صلاة الاستخارة كيف تصلى وكيف تعرف نتائجها

صلاة الاستخارة كيف تصلى وكيف تعرف نتائجها ، أسئلة لطالما حرص المسلمون على إيجاد أجوبةٍ لها. وذلك لأنّ صلاة الاستخارة سنّةٌ تُقام عند الحاجة، أي ليست من السّنن الرّواتب أو الفرائض. وما أحوجنا إلى سبيل الهداية والرشاد وقضاء الحوائج بنورٍ من أنوار الهداية من الخالق عزّ وجل. ويساعدنا موقع المرجع على معرفة مفهوم صلاة الاستخارة، وكذلك أهميّتها في حياة المسلم، كما سيطلعنا على بعض الأحكام والادعية الخاصّة بهذه الصّلاة، وما هي الصّفة الّتي وردت بها عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

مفهوم الاستخارة

قبل الخوض في الحديث عن صلاة الاستخارة كيف تصلى وكيف تعرف نتائجها، من الجدير أوّلاً تسليط الضّوء على معنى الاستخارة، في اللّغة وفي الشّريعة الإسلاميّة، فالاستخارة في اللّغة هو طلب الخيرة في أمرٍ ما، أمّا شرعاً، فهي الدّعاء ومناجاة الله تعالى وسؤاله الخيرة والمنفعة والصّواب من أمرٍ ما، فالإنسان هو في حاجةٍ دائمةٍ لربّه سبحانه وتعالى، سواءً في الظّروف البسيطة أو المعقّدة والعصيبة، ودون مشيئة الله تعالى وتوفيقه لا يمكن للإنسان أن يتصرّف أو يعمل أو يعيش، فينبغي للمسلم أن يكون دائماً على صلةٍ بربّه -تبارك وتعالى- وأن يستخيره ويطلب الخيرة من كلّ أمرٍ يقدم عليه مهما كان صغيراً وبسيطاً، والله تعالى لا يردّ من دعاه واستخاره، ويرشد عبده إلى الصّواب من الأمر، ويصرفه عن كلّ ما يسوؤه ويضرّه، والله أعلم.[1]

صلاة الاستخارة كيف تصلى وكيف تعرف نتائجها

إنّ العبد دائم الحاجة لله -تبارك وتعالى- في جميع نواحي حياته، فلو كان الإنصان قد أصابه ضيقٌ فمن له غير الله تعالى سيفرج عليه ضيقه وهمّه، وإن ساءه أو ضرّه شيءٌ فمن له غيره تعالى ليهبه السّلامة والأمان، وكلّ إنسانٍ عليه أن يلتجأ لله تعالى ويحتمي بحماه في السّرّاء والضّرّاء، وإنّ الله -تبارك وتعالى- يحبّ أن يدعوه عبده وأن يلتجأ إليه ويتضرّع، فما هي صلاة الاستخارة كيف تصلى وكيف تعرف نتائجها ؟

صلاة الاستخارة

الاستخارة هي صلاةٌ سنّها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يصلّيها المسلم عندما تصيبه الحيرة في أمرٍ ما، كالزّواج أو السّفر أو الإقدام على عملٍ جديد، وغيرها من النّقلات النّوعيّة الّتي تحدث في حياة الإنسان، ويسأل المسلم بها ربّه المشورة وأن يدلّه على ما هو خيرٌ له في دينه ودنياه، وأن يصرفه عن الأمر إن كان سوءاً له في دينه أو دنياه، ويجوز للمسلم أن يصلّيها في أيّ وقتٍ شاء، لكنّ أهل العلم حرصوا على التّنبيه بأنّ من الأفضل أن يصلّي المسلم صلاة الاستخارة، في أوقات إجابة الدّعاء، وكذلك وجب اجتناب أدائها في أوقات النّهي.[2]

كيف تصلى صلاة الاستخارة

أمّا عن كيفية صلاة الاستخارة فقد ورد في السّنّة المباركة عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حيث صلاة الاستخارة تكون بأداء ركعتين اثنتين من غير فريضة، وهي كأيّ صلاةٍ أخرى، يقرأ المسلم بركعتيها الفاتحة وما فتح عليه الله تعالى من القرآن الكريم، وبعد التّسليم، يدعو المسلم ربّه -تبارك وتعالى- دعاء الاستخارة الّذي جاء في السّنّة المباركة الواردة عن رسول الله، وبعد ذلك ينتظر العبد نتيجة الأمر من الله تعالى، فإن كان خيراً وفّقه إليه، وإن كان شرّاً صرفه عنه وأبعده.[3]

كيف تعرف نتائج صلاة الاستخارة

إنّ الله تعالى لا يضرّ عباده ولا يقدّر لهم ما يسوؤهم، وهو الّذي بيده الخير والشّر، ومن استخار الله تعالى في أمرٍ فإنّ الله تعالى يدلّه على ما كان خيراً له، وإنّ نتائج الاستخارة تأتي على ثلاثة أنماط وهي:[4]

  • الشّعور: إنّ كان الأمر خيراً للمستخير أحسّ بانشراحٍ في صدره وارتياحٍ له، أمّا إن كان عكس ذلك فإن صدره ينقبض منه وتنفر منه روحه.
  • الرّؤيا: إن كان الأمر خيراً رأى المستخير رؤيا صالحةً تسعده، أمّا إن كان شرّاً فإنّه يرى ما يحزنه أو يسوؤه.
  • النّمط الثّالث: يكون إمّا تيسيراً وتسهيلاً كبيراً في هذا الأمر، أو أنّه عثراتٌ وتعقيداتٌ به والله أعلم.

شاهد أيضًا: دعاء الاستخارة للزواج

 شروط صلاة الاستخارة

إنّ المسلم الصّادق في إيمانه، دائماً ما يكون قلبه متعلّقاً بربّه جلّ جلاله، ويلجأ إليه ويدعوه في السّرّاء والضّرّاء، فبيد الله كلّ أمرٍ وكلّ مصير، فيحمد الله تعالى على كل ّشيءٍ سواءً كان خيراً أو شرّاً، وقد ذُكر فيما سبق ما هي صلاة الاستخارة كيف تصلى وكيف تعرف نتائجها، حيث تمّ الشّرح بشكلٍ مفصّلٍ عنها، أمّا عن شروط صلاة الاستخارة، فكما جاء عن أهل العلم انّ شروطها لا تتعدّى شروط أيّ صلاةٍ أخرى، أي أنّ الشّرع لم يخصّصها بشروطٍ غير الّتي تكون لكلّ صلاة ٍأخرى، كالطّهارة وووجوب قبامك أركان الصّلاة من تكبيرٍ وركوعٍ وسجود، كذلك الخشوع واستقبال القبلة، وغيرها من الشّروط العامّة للصّلاة،  فلا تفرّد ولا تخصيص لصلاة الاستخارة بغير هذه الشّروط والله أعلم.[5]

دعاء الاستخارة الصحيح

تحدّثنا سابقاً عن صلاة الاستخارة كيف تصلى وكيف تعرف نتائجها، حيث أنّها إقامة ركعتين اثنيتن في أيّ وقتٍ من اليوم، وينهيهما العبد بدعاء الاستخارة الوارد في السّنّة النّبويّة المباركة، حيث أنّ صلاة الاستخارة تعتمد بشكلٍ كلّيٍّ على الدّعاء، لأنّ في الدّعاء السّؤال والطّلب للخير والإرشاد والمعونة من الله جلّ جلاله، وإنّ الدّعاء الّذي وردت صيغته في السّنّة المباركة، قد دعا به نبيّ الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما استخار ربّه سبحانه وتعالى، وقد رواه جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال:

“كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يعلِّمُنا الاستخارةَ في الأمورِ كلِّها كما يعلِّمُنا السورةَ من القرآنِ يقول: إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فلْيركعْ ركعتيْن من غير الفريضةِ ثم ليقل: اللهمَّ أني أستخيرُك بعلمِك، وأستقدرُك بقدرتِك، وأسألُك من فضلِك العظيمِ، فإنك تقدرُ ولا أقدرُ، وتعلمُ ولا أعلمُ، وأنت علاَّمُ الغيوبِ, اللهمَّ إن كنتَ تعلمُ أن هذا الأمرَ خيرٌ لي في ديني ومعيشتِي وعاقبةِ أمرِي – أو قال في عاجلِ أمرِي –وآجلِه فيسِّرْه لي، ثم باركْ لي فيه . وإن كنت تعلمُ أن هذا الأمرَ شرٌّ لي في ديني ، ومعيشتِي ، وعاقبةِ أمرِي – أو قال في عاجلِ أمرِي – وآجلِه فاصرفْه عني، واصرفْني عنه، واقدُرْ لي الخيرَ حيث كان، ثم أرضِنِي به”.[6]

ويدعو المسلم هذا الدّعاء عند الانتهاء من صلاة ركعتيّ الاستخارة، وهذا باتّفاق المذاهب الأربعة، لكنّ شيخ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله- أجاز للمسلم أن يدعو بدعاء الاستخارة في الصّلاة، أي قبل انتهائها والله أعلم.[7]

دعاء الاستخارة بدون صلاة

كما ورد سابقاً بأنّ الاستخارة هي الدّعاء وسؤال الله تعالى، أي أنّها تعتمد عليه بشكلٍ كلّيّ، لأنّ الطّلب يكون أساساً في الدّعاء، وقد سنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- صلاة الرّكعتين قبل قول دعاء الاستخارة، ليكون فضله أكبر، ويكون القلب حاضراً عند الدّعاء، وليكون جامعاً لخير الدّنيا وخير الآخرة، فخير الأعمال الصّلاة، فيبتدأ المسلم بها فيستحضر قلبه وعقله، ثمّ يدعو الله تعالى ويناجيه، وبذلك فإنّ الدّعاء واستخارة الله تعالى دون صلاة ركعتين قبل ذلك، جائزٌ شرعاً إن تعذّر على المستخير الصّلاة، فيستخير فقط بالدّعاء دون الصّلاة، وقد قال النّوويّ رحمه الله في الأذكار: ولو تعذّرت عليه الصّلاة استخار بالدّعاء، وقد أخذت بقوله العديد من المذاهب والفقهاء والله أعلم.[8]

هل يجوز الاستخارة لأكثر من حاجة

قد تمّ الحديث سابقاً عن صلاة الاستخارة كيف تصلى وكيف تعرف نتائجها، وأنّها صلاةٌ يتمّ بها سؤال الله تعالى الخيرة والصّواب والمنفعة من أمرٍ ما قد احتار به المسلم، فإن كان في هذا الأمر خيرٌ له في دينه ودنياه، يسّره له الله تعالى وشرح له صدره، أمّ إن كان شرّاً له فيصرفه الله عنه ويبعده عنه، لكن هل يجوز الاستخارة لأكثر من حاجةٍ في صلاةٍ واحدة؟ والإجابة كما ورد عن أهل العلم أنّ هذا الأمر جائز، أي يجوز الاستخارة لأكثر من حاجة وأكثر من شيء، وعلى المستخير أن يذكر حاجاته جميعها أثناء الدّعاء، ولا يختلف عليه شيءٌ أبداً، والله أعلم.[9]

أفضل وقت لصلاة الاستخارة

ورد عن أهل العلم بأنّ صلاة الاستخارة جائزةٌ في أيّ وقتٍ كان، عدا الأوقات الّتي نهى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الصّلاة فيها، حيث أنّ لا وقت معيّن أو مخصّص لصلاة الاستخارة، لكن بما أنّ صلاة الاستخارة هي دعاء، فالأفضل للمسلم أن يتحرّى ساعات استجابة الدّعاء، فذلك أفضل الوقت، ومن الأوقات الّتي يستجيب بها الله تعالى الدّعاء، الثّلث الأخير من اللّيل فهو أفضل أوقات اليوم على الإطلاق، لذلك من الأولى والأصوب أن يصلّي المسلم صلاة الاستخارة في هذا الوقت فهو أفضل، وإن اختار وقتاً آخر فلا حرج عليه بذلك بإذن الله تعالى.[10]

حكم تكرار صلاة الاستخارة

صلاة الاستخارة كيف تصلى وكيف تعرف نتائجها قد تمّ الحديث عنها سابقاً بشكلٍ كافٍ، حيث تمّ التّعريف بها وببعض الأحكام المتعلّقة بها، أمّا هنا فسيتمّ الحديث عن حكم تكرراها أكثر من مرّة، فقد حكم الشّرع بأنّ تكرارها لا بأس به إن كان للاطمئنان والشّعور بالرّاحة الكلّيّة، فيكرّرها لثلاث أو أربع مرّات، حتّى ينشرح صدره ويتأكدّ من شعوره، فيقدم على عمله متوكّلاً على الله تعالى في ذلك والله وليّ التّوفيق.[11]

أهمية صلاة الاستخارة

إنّ الله تعالى هو عالم الغيب وما يخفى عن العباد، وبيده -تبارك وتعالى- المصير والمآل والخير والشّر، وما على العبد إلّا التّوكّل عليه والالتجاء إليه في كلّ أمرٍ يقدم عليه، فقد شرّع الله تعالى صلاة الاستخارة لعباده لئلّا يضيعوا ويحتاروا في أمورهم، فيضيّعون ما هو خيرٌ لهم، ويخوضون السّبل الّتي تضرؤّهم ولا تنفعهم،  وليعلم العبد بأنّ الله تعالى هو الّذي يحميه وهو من يوفّقه للخير والصّواب، وأنّ ما كان خيراً له سيناله عاجلاً أو آجلاً، وما كان شرّاً له سيصرفه عنه وعن طريقه إلى آخر حياته، فالله تعالى لا يغفل عن عباده ولا يعطيهم إلّا النّفع والخير  والله أعلم.[12]

صلاة الاستخارة من الصلوات المسنونة الّتي شرّعها الإسلام لتكون عوناً للمسلم في أمره وحياته، وقد تحدّث هذا المقال عن صلاة الاستخارة كيف تصلى وكيف تعرف نتائجها، كذلك قام بذكر بعض الأحكام المتعلّقة بها كحكم تكرارها، أو صلاتها لأكثر من حاجة، كما ذكر شروطها وأفضل الأوقات لأدائها.

المراجع

  1. islamweb.net , دعاء الاستخارة , 31/05/2021
  2. islamweb.net , كيفية أداء صلاة الاستخارة , 31/05/2021
  3. islamweb.net , الاستخارة معناها، وكيفيتها , 31/05/2021
  4. islamweb.net , ثلاث علامات للاستخارة , 31/05/2021
  5. islamweb.net , شروط صلاة الاستخارة , 31/05/2021
  6. صحيح الترمذي , الألباني/جابر بن عبدالله/480/ صحيح
  7. islamqa.info , صلاة الاستخارة , 31/05/2021
  8. islamqa.info , الدعاء بالاستخارة من غير صلاة , 31/05/2021
  9. islamweb.net , حكم الاستخارة لأكثر من أمر في صلاة واحدة , 31/05/2021
  10. islamweb.net , وقت صلاة الاستخارة وهل يمنع الكلام بعدها , 31/05/2021
  11. binbaz.org.sa , حكم تكرار صلاة الاستخارة , 31/05/2021
  12. binbaz.org.sa , مشروعية صلاة الاستخارة , 31/05/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *