حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب
جدول المحتويات
حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب هو ما سيتمّ بيانه في هذا المقال، فالكثير من الأزواج الذين يرغبون بالزّواج من امرأة ثانية، فإنّهم يبحثون عن الأحكام المتعلّقة بالزواج الثاني، وكذلك النساء اللواتي يرغب أزواجهن بالزّواج عليهنّ مرّةً ثانية، فإنّهنّ يبحثن عن العلل والأمور التي يمكن لها أن تردع الزوج وتمنعه عمّا شرّعه له الله، والزّواج نعمة من نعم الله التي أنعمها على عباده، ويهتمّ موقع المرجع ببيان حكم الزواج بامرأة ثانية بدون داعٍ ودون سبب، وسيطلعنا على أهمّ الأحكام المرتبطة بالزواج وتعدد الزوجات.
الزواج في الإسلام
إنّ بيان حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب يتطلّب الحديث عن الزّواج في نظر الإسلام، فهو نعمة من نعم الله التي أنعمها على عباده، وهو من الأمور التي كانت سببًا للاستمرار البشري على الأرض، ففيه حفظ النسل البشري واستمرّت الحياة على الكوكب، ولأهميّة الزواج ضبط الإسلام أحكام الزواج وحدد له عديد الشروط والضوابط، وقد نظّمت ضوابط الزواج ويمكن تلخيص أهميّة الزواج في الإسلام، بأنّه سنّة الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين، وهو ما يوافق الفطرة السليمة التي خلق الله الناس عليها، ويوافق الزواج الحاجة الإنسانية لقضاء الوطر بالحلال، وفيه يغضّ المسلمون بصرهم ويحصنون فروجهم، وبالزّواج يتمّ إنشاء الصلة والروابط القوية بين المسلمين، ويساعد على الاستقرار النفسي والاجتماعي، والزواج بحدّ ذاته مودّة وسكن ورحمة وطريقٌ للحصول على السعادة وراحة البال.[1]
شاهد أيضًا: هل يجوز للمسلم الزواج من يهودية
الزواج في القرآن والسنة
إنّ الإنسان كائنٌ اجتماعي، ولا يستطيع أن يعيش منعزلًا عن أخيه الإنسان، والرجل يمكل المرأة والمرأة تكمّله، والعلاقة بينهما تعاون وتناسق، وقد شرّع الإسلام الزواج وجعله مصلحةً ومنفعة ووردت الكثير من الآيات والأحاديث التي تدلّ على مشروعية الزواج، منها ما يأتي:
- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}.[2]
- قال تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.[3]
- قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.[4]
- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “يا مَعْشَرَ الشبابِ من استطاع منكم الباءةَ فلْيَتَزَوَّجْ فإنه أَغَضُّ للبصرِ وأَحْصَنُ للفرجِ ومن لم يستطعْ فعليه بالصومِ فإنه له وِجاءٌ”.[5]
شاهد أيضًا: علامات رغبة الرجل في الزواج الثاني
حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب
يجوز للرجل أن يتزوج على زوجته بدون سبب في الإسلام، فلا مانع له بذلك أبدًا حتّى لو كانت المرأة الأولى صالحة وطيبة ولا عذر فيها، ولا مرض ولا علّة، ولو كانت ذات حسبٍ ونسب وذات مالٍ وجمال، ولو كانت من الولود الودود، فإنّ الرجل لو أراد الزواج بثانية فله ذلك ولا شيء عليه ولا حرج ولا إثم، لأنّ الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}. [6] وإنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد تزوّج على أزواجه وزوجاته هن خير النساء ولا علّة فيهن، وكذلك الصّحابة الكرام -رضوان الله عليهم- قد تزوجوا من خير النساء وعدّدوا في الزوجات دون عذر، فالأمر للمسلم واسع وله أن يتزوج ما شاء من النساء ضمن الأربعة على أن يعدل بينهن.
ويرى أهل العلم أنّه من المصيبة في هذا العصر أنّ الناس يدعون لعدم التعدد واغترّوا بما يقوله ويدعو إليه اليهود والنصارى وأعداء الإسلام ومن تشبّه بهم، والذين يشددون على ضرورة بقاء الزوج على زوجة واحدة، وينددون بتعدد الزوجات وهذا كلّه تشبّهٌ بالنصارى وتأثّرٌ بما قالوه، فالشريعة الإسلامية نظّمت التعدد بعد أن كان أكثر في الأمم السابقة، والمصالح من التعدد كثيرة والله أعلم.[7]
شاهد أيضًا: هل يندم الرجل بعد الزواج الثاني
حكم تعدد الزوجات في الإسلام
ببيان حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب، فإنّ ذلك يقود للاطّلاع على حكم تعدد الزوجات في الإسلام، فالتعدد في الإسلام قربة وطاعة وليست مجرّد رخصة، فتعدد الزوجات عمل صالح في تكثير الأمّة وفي عفّة الرّجال والنساء وفيه القضاء على أسباب الفساد والسفاح، والله -جلّ وعلى- أمر في كتابه العزيز بالنكاح مثنى وثلاث ورباع، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزج من تسع نساء، فهو أمرٌ مطلوب مع القدرة عليه، فمع قدرة الرجل عليه شرّع له ذلك والله ورسوله أعلم.[8]
شروط تعدد الزوجات
جعل الإسلام العديد من الضوابط والشروط لتعدد الزّوجات، وذلك منعًا للظلم وللفساد، فالتعدد مشروعٌ للإصلاح ولفوائده، ومن شروط تعدد الزوجات، التي ينبغي الإطلاع عليها بعد معرفة حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب:[9]
- العدل بين الزوجات: فمن شروط التعدد بالزوجات أن يعدل الرجل بين زوجاته، فلو كان غير قادرٍ على العدل أو خاف من عدم قدرته عليها، والعدل يكون بالنفقة والكسوة والمبيت ونحو ذلك من الأمور المادية مما يكون في مقدوره واستطاعته، أمّا العدل في المحبة فهو غير مكلّفٍ بها، ولا مطالبٌ أن يحبّهما بنفس القدر فهذا بيد الله.
- القدرة المالية على الإنفاق: فقد أمر القرآن الكريم الذين لا يملكون مالًا وقدرة على النفقة أن يستعففوا، ومن ذلك من لا يجد ما ينكح به من مهر، ولا قدرة له على لإنفاق على زوجته بما يكفيها.
الحكمة من تعدد الزوجات
إنّ أهل العلم اتفقوا في حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب، وهو أمرٌ مشروعٌ وجائز، وقد شرّعه الله لعباده، وفيه مصالح كثيرة للرجال والنساء والمجتمع ككل، والحكمة منه ما يعود منه من فوائد ونتائج إيجابية على المجتمع ومنها:[9]
- قد لا يعفّ الرجل امرأةٌ واحدة، بسبب شهوته الكبيرة، فمن طرق العفة القومية تعدد الزوجات.
- كذلك إنّ التمتع بالاثنتين والثلاثة والأربع من أسباب قضاء الوطر وطيب النفس والبعد عن الفواحش وإعانة على تحصين الفرج وغض البصر.
- التعدد ينشر العفّة بين الناس، فلا يمكن لكلّ امرأة أن تجد رجلًا يعفّها، وقد يكون الرجال أقل من النساء، فمن مصلحة النساء أن يتمّ التعدد، وذلك خيرٌ لها من بقائها وحيدة.
- التعدد سبب لتكثير النسل وكثرة الأولاد، وهو من الأمور المسحبّة فالنبي -صلى الله عليه وسلم- مباهٍ بأمّته الأمم يوم القيامة.
- والتعدد يقرّب الأسر ويزيد الترابط بين المسلمين.
حكم الزواج بالثانية دون علم الأولى
لا يشترط في الزواج من امرأةٍ ثانية على الزوج أن يخبر زوجته الأولى ولا أن بطل إذنها ولا رضاها، وحكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب وهو أنّه مشروع، كذلك كمن يريد الزواج فليس عليه إخبار زوجته، ولكن لو أخبرها وطيّب خاطرها فهذا من مكارم الأخلاق، ومن حسن العشرة، وتخفيفٍ عنها ما هو من طبيعتها التي تعمي بصيرتها، وقد قيل لو أنّ الزوج يعلم أن إخبار زوجته بزواجه فالأولى له أن يخبرها بذلك، أمّا لو علم أن علمها سيكون سببًا في الفساد والأذى فعدم علمها أولى، ولو استأذنها ولم تأذن، فله أن يتزوج فإذنها غير مطلوبٍ في هذا الأمر وقبولها وعدمه واحدٌ في هذه المسألة، فالنّبي -صلى الله عليه وسلم- تزوّج بكلّ زيجاته دون أن يخبر زوجاته أو يستأذنهن والله أعلم.[10]
حكم الزوجة التي ترفض زواج زوجها
إنّ رفض الزوجة حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب أو بسبب فإنّ ذلك يذهب في اتجاهين، فإن كانت الزوجة كارهة لتشريع التعدد من أصله فهذا اعتراضٌ على حكم الله وهو مروقٌ من الدين والعياذ بالله، أما لو كانت راضية في إباحة التعدد ولكنّها ترفض زواج زوجها عليها لغيرتها فذلك لا يعدّ اعتراضًا على شرع الله، ولكن من واجب المرأة أن تجاهد نفسها وتصبر وتحتسب وأن تعلم أنه فعل ما أباحه الله له، واعتراضها ورفضها لزواجه منكرٌ وإثم ولا حقّ لها بأن تعترض أو ترفض، ولا يحقّ لها أن تسيء لزوجها بمجرّد زواجه، ولا يحقّ لها طلب الطلاق لذلك الأمر فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أيُّما امرأةٍ سألت زوجَها طلاقَها من غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنَّةِ”.[11] وزواج الرجل ليس بأسًا تطلب به المرأة الطلاق فلتحذر ولتتقي الله ربّها.[12]
شاهد أيضًا: الزوجة تريد الطلاق والزوج لا يريد
حكم الطلاق بدون سبب
اتفق أهل العلم على حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب لكنّهم اختلفوا في حكم الطلاق بدون سبب، فقد ذهب بعضهم لقول أنّه مكروه، وآخرون قالوا أنّه محرّم وغير جائز، وقد ورد عن ابن قدامة: “مكروه: وهو الطلاق من غير حاجة إليه. وقال القاضي فيه روايتان إحداهما: أنه محرم لأنه ضرر بنفسه وزوجته وإعدام للمصلحة الحاصلة لهما من غير حاجة إليه فكان حراما كإتلاف المال؛ ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار” وهذا للرجل يطلق زوجته من غير بأس، أما طلب المرأة الطلاق من غير سبب فهذا حرام ولا يجوز بالمطلق والله أعلم.[13]
أسباب زواج الرجل من الزوجة الثانية
إنّ الأصل في الزواج الثاني أو تعدد الزوجات هو الإباحة من غير قيدٍ أو شرط، إلا بالعدل والقدرة على النفقة، وتختلف ظروف الرّجل منن شخصٍ لآخر وتختلف الأسباب التي تدفعه للبحث عن زوجةٍ أخرى، ولا حكم ينطبق على الجميع في ذلك، ومن أسباب زواج الرجل من الزوجة الثانية ما سيتم ذكره آتيًا:[14]
- رغبة الزوج بتطبيق شرع الله وأحكامه في مشروعية تعدد الزوجات.
- رغبة الزوج بالولد في حال كانت الزوجة مريضة أو عقيمة.
- رغبة الرجل بتكثير ذريّته وعياله بالزّواج الثاني.
- عجز الزوجة وضعفها ومرضها يدفع الزوج للبحث عن زوجة ثانية تقوم بواجباتها تجاهه.
- قد تكون المرأة ناشزًا وترفض العيش مع الزوج بلا مبرر مما يدفع الزوج للبحث عن زوجة أخرى.
- وعديد الأسباب التي تدفع الزوج للزواج الثاني المباح له شرعًا دون وجود سبب.
بهذا نختتم مقال حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب، والذي تمّ فيه الحديث عن الزواج في الإسلام، والزواج في القرآن والسنة، كما بيّن حكم تعدد الزوجات وشروطه والحكمة منه، وذكر حكم الزواج بالثانية دون علم الأولى، وحكم الزوجة التي ترفض زواج زوجها، وختم ببيان الأسباب التي تدفع الرجل للزواج الثاني.
المراجع
- alukah.net , ما فوائد الزواج في الإسلام؟ , 01/01/2022
- سورة النساء , الآية 1
- سورة النور , الآية 32
- سورة الروم , الآية 21
- غاية المرام , الألباني/ عبد الله بن مسعود/ 206/ صحيح
- سورة النساء , الآية 3
- binbaz.org.sa , هل يتزوج الثانية دون عيب أو نقص في الأولى , 01/01/2022
- binbaz.org.sa , تعدد الزوجات.. أصل أم رخصة , 01/01/2022
- islamqa.info , حكم تعدد الزوجات والحكمة منه , 01/01/2022
- islamqa.info , لا يشترط للزواج من الثانية إذن الأولى , 01/01/2022
- الترغيب والترهيب , المنذري/ ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم/ 125/ 3/ إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما
- islamweb.net , حكم الزوجة الكارهة للتعدد , 01/01/2022
- islamweb.net , حكم الطلاق من غير حاجة , 01/01/2022
- islamweb.net , ما هي دواعي زواج الرجل بامرأة ثانية؟ , 01/01/2022
التعليقات