من اسباب نهاية الدولة العباسية

من اسباب نهاية الدولة العباسية وانهيارها ومقتل أخر خلفائها المستعصم بالله على يد هلاكو قيام عدد من العوامل التي عملت على سقوطها بشكل تدريجي حتى كانت نهايتها تمامًا على يد المغول بقيادة هولاكو، وهذه من الأمور المهمة التي يتم تدريسها للطلاب في كتب التاريخ؛ لهذا فقد أولى موقع المرجع هذا الموضوع أهمية خاصة وعمل من خلال هذا المقال على بيان أهم الأسباب وتوضيحها ليتسنى لكم التعرف عليها وفهمها.

قيام الدولة العباسية

واجه الأمويون المعارضات العباسيين الذين رأوا أنهم أحق بخلافة المسلمين من الأمويين، بسبب قربهم من آل البيت، وقد نجح العباسيون بالفعل في دعوتهم ضد الدولة الأموية، وأقاموا بدلًا منها الدولة العباسية، وهي تنسب للعباس بن عبد المطلب؛ عم الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد مرت دعوة العباسيين بمرحلتين كما يأتي: [1]

• المرحلة السرية: كان يقودها محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وهو الذي قام بتنظيم الدعوة وتأسيس الجمعية السرية عام 100هـ في الحميمة، واسمرت إلى 129هـ.
• المرحلة الجهرية: بدأت عام 129 على يد إبرهيم بن محمد الذي أمر أبا مسلم الخرساني بإعلان العصيان على الحكم الأموي في قرية مرو في خرسان، ورفع الرايات السوداء، فوقعت معركة الزاب الكبرى بقيادة عبد الله بن علي عام 132هـ، فأسفرت عن قيام الدولة العباسية وسقوط الدولة الأموية.

شاهد أيضًا: استمرت الدولة العباسية نحو

من اسباب نهاية الدولة العباسية

تضافرت العوامل التي أضعفت الدولة العباسية وأدت إلى انهيارها، وقد فشل أبو العباس السفاح في فرض سيطرته على الأندلس والمغرب، وقد بدأ انفصال الولايات والدويلات عن الدولة العباسية فأدت هذه العوامل إلى انهيارها بشكل كامل عام 656 على يد هولاكو، ومقتل آخر خلفاء الدولة العباسية وهو المستعصم بالله. [2] وكانت هذه العوامل كما يأتي:

دخول عناصر جديدة في الدولة العباسية والاعتماد عليها

تمكن العباسيون من الوصول إلى الخلافة من خلال مساعدة الفرس، وتقديرًا من العباسيين لهم قاموا بتقليدهم مناصب عالية في الدولة، من المهمات العسكرية والمدنية، لكن الفرس حاولوا أن يستغلوا سلطة الخلفاء، فكان الخلفاء بهم في المرصاد في الدور الأول من الخلافة العباسية، وعملوا على القضاء عليهم. ثم تدخل الترك في الخلافة العباسية بشكل كبير وأشرفوا على شؤون الدولة، فضعفت هيبة الخلافة ومكانتها. [1]

تعدد أولياء العهد

قام بعض الخلفاء في الدولة العباسية على تولية الخلافة لأكثر من شخص، فأدى هذا الأمر في النهاية إلى ظهور الحروب بين الأبناء، فاستغل الدخلاء هذه الحروب من أجل إشعال الفتن، فضعفت الدولة العباسية. [1]

اتساع رقعة الدولة العباسية

كانت دول الإسلام منذ العهد الأموي مترامية الأطراف وواسعة جدًا، حيث كانت حدودها تمتد من الصين وحتى المحيط الأطلسي، أي من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، ومن أواسط آسيا إلى الهند وجنوب الجزيرة العربية. ولا شك أن دولة عظيمة مترامية الأطراف كهذه يصعب الإشراف عليها، خاصة عندما ضعفت الدولة العباسية ووهنت سلطة الخلفاء بعد الدور الأول؛ فقد منح الخلفاء نفسهم في تلك الفترة للراحة والترف والتبذير وأهواء النفس، فوقعت الدولة إثر ذلك في تدهور على الصعيد الاقتصادي والسياسي أثر على قوتها وتماسكها. [1]

انفصال بعض الولايات والدويلات

أدى انتشار الفتن في الدولة العباسية، وضعف الخلفاء العباسيين وانشغالهم، إلى محاولة الطامعين في الحكم والسلطة الانفصال عن جسم الدولة العباسية ويعلنون الانفصال عن الدولة العباسية، [1] وقد بات هذا الانفصال واضحًا بعد وفاة الخليفة الواثق. فضلًا عن ظهور حركات التمرد المختلفة، التي أدت إلى ظهور ثورات متعددة مثل دولة القرامطة ودولة الزنج. [2]

تعدد الخلافات في نهاية الدولة العباسية

بعد أن كان العالم الإسلامي يعيش تحت خلافة واحدة، انقسم إلى ثلاث خلافات؛ وهي الخلافة العباسية في العراق، والخلافة العبيدية في إفريقية وتتمثل في تونس ثم مصر، وبلاد الشام والحجاز، والخلافة الأموية التي بقيت في الأندلس. وكانت كل واحدة من هذه الخلافات الثلاث تسعى إلى القضاء على الخلافات الأخرى، وهذا أدى بالنهاية إلى تدهور هيبة الخلافة العباسية. [1]

إفلاس خزينة الدولة العباسية

أدى انشغال الخلفاء المتأخرين للدولة العباسية بالترف والتبذير وأهواء النفس، وانفصال العديد من الأقاليم عن الدولة العباسية في مناطق المشرق والمغرب إلى إفلاس خزينة الدولة وتدهور الاقتصاد. [2]

شاهد أيضًا: انتهى حكم الدولة العباسية بسقوط مدينة

هل من اسباب نهاية الدولة العباسية نقل العاصمة الى بغداد

لا، لم يكن نقل العاصمة إلى بغداد من أسباب انهيار الدولة العباسية، فحسب ما تم الاطلاع عليه كان للحكم العباسي في بغداد دور في ازدهار بلاد الرافدين، فعلى الصعيد السياسي أصبحت بغداد مدينة مهمة جدًا،وقد انتقلت كل مؤسسات الدولة العباسية إليها، كما أن علماء تلك العصور وما فيها من النابغين والمثقفين والشعراء انتقلوا إليها مما أدى إلى ازدهارها من الناحية الثقافية. [3]

كما أن اختيار بغداد لم يكن إلا عن وعي وبصيرة؛ فقد قام جعفر المنصور بالانتقال بنفسه من مكان لآخر بحثًا عن مكان مناسب ليكون عاصمة الدولة،حتى وصل لمشارف تكريت والموصل، على الرغم من الجهد والوقت الذي تستغرقه مثل هذه المسافات، إلى أن انتهى به المطاف إلى أن اختار بغداد لتكون عاصمة الدولة العباسية. [3]

شاهد أيضًا: من هو الخليفه العباسي الذي حكم يوم واحد فقط ؟

هل من اسباب نهاية الدولة العباسية تسلط القادة

نعم، فكما ذكرنا كان من أسباب نهاية الدولة العباسية محاولة العسكريين التسلط على خلافة الدولة العباسية، وهذا الأمر أدى بالنهاية إلى إذلال الخلفاء العباسيين وأفراد الشعب؛ وكان سبب ذلك استعانة العباسيين بالفرس في البداية لإقامة الدولة العباسية ومن ثم مكافأتهم بتوليتهم المناصب العسكرية والمدنية فحاولوا التطاول على الخلافة، ومن ثم استعانة الخليفة المستعصم بالله بالترك، فأصبح بإمكانهم وضع الخليفة وعزله وهذا الأمر أدى إلى إضعاف هيبة الخلافة العباسية. [1]

اسباب سقوط الدولة العباسية على يد المغول

توجهت أنظار المغول إلى غرب الدولة العباسية من أجل توسيع نفوذ سيطرتهم، خاصة أن الدولة العباسية آنذاك كانت تعاني من الضعف الشديد، بسبب ضعف الخلفاء، وانقسامها إلى دويلات في المشرق الإسلامي؛ التي كانت في مقدمتها الدولة الخوارزمية؛ فتمكن القائد المغولي هولاكو من السيطرة على بلاد فارس فكانت الفرصة مناسبة للقضاء على الدولة العباسية واحتلال بغداد؛ فبعد أن احتل بلاد فارس قام هولادو بإجراء المراسلات مع المستعصم بالله، إلا أنها لم تسفر عن نتيجة حاسمة، فقام هولاكو بإرسال جيشه ليحاصر به بغداد. [2]

تمكن الجيش المغولي من عبور نهر دجلة ومهاجمة مدينة بغداد من الغرب، فهزم الجيش العباسي، ودخل هولاكو بغداد، وقتل المستعصم بالله، وانتهت بذلك الخلافة العباسية. وقد كان الجيش المغولي يجرون سيوفهم على رقاب المسلمين في بغداد لمدة أربعين يومًا؛ وقد سلبوا منهم الأموال، وأهلكوا رجال العلم وأئمة المساجد، وهدموا ما فيها من مساجد، وقاموا بإتلاف الكتب القيمة. [2]

اسباب سقوط الدولة العباسية باختصار

بعد أن ذكرنا أهم العوامل التي أدت إلى ضعف الدولة العباسية وأسهبنا في شرحها، يمكن أن نلخصها بإجمال من خلال مجموعة من النقاط كما يأتي: [4]

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى ختام مقالنا هذا الذي يتحدث عن الدولة العباسية ويبين بعضًا من اسباب نهاية الدولة العباسية وتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية فيها، مع شرح وافي لهذه الأسباب.