هل ليلة العشرين من رمضان من العشر الأواخر

هل ليلة العشرين من رمضان من العشر الأواخر، فهي من أفضل الأيام وأكثرها بركة ويستحبّ فيها إحياؤها بقيام الليل والعبادة، حيث يتحرى فيها المسلمون ليلة القدر، ومن المعلوم أنّ ليلة القدر في الليالي الوترية من العشر الأواخر في شهر رمضان المبارك، ومن  هذه المعطيات ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان متى تبدأ العشر الاواخر من رمضان 1445 وإذا كانت ليلة العشرين من العشر الأواخر، حيث تطرقنا مُسبقا إلى متى وقت صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان 1445.

العشر الاواخر من شهر رمضان

تُعرف العَشْر الأَوَاخِر من شهر رمضان بأنها تُطلق على الليالي الواقعة من اللّيلة الواحدة والعشرين وحتى نهاية رمضان، سواء كان شهر رمضان  تسعة وعشرين أو ثلاثين يومًا، حيث قال -تعالى-: (وَلَيَالٍ عَشْرٍ)[1]، كما تُعرف بأنها عشر أيام إذا كان الشهر ثلاثين يومًا، وتكون تسع ليال إذا كان شهر رمضان تسع وعشرين يومًا، فقد أُطلِق عليها عشر من باب التغليب، حيث أنّ لهذه الليالي فضلًا عظيمًا فقد أقسم الله عزّ وجلّ بهذه الليالي المباركة في سورة الفجر، ونزل فيها القرآن الكريم، وفيها ليلة القدر.[2]

هل ليلة العشرين من رمضان من العشر الأواخر

لا تُعدُّ لَيلَة العشرين من رمضان من العَشرِ الأَواخِر، بل هي خاتمة ليالي العشرين الماضية، حيث تبدأ من ليلة الحادي والعشرين وتنتهي مع نهاية شهر رمضان، فعن أبي سعيد الخُدْري -رضي الله عنه- قال: (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأَوْسَطِ من رمضان. فاعتكف عامًا، حتى إذا كانت لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ -وهي اللَّيْلَةُ التي يخرج من صَبِيحَتِهَا من اعتكافه- قال: من اعتكف معي فَلْيَعْتَكِفِ العَشْرَ الأَوَاخِرَ فقد أُرِيتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثم أُنْسِيتُهَا، وقد رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ من صَبِيحَتِهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، والتمسوها في كل وِتْرٍ)[3][4].

متى تبدأ العشر الاواخر من رمضان 1445

تعتبر العشر الأواخر بأنها أفضل الليالي للعبادة والعمل الصالح والتقرب من الله عز وجل، حيث تبدأ العشر الأواخر من غروب شمس يوم العشرين من شهر رمضان لعام 1445هـ، والموافق ليوم 30 من شهر مارس لعام 2024، حيث تُعتبر من الأيام المباركة التي فيها تقبل الأعمال ويتضّاعف الأجر، وفي كل ليلة يختار الله العتقاء من النار والفائزين بالجنة دون عناء ولا سابق عذاب، كما ورد فضلها في الكثير من النصوص الشرعية في السنة النبوية الشريفة، حيث ينتظرها المسلمون بفارغ الصبر لإحيائها وملئها بالأعمال الصالحة.[4]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التهجد في رمضان

متى يبدأ إحياء ليالي العشر الأواخر من رمضان؟

يكون إحياء العشر الأواخر بالإكثار من التهجّد والصّلاة، حيث تبدأ من بعد صلاة العشاء، ومن السنة إحياء ليالي العشر كلها حيث النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يزيد من فعل الطّاعات بالعشر الأواخر من شهر رمضان، فقد روت السيّدة عائشة أمّ المؤمنين -رضيَ الله عنه-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ)[5]، فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يتفرّغ عن الدّنيا في اللّيالي العشر ويعتزل نساءه ويجعل عشاءه وقت السّحور، ويغتسل كلّ ليلة بين المغرب والعشاء، ويوقظ أهله، كما أنَّ النبيّ أمر السّيدة عائشة -رضيَ الله عنها- بالدّعاء.[6]

شاهد أيضًا: ما هي صلاة التهجد وكيف تصلى وما حكمها

متى ليلة القدر 1445

تعتبر ليلة القدر بأنها ليلة عظيمة ينبغي للمسلم أن يجتهد فيها بالعبادات، ويعود سبب تسميتها لعظيم قدرها وفضلها، ولما يكون فيها من تقدير مقادير الخلق وأرزاقهم آجالهم، أما وقتها فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:” التمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر”، فقد اختلف العلماء في تحديد وقت ليلة القدر فهي تنتقل في ليالي العشر الأخير من رمضان، كما قال أهل العلم بأنّها غالبًا تأتي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، ولكن قد تكون في ليلة إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرون، أو سبع وعشرون، أو تسع وعشرون، وإذا نقص الشهر صار كلها أوتار.[7][8]

علامات ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان

تعتبر ليلة القدر بأنها ليلة مباركة حيث ينبغي على المسلم التحري لها لاغتنامها بالعبادات وتلاوة القرآن، والإكثار من الدعاء، ومن أهم العلامات التي تميز ليلة القدر ليستعد المسلم لإحيائها هي شروق الشمس بدون شعاع لها، واعتدال الطقس فلا يكون بارداً أو حاراً، والرياح لطيفة، كما يكون القمر ساطعًا براقًا، والسماء منيرة، بالإضافة إلى الشعور بانشراح الصدر والراحة النفسية، كما روى أبي بن كعب -رضي الله عنه- عن ليلة القدر فقال:[9]

فضل العشر الأواخر من رمضان

إن العشر الأواخر لها أهميَّة كبيرة وقيمة عظيمة عند الله وعند نفوس عباده المؤمنين، فقدت حصلت على هذه المنزلة من لياليها الشَّريفة والتي تأتي فيها ليلة القدر، فقد روى أبو هريرة عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”[10]، كما يكمن فضلها على النحو الآتي:[11]

• عتق من النار.
• نيل المسلم مَحبّة الله وولايته.
• زوال الهَمّ والغمّ، وجَلْب البِشارات.
• نيل أجر عظيم بسبب قيام ليلة القدر.
• تحصيل عظيم الخيرات، والحسنات، والأجور.
• عِصمةً من الفِتَن، ونَهيا عن الوقوع في الإثم.
• استجابة الدعاء، ومغفرة الذنوب، وقبول العبادات.
• الإعانة على أمور الدُّنيا والآخرة، وهو سببٌ لتحقيقها.

كيفية استغلال العشر الأواخر من شهر رمضان

يمكن للمسلم أن يقوم باستغلال العشر الأواخر في شهر رمضان، فقد كان -صلّى الله عليه وسلّم- يتفرّغ للعبادة إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان ويجتهد فيها بإحياء الليل بالعبادة كالصلاة والذِكْر والدعاء، ويترك كلّ ما يُشغله من أمور الدُّنيا، ومن أبرز الأمور في استغلالها ما يلي:[2]

• المداوم على قراءة القرآن الكريم، وتخصيص وردًا يوميًّا.
• الإكثار من الذكر لما فيه إشغال اللسان بالله تعالى، وإبعاد للمسلم عن الغفلة والنسيان.
• التوبة النصوحة، من خلال إقلاع المسلم عن الذنوب، ورجوعه إلى الله تعالى وإخلاصه لله تعالى في توبته.

وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا بعد أن تعرفنا من خلاله على هل ليلة العشرين من رمضان من العشر الأواخر، والتعرف لنبذة عن مفهوم العشر الأواخر، كما تمّ التطرق للوقت الذي يبدأ به العشر الأواخر من رمضان، بالإضافة إلى بيان كيفية استغلال العشر الأواخر من شهر رمضان.