علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر

علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر، حيث إنّ لقيام الساعة أشراطٌ وعلاماتٌ تسبق وقوعها، وقد دلّ على ذلك الكثير من النصوص القرآنيّة والأحاديث النبويّة الشريفة، ومن المعلوم لدى المسلمين أنّ للساعة علاماتٌ كبرى وأخرى صغرى تنذر بقيام الساعة، لذا يهتمّ موقع المرجع ببيان ماهيّة هذه العلامات، إضافةً إلى التوسّع بذكر علامات الساعة الصغرى التي لم تقع بعد.

علامات الساعة

قبل كل شيء وقبل الخوض في ذكر علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر لا بدّ من التعريف بعلامات الساعة، وهي العلامات والأشراط التي تسبق قيام الساعة وتدلّ على اقتراب وقوعها، وقد جاء في تعريفها بالمعنى الشرعيّ العديد من الأقوال لكبار العلماء، ومن هذه الأقوال:[1]

• الحليمي: “أما انتهاء الحياة الأولى فإن لها مقدمات تسمى أشراط الساعة وهي أعلامها”.
• البيهقي: “ما يتقدمها من العلامات الدالة على قرب حينها”.
• الحافظ: “العلامات التي يعقبها قيام الساعة”.

شاهد أيضًا: هل كثرة الحرائق من علامات الساعة

أقسام علامات الساعة الصغرى

إنّ علامات الساعة الصغرى هي كما أخبر أهل العلم أنّها في غالب الأمر تكون متقدمة عن قيام الساعة بفترات طويلة، حيث تقسم علامات الساعة الصغرى إلى ثلاثة أقسام رئيسة، وهي:

• علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر بعد.
• علامات الساعة الصغرى التي وقعت ولا تتكرر.
• العلامات التي وقعت وهي مستمرة أو وقعت مرة ويمكن لها أن تتكرر في المستقبل.

شاهد أيضًا: ما صحة حديث لا تقوم الساعة حتى يكتفي

علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر

أمّا عن علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر فهي كثيرة، نذكر منها ما يأتي:[2]

• تعود أرض العرب جناتٍ وأنهار: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَكْثُرَ المالُ ويَفِيضَ، حتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بزَكاةِ مالِهِ فلا يَجِدُ أحَدًا يَقْبَلُها منه، وحتَّى تَعُودَ أرْضُ العَرَبِ مُرُوجًا وأَنْهارًا“.[3]
• انتفاخ الأهلّة: وهو أن يرى الناس الهلال على أنّه ابن ليلتين أو ثلاثة فور ظهوره في أوّل الشهر القمريّ، وقد رُويَ في الحديث الصحيح، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة”.[4]
• نطق الجماد والسباع: “عَن أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ: عَدا الذِّئبُ علَى شاةٍ فأخذَها، فطلبَه الرَّاعي، فانتَزعَها منهُ، فأقعى الذِّئبُ على ذنبِهِ قالَ: ألا تتَّقي اللَّهَ، تنزِعُ منِّي رِزقًا ساقَهُ اللَّهُ إليَّ؟! فقالَ: يا عَجبي ذِئبٌ مقعٍ علَى ذنبِهِ يُكَلِّمُني كلامَ الإنسِ؟! فقالَ الذِّئبُ: ألا أخبرُكَ بأعجَبَ من ذلِكَ؟ محمَّدٌ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ بيثرِبَ يخبرُ النَّاسَ ما قَد سبقَ. قالَ: فأقبلَ الرَّاعي يَسوقُ غنمَهُ حتَّى دخلَ المدينةَ، فَزواها إلى زاويةٍ من زواياها، ثمَّ أتى رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آله وسلَّمَ فأخبرَهُ، فأمرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ فَنوديَ بـ: الصَّلاةَ جامعةً. ثمَّ خرجَ فقالَ للرَّاعي: أخبِرهم، فأخبرَهُم، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعَلى آلِهِ وسلَّمَ: صَدقَ، والَّذي نَفسي بيدِهِ لا تَقومُ السَّاعةُ حتَّى يُكَلِّمَ السِّباعُ الإنسَ، ويُكَلِّمَ الرَّجلَ عَذبةُ سوطِهِ، وشراكُ نعلِهِ، ويخبرَهُ فخذُهُ بما حدثَ أَهْلُهُ بعدَهُ“.[5]
• خروج جبل من ذهب من الفرات: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَحْسِرَ الفُراتُ عن جَبَلٍ مِن ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ النَّاسُ عليه، فيُقْتَلُ مِن كُلِّ مِئَةٍ، تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، ويقولُ كُلُّ رَجُلٍ منهمْ: لَعَلِّي أكُونُ أنا الذي أنْجُو“.[6]
• خروج الكنوز المخبئة من باطن الأرض: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “تَقِيءُ الأرْضُ أفْلاذَ كَبِدِها، أمْثالَ الأُسْطُوانِ مِنَ الذَّهَبِ والْفِضَّةِ، فَيَجِيءُ القاتِلُ فيَقولُ: في هذا قَتَلْتُ، ويَجِيءُ القاطِعُ فيَقولُ: في هذا قَطَعْتُ رَحِمِي، ويَجِيءُ السَّارِقُ فيَقولُ: في هذا قُطِعَتْ يَدِي، ثُمَّ يَدَعُونَهُ فلا يَأْخُذُونَ منه شيئًا“.[7]
• انهزام المسلمين ومحاصرتهم في المدينة المنورة: وقد روي في ذلك عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- في حديثٍ فيه سندٌ ضعيف، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “يوشكُ المسلمونَ أنْ يحاصَروا إلى المدينةِ حتَّى يكونَ أبعدَ مسالِحِهم سَلاحِ“.[8]
• حكم الجهجاه من بني قحطان: وهو ملكٌ شديد البأس والقوّة يتسلّط على النّاس ويسخّرهم، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِن قَحْطانَ، يَسُوقُ النَّاسَ بعَصاهُ“.[9]
• فتح مدينة القسطنطينية: “عن أنسِ بنِ مالكٍ قال فتحُ القُسطَنطينيَّةِ مع قيامِ الساعةِ“.[10]
• فتنتي الدهيماء والأحلاس: “كنا عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قعودًا فذكر الفتنَ فأكثر ذكرَها حتى ذكر فتنةَ الأحلاسِ فقال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ وما فتنةُ الأحلاسِ؟ قال: هي فتنةُ هرَبٍ وحرْبٍ ثم فتنةُ السَّرَّاءِ دخَلُها أو دخَنُها مِنْ تحت قدمَي رجلٍ مِنْ أهلِ بيتي يزعمُ أنه مِنِّي وليس مِنِّي إنما وليِّيَ المُتَّقُونَ ثم يصطلحُ الناسُ على رجلٍ كورِكٍ على ضِلَعٍ ثم فتنةُ الدُّهَيماءِ لا تدَعُ أحدًا مِنْ هذه الأمةِ إلا لطَمتْه لطمةً فإذا قيل انقطعتْ تمادتْ يُصبِحُ الرجلُ فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا حتى يصيرَ الناسُ إلى فُسطاطَينِ فُسطاطُ إيمانٍ لا نفاقَ فيه وفُسطاطُ نفاقٍ لا إيمانَ فيه إذا كان ذاكم فانتظِروا الدجَّالَ مِنَ اليومِ أو غدٍ“.[11]
• خروج المهدي المنتظر: وهو الذي سيخرج في آخر الزمان ويملأ الأرض عدلًا، والله أعلم.

شاهد أيضًا: من هم المغضوب عليهم والفرق بين المغضوب عليهم والضالين

علامات الساعة الصغرى التي وقعت ويتكرر وقوعها

بعد الخوض في ذكر علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر لا بدّ من الخوض في ذكر تلك التي وقعت ويتكرر وقوعها مرّة أخرى فيما يأتي:[12]

• الفتوحات الإسلامية والحروب مع المشركين والكافرين.
• ظهور من يدّعي النبوة.
• انتشار الفتن وكثرتها.
• أن يسند الأمر إلى غير أهله.
• الخضوع لسنن الأمم الماضية واتباعها.
• أن تلد الأمةُ ربّتها، وتطاول الحفاة العراة في البنيان.
• أن يكثر المال ويستغنى عن الصدقة.
• أن تضيع الأمانة.
• تداعي جميع الأمم على المسلمين.
• أن يقبض العلم ويعمّ الجهل.
• الخسف والقذف والمسخ.
• انتشار الربا والزنا.
• استحلال المعازف.
• كثرة شرب الخمر.
• تزيين المساجد والتباهي بها.
• تقارب الفترات الزمنية.
• انتشار شهادة الزور وكتمان الحق.

شاهد أيضًا: العمل الذي خُص في الآيات بأن الإنسان يتمنى تأجيل موته ليعمله، هو

علامات الساعة الصغرى التي وقعت ولا تتكرر

أمّا عن علامات الساعة الصغرى التي وقعت ولا تتكرر فهي:[13]

• بعثة الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم.
• وفاة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم.
• حادثة انشقاق القمر.
• نار الحجاز.
• فتح بيت المقدس.
• انتشار طاعون عمواس.
• توقف الخراج والجزية.

شاهد أيضًا: اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح

هل الوباء من علامات الساعة

في ظلّ انتشار جائحة الوباء التي تسلّطت على البلاد والعباد في هذا الزمان قد يتساءل البعض فيما إذا كان الوباء من علامات الساعة، حيث أثارت السلالة التي ظهرت في هذا الزمن الكثير من الجدل حول خطورتها، وقد أوضح أهل العلم أنّ هذا الوباء ما هو إلّا نذيرٌ للمسلمين ليعودوا إلى الدّين القويم، واستندوا بذلك على الحديث الضعيف الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “كيفَ أنتُم إذا وقعَتْ فيكم خمسٌ وأعوذُ باللَّهِ أن يكونَ فيكم أو تدرِكوهنَّ ما ظهرتِ الفاحِشةُ في قومٍ قطُّ يُعمَلُ بها فيهم علانيةً إلَّا ظهرَ فيهمُ الطَّاعونُ والأوجاعُ الَّتي لم تكن في أسلافِهم وما منعَ قومٌ الزَّكاةَ إلَّا مُنِعوا القَطرَ منَ السَّماءِ ولولا البهائمُ لم يُمطَروا وما بخسَ قومٌ المكيالَ والميزانَ إلَّا أُخِذوا بالسِّنينَ وشدَّةِ المؤونة وجَوْرِ السُّلطانِ عليهم ولا حَكمَ أمراؤهم بغيرِ ما أنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إلَّا سلَّطَ اللَّه عليهم عدوَّهم واستَفقدوا بعضَ ما في أيديهم وما عطَّلوا كتابَ اللَّهِ وسنَّةَ رسولِهِ إلَّا جعلَ اللَّهُ بأسَهم بينَهم“.[14]

شاهد أيضًا: رفعهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله تعالى إياها هو معنى

علامات الساعة الصغرى التي لم تظهر مقالٌ فيه تمّ التعريف بمفهوم علامات الساعة، إضافةً إلى ذكر أقسام علامات الساعة الصغرى، كما ذكر المقال العديد من العلامات التي وقعت وسوف يتمّ تكرار وقوعها، لنختم ببيان فيما إذا كان الوباء الذي تسلّط على العباد والبلاد من علامات الساعة أم لا.