هل الحوت الذي ابتلع يونس حي

هل الحوت الذي ابتلع يونس حي، حيث إن معرفة سير العظماء والأنبياء وأهل الصلاح أمر مهم لتثبيت قلوب الناس على الإيمان، وكذلك هي سبيل من سبل الانتهال من المواعظ والعبر وغيرها، لذلك يهتم موقع المرجع في الحديث عن هل الحوت الذي ابتلع يونس حي، وعن لماذا ابتلع الحوت سيدنا يونس، وعن كم لبث يونس في بطن الحوت.

هل الحوت الذي ابتلع يونس حي

لا يمكن القول بأن الحوت الذي ابتلع يونس حي، لأن القول بأن الحوت الذي التقم يونس عليه السلام لا يزال حياً؛ لقوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}،[1] قول غير صحيح، لأنه قول محدث لا دليل عليه، ولا يوجد أحد من أهل العلم بالتفسير أو بالعربية قال ذلك، والاستدلال بالآية على ذلك استدلال غير صحيح ؛ فإن “لولا” حرف امتناع لوجود، أي امتناع تحقيق جوابها، لوجود شرطها، يعني إذا وجد الشرط امتنع تحقق الجواب، فلما كان يونس عليه السلام من المسبحين، امتنع أن يلبث في بطن الحوت إلى يوم يبعثون، وحاصل ذلك: أن يونس عليه السلام: كان من المسبحين؛ ولأجل ذلك أنجاه الله من تلك الظلمات، ولم يلبث في بطن الحوت تلك المدة التي كانت مقدرة، لو لم يكن من المسبحين، ولا علاقة لشيء من ذلك، من قريب، أو بعيد: بحياة الحوت الآن، أو متى مات، أو لم يمت؛ فكل هذا مبني على تقدير، لم يحصل.[2]

شاهد أيضًا: قصة سيدنا يونس عليه السلام مختصرة

لماذا ابتلع الحوت سيدنا يونس

أرسل الله ذي النون -عليه السلام- إلى أهل نينوى، فكذبوه وتمردوا وأصروا على كفرهم ولم يستجيبوا لدعوته، وقد أقام فيهم ثلاثًا وثلاثين سنة يدعوهم فلم يؤمن به غير رجلين، فيأس منهم ووعدهم بعذاب الله، وخرج من بينهم مغاضبًا قبل أن يأمره الله بالخروج، ظنًا منه أن الله لن يؤاخذه على ذلك، وعندما وصل شاطئ البحر ركب إحدى السفن، وفي أثناء إبحار السفينة في عرض البحر هاج البحر واضطرب فعلم أصحاب السفينة أن بينهم شخص قد ارتكب ذنبًا، فقرروا بينهم أن من يقع السهم عليه سيلقونه في البحر، فجاء السهم على يونس عليه السلام، فألقى بنفسه في البحر، والتقمه حوت عظيم وذلك بأمر الله عز وجل، فدخل نبي الله يونس عليه السلام إلى بطن الحوت، وأصبح في بطن الحوت في ظلمات ثلاث وهي ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت.

لكن الحوت بقدرة الله تعالى لم يضر يونس، وسار الحوت وفي جوفه يونس عليه السلام، حتى وصل إلى أعماق المياه في البحر، وهناك سمع يونس -عليه السلام- وهو في بطن الحوت، أصواتًا غريبة فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت: إنَّ هذا تسبيح دواب البحر، فما كان من نبي الله يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت إلا أن أخذ يدعو الله عز وجل قائلًا ما ورد عنه في القرآن الكريم: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}،[3] فاستجاب الله تعالى دعاءه ونجاه من الغم والكرب والضيق الذي وقع فيه لأنه كان من المسبحين، وأمر الله تعالى الحوت أن يلقيه على البر.[4]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي لقب بذي النون

كم لبث يونس في بطن الحوت

فيما يتعلق بالمدة الزمنية التي قضاها نبي الله يونس -عليه والسلام- في بطن الحوت يمكن القول إنه لم يرد في القرآن الكريم أو في السنة النبوية ما يدل على ذلك، واختلف أهل العلم في تحديد هذه المدة، قال البصري: “مكث في بطن الحوت أربعين يوما”، وجاء عن البغوي في تفسيره أنه قال: “فمكث فيه أربعين من بين يوم وليلة”، وقال عطاء “مكث يونس في بطن الحوت سبعة أيام”، وقيل مكث ثلاثة أيام، وقال أبو السعود: “قذفه الحوت إلى الساحل بعد أربع ساعات كان فيها في بطنه”، وقيل بعد ثلاثة أيام، وقال الألوسي: “قذفه إلى الساحل بعد ساعات”، وقال الشعبي: “التقمه ضحى ولفظه عشية”، والأقوال في هذا كثيرة والله تعالى أعلم، ولولا أنه سبح الله وهو في بطن الحوت للبث في بطن الحوت إلى يوم القيامة، قال الله تبارك وتعالى:{فلولا أنَّهُ كانَ مِنَ المُسبِّحين * للَبِثَ في بطنِهِ إلى يومٍ يُبعثون}.[1][4]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي آمن به جميع قومه وتفاصيل قصته وحياته ووفاته

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تحدثنا فيه عن هل الحوت الذي ابتلع يونس حي، وعن لماذا ابتلع الحوت سيدنا يونس، وعن كم لبث يونس في بطن الحوت.