الكحل كان مشهور عند أي دولة

الكحل كان مشهور عند أي دولة يتردد هذا السؤال عن الكحل عبر محركات البحث المختلفة، في محاولة عن أصول من هي أولى الدول التي اشتهرت باستخدام ووضع الكحل، والذي يُعد واحد من أبرز مواد التجميل وأقدمها على الإطلاق في العالم، حيث برز استخدام الكحل منذ آلاف السنين وما زال يُستخدم إلى يومنا هذا، ويعتبر الكحل من أرخص خامات ومواد التجميل عبر العصور، وتجده منتشرًا في كافة ربوع العالم ويستخدمه النساء والرجال، ولا يحتاج استخدام الكحل إلى الذهاب إلى صالونات التجميل حيث يسهل استخدامه، وبالإجابة عن الكحل كان مشهور عند من سنتحدث عبر هذا المقال المُقدم من موقع المرجع، كما سنتطرق إلى بعض المعلومات الأخرى المتاحة عنه.

ما هو الكحل

الكحل أو الإثمد هو حجر طبيعي هشّ لامع مكون من طبقات يتم طحنه وسحقه ليصبح بشكل مسحوق ناعم جدًا، ويتم اكتحال العيون به وتستخدمه النساء ضمن مواد التجميل والزينة، كما يستخدمه بعض الرجال حول العالم ولكن بنسب أقل من النساء، وتنتشر عادة الاكتحال في دول الشرق الأوسط والشمال الإفريقي، وجنوب آسيا ودول المغرب الغربي، ودول من أفريقيا، ويتخيل الكثيرين حول العالم أن حجر الكحل أو الإثمد ذو لون أسود قاتم، ولكن الحقيقة أن هذا الحجر موجود في الطبيعة بأكثر من لون، منه بلون فضي لامع مثل (الإثمد المغربي)، وهناك باللون الأحمر المائل إلى السواد مثل (الإثمد الشامي)، ويُعد الكحل العربي واحد من أفضل أنواع الكحل على الإطلاق؛ كونه خالي من عنصر الرصاص المتواجد في أغلب أنواع أحجار الكحل الأخرى، ويتسبب الرصاص ببعض الأضرار للعيون على المدى البعيد، ويتم استخراج حجر الكل العربي من (المغرب، الحجاز، الشام)، ويحتوي على كلٌ من (الانتموان، ثالث وخامس سلفور الانتموان).

الكحل كان مشهور عند أي دولة

كان الكحل مشهور عند الدولة المصرية القديمة منذ عصر الفراعنة، حيث جرى استخدام الكحل في العصر البرونزي أي قبل أكثر من 3500 قبل الميلاد، حيث استخدمه الفراعنة القدام في توسيع العيون والعديد من الأغراض الأخرى أهمها حماية العيون من أشعة الشمس القوية بالمناطق الصحراوية شديدة الحرارة، كما تم استخدام الكحل من أجل اكتحال الأطفال الصغيرة حديثي الولادة ولا زالت هذه العادة منتشرة في بعض الأماكن إلى الآن، وبالإضافة إلى استخدام الحضارة المصرية للكحل استخدمته بعض الشعوب والحضارات الأخرى حول العالم منذ القدم وإلى الآن، وفي الوقت الحالي تستخدم النساء في مختلف بلدان العالم، واستخدمه أيضًا العرب القدماء ويُقال أن زرقاء اليمامة كانت أول من استخدم الكحل.

وضُرب المثل بحدة بصرها وكانت امرأة نجدية من جديس يُقال إنها كانت ترى الشخص على مسيرة ثلاثة أيام، ويروى أنها في إحدى حروب قومها أن العدو استتر بقطع الأشجار فرأتهم وأنذرت قومها فلم يصدقوها، فلما هجم الأعداء وأبادوا أهلها وبيوتهم، ولما سمعوا بزرقاء اليمامة وحد نظرها قاموا بخلع عيونها فوجدوها محشوة بالإثمد، فيل من وقتها لمن هو حاد البصر (أبصر من زرقاء اليمامة)، وترجع قوة بصرها إلى الكحل التي كانت تستخدمه.

فوائد استخدام الكحل

هناك العديد من الفوائد التي يتمتع بها الإثمد أو الكحل الطبيعي، ومن ضمن هذه الفوائد ما يلي:

• يعمل الكح على جلي وتقوية النظر ويساعد في علاج ضعف النظر أيضًا.
• يستخدم الكحل في إبقاء العين باردة ونظيفة.
• يستخدم الكحل في علاج بعض التهابات وحساسية العيون والتقرحات، نتيجة التعرض للملوثات الخارجية.
• كما يحمي العيون من الأشعة الضارة وغير المفيدة الواردة من الشمس.
• يساهم في علاج مرض إعتام عدسة العين.
• للكحل تأثير قاتل على الجراثيم والبكتيريا حول العين؛ نتيجة احتوائه على مركبات الانتموان ومن أبرزها علاج الاحتقان المرضي للعين.
• يقي العين الغبار وبعض الملوثات الموجودة بالبيئة المحيطة.
• يساعد الكحل في إنبات الرموش وبصيلات الشعر، كما يعمل أيضًا على تثبيتها بشكل جيد في البشرة.
• له دور في علاج مرض التنكس البقعي الشائع عند كبار السن؛ ويكون نتيجة نقص وصول الدورة الدموية للعين.
• بالإضافة إلى دخول الكحل في علاج السعفة الجلدية وبعض حالات الصلع الوراثي.
• يزيد من اتساع حجم العين، ويعطي إيحاء باتساع العيون الصغيرة والضيقة.
• يتم استخدام الكحل منذ قديم الأزل وإلى الآن كإحدى مواد التجميل
• يساعد بشكل كبير على حماية ووقاية العين من التهديدات الخارجية من البيئة.
• يساهم في السيطرة ووقف النزيف الداخلي للعين وعلاج جروح العين.
• يعمل على تأخير ضعف النظر في مراحل الشيخوخة.

أضرار استخدام الكحل

كغيره من المواد وأنواع العلاجات الأخرى، وبالرغم من الفوائد الجمّة التي ذكرنها هناك بعض الأضرار التي قد يتسبب فيها استخدام الكحل، وأبرز هذه الأضرار ما يلي:

• يحتوي بعض أنواع الكحل على مادة الرصاص بنسب مرتفعة، مما يجعله غاية في الخطورة على العين وغير صالح للاستخدام نهائيًا، لذا تحظره بعض المؤسسات والدول وتحذر من استخدامه.
• ويُعد الكحل المُصنع وغير الطبيعي أسوء وأكثر ضررًا لما يسببه من مشاكل وأضرار للعين، مما يتسبب في حجب الرؤية مع الاستخدام طويل الأمد.

ويعتبر الكحل العربي أفضل أنواع الكحل المستخدمة على الإطلاق؛ كونه خالي من عنصر الرصاص وله العديد من الفوائد.

اقرأ أيضًا: حكم تشقير الحواجب بالليزر

أنواع الكحل

يتواجد الكحل حاليًا في العالم على شكل نوعين وهما كالتالي:[1]

الكحل الصناعي

وهذا النوع يتم تصنيعه من خلال إدخال بعض المواد الكيميائية، وتعتبر أضراره أكثر من فوائده وتوجد عشرات الشركات المصنعة له حول العالم، على الرغم من إضافة بعض المواد المفيدة لمكوناته، لكن يظل يهدد ويؤثر على العين على المدى الطويل بالأضرار.

الكحل الطبيعي

وهو حجر الإثمد والذي يتم انتقاءه من الطبيعية، ويوضع على النار حتى ينفجر ويتناثر  وتخرج منه الحصى الناعمة وتوضع في بعض السوائل كالماء أو القهوة لفترة، ثم تؤخذ وتُطحن بعد ذلك ويتم نخلها لاستخدامها، ويعتبر الكحل العربي أفضل أنواع الكحل وأشهرها على الإطلاق والأكثر فائدة، ويتواجد هذا النوع في كلٌ من (المغرب، اليمن، أصفهان، الشام) ويتميز هذا الحجر بلونه الأسود المائل إلى اللون الرمادي ويخلو الكحل العربي من مادة الرصاص الضارة، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستخدمه للتكحل، وقد ورد في استخدام الحديث الشريف، حيث قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“إنّ مِنْ خَيْرِ أَكْحَالِكُمُ الإثمد إنّهُ يَجُلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشّعَرَ” وكان رسول الله إذا اكتحل يكتحل في اليمنى ثلاثة يبتدئ بها ويختم بها وفي اليسرى ثنتين [رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة والإمام أحمد وقال الترمذي: حديث حسن].

حكم الكحل في الإسلام

ينقسم هذا الحكم إلى جزئين فيما يخص اكتحال المرأة واكتحال الرجل في الإسلام

حكم اكتحال المرأة

أجاز معظم الفقهاء والعلماء أن تكتحل المرأة أمام زوجها ومحارمها، إما عن اكتحال المرأة أمام غير محارمها في أختلف العلماء في ذلك، وانقسموا إلى رأيين هما:

• الرأي الأول: يجيز اكتحال المرأة أمام الأجانب من غير محارمها كون الكحل يعتبر من الزينة الطاهرة، ويستدلون على ذلك فيما ورد عن ابن عباس لقوله تعالى {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} والمقصود بالزينة هنا الكُحلُ والخاتمُ.
• الرأي الثاني: والذي يعتبر أن الكحل من أنواع الزينة التي يجب سترها عن الأجانب، ويرى أن من الواجب إخفاء زينة المرأة أمام الأجانب.

حكم اكتحال الرجل

وهذا هو الجزء الثاني من الحكم، وقد أباح الإسلام للرجال التكحل ولا يُعد هذا ضمن أمور التشبه بالنساء، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأثار التي تنفي أي شبه باكتحال الرجل، ومن بين هذه الأدلة والأحاديث ما يلي:

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “منِ اكتَحلَ فليوتِرْ، من فعلَ فقدَ أحسَنَ ومن لا فلا حرَجَ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وإنَّ خيرَ أكحالِكم الإثمدُ: يجلو البصرَ، ويُنبتُ الشعرَ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد عن أن رسول الله إذا اكتحل يكتحل في اليمنى ثلاثة يبتدئ بها ويختم بها وفي اليسرى ثنتين.

وقد أجاز العديد من الفقهاء والعلماء من بينهم الشافعية والحنابلة والإمام مالك، والذين أجازوا للرجال وضع الكحل الإثمد، كونه سنة نبوية لفوائد الإثمد إلى العين وليس لغرض التزين.

وبنهاية مقال الكحل كان مشهور عند أي دولة والذي تحدثنا خلاله عن الكحل وطبيعته، كما تطرقنا إلى أولى الدول والحضارات التي استخدمت الكحل، وبعد ذلك تطرقنا لفوائد وأضرار الكحل، ثم تحدثنا عن حكم الكحل في الإسلام، وبالنهاية ذكرنا طريقة وضع الكحل الصحيحة.