شعر عن البحر والغروب

شعر عن البحر والغروب، هذا النمط من الشعر منتشر بشكل واسع ومتوفر بصورة غزيرة في الأدب العربي خاصة والعالمي عامة، حتى إنه يعثر على القارئ إيجاد ديوان شعري أو مجموعة شعرية لم تتناول هذين العنصرين، ذلك أن الطبيعة هي مصدر إلهام الإنسان الأول وهي معين معانيه الذي لا ينضب يستقي منها صوره ويصب فيها قوالب معناه، لهذا كان البحر والغروب من أكثر الرموز التي استلهم منها الشعراء معانيهم، لذلك يقدم موقع المرجع في هذا المقال أسباب استعمال الشعراء لهذين العنصرين وتأثرهم بهما من خلال التعريج على دلالات البحر والغروب في الشعر ثم إدراج نماذج شعرية تناولت البحر والغروب بالإضافة إلى خواطر عن البحر والغروب.

دلالات البحر والغروب في الشعر

تحضر الطبيعة بوصفها عنصرا أساسيا من عناصر الجمال في الشعر العربي خاصة والعالمي عامة، حيث يكثر الشعراء من استحضار صور الطبيعة في معانيهم إما بقصد وصف مشهد مرئي أو بقصد المقاربة والتشبيه الجمالي أو بقصد وصف حال من الأحوال الإيجابية أو السلبية، لتصبح الطبيعة عالما من الرموز والدلالات يتخير منها الشعراء ما يتناسب ومقاصدهم. وبما أن البحر والشمس من أقوى مكونات الحياة الطبيعية وأوفرها دلالة فقد عمد الشعراء إلى الإكثار من وصف هذين المكونين واستيحاء مشاهدهما وأحوالهما للرمز إلى معان محددة أو لمجرد الوصف فقط، فأكثروا من وصف البحر لاتساع دلالاته بين القوة والعمق والاتساع والغضب والجمال والغموض، كما تهافتوا على وصف الشمس وأحوالها وخصوا الغروب أكثر من سواه لسحر مشهده ودلالته على انتهاء الأشياء وانقضاء النور ووشوك الظلام واليأس والموت، وكثيرا ما اقترن مشهد الغروب في الشعر بالشروق فربط الشعراء اليأس بالأمل والنهاية بالبداية والحزن بالسعادة، كما استوحوا معانيهم ومشاعرهم من مشاهد رأوا فيها مغيب الشمس فوق البحر فازدانت معانيهم بجمال هذا المشهد ورموزه الغنية وقدموه في قوالب لفظية مشبعة بالجمال والعمق.

شاهد أيضًا: شعر عن العيد للأصدقاء

شعر عن البحر والغروب

تغنى الشعراء بقوة البحر وجماله ولفتهم اتحاد هذا الجمال مع سحر الشمس ساعة المغيب فكتبوا في ذلك أشعارا كثيرة وصفوا في بعضها المغيب وفي بعضها الآخر البحر وصوروا اجتماعهما معا في أشعار أخرى، وفي الاقتباسات الشعرية التالية أنماط شعرية مختلفة صور فيها الشعراء هذه المشاهد كل حسب طريقته ومراميه:

  • قال الشاعر نزار قباني في إحدى قصائده مشبها الحب بالبحر:[1]

لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّا

ما أحببت

لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِدا

ما أبحرت

لو أنِّي أعرفُ خاتمتي

ما كنتُ بَدأت

  • وعن الغروب كتب نزار قباني في قصيدة أخرى:

أريدها وحدي .. فلا يدّعي

غيري هواها .. تلك أطواري

أريدُ أن أطوي عليها يدي

من ريبتي .. من فرط إيثاري

أحبها وحدي .. وما ضرني

أن تنقل النجومُ أخباري

فيشربُ الصباحُ أنوارها

ويشربُ الغروبُ أنواري

  • أما الشاعر محمود درويش فيذكر الغروب في إحدى قصائده للدلالة على اليأس في قوله:

هنا، عند مُنْحَدَرات التلال،

أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت

قرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،

نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،

وما يفعل العاطلون عن العمل:

نُرَبِّي الأملْ

  • كما ورد ذكر البحر في قصائد كثيرة لمحمود درويش منها ما قال فيها:
    هذا البحرُ لي

هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي

هذا الرصيفُ وما عَلَيْهِ

من خُطَايَ وسائلي المنويِّ … لي

  • وقال أحد الشعراء متحدثا بلسان اللغة العربية ومشبها إياها بالبحر:

أنا البحر في أحشاءه الدر كامن

فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟

  • كما قال أحدهم في وصف مشهد المغيب فوق سطح البحر:

يستند شعاع الشمس على زاوية الغروب

يلتقط أنفاسه الأخيرة خلف الأفق

يحاول التهدئة وقبول السكون وكأنه لم يستطع

  • ومن الشعر النبطي قال الشاعر محمد القحطاني:

جلست معك ع سيف البحر وغنيت

ساعه غروب الشمس اجمعتني فيك

يا غروب الشمس احفظي من حبيت

أبيات الشعر كتبتها لعيون محبتي فيك

  • كتب الشاعر غازي القصيبي قصيدة ورد فيها ذكر الغروب كناية عن اقتراب أجله حيث قال:

هذي حديقة عمري في الغروب.. كما

رأيتِ… مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ

الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ

والوردُ أطرقَ يبكي عهد آذار

شاهد أيضًا: شعر عن المعلم بالفصحى

خواطر عن البحر والغروب

ولأن معاني الشعراء وقصائدهم دارت على ألسنة الناس إلى الحد الذي قلل عنصر الدهشة فيها فأصبحت مألوفة للسامع معروفة لدى الكثير من الناس بات القراء يبحثون عن معانٍ وعبارات جديدة مختلفة عما هو موجود في دواوين الشعراء، وفيما يلي خواطر وعبارات عن البحر والغروب:

  • أبحث في أعماق حبنا عن أسباب هذا الوله كمن يبحث في قاع البحر عن لآلئه، فقد عرف هذا الحب من أصناف العذاب وألوان الخصام ما عرفه البحر من شروق الشمس وغروبها واشتداد الرياح وهدوئها إلا أنه بقي محافظا على دوزان ألحانه بين مد وجزر متناغم يطرب قلبي وينسيه الأسى.
  • ما أجملك يا حبيبتي، وما أحلى أمارات هذا الوجه، فإن فرحتِ كأن الشمس قد أشرقت على موج روحي وإن حزنتِ كأن الغروب قد حان، ورغم أنك أجمل حين تشرقين يؤنسني مرآك وأنت غاضبة فإني مذ كنت صغيرا أحب أن أشاهد المغيب على الشاطئ.
  • ينسى الإنسان لحظات السعادة حين يطرق الألم بابه مرة أما السماء فيخبو نورها كل يوم إلا أنها لا تنسى أن الشمس تشرق من جديد كل صباح.
  • يقبل البحر شمسه عند المغيب على خجل فتتورد السماء بينما أقبل عينيك بنظرة فيتورد قلبي في وجنتيك، كأنك تلخصين الجمال ومكونات الطبيعة في مشهد الغروب وأنت مشرقة في أوج نورك.
  • حطت عصافير هذا الحب على قلبي فصارت فراشات من فرط خفتها، لقد صار كل شيء خفيفا لطيفا على روحي مذ حللت، الناس والشجر والسماء والحجر، والبحر الذي كنت أخافه صار يسبح بي ساعة الغروب بينما يتلاطم موج قلبي على شاطئك ويتمتم بين مد وجزر أحبك.
  • سر السماء شمسها وسر الأرض أم، فإن غربت الأولى فالثانية لا يزورها عتم.

وما أوسعها من معان يمكن أن تحتويها الطبيعة بكليتها وما أخصَّ تلك المعاني التي يوحي بها البحر ويلهم بها الغروب، وما دامت الحياة مستمرة فإن المعاني مستمرة في التجدد أيضا وآخذة في التطور والتبدل مع تطور الإنسان وتبدل أحواله وتجدد أحاسيسه لكنها لا تخرج عن أصولها في استيحاء مضامينها من روح الطبيعة.

وبهذه الكلمات يصل المقال إلى ختامه بعد أن تناول دلالات البحر والغروب في الشعر وبعد أن احتوى نماذج شعر عن البحر والغروب متنوعة لشعراء مشهورين وآخرين أقل شهرة تناولوا هذين العنصرين بطرائق مختلفة، واستكمالا لذلك أضيفت عبارات وخواطر جديدة عن البحر والغروب لتصبح هذه المادة شاملة لكل ما يرتبط بالمحور الأساسي من تفاصيل.

المراجع

  1. aldiwan.net , رسالة من تحت الماء , 21/11/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *