حكم جرح الزوج لزوجته بالكلام

حكم جرح الزوج لزوجته بالكلام، من الأحكام التي يجب أن يعلم كل من الزوج والزوجة حكمها الشرعي، حيث جعل الله سبحانه وتعالى الزواج سكن للرجل والمرأة، وبداية لبناء أسر قائمة على المودة والرحمة فيما بينهم، لكن عندما يصل الأمر إلى جرح وإهانة الزوجة فهنا يبدأ الكدر والضيق بالدخول على قلبها، فقد لا تستطيع الزوجة تحمل ذلك بسبب طبيعتها، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على حكم جرح الزوج لزوجته بالكلام، كيفية التعامل مع الزوج الذي يجرح زوجته، وما أسباب عدم احترام الزوج لزوجته، وما حقوق الزوجة على زوجها، وما أسباب إهانة الزوج لزوجته، وما إلى ذلك في هذا المقال.

حكم جرح الزوج لزوجته بالكلام

إنَّ الشرع الإسلامي ما جاء إلا ليرفع كل أشكال الظلم والإهانة والعنف، ورفع شأن الإنسان وعدم التعرض له بأي شكل من أشكال الظلم، وقد خصص الله سبحانه وتعالى الزوج والزوجة بهذا الأمر لأهمية العلاقة القائمة فيما بينهم، ولهذا فقد حرّم الله -عز وجل- على الزوج أن يجرح زوجته بالكلام؛ لأن المرأة بطبيعتها ما خلقت إلا بقلب رحيم ويتأثر بأي شيء حتى بالكلام، فكيف إن كان هذا الكلام مؤذي وقد يجرح قلبها، ولا سيما وأن الله سبحانه وتعالى قد بيّن في كتابه العزيز أن الزواج ما هو إلا سكن لها؛ حيث قال: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}،[1] وقال أيضًا: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ}.[2]

شاهد أيضًا: ما هو الزواج العرفي وما حكمه في الاسلام

كيفية التعامل مع الزوج الذي يجرح زوجته بالكلام

إنَّ الحياة الزوجية قد يطرأ عليها بعض المنغصات التي تصدر من إحدى الطرفين، إلا أن الزوج له النصيب الأكبر في التأثير على الزوجة ولهذا فإن التعامل مع الزوج الذي يجرح زوجته بالكلام على النحو الآتي:

  • أن تكون الزوجة أكثر هدوء وأكثر حكمة عند بدايته بالكلام.
  • أن تبتعد قدر الإمكان عن الرد بنفس الأسلوب؛ حتى لا يتفاقم الأمر.
  • أن تطلب منه أن يكون هنالك حوار بهدوء لحل أي مسألة قد تطرأ على حياتهم.
  • أن تلجأ إلى التعبير عما يجرحها ويضايقها بكل صراحة؛ حتى لا يبقى في نفسها شيء.
  • أن تذكره بحرمة ذلك؛ وأن الحياة الزوجية يجب أن تبقى قائمة على المودة والرحمة.

أسباب عدم احترام الزوج لزوجته

تبدأ الحياة الزوجية بكل حب ومودة وتبادل للمشاعر الجميلة التي تسعد الزوجين، إلى أن تبدأ بالفتور وتبادل مشاعر عدم الألفة والتفاهم، إلى أن يصل إلى عدم الاحترام، وعليه فإنه من أسباب عدم احترام الزوج لزوجته ما يأتي:
  • أن يشعر الزوج بعد الاهتمام به وعدم الثقة بنفسه: وهذا يكون عندما يرى أن الزوجة قادر على تدبير بيتها وأولادها دون وجوده، أو أنها أعلى منه قدرًا سواء علميًا أو ماديًا.
  • أن يكون الزوج مشغول على الدوام؛ فهذا يجعله غير مستمع لزوجته ومشاكلها ومطالبها فيؤدي إلى عدم احترام رأيها ووجدها.
  • أن يشعر الزوج بعدم الاهتمام والاحترام من قِبل الزوجة له؛ فهذا يجعله في شعور متبادل فيقلل من احترامه لها.
  • أن يكون الزوج يشعر بأن عدم الاحترام شيء بسيط ولا يؤثر على الزوجة لعدم تذمرها منه، فهذا يجعله مستمرًا في عدم الاحترام لها.
  • أن يكون الزوج في طبيعته يقلل من احترام أي شخص وهذا مما يجدر بالزوجة أن تلحظه في بداية التعارف والزواج، ليقوم بتعديل سلوكه وتبادله للاحترام والمودة.

شاهد أيضًا: حكم قهر الزوج لزوجته

حكم إهانة الزوج لزوجته

أجمع أهل العلم أعلى حرمة إهانة الزوج لزوجته فهذا مما لا يجوز شرعًا مما فيه من بداية لإنهاء الحياة الأسرية،فقد أمر الله سبحانه وتعالى أن يعامل ويعاشر زوجته بكل رأقدفة ورحمة ومودة، حيث قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ}،[3] وقال أيضًا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آَتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}،[4] فمن الجدير بالذكر أن على الزوج أن يبتعد عن إهانة زوجته وجرحها بأي شكل من الأشكال، إلا إن احتاجت الزوجة في بعض الأوقات والأفعال إلى تأديب فيستخدم معها أسلوب شرعي قائم على النصح والإرشاد والكلمة الحسنة والطيبة، إلا أن يصل به إلى أن يهجرها في المضجع، وإن احتاج الأمر على الضرب فيكون ضرب غير مبرح كما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالضرب بالسواك وهذا من شأنه أن يحافظ عليها ولا يؤذيها ويؤدبها في نفس الوقت.[5]

الحقوق الزوجية

جعل الله سبحانه وتعالى الزواج الشرعي مبني على حقوق وواجبات، يؤدي كلًا من الزوجين هذه الحقوق والواجبات كما فرضها الله سبحانه وتعالى عليهما، ومن حقوق الزوجة على زوجها ما يأتي:[6]

حق الزوجة على زوجها

  • المهر: حيث يعد المهر من الحقوق المادية فهو المال الذي تستحقه الزوجة حين العقد عليها من الزوج، حيث قال تعالى: {وَءَاتُواْ ٱلنِّسَآءَ صَدُقَٰتِهِنَّ نِحْلَةً[7] وما جاء هذا إلا لتكريم المرأة ورفع شأنها.
  • النفقة: وهي ما يكون بتوفير المأكل والمشرب والملبس للزوجة، وحتى لو كانت صاحبة مال؛ حيث قال تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}،[8] وما ورد عن عائشة حيث قالت: “دخلت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بنيَّ إلا ما أخذت من ماله بغير علمه فهل علي في ذلك من جناح؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك”.[9]
  • السكن: أي أن يجعل لها مسكن على حسب مقدرته، فهو حق من حقوق الزوجة؛ حيث قال الله تعالى: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ}.[10]
  • حسن العشرة: فهي مما أمر به الله تعالى بين الأزواج، فعلى الزوج أن يعامل زوجته بكل رفق ولين، حيث قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ}،[3] وما جاء في السنة عن عروة بن الزبير قال: قالت عائشة: “والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن حريصة على اللهو”.[11]
  • عدم إلحاق الضرر بالزوجة: وهذا أساس الحياة الزوجية، فالضرر على الزوجة مما حرمه الله سبحانه وتعالى، أما إن لزم الأمر فقد عليه أن يأدبها بأسلوب حسن وضرب غير مبرح، حيث ورد عن جابر بن عبد الله قال: قال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: “فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف”.[12]

حق الزوج على زوجته

  • طاعة الزوجة لزوجها؛ حيث قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}.[13]
  • أجابه الزوج لزوجها عند طلبه؛ وهذا يكون في العلاقة الزوجية فعليها أن تسلم نفسها إليه للاستمتاع بها.
  • الخروج من البيت لا يكون إلا بإذن الزوج؛ حيث أجمع أهل العلم على أنه لا يجوز لها حتى الخروج للعيادة إلا بإذنه.
  • عدم إدخال من يكره الزوج إلى بيته دون علمه؛ حيث قال أبو هريرة: “لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه”. [14]
  • معاملة الزوجة زوجها بالمعروف وحسن العشرة والمعاشرة؛ حيث قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ}.[2]
  • القيام على خدمة الزوج عن طيب نفس.
  • القيام بتأديب الزوجة إن لزم الأمر؛ ولكن من غير ضرب مبرح.

بعض النصائح لتعامل الزوج مع زوجته

إنَّ الحياة الزوجية لا تخلو من بعض المشاكل في بداية الأمر، ويجدر بالزوجين أن يكونا على قدر عالي من التفاهم والتعايش حتى تستمر الرابطة الزوجية فيما بينهم، فمن النصائح لتعامل الزوج مع زوجته ما يأتي:

  • أن يناديها بأحب الأسماء إليها؛ حيث كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينادي زوجاته في أحب الأسماء.
  • أن يقوم بأمور تفضلها وتسعدها، كتقديم الهدايا وتذكر المناسبات الخاصة بها.
  • أن يقوم على حل أي خلاف بكل هدوء وحوار ونقاش.
  • أن يستمع كل منهم لرغبات الآخر.
  • الصبر على الزوجة فهي لها أيام تعكر صفو نفسيتها فعلى الزوج أن يحتويها ويأخذا لها العذر.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال حكم جرح الزوج لزوجته بالكلام، وبينا أنه يحرم عليه ذلك، ومن ثم تطرقنا للحديث عن كيفية التعامل الذي يجرح زوجته بالكلام، وبينا أسباب عدم احترام الزوج لزوجته، وحكم إهانة الزوج لزوجته، وما حقوق الزوجة على زوجها والزوجة على زوجها، وذكرنا في نهاية المقال بعض النصائح للتعامل فيما بينهم.

المراجع

  1. سورة الروم , الآية 21
  2. سورة النساء , الآية 19
  3. سورة البقرة , الآية 228
  4. سورة النساء , الآية 19
  5. www.islamweb.net , حكم اهانة وسب الزوجة , 07/11/2021
  6. islamqa.info , ما هي حقوق الزوج وما هي حقوق الزوجة , 07/11/2021
  7. سورة النساء , الآية 4
  8. سورة البقرة , الآية 233
  9. صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 1714، صحيح
  10. سورة الطلاق , الآية 6
  11. صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 892، صحيح
  12. صحيح مسلم , مسلم، جابر بن عبدالله، 1218، صحيح
  13. سورة النساء , الآية 34
  14. صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 5195، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *