التوسط للآخرين بجلب منفعة لهم ، أو دفع مضرة عنهم ، هذا تعريف

التوسط للآخرين بجلب منفعة لهم ، أو دفع مضرة عنهم ، هذا تعريف، الدُنيا هِي دارُ ممر وعبور للآخرةِ، فعلى الإنسان أنْ يتمسكُ بتعاليمِ دينّهُ، ويتلزمُ بأداءِ العباداتِ المفروضَة، ويتحلى بمكارمِ الأخلاق بعيدًا عنْ مُلهيّات الدنيّا الفانيّة والزائلّة، ومن خلال موقع المرجع سنتعرفُ على ما هو مُصطلح التوسط للآخرين بجلب منفعة لهم ، أو دفع مضرة عنهم.

التوسط للآخرين بجلب منفعة لهم ، أو دفع مضرة عنهم ، هذا تعريف

ما هِي إجابةُ سؤال التوسط للآخرين بجلب منفعة لهم ، أو دفع مضرة عنهم ، هذا تعريف الشفاعة أو العبادة أو الاعتكاف أو الطواف؟

  • تعريفُ الشفاعة.

سبحانه رحيمٌ رؤوف بالعبادِ في الدُنيّا والآخرة، فمنْ رحمةِ الله -سبحانه وتعالى- بعبادهِ أنْ جعَل الشفاعة يومَ القيّامة، بحيثُ يخرجُ بها أقوامًا من النّار، ويرفعُ بها أقوامًا منزلةً في الجنّة، ويخففُ العذاب عن أقوام آخرين، والشفاعةُ لها عدة معاني في اللغة، فتأتي بمعنى الانضمامُ إلى آخر لنصرتّه.

شاهد أيضًا: للشفاعة شرطان هما اذن الله للشافع ورضا الله عن المشفوع

الشفعاء يوم القيامة

توجدُ مجموعةً من الشفعاء قد نالت شرفَ الشفاعةُ يومَ القيّامة، ويأتي بيانَهُم فيّما يأتِي:

شفاعة نبي الله مُحمد-صلى الله عليّه وسلم-

يشفع الرسول -عليه الصلاة والسلام- في الخلائق كلّها يوم القيامة عند الله -سبحانه وتعالى-، وتأتي الشفاعةُ في أن الناسُ يذهبون يومَ القيامة إلى أول شافع لهم إلى إلى نبي الله آدم -عليه السلام- ليشفع لهم، فيرسلهم إلى نبي الله نوح -عليه السلام-، ويرسلهم نوح إلى نبي الله إبراهيم -عليه السلام-، وإبراهيم يردّهم إلى نبي الله موسى -عليه السلام- ويردهم موسى إلى نبي الله عيسى -عليه السلام-، فيردهم إلى سيدِ الخلائق أجمعين مُحمد -صلى الله عليّه وسلم-، فيحمدُ الله ويسجدُ له، ويطلبُ الشفاعةَ منّه سبحانه.

شفاعة النبيين غير محمد -صلى الله عليه وسلم-

فقد أكرمَ اللهُ -جل جلاله- أنبائَهُ يومَ القيّامة بقبول شفاعةُ أنبيائِه يوم القيامة لقومِ من الناس الذينَ آمنوا بأنّه لا إله إلا الله وأنّ مُحمدًا رسول الله، فقد شفعَ لهم توحيدهمُ بالله سبحانه وحدهُ لا شريكَ له، وهُمْ قوم دخلوا النار بسببِ ذنوبهم وليس كُفرهم، ويومُ القيّامة عندما يحدثُ ذلكَ فإنّه يتمنى الذينَ حجدوا لو كانوا مُسلمين.

شفاعة الملائكة

شفاعةُ الملائكة يومَ القيامة لا تكونُ إلا لمنْ ارتضى وأذنِ لهم الله -سبحانه وتعالى- بأنْ يشفعوا لهُ، حيثُ قال الله تعالى (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)[1]، واستغفارهم لمن في الأرض المذكور في قوله -تعالى-: (والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض) وهوَ من باب الشفاعةِ أيضًا.[2]

شفاعة الشهداء

يشفعُ الشهيد يومَ القيّامة لسبعين من أقاربّه، وفي رواية أُخرى جاءَ بأنّه يشفعُ لأهلَ بيته، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الشهيدُ يشفع في سبعين من أهل بيته)، وقد قال المِنَاوي في شرح الحديث: إنّه فضَّل الإحسان للأقارب عن الأجانب، كما أنّ أهل بيت الشهيد يعني أصوله وفروعه وزوجاته، وغيرهم من الأقارب، وعدد السبعين يمكن أن لا يكون مقصودًا لذاته وإنّما أُريد منه التكثير.[3]

شفاعة الصالحين

ثبتت شفاعة عباد الله الصالحين يوم القيامة في حديث القبضة، ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم- على لسان عباد الله الصالحين: (أيْ ربَّنا، عبادٌ من عبادِكَ كانوا معنا في الدُّنيا، يُصلُّونَ صلاتَنا، ويُزكُّونَ زَكاتَنا، ويصومونَ صيامَنا، ويَحُجُّونَ حَجَّنا)[4]، كما يشفعُ المؤمنون لبعضهم، حيثُ قال -صلى الله عليه وسلم-: (والذي نَفْسِي بيَدِهِ، ما مِنكُم مِن أحَدٍ بأَشَدَّ مُناشَدَةً لِلَّهِ في اسْتِقْصاءِ الحَقِّ مِنَ المُؤْمِنِينَ لِلَّهِ يَومَ القِيامَةِ لإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ في النَّارِ).[5]

شفاعة الصغار في والديهم

يشفعُ من مات صغيرًا لوالديّه، حيثُ قال – صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّما امْرَأَةٍ مَاتَ لَهَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الوَلَدِ، كَانُوا حِجَابًا مِنَ النَّارِ، قالتِ امْرَأَةٌ: واثْنَانِ؟ قالَ: واثْنَانِ)، وثبت ذلكَ للأبِ أيضًا، وتتحقق هذه الشفاعة عند موت الأبناء الكبار أيضاً، وهم أولى بها لأنّ المصيبة بفقدهم أكبر، وكُل ذلك مرهون بالصبر والاحتساب عند فقدهم.

شفاعة القرآن

ثبتت شفاعة القرآن لقارئه ولمن عمل به في الدنيا، وهناك بعض السور التي ذكرها النبي -عليه السلام- والتي تشفع لمن يحافظ عليها، فقراءة سورة الملك كلّ ليلة تمنع عن صاحبها عذاب القبر، وسورتيّ البقرة وآل عمران تكونان كالغمامتان تظللان الذي يواصل قراءتهما.

شاهد أيضًا: الاستعانة الجائزةهي التي تكون بالحي القادر الحاضر في المباحات

إلى هُنا نكونُ قد وصلنا إلى نهايةِ مقالنا التوسط للآخرين بجلب منفعة لهم ، أو دفع مضرة عنهم ، هذا تعريف، حيثُ سلطنا الضوءَ على تعريفِ الشفاعة، ومن هم الشفعاء يوم القيامة.

المراجع

  1. سورة الأنبياء , الآية 28
  2. سورة الشورى , الآية 5
  3. السلسلة الصحيحة , الألباني ، أبو الدرداء ، 7/650 ، إسناده فيه جهالة التابعي
  4. تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط ، أبو سعيد الخدري ، 11081 ، إسناده حسن

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *