من طبع الإنسان حبه الشديد للمال، ولذلك ينبغي للمسلم أن يكون حبه لله تعالى ولطاعته أشد

من طبع الإنسان حبه الشديد للمال، ولذلك ينبغي للمسلم أن يكون حبه لله تعالى ولطاعته أشد، فالإنسان قد جُبل على حب المال والخير والشهوات واللذات، لذا فقد كان هنالك ضوابط ومعايير لهذا الحب وأن يربط الإنسان حبّه بالله -تعالى- حتى يتخلص من قيد المال وسطوته، وفي هذا المقال سوف يتوقف موقع المرجع لبيان تفصيل هذه المسألة وكيفية توجيه حب الإنسان ليكون خادمًا لدين وآخرته.

من طبع الإنسان حبه الشديد للمال، ولذلك ينبغي للمسلم أن يكون حبه لله تعالى ولطاعته أشد

لقد جبل الإنسان على حب المال والخيرات، ولكي يكون حبه هذا مُبعِدًا له عن الوقوع في ما لا يُحمد عُقباه فقد وجّهه الإسلام نحو حب الله تعالى، ولذلك ينبغي للمسلم أن يكون حبه لله تعالى ولطاعته أشد وذلك من أجل:

• ألّا يحمله حبه الشديد للمال على عدم أداء الواجبات والعبادات المطلوبة منها.

شاهد أيضًا: ما هو المذهب الإسلامي الصحيح

ما معنى الفتنة

معنى الفتنة في اللغة العربية الاختبار والامتحان، وهي مأخوذة من قولهم: “فتنتُ الذهب والفضّة” إذا أذابها العامل على النار لكي يميز الجيد من الرديء، وقد وردت في الشريعة الإسلامية كلمة الفتنة بمعانٍ كثيرة، ومن ذلك:[1]

• الابتلاء والاختبار.
• الصد عن السبيل.
• العذاب.
• الكفر والشرك بالله سبحانه.
• الوقوع في المعاصي والنفاق.
• اشتباه الحق بالباطل.
• القتل والأسر.
• الإضلال.
• اختلاف الناس.
• الإحراق بالنار.

وكلّ المعاني السابقة قد وردت فيها آيات تساند المعاني المذكورة آنفًا، والله أعلم.

تفسير آية وتحبون المال حبًّا جمًّا

لقد أخبر القرآن الكريم أنّ الإنسان محبٌّ للمال والخير الكثير، وقد وصفه -تعالى- في كثير من الآيات القرآنيّة بهذه الصفة، منها قوله -تعالى- في سورة الفجر: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}،[2] وقد قال العلماء في شرحهم لهذه الآية إنّ المقصود بهذه الآية أنّ الإنسان يحبّ جمع المال واقتنائه حبًّا شديدًا يصل حدّ الفحش كما قال بعض العلماء، والمقصود بقوله جمًّا من قول العرب “جمّ الماء في الحوض” ويقصدون بذلك اجتماعه، ومنه قول زهير بن أبي سُلمى:[3]

فَلَمَّــا ورَدْنَ المَـاءَ زُرْقًـا جِمامُـهُ
وَضَعْـنَ عِصِـيَّ الْحـاضِرِ المُتَخَـيَّمِ

شاهد أيضًا: آخر وصية نطق بها النبي عليه السلام قبل وفاته كانت عن

شرح حديث: إنَّ لكلِّ أمَّةٍ فتنةً وفتنَةُ أمَّتي : المالُ

لقد حذّر الكتاب والسنّة من المال ووصفوه بأنّه فتنة للمسلم ينبغي له الاحتياط منه وتوجيهه نحو الطريق التي توصله نحو الهداية والرشاد، ومن ذلك حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول فيه: “إنَّ لكلِّ أمَّةٍ فتنةً وفتنَةُ أمَّتي: المالُ”،[4] يدلّ هذا الحديث على أنّ المال فتنة عظيمة للإنسان، ومعنى أنّه فتنة أنّه بلاء واختبار ليمتاز به العبد ويتبيّن صدقه من عدمه مع الله تعالى، ولكن ليس معنى الحديث أنّ المال هو الفتنة الوحيدة لهذه الأمّة؛ فقد ذكر -عليه الصلاة والسلام- أنّ النساء كذلك فتنة لرجال هذه الأمّة، وكذلك التنافس على الدنيا هو من الفتن الموجودة لهذه الأمّة، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: من هما الشيخان ولماذا اطلق عليهما هذا الاسم

الفتن التي ابتليت بها أمّة الإسلام

لقد ثبت في الأحاديث النبوية والآيات القرآنيّة أنّ الإنسان مُبتلى ببعض الفتن في حياته، وذلك لكي يختبر إيمانه ويبقى كذلك حتى لقاء ربه سبحانه، ومن تلك الفتن:[6]

• فتنة الولد: ويعنى أنّ بعض الناس مفتونون بأبنائهم ليُختبروا بها ويُنظر كيف يفعلون بهذه النعم، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}.[7]
• فتنة الشهوات: وهي ابتلاء الإنسان بفتنة الشهوات من شهوات البطن والفرج وغيرها ليُختبر هل سيحسن استغلالها أو ستصدّه عن ذكر اله -تعالى- وعن الصلاة ونحو ذلك.
• فتنة المال: وهي فتنة حبّ جمعه وكنزه ويشمل ذلك الذهب والفضة وغيرها مما يمكن أن يكون مالًا، وذلك لاختبار الإنسان فيما سيفعله بهذا المال.

وإلى هنا يكون قد تم مقال من طبعِ الإنسانِ حبه الشديد للمالِ، ولذلك ينبغي للمسلمِ أن يكون حبه لله تعالى ولطاعتِه أشد بعد الوقوف على طرق توجيه الحب نحو الله -تعالى- وعدم الافتتان بالمال، إضافة للإضاءة على بعض الفتن التي ابتليت بها الأمة الإسلامية.