، ولا تطيعه فيما حرم الله تبارك وتعالى، فلا يجوز للإنسان أن يطيع أحدًا من العالمين في معصية الله جلَّ وعلا، قال رسول الله -صلَّى الله عيله وسلَّم- في الحديث الشريف: “لا طاعَةَ لمخلوقٍ في مَعصيةِ الخالقِ”.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز ارجاع الزوجه بعد الطلقه الاولى بدون علمها

كيفية طاعة الزوجة لزوجها

بعد الحديث عن طاعة الزوجة لزوجها وكيف أنَّ الإسلام قدّم طاعة الزوجة للزوج على طاعة الوالدين، سوف نتحدث فيما يأتي عن طيفية طاعة الزوجة لزوجها، أي ما هي الأشياء التي تتجلَّى فيها هذه الطاعة وفق ما يرضي الله رب العالمين:

  • أن تطيع الزوجة زوجها فيما يتعلَّق بالجماع، فلا يجوز لها أن ترفض دعوته إلى الفراش إلَّا بعذر شرعي، كأن تكون حائضًا أو نفاسًا، وذلك لأنَّ طاعتها له ستؤدي إلى اكتفاء الرجل وعدم وقوعه فيما حرم الله تعالى، وقد جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إذا دَعا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِراشِهِ، فأبَتْ أنْ تَجِيءَ، لَعَنَتْها المَلائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ”.[7]
  • أن تحرص الزوجة على استقبال من يُحب زوجها في بيته، وألَّا تستقبل الأشخاص الذين يكرههم الزوج في البيت من النساء والرجال، عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: “فأما حَقُّكُم على نسائِكم فلا يُوطِئْنَ فُرُشَكم مَن تَكْرَهُونَ، ولا يَأْذَنَّ في بيوتِكم لِمَن تَكْرَهُونَ”.[8]
  • أن تستأذن الزوجة زوجها قبل أن تخرج من البيت، وألَّا تخرج من بيتها دون أن يعلم زوجها بخروجها منه، إلَّأ في بعض الحالات الضرورية الطارئة.
  •  أن تسعى الزوجة دائمًا إلى تلبية كافة رغبات الزوج وإجابة كافة طلباته، وأن تتزين وتتطيب له وأن تلقه بوجه حسن ضاحك باسم، وأن تشارك في حزنه وفي فرحه وأن تكون له سترًا في غيابه وعونًا في حضوره.
  • أن تحسن المرأة في معاملة زوجها وأولادها، وأن تستأذن زوجها إذا أرادت الصوم في غير رمضان، فإنَّ أذن لها صامت وإلَّا فلا ينبغي لها ألأن تصوم، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن نَفَقَةٍ عن غيرِ أمْرِهِ فإنَّه يُؤَدَّى إلَيْهِ شَطْرُهُ”. [3]
  • أن تسعى الزوجة إلى توفير الراحة المطلوبة لزوجها وأبنائها في المنزل، فتقوم بتهدئة جو الأسرة وتبعث السكينة والراحة والطمأنينة في قلب زوجها وأولادها، والله تعالى أعلم.

شاهد أيضًا: حكم خروج الزوجة وهي في بيت أبيها اثناء الخلاف مع الزوج

إلى هنا نختم هذا المقال الذي تحدَّثنا فيه عن حكم طاعة الزوجة لزوجها في الإسلام ثمَّ سلَّطنا الضوء على هل طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين ابن باز وتحدثنا عن شروط طاعة الزوجة لزوجها وعن كيفية طاعة الزوجة لزوجها.

المراجع

  1. سورة النساء , الآية 34.
  2. islamweb.net , حكم طاعة الزوج في المسائل الخلافية , 23/10/2021
  3. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 5195، صحيح.
  4. صحيح ابن ماجه , الألباني، عبد الله بن أبي أوفى، 1515، صحيح.
  5. islamqa.info , طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين والإخوة , 23/10/2021
  6. الجامع الصغير , السيوطي، عمران بن الحصين والحكم بن عمرو الغفاري، 9884، صحيح.
  7. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 5193، صحيح.
  8. سنن الترمذي , الترمذي، عمرو بن الأحوص، 3087، حسن صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *