حقوق الزوج اذا طلبت الزوجة الطلاق

حقوق الزوج اذا طلبت الزوجة الطلاق، يظن غالبة الناس أن الحقوق التي تترتب على الطلاق هي فقط مُتعلقة بالزوجة، ولكن هناك أيضًا العديد من الحقوق التي تكون حقًا للزوج في حال طلبت الزوجة الطلاق، وقد خصص موقع المرجع هذا المقال لبيان ما هو الطلاق، وما هي حقوق الزوج اذا طلبت الزوجة الطلاق، وأسباب الطلاق، والآثار المُترتبة عليه، وما هو حقوق الزوجة إذا طلبت الطلاق للضرر، وبيان كل من حق النفقة، وحق السكنى، وحق نفقة الحضانة.

ما هو الطلاق

شُرع الطلاق في الشريعة الإسلامية، فهو يُعد الملاذ الأخير إذا لم يكن من الممكن الاستمرار في الزواج، حيث أن الزواج في الإسلام يجب أن يمتلئ بالرحمة والرحمة والطمأنينة، وبالتالي إن الزواج نعمة عظيمة، لكل شريك في الزواج حقوق ومسؤوليات معينة يجب الوفاء بها بطريقة محبة بما يخدم مصلحة الأسرة، فالطلاق هو انتهاء الرابطة الزوجية بين الزوجين للعيد من الأسباب التي تقف خلف ذلك.

وقد يُعرف الطلاق في اللغة بأنه: “حل الوثاق، وهو مشتق من الإطلاق؛ وهو الإرسال والترك، فيُقال: أطلقت الأسير: إذا حللت قيده وأرسلته، ويُقال: فلان طلق اليد بالخير؛ أي: كثير البذل والعطاء، ويُقال: طلق البلاد إذا تركها، ويُقال للإنسان إذا عتق طليق؛ أي: صار حرًّا”.[1]

أما عن تعرفه في الشرع، فقد عُرف بأنه: “انتهاء رابطة العلاقة الزوجية بين الزوجين، وهناك العديد من الآيات القرآنية التي نصت على مشروعية الطلاق، قال الله تعالى: ﴿ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾[2]، أيضًا يقول سبحانه وتعالى: ﴿ لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ﴾[3]، وقال جل شأنه في كتابه الكريم: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ﴾.[4]

شاهد أيضًا: تعريف الطلاق الغيابي

حقوق الزوج اذا طلبت الزوجة الطلاق

هناك العديد م الآثار التي تترتب على الطلاق، والتي تختلف من حيث الشخص الذي يطلب الطلاق، والأسباب التي تقف خلف الطلاق، ولا يترتب على الطلاق فقط حقوق للزوجة من نفقة ومسكن وإلى غير ذلك، أيضًا تترتب العديد من الحقوق للزوج في حال كان من يطلب الطلاق هي الزوجة، ففي بعض الأحيان ينبع قرار الانفصال من الزوجة ذاتها ودون أي سبب مُتعلق بالزوج، في هذه الحالة يترتب العديد من الحقوق للزوج ومنها:

  • يحق للزوج استرداد كافة التكاليف التي أنفقها على مصاريف الزواج إذا كان طلب الطلاق من قبل الزوجة.
  • يجوز للزوج استعادة المهر من الزوجة إن كان قد أخذته منه عن عقد الزواج أو فيما بعد.

ويجدر بالذكر أن هذه الحقوق للزوج في حال كان طلب الطلاق فقط من قبل الزوجة، كما يجوز للرجل أن يتنازل عن هذه الحقوق للزوجة ولا يستردها منها إن أراد ذلك.

اقرأ أيضًا: كيف اعرف رقم صك الطلاق الالكتروني في السعودية

أسباب الطلاق

هناك العديد من الأسباب التي تقف خلف الطلاق، وانتهاء الرابطة الزوجية بين كلا الزوجين، ومن هذه الأسباب:[5]

  • قد يكون سبب الطلاق ناجمًا عن بعض التدخلات الخارجية عن العلاقة الزوجية؛ كالأقارب أو الأصدقاء.
  • بسبب إفشاء بعض الأمور الخاصة بالحياة الزوجية والتي لا يجوز لأي شخص الاطلاع عليها غير الزوجين.
  • عدم توافر الثقة بين الزوجين، بأن يقوم كل منهما مراقبة الآخر، أو التفتيش في حاجاته الخاصة.
  • انشغال كلا الطرفين عن بعضهما البعض.
  • من الأسباب التي تقف خلف الطلاق أيضًا سوء استخدام المُصطلحات التي يستخدمها أحد الزوجين تجاه الآخر.
  • إهانة كلا الزوجين لبعضهما البعض.
  • عدم تحمل المسؤولية المُلقاة على عاتق كل طرف.

شاهد أيضًا: الطلاق الرجعي في المحكمة وحكمه وكيفية اثباته

الآثار المُترتبة على الطلاق

هناك العديد من الآثار التي تترتب على الطلاق، ومن هذه الآثار:

  • من الممكن أن تتشتت الأسرة بشكلٍ كبير، ويُصبح الأبناء ضحية هذا الطلاق بشكلٍ غير مُباشر، بحيث ستدور العديد من النزاعات حول أحقية الحصانة فيما بين الزوج والزوجة، ممّا ينجم عن ذلك تشتت الأبناء بين الأب والأم.
  • قد يلجأ بعض الأزواج في بعض الحالات إلى السحر بسبب إعادة العلاقة الزوجية إلى ما كانت عليه.
  • من الممكن أن تتدمر نفسية الأبناء تبعًا للكلام الذي سيُقال لهم من الغير.
  • انقطاع العلاقات بين الأسر.
  • الانحراف الأخلاقي للأطفال الذين قد يلجأون إلى طريق خاطئ نهايته وخمية؛ كالمخدرات.
  • يُنمي شعور الطفل بالحقد والكراهية تجاه أحد الأبوين.
  • تشعب الصدمات النفسية لدى الأب أو الأم أو حتى الأطفال ممّا يصعب علاجها فيما بعد.

حقوق الزوجة إذا طلبت الطلاق للضرر

كفلت الشريعة الإسلامية حقوق كل من الزوجة والزوج عند الطلاق، وبناء على ذلك يجب على كل طرف القيام بما أوجبه الشرع عليه عند الطلاق، والطلاق يقع بين كل من الزوجة والزوح تبعًا للعديد من الأسباب، ومنها؛ إذا ألحق الزوج بالزوجة الضرر، إذا طُلقت الزوجة بناء على رغبة شخصية من الزوج، أو في حال اتفقا بإرادتهما الحرة على الطلاق، وفي حال تعرضت الزوجة للضرر من قبل الزوج، وتم إثبات ذلك من خلال العديد من الأدلة، يقع الطلاق، وتكتسب الزوجة العديد من الحقوق، حيث لها الحق في طلب مؤخرها ومهرها في حال لم يدفع إليها، كما يحق لها أخذ ما يُرتب لها عقد الزواج من المنقولات والمصوغات وإلى غير ذلك من الحقوق، أما في حال قام الزوج بتطليق زوجته دون سبب منها، فيرتب للزوجة العديد من الحقوق، وهي: حق النفقة وحق السكنى وحق المتعة وحق الصداق وحق الحضانة، أما في حالة الطلاق بالاتفاق بينهما، فتكون تلك الحقوق أيضًا بالاتفاق والتراضي فيما بينهم.

شاهد أيضًا: متى تسقط حضانة الأم في القانون السعودي

حق النفقة

يجدر بالذكر أن هناك نوعين من الطلاق، الطلاق البائن، والطلاق الرجعي، وبناء على ذلك تختف نوعية النفقة بحسب نوع الطلاق، فهناك نفقة تسمى بنفقة الطلاق الرجعي، ونفقة مُتعلقة بالطلاق البائن، أما عن نفقة الطلاق الرجعي فهي واجبة حكمًا، ويجب على الزوج أن يؤديها للزوجة، وتكون هذه النفقة أثناء فترة العدة، وتشمل كل من الطعام والشراب والملبس والمسكن، وتكون النفقة واجبة في الطلاق البائن في حال كانت الزوجة المُطلقة حامل، وهنا تشمل النفقة نفقة الأم والابن، وفي حال لم تكن حامل، وجد خلاف فقهي بين الفقهاء، بحيث رأي كل من المالكية والشافعية وجوب حق السكنى دون النفقة، أما الحنفية يرون أن لها الحق في النفقة والسكنى معًا.

حق السكنى

يحق للمطلقة حق السكنى من الزوج في حال تك طلاقها من زوجها، وبناء على ذلك يجب على الزوج أن يقوم بتوفير المسكن المُناسب لها، وذلك أثناء فترة عدتها، ويجدر بالذكر أن المطلقة طلاقًا رجيعًا يُمكن لها البقاء في بيتها، بينما المطلقة طلاقًا بائنًا يجب أن لا تقيم مع زوجها في ذات المكان، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا﴾.[4]

حق نفقة الحضانة

من الآثار التي تترتب على الطلاق أيضًا، حق الزوجة بالحصول على نفقة الحضانة لأطفالها من الزوج، ويتم تقديرها تبعًا للاتفاق، أو في المحكمة الشرعية بحسب حال الزوج ومقدرته المادية، وقد اختلف الفقهاء من حيث مدة استحقاق النفقة، حيث يرى الحنفية أن هذه النفقة تُستحق بعد انتهاء عدة المطلقة فقط وليس قبل ذلك، أما المالكية يروا أن لا نفقة للأم، ولعل السبب في رأيهم أنه لا يؤجر الإنسان لي واجباته، أما الشافعية والحنابلة أن المطلقة تستحق نفقة الحضانة، بعد انتهاء العدة، ويُشترط في ذلك أن لا تطلب إلا مثل نفقة الرضاع.

الطلاق يقع بين الزوجين في العديد من الحالات، وهناك حالة أنه يحق للزوج العديد من الحقوق إذا تم طلب الطلاق من قبل الزوجة دون أي سبب يذكر، كما تم بيانه في عنوان حقوق الزوج اذا طلبت الزوجة الطلاق، وعليه فإن الزوج له الصلاحية إما بطلب هذه الحقوق أو التنازل عنها للزوجة بحسب مُقتضى الحال.

المراجع

  1. alukah.net , الطلاق وأحكامه في الإسلام , 08/01/2022
  2. سورة البقرة , آية 229
  3. سورة البقرة , آية 236
  4. سورة الطلاق , آية 1
  5. alukah.net , الطلاق: أسبابه وآثاره , 08/01/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *