الزوجة تريد الطلاق والزوج لا يريد

الزوجة تريد الطلاق والزوج لا يريد هي مشكلة قد تحدث في الكثير من البيوت التي تكون فيها الزوجة غير قادرة على الاستمرار في الحياة المشتركة مع الزوج ومع ذلك فهو يرفض طلاقها وقد أحل الله عز وجل للمرأة الطلاق في ديننا الإسلامي على الرغم من أنه جل وعلا قد كرّه المسلمين فيه تكريهًا كبيرًا وكان ذلك بهدف المحافظة على البيوت الإسلامية من الخراب والتدمير وحفاظًا على أبناء تلك البيوت من التشرد والضياع ويقوم موقع المرجع في هذا المقال ببيان الأحكام الخاصة بهذا الموضوع مع العديد من الأحكام المتعلقة به.

ما هو الطلاق

إنّ الطلاق هو انفصال الزوجين بعدما تكون العشرة قد استحالت بينهما وقد تم تحليله في الشريعة الإسلامية واليهودية بينما حرم في العديد من الشرائع الأخرى كالشريعة النصرانية ويترتب على الطلاق الكثير من الحقوق التي يختص بها كل من الزوج والزوجة، ويعد الطلاق هو أبغض الحلال لما قد يترتب عليه من فقدان الأطفال لبيتهم وتمزقهم بين الأب والأم وهدم الأسرة المسلمة.

أسباب طلب الطلاق من الزوج

هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع المرأة لطلب الطلاق من زوجها إذا لم يكن بيدها القدرة على الوصول لحل في تلك الأسباب أو المشكلات، وهذه الأسباب هي:

  • الخيانة المتكررة من جانب الزوج: إنَّ أكثر ما يؤذي مشاعر المرأة هو تفضيل أنثى أخرى عليها فإذا قام الزوج بخيانة زوجته فإن هذا يشعرها بقلة قيمتها في عينيه مما يجعلها تطلب الطلاق منه.
  • بخل الزوج أو فقره: الزوج البخيل يعد من أسوأ الرجال الذين يمكن للمرأة الزواج منهم حيث أنهم يذيقون المرأة شظف العيش بلا سبب مباشر بينما الزوج الفقير يجعل المرأة تشعر بأنها من الممكن أن تعيش في وضع اجتماعي أفضل إذا تخلت عنه ثم تزوجت من رجل أحواله المادية معقولة ففي الحالتين قلة الإنفاق على الزوجة قد تدفعها إلى طلب الطلاق.
  • ضرب الزوجة وإهانتها: تتوقع المرأة من زوجها أن يكون أمانها والدرع الذي يحميها من شرور العالم فإذا آذاها هذا الزوج فإنها تفقد الثقة به وغالبًا ما يدفعها هذا إلى طلب الطلاق.

الزوجة تريد الطلاق والزوج لا يريد

قد يحدث أحيانًا في كثير من البيوت المسلمة أن تطلب الزوجة الطلاق على الرغم من رفض زوجها لتطليقها ويترتب على هذا الطلب والرفض المقترن به عدة أحكام هي:

حكم رفض الرجل طلاق زوجته الكارهة له

إنّ الرجل من حقه في الدين الإسلامية أن يمسك زوجته حتى لو كانت كارهة لزواجه لإن الطلاق هو قرار الرجل في الشريعة الإسلامية ومع ذلك فيجوز للزوجة في الشريعة الإسلامية أن تقوم بمخالعة زوجها وهو ما يعرف بحل رقبتها من الزواج مقابل المال وقد ذكر الله تعالى هذه الطريقة من طرق مفارقة المرأة للرجل في القرآن الكريم قائلًا “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ”[1]، ويستحب أن يقوم الزوج بتطليق زوجته التي لا ترغب في الحياة معه منعًا لوقوعها في الفتنة.[2]

شاهد ايضًا: كيف اخلي زوجي يشتاق لي

كيفية التعامل مع الزوجة التي تطلب الطلاق

إن الطلاق فيه الكثير من المفاسد والخراب للبيوت العامرة لذلك فإذا طلبت الزوجة الطلاق فعلى زوجها أن يحاول تهدئتها ويمكن له أن يستخدم في سبيل إصلاح الحال مع زوجته ما يلي:

  • يحاول أن يصالح زوجته عن طريق توسيط أهلها فالرجل يجوز له إذا طلبت زوجته الطلاق واستنفذ جميع الطرق في الوصول لحل منطقي معها يُمكّنه من أن يحفظ البيت جاز له أن يطلب النصح من أهلها للحكم بينهما ويفضل أن يكون المصلحين رجلين أحدهما من أهله والآخر من أهلها لضمان العدالة في الحكم وعدم غبن طرف من الأطراف كما يستحب أن يكون الوسطاء قد عُرف عنهم العقل والحكمة لا الانجراف وراء الطيش والهوى وفي هذا يقول الله تعالى “وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا”[3].
  • يجب على الزوج أن يتعامل مع زوجته بالحسنى فيتقي الله فيها ولا يحزنها أو يسبها أو يسيئها بحجة التربية أو التخويف أو حتى كسر الشوكة لأن ذلك وبصرف النظر عن حرمته فإنه سيأتي بنتائج عكسية تمامًا بل إنها ستحول الزوجة إلى صاحبة حق في رفع قضية الطلاق للضرر.
  • إذا كان للزوج والزوجة أبناء كبار من البنين أو البنات فيمكن للزوج أن يقوم بتوسيطهم بينه وبين أمهم لعلهم ينجحون في تهدئة غضبتها.
  • على الزوج أن يحاول الاستماع لما يغضب زوجته لعله قد قام بفعل ما يظنه بسيطًا وهذا الفعل قد تسبب بإيلامها مما تسبب في رفضها للحياة معه وفي هذه الحالة ينبغي عليه اكتشاف خطئه والاعتذار عنه.

شاهد أيضًا: كيف ترضي شخص زعلان

هل يجبر الزوج على الطلاق

المحكمة يجوز لها أن تجبر الزوج على الطلاق فقط في حالة الطلاق للضرر إذا استطاعت الزوجة إثبات سوء معاملة زوجها لها وإيذاؤه إياها ويكون هذا بالقرائن وبشهادة الشهود وفي حالة زواج الزوج من أخرى بغير موافقة الزوجة فيما يعرف بحالة تخيير الزوجة أما ما عدا ذلك من الحالات فلا يجوز للمحكمة أن تفرق بين الرجل وزوجته عن طريق الطلاق ما دام الزوج محسنًا إلى زوجته.

حقوق الزوج إذا طلبت الزوجة الطلاق

الزوج له أن يطلق زوجته إذا طلبت الطلاق فإن كان الطلاق مقابل مال كانت الطلقة واحدة بائنة لا يجوز للزوج معها مراجعة زوجته إلا أن تأذن هي له ويحق له ما اتفقا عليه من المقابل المادي أما إذا كان الطلاق على غير مال فيطلق الزوج زوجته طلقة واحدة رجعية يحق له فيها أن تحتبس الزوجة في بيته مدة العدة وهي ثلاثة أشهر يجوز للزوج أن يراجعها خلالهم إلا أن تسقط حملًا فحينها تنتهي العدة قبل مرور الثلاثة أشهر وتتحرر الزوجة من حق مراجعة الزوج لها وتعتبر اللمسة من الزوج لزوجته بمثابة مراجعة لها لأنها ما احتبست في بيته إلا ليراجعها فلا يجوز له أن يلمسها للإذلال بدون وجه حق.

الزوجة تريد الطلاق والزوج لا يريد

علامات الزوجة التي تريد الطلاق

إنّ الزوجة قبل طلب الطلاق من زوجها قد يظهر عليها الكثير من العلامات التي تدل على أنها ستطلب هذا الطلب منه ويمكن تلخيص تلك العلامات في:

  • رفض الزوجة كل سبل حديث زوجها معها والتصالح معه والإصرار على ابتعاده عنها مع اختفاء نيتها في حل المشكلات بينها وبين زوجها بما يوحي بانتهاء طاقتها.
  • نفور الزوجة من أي محاولة من زوجها للقيام بالعلاقة الزوجية الطبيعية ومحاولة إيجاد الحجج والمبررات التي تبرر عدم تلبية رغباته.
  • الاستهزاء بالزوج وآراؤه وأوامره لها وعدم تنفيذ أي منها مع محاولة صنع حياة خاصة بها بعيدة عن منظومة الزواج التي تشارك هي فيها مع زوجها.
  • التحقير من زوجها ومن زواجها منه وإظهار نقمتها على خياراتها في الحياة التي انتهت بها مع مثل زوجها مع السخرية المستمرة من حياتهما معًا.
  • إظهار الزوجة الرفض للمستوى المادي الذي تعيش فيه مع زوجها والغضب منه ومقارنته بالأزواج الآخرين.
  • تذكير الزوجة لزوجها بجميع أخطائه السابقة معها مع عدم قبول تبريراته أو محاولة سماع اعتذاره.

 علامات الزوجة التي تريد الطلاق

نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق

إنّ الزوجة التي تقوم بطلب الطلاق من زوجها قد لا تفعل هذا دائمًا بسبب سوء زوجها أو استحالة عشرتهما بل قد يتحكم بها الكثير من العوامل الأخرى وهنا نوضح مجموعة من النصائح قد تفيد المرأة التي تطلب الطلاق:

يفضل الابتعاد عن الزوج والبيت لفترة

إنّ الكثيرات من النسوة قد يطلبن الطلاق مع عدم إلمامهن الكامل بما هنّ مقبلين عليه من خراب ودمار للبيت والأبناء لذلك فعلى المرأة قبل أن تبت في أمر الطلاق بالكامل أن تبتعد قليلًا عن بيتها وزوجها وأبناءها فتذهب إلى بيت أهلها أو في أي رحلة بسيطة لا تستغرق أكثر من عدة أسابيع فإن لم تفتقد بيتها وزوجها وترغب في العودة أمضت إجراءات الطلاق.

التفكير المستمر في قرار الطلاق لمدة زمنية طويلة

على المرأة قبل أن تأخذ قرار الطلاق أن تقوم بأقصى ما بوسعها حتى لا تشعر بالندم فيما بعد لذلك يفضل أن تفكر طويلًا قبل أن تجعل زوجها يقوم بطلاقها ويمكن أن تفعل هذا عن طريق التفكير في الطلاق والنتائج المترتبة عليه يوميًا مثلًا لمدة شهر على الأقل حتى تكون قد درست الأمر من كل جوانبه وحتى تضمن ألا يكون مجرد قرار مزاجي متهور ساعده العند على النمو.

النقاش مع امرأة قريبة من قلبها ومحاولة إصلاح الزوج

على الزوجة قبل أن تحسم أمرها بالطلاق من زوجها أن تقوم بالاستماع إلى رأي أي شخص قريب منها ولتكن امرأة من قريباتها أو صديقاتها ويفضل أن تكون أكبر منها سنًا حتى تكون أكثر منها خبرة ويجب أن تتناقش أيضًا مع تلك الصديقة عن الطرق التي يمكن أن تستخدمها لإصلاح زوجها والابتعاد عن فكرة الطلاق منه قبل أن تقوم بأخذ قرار التطلق من زوجها حتى تكون قد استنفدت كل الطرق في الحياة معه.

على الزوجة أن تطمئن إلى مستقبل أطفالها قبل الطلاق

إنّ الطلاق يعتبر نوع من الوبال على الأطفال الذين سيجدون أنفسهم فجأة قد يتشتتون بين بيتين بدلًا من كونهم آمنين مع والدهم ووالدتهم لذلك فعلى المرأة قبل أن تحسم أمرها في موضوع الطلاق أن تكون قد خططت جيدًا لعدم مساس الضرر بأولادها حتى تضمن ألا يؤذيهم قرارها هذا.

 شاهد أيضًا: كيفية التعامل مع الزوج البارد الصامت

إذا طلبت الزوجة الطلاق ماذا يحق لها

إن الزوجة إذا طلقها زوجها في الشريعة الإسلامية فإن الله قد فرض لها الكثير من الحقوق في ذمة الزوج وهذه الحقوق هي:

حق النفقة وحق السكنى

الزوجة إذا تم طلاقها من زوجها طلاقًا رجعيًا عاديًا كان لها أن تطالبه بأن يسكنها في بيتها وينفق عليها لحين انتهاء أشهر العدة التي حددها الله فإن كان الطلاق بائنًا سكنت في منزلها لحين انتهاء العدة مع عدم مطالبة الزوج بالإنفاق عليها لأنها في هذه الحالة تسمى مبتوتة وهي التي بت في أمرها بالانفصال التام من الزوج وإنما بقيت في بيته فقط لاستبراء الرحم حتى لا يرميها زوجها بالفاحشة إذا ما ظهر أنها كانت حاملًا بعد طلاقه منها فوجودها في بيته يثبت نسب الطفل له ونفقتها على أهلها.

شاهد أيضاً: علامات عدم احترام الزوجة لزوجها و11 نصيحة للحفاظ على الزوج

مؤخر الصداق

إن الزوجة إذا طلقت أو لم تطلق يجب عليها أن تأخذ مؤخر الصداق من زوجها إذا دخل بها لأنه يدفعه أيضًا إذا مات عنها من تركته فالمؤخر لا علاقة له باستمرارية الزوجية بين الزوجين ولكن يمكن للزوج أن يقوم بتأجيله وأخر أجل مؤخر الصداق هو الطلاق أو الوفاة أيهما أقرب.

حضانة أبناءها

إن الزوجة أحق من الزوج بحضانة الأطفال الصغار إذا وقع الطلاق بشرط عدم زواجها من رجل أجنبي عنهم فإن كان ذو رحم فيجوز أن يظل الأطفال معها كما يجوز أن يظل الأطفال مع الزوجة بعد زواجها من رجل آخر إذا رضي أبوهم ببقائهم مع أمهم وزوجها.

ميراث الموت في العدة

إذا قام الرجل بتطليق زوجته قبل وفاته ومات وهي في عدته فإنها تستحق أن ترثه كما لو كانت ما زالت على ذمته خاصة إذا كان مريضًا بمرض موت وطلقها في أثنائه فإن ميراثه حينئذ بالنسبة للزوجة يسمى ميراث الفار وسمي هكذا لأن الفقهاء قد اعتبروا الزوج يفر من أن ترثه زوجته فأطلق عليه الفار.

 إذا طلبت الزوجة الطلاق ماذا يحق لها

إن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله لا خلاف في هذا ولكن في بعض الأحيان قد يكون الزوج أو الزوجة على درجة كبيرة من السوء بحيث لا يمكن لأحدهما أن يستمر في حياته مع الآخر وفي هذه الحالة يجوز الطلاق وقد تم توضيح في هذه المقالة مسألة أن الزوجة تريد الطلاق والزوج لا يريد كما تم توضيح مسائل أخرى تعلقت بالطلاق والحضانة والحقوق التي لكل زوج على الزوج الآخر.

المراجع

  1. سورة البقرة , الاية 229.
  2. islamqa.info , تريد الطلاق وهو لا يريد أن يطلقها , 26/10/2021
  3. سورة النساء , الآية 35.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *