ما هو أقل عدد ركعات صلاة التراويح

ما هو أقل عدد ركعات صلاة التراويح وما عدد الركعات الذي يجزئ عنها، فمع دخول شهر رمضان المبارك يسارع المسلمون للبحث عن كلّ المعلومات والأحكام الشرعية التي ترتبط بالصيام والقيام والتراويح في شهر رمضان المبارك وذلك حتّى يقوموا بتأدية العبادات على الوجه الأكمل، ومن خلال موقع المرجع سيتمّ بيان عدد ركعات صلاة التراويح وما حكمها ووقتها وفضل صلاة التراويح.

صلاة التراويح

تمهيدًا لمعرفة أقل عدد ركعات صلاة التراويح، فإنّ من المهم التعرف على مفهوم صلاة التراويح، وهي قيام الليل في شهر رمضان المبارك، فكلّ صلاةٍ في الليل تسمى قيامًا وكلّ قيامٍ في ليل رمضان يسمى تراويح، والتراويح هو جمع الترويحة، وهي المرة الواحدة من الراحة، وقد سميت ذلك لأنّ المسلمين كانوا يطيلون بالصلاة في قيام رمضان، فيستريحوا بعد كلّ ركعتين أو كلّ أربع ركعات بحسب اجتهادهم والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: كم ركعة صلاة التراويح في رمضان

أقل عدد ركعات صلاة التراويح

إنّ أقلّ عدد ركعات صلاة التراويح في السنة هو إحدى عشرة ركعة لكنّ  أهل العلم قالوا لو صلى ركعة الوتر فقط تجزئه عن قيام الليل، فكما ورد عن الكثير من أهل العلم أنّ أقل القيام والقيام هو التراويح في رمضان ركعة الوتر، وذلك لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الوترُ حقٌّ فمَن أحبَّ أن يوتِرَ بخمسٍ فلْيفعَلْ ومن أحبَّ أن يوتِرَ بثلاثٍ فلْيفعَلْ ومَن أحبَّ أن يوتِرَ بواحدةٍ فلْيفعَلْ”.[1] لكن المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يقم في رمضان ولا في غير رمضان أكثر من إحدى عشرة ركعة وفي روايات ثلاث عشرة ركعة، وصلاة هذا العدد أفضل متابعةً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم واقتداءً بسنته الشريفة ، ولكن من الجدير بالذّكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحدد عددًا لصلاة التراويح، ولما سُئل عنها قال صلاة الليل مثنى مثنى وتُختتم بالوتر، لكنّه لم يحدد عددًا فلا أقلّ ولا أكثر محدود، وللمسلم السعة والحرية في الاختيار والصلاة، ولو زاد أو أنقص في عدد الركعات فلا حرج عليه والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: كم تسليمه في صلاة التراويح

ما عدد ركعات صلاة التراويح ابن باز

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على التوسعة في صلاة الليل وعدم تحديد ركعات معينة وأن السنة أن يصلي المسلم مثنى مثنى وثمّ يسلم من كلّ اثنتين، وقد ورد في الحديث الشريف الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صَلَاةِ اللَّيْلِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ عليه السَّلَامُ: صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى”. [3] وقد ورد في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان ما يزيد في صلاة الليل عن إحدى عشرة ركعة، وهو العدد الأفضل وأصح ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو زاد الإنسان على ذلك فصلى ثلاثًا وعشرين أو أكثر، أو صلى أقل من ذلك جاز، ولو صلى في يومٍ أكثر وفي يومٍ أقل بحسب استطاعته وقدرته أجزأه ولا حرج عليه، والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح أربع ركعات فقط

هل يجوز صلاة التراويح أقل من 8 ركعات

بيّن أهل العلم في مسألة ما هو أقل عدد ركعات صلاة التراويح، بأنّ صلاة التراويح أقل من ثمانية ركعات جائزة للمسلم، ولا حرج عليه في أن يصلي التراويح بأيّ عددٍ أراده وشاءه بحسب استطاعته وبما يسّره الله له، فلو اتبع السنة النبوية الشريفة بأن يصلي إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة فهو الأفضل، ولو صلى أقل من ثمانية فهو جائز ومجزئ، ولو زاد عن ذلك فكلّ زيادة في الصلاة خير للمسلم ومن تطوع خيرًا فهو خيرٌ له.

حكم صلاة التراويح

إنّ صلاة التراويح سنّة مؤكدة ومستحبة للمسلمين، وقد أجمع عليها المسلمون من السلف الصالح، فصلاة التراويح سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم صلّاها بالناس جماعة ثم تركها خشية أن تفرض عليهم، وقد بقي المسلمون يصلون في عهده متفرقين، وكذلك في خلافة أبي بكر الصديق حتى جاء عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجمعهم على إمامٍ واحد، وأحيا سنّة النبي صلى الله عليه وسلم وأجمع الصحابة والتابعين في زمنه وبعده على استحبابها، وجرت العادة بين المسلمين أن تصلّى في جماعة في المساجد.[5]

هل تصلى التراويح جماعة أم مفردة

بعد بيان ما هو أقل عدد ركعات صلاة التراويح، فإن من المهم بيان كيفية صلاتها هلي تكون في جماعة أم فرادى، وقد ذكر أهل العلم في ذلك أنّها تشرع صلاة التراويح في رمضان جماعة وتشرع مفردة، وصلاتها في جماعة أفضل من صلاتها منفردًا، وقد صلّاها النبي صلى الله عليه وسلم جماعةً بأصحابه عدّة ليالي، فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم صلاها جماعة وتركها خشية أن تفرض على المسلمين، “وقيام رمضان سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ، مندوب إليها ، مرغوب فيها ، ولم يسن منها عمر بن الخطاب إذ أحياها إلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه ويرضاه ، ولم يمنع من المواظبة عليه إلا خشية أن يفرض على أمته ، وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما – صلى الله عليه وسلم – ، فلما علم ذلك عمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلم أن الفرائض لا يزاد فيها ولا ينقص منها بعد موته عليه الصلاة والسلام : أقامها للناس وأحياها وأمر بها ، وذلك سنة أربع عشرة من الهجرة ، وذلك شيء ادخره الله له وفضَّله به” وهو ما ورد عن الإمام ابن عبد البر رحمه الله.[6]

وقت صلاة التراويح

يدخل وقت التراويح من بعد انتهاء صلاة العشاء مباشرةً وينتهي بطلوع الفجر، فيجوز للمسلم أن يصليها في أي وقتٍ شاء بين هذين الوقتين، والأفضل لو كان إمامًا يصليها بالناس جماعة أن يعجّل بها، فلا يؤخرها بعد صلاة العشاء فتشق على المسلمين أو تفوتهم بسبب نومهم وغير ذلك.[7]

فضل صلاة التراويح

إنّ التراويح من السنن المستحبة وهي من قيام الليل فكلّ فضلٍ لقيام الليل يشملها ويزيد على ذلك فضل أنّها قيام شهر رمضان، وقيام ليلة القدر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “منْ قامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفر لهُ ما تقدَّم منْ ذنبهِ”. [8] فقيام رمضان من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، والقيام هو جهاد الليل كما الصيام جهاد النهار وفي رمضان يجتمع خير الجهادين للمسلم.[9]

بهذا نصل لنهاية مقال ما هو أقل عدد ركعات صلاة التراويح، والذي عرّف مفهوم التراويح، وبيّن حكمها الشرعي، وبيّن عدد ركعاتها وأقل ما يجزئ عنها وأكثر ما يصلى، وذكر هل تكون صلاتها في جماعة أم فردية، وبيّن فضلها ووقتها.