الماء الطهور هو

الماء الطهور هو نوعٌ من أنواع الماء التي حدّدتها الشريعة الإسلامية، ومن واجب كل مسلم أن يعلم أنواع الماء هذه من حيث الطهارة، ذلك أن الطهارة أمرٌ مطلوب في الإسلام، وقد جعل الله -سبحانه وتعالى- الماء أصل كلّ شيء وأصل الحياة في الوجود، وبه يشترط الطهارة للعبادة، ولذلك يحرص المسلمون على معرفة أنواع الماء كلها، وعبر موقع المرجع سيتم تعريف الماء الطهور وبيان الفرق بين الماء الطاهر والطهور.

الماء الطهور هو

ذكر أهل العلم أنّ المـاء الطـهور هو كلّ ماءٍ نزل من السماء بالمطر والغيث، وكل ماءٍ نبع من الأرض وخرج منها، وحافظ على أصل خلقته من البرودة والعذوبة والملوحة، ولم تتغير أوصافه بالأشياء التي تقوم بتغيير طهورية الماء، وقد يقوم أهل العلم بإطلاق مصطلح الماء الطهور على الماء المطلق، لأنّه يكون محترزًا عن الإضافات الغير اللازمة، ولم تتم إضافته لأي شيء يخالطه، أما في الاصطلاح الشرعي، فقد عرفه أهل العلم أنّه الماء الطاهر المطهر وهذا عند الجمهور، وقال الحنفية أنّه الطاهر فقط والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم استعمال الماء النجس

حكم الماء الطهور

إن الراجح في قول أهل العلم في حكم المـاء الطـهور أنه طاهرٌ في ذاته وهو المـطهر لغيره، فالمـاء الطـهور يرفع الحدثين الأكبر والأصغر، وبه يجوز الوضوء والغسل وتزال به النجاسات، وهذا الحكم رتّبه الشارع عليه، ولا بدّ من الإشارة أنه يحرم استعمال المـاء الطـهور إن كان مملوكًا، وذلك بغير إذن مالكه، أو أن يترتب على استعماله مرضًا، ويستحب استعماله في تجديد الوضوء والغسل، ويباح استعماله فيما أباح الله من أكلٍ وشرب، ويكره استعماله إن كان شديد البرودة أو شديد الحرارة، والله ورسوله أعلم.[1]

ما هي أنواع المياه من حيث الطهارة

صنّف أهل العلم المـاء كلّه بالنسبة لطـهارة المسلم لثلاثة تصنيفات، وهي كما يأتي:[2]

  • الصنف الأول: المـاء المطلق من كل قيد، وهو كل مـاء لم يتغير طعمه أو لونه، ولم تظهر له رائحة، وهو طـاهرٌ مطهـر، وهو الطهـور، ويدخل فيه المطر والندى ومـاء البحر ومياه الينابيع.
  • الصنف الثاني: كل مـاء تغير لونه أو ريحه أو طعمه، كالزيت والعطور، فهو ماءٌ طاهر، لكنه غير مطـهر لغيره.
  • الصنف الثالث: هو المـاء المتنجس، أي ما دخل فيه نجاسة وخالطته، فتغير بذلك وصفًا من أوصافه أو أكثر، وهو ماءٌ نجس في ذاته ولا يجوز استعماله في تطهير غيره، ولا يجوز استعماله لشرب وغيره.

شاهد أيضًا: تنظيف الخارج من السبيلين عن مخرجه بالماء هو

ما الفرق بين الماء الطهور والماء الطاهر

إن المـاء الطـهور هو كل ماءٍ مطلق وبقي على خلقته، وبقي على وصفه الأصلي، دون أن يتغير أحد أوصافه الثلاث كلون ورائحة وطعم، وهو الطـاهر في ذاته المطهـر لغيره، أما المـاء الطاهـر فهو كل ماءٍ طاهرٍ في ذاته، ولكنه لا يطـهر غيره، وهو المـاء الذي لا يجوز الوضوء منه ولا يصح، والمـاء الطـهور هو المـاء الذي يتم التـطهر به للعبادات وغيرها.[3]

من أمثلة الماء الطهور

يمكن طرح الكثير من الأمثلة على المـاء الطـهور من الحياة والوجود، ولعل من أبرز الأمثلة ما يأتي:[4]

  • ماء المطر: فقد قال تعالى: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}.[5]
  • ماء النهر والبئر: فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: “أنَّه قيلَ لرسولِ اللهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- أنتوضَّأُ من بئرِ بضاعةَ وَهيَ بئرٌ يطرحُ فيها الحيضُ ولحمُ الكلابِ والنَّتنُ فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- الماءُ طَهورٌ لا ينجِّسُه شيءٌ”.[6]
  • ماء الثلج والبرد والنبع: لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو فيقول: “اللهمَّ اغسِلْ خطاياي بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ”.
  • ماء زمزم: فعن علي بن أبي طالب أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شرب من زمزم وتوضأ منها.

شاهد أيضًا: هل يجوز الوضوء بالثلج

الماء الطهور في القرآن والسنة

ورد ذكر المـاء الطـهور في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الكريمة في الكثير من المواضع، ومنها ما يأتي:

  • قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا}.[7]
  • قال تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ}.[8]
  • عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “أرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهَرًا ببابِ أحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فيه كُلَّ يَومٍ خَمْسًا، ما تَقُولُ ذلكَ يُبْقِي مِن دَرَنِهِ؟ قالوا: لا يُبْقِي مِن دَرَنِهِ شيئًا، قالَ: فَذلكَ مِثْلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا”.[9]

بهذا نكون قد وصلنا لنهاية مقال الماء الطهـور هو، حيث تمّ تعريف المـاء الطهـور، وبيان الفرق بين الماء الطاهـر والطـهور، وتسليط الضوء على أحكام المـاء الطهـور وأنواعه وما يندرج تحته.

المراجع

  1. alukah.net , الماء الطهور وبعض ما يتعلق به من أحكام , 10/09/2022
  2. islamweb.net , أقسام المياه وحكم كل قسم , 10/09/2022
  3. binbaz.org.sa , الفرق بين الماء الطهور والماء الطاهر , 10/09/2022
  4. dorar.net , المبحث الثَّاني: الماءُ المُطلَق (الطَّهور) , 10/09/2022
  5. سورة الأنفال , الآية 11
  6. صحيح أبي داود , الألباني/ أبو سعيد الخدري/ 66/صحيح
  7. سورة الفرقان , الآية 48
  8. سورة الأنفال , الآية 11
  9. صحيح البخاري , البخاري/ أبو هريرة/ 528/صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *